أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - توفيق الشيخ حسين - غسان كنفاني - قمة في الصحافة والنضال -














المزيد.....

غسان كنفاني - قمة في الصحافة والنضال -


توفيق الشيخ حسين

الحوار المتمدن-العدد: 2702 - 2009 / 7 / 9 - 10:25
المحور: الادب والفن
    


الحقد كلمة كريهة .. على وزن سـم .. لكن السـم قد يكون ـ كما يقال ـ علاجا لبعض الأمراض أو ان يقتـل دفعة واحدة .. لكن الحقد لا يمكن أن يكون دواء أو شفاء للنفوس التي يتسرب إليها .. لأن الحقد اشد فتكا من النار والألم .. لكنه لا يقتل دفعة واحدة وهو قادر إذا ما تحكـّم في إنسان آن يخرجه من أثواب إنسانيته ويحوله إلى أي شيء آخر ـ أي شيء ـ إلا آن يكون إنسانا .. لأن الحقد قادر بمفعوله المدمر آن يشمل عقل الإنسان وأعصابه .. قادر آن يحرق كل شاشات الرؤيا على عينيه وقلبه فيتحول إلى شيء فاقد البصر والبصيرة .. فاقد الأعصاب والتفكير .. يتحول إلى آلة مدمرة لا تفرق بين الأشياء التي تدمرها لأنها لا تتقن إلا التدمير والتدمير فقط ...
في الثامن من تموز سنة 1972 اغتالت المخابرات الصهيونية الأديب المناضل غسان كنفاني فوضعت بذلك حدا لنهاية مناضل كبير كان ـ قـمة في الصحافة والنضال ـ كما وصفه الأديب الشهيد كمال ناصر .. فالاستشهاد قبل غسان وبعده ـ أصبح قدر الفلسطيني ـ أو الموت الآخر للموت الفلسطيني ..
منذ رحيله عنا وهو شغل الناس الشاغل . فمعظم الصحف والمجلات لا تكاد تخلو من مقال يتحدث عن مآثره العظيمة ـ لأنه كان عظيما ـ والعظمة لله ـ وقد خلف وراءه فراغا هائلا في دنيا الصحافة والأدب .. كانت فلسطين وقضايا العرب والحرية محور عمله الصحفي .. وفي كل نشاطاته كانت فلسطين الوطن والثورة والمخيم .. والنضال هاجسه الذي لا يفارقه .. فعلى قلمه تلتقي أمجاد الشهداء وذكريات عكا ونكهة البرتقال الحزين ومرارة التشرد ...
لقد سقط غسان كنفاني في ميدان الصراع .. سقط وهو يسيطر على موقعه الكتابي .. وقد اغتاله الأعداء لأنه حمل فاعلية الكتابة التي تصنع جيلا سيعثر على أداة التعبير عن فاعليته في السلاح .. ولذلك فأن الدفاع عن غسان كنفاني امام أخطاء من لا يرى فيه غير موته هو دفاع عن الكتابة وعن الحياة .. لقد كان متواضعا .. يعشق الظل والصمت .. منصرفا إلى الجهد والعمل تماما مثل عشقه السرمدي لفلسطين ولكل حبة تراب في أرض الوطن ..
في اللحظات الحاسمة كان قويا بشكل لا يصدق .. وكان يحاول آن يمد الآخرين بشيء من تلك القوة .. بعد ذلك كان يعبر عن مشاعره بكتاباته السياسية والأدبية .. في 9 يوليو سنة 1972 كتبت ( ألد يلي ستار ) تقول :
" كان غسان الفدائي الذي لم يطلق الرصاص قط , كان سلاحه القلم .. ومحور نضاله صفحات جريدته .. ولقد أوجع العدو أكثر مما أوجعه صف من الفدائيين " ..
البطل الفلسطيني في قصص غسان كنفاني هو الأرض .. والذين يصفون مجدها .. الأرض والإنسان رابطة الوفاء بينهما .. قصصه القصيرة ورواياته كلها تعطي حسا فلسطينيا متوترا .. لقد كان ثوريا من حيث هو كاتب ثوري .. لم تنتزع هذه الصفة من لحظة الاستشهاد .. كان غسان يكثر من الرسم خصوصا الجياد .. في بعض رواياته وقصصه القصيرة يلعب الحصان دورا مهما .. كان غسان يقول :
" بالنسبة لنا نحن العرب يقف الحصان رمزا للجمال والشجاعة والأمانة والذكاء والحرية " ..
لقد رسم جسده الممزق حالات القضية الفلسطينية .. كان صوت غسان هو الصوت الذي يؤكد التزام الكلمة بالخندق الذي يدافع عنه .. سواء على الورق آو عند الرمال المشتعلة بالنار .. من قلب النار .. ومن بين سطور الغناء .. ومن قطرات الدم وبقايا اللحم المعجون ترتفع موالا للأرض تغني .. فتولد حيث كنت الحياة ...



#توفيق_الشيخ_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مات ناجي العلي لكن حنظلة لا يزال حيا
- سلافة حجاوي واغنيات فلسطينية
- محمد القيسي والحٍداد يليق بحيفا
- محمود البريكان ( الشاعر - الأنسان - المثقف )
- نص اللاجئ ( ذاكرة الأنسان بين طيات هذا الزمن ) للروائي محمد ...
- عبد الكريم كاصد طائر العراق
- متاهات أسباخ على رصيف التعب
- محمد خضير نخلة البصرة
- الوطن الرمز المنفى في شعر محمد الأسعد
- الرمز والأسطورة في شعر بدر شاكر السياب
- شجون ومواجع عناقيد آخر الليل
- ابن البصرة الكفيف - ثائر عبد الزهرة لازم -
- تأملات مع بكائيات الربيع


المزيد.....




- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - توفيق الشيخ حسين - غسان كنفاني - قمة في الصحافة والنضال -