أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - توفيق الشيخ حسين - متاهات أسباخ على رصيف التعب














المزيد.....

متاهات أسباخ على رصيف التعب


توفيق الشيخ حسين

الحوار المتمدن-العدد: 2668 - 2009 / 6 / 5 - 07:16
المحور: الادب والفن
    


أوتار تعزف لحنا حزينا على رصيف بائس , ووطن لا يبارح التعب .. نتـألم من جرح الزمان .. وننتظر ضوءا ً يتسلل إلى قلوبنا المتعبة .. لتحمل لنا حلما ينبض بأحاسيس صادقة فلا نجد غير جراح أرصفة الموت الممتد عبر آفاق الزمن الموحش .. ومسافرا ً في صحارى الخوف مع امتداد ملح الليل عندما يقتلنا الحنين ...
أسباخ على رصيف التعب المجموعة الشعرية الخامسة للشاعر الدكتور صدام فهد الأسدي وتضم ( 28 ) قصيدة تعبر عن دفء الشوق وحنين الأرض.. وزمن يبحث في كل المرافئ عن بحار يصارع موجه.. وطيور النورس تسأل عن الأوطان لتشرب جرح غربتنا لكن نخيل البصرة يسقط الرطب لجوع الفقراء ...
ورأيت طيور النورس تمضي
رغم شظايا الجهلاء
احمل أسباخ البحر هدايا لتلك الفقراء
الآتون من أكواخ الجوع
المنسيون من أحكام الزمن الهمجي
من يحمل جثة هذا المصلوب
على باب القبر
كل نخيل البصرة يبكي
مزمار تومان أسطورة البصرة جاهز للرقص والذي كان يقود إعلانات السينما فقد أختفى من دهاليز العشار ..
والسياب برغم من شهرته عاش فقيرا طيلة حياته ونكب بمحنة المرض وهو في قمة شبابه .. لقد كانت نهاية السياب قصيدة لم يكتبها بدر .. بل كتبها المطر على تراب العراق الخصب ...
تومان الرجل الزنجي
يموت
الأمس وكان
رمزا
بصريا علق لائحة الضحك
على التمثال
كم كان السياب فقيرا
اغرق شعره بالأهوال
تبعثرت الكلمات .. وتناثرت ذرات التراب .. مع صبر نخيل البصرة .. وطين القلب ينفض عن جناحيه اسرار النهر عندما يتشظى كالنسر يحمل الهموم .. ويحاول استكشاف الأعماق فلا نجد سوى الماضي الحزين بين متاهات الحياة ..
والآن
اقطف من نخل الصبر
بقايا الطين
وازرع في قلب النهر
هموم الجزر موزعة يحملها النسرين
أيها البحر .. أنت زمن التأمل .. أنت الصمت الهائج الذي ينطق الحجر .. غلقت موانئ القلب .. وتوسدت سواحل العذاب .. بكاء الموج زبد ابيض .. وماء مالح يشرب الخوف قطرة .. قطرة ..
هذا ثوب غطى جسد البحر فأبكاه الموج
وذاك قميص يبتل
بماء الخوف
وتلك القبرة العمياء
تخاف الضوء
يتسرب الخوف إلى قلوبنا .. نعيش في عالم متوحش .. تختفي الكلمات .. نتجرع الصبر والمر .. زمن أصبح الجرح فيه هواء نتنفسه .. والناس يشبهون البحر في المد والجزر .. الصبر يأتي به الصبر .. وملامح وجه الفقراء تخفي وراءها حزن عميق .. وتنتظر من الغيمة حبات المطر ..
مساكين ايها الفقراء تنامون
فوق الجفاف وتنتظرون
غيض المطر
فلو عرف البلبل اليوم
مكر الغصون لعاف الشجر
ولو عرف الطفل كيف أبوه
يكد الخطى فوق لسع الإبر
ولو عرف الصبر كيف الحياة
تضيع هباءا لكان انتحر
الوطن .. الحضن الدافئ لأبنائه .. يحمل هموم الزمن .. دجلة والفرات ينبضان بعشق الأرض .. وعطر شط العرب .. في البصرة .. يتجلى العراق كله .. بنخيلها وانهرها .. وطيور تغرد على شط الأمل .. بعيون حزينة .. تكتشف أوكار الحنين .. وتذوب في ادمع الليالي .. وتتناغم العواطف والشجون مع حب الوطن ...
وطني من سيمضي معي
من سيحمل هذا اللهيب
فدجلة روت كهولة عمري وكان الفرات فراتا غريب
مشيت بكل شوارع بصرتنا , حتى بطينك سحر عجيب
وأنت كبير كبير كبير فشبت
أنا اليوم يا وطني وبعد طفل
وليس تشيب
هذا هو الشاعر .. ينقل إلينا مشاعره بكل دفء وحنين .. يرسم آلمه ووجعه فوق الورق .. ينزف قلبه دما .. يسيل من أوردته إلى حروف يخطها بقلمه الصادق .. وتبقى الجراح تتألم بصمت مع صمت الورق ..
إلى من كتبت الشعر أو قلبي احترق
فاني ارتكبت اثنين اعتي خطيئة
يعاقب فيها الرب من عاش بالقلق
فأولها أني عشقت حبيبتي
وثانيها قلت الحقيقة للورق
آلام تقتات الروح .. هموم وحزن تسكن حنايا القلب .. انه زمن المواجع .. الجرح يؤلمنا .. ماتت التنهيدات من القلب الذي صار جمرة تحرق الأحشاء .. ونجوم تحاكي صمت الليل .. ورحيل عبر مسافات الحزن .. تمر عبر جسور الحنين .. وتبحر في دائرة الضوء بين الظلمة والنور ...



#توفيق_الشيخ_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمد خضير نخلة البصرة
- الوطن الرمز المنفى في شعر محمد الأسعد
- الرمز والأسطورة في شعر بدر شاكر السياب
- شجون ومواجع عناقيد آخر الليل
- ابن البصرة الكفيف - ثائر عبد الزهرة لازم -
- تأملات مع بكائيات الربيع


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - توفيق الشيخ حسين - متاهات أسباخ على رصيف التعب