أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي شكشك - موجز الكلام- فتحي الشقاقي-














المزيد.....

موجز الكلام- فتحي الشقاقي-


علي شكشك

الحوار المتمدن-العدد: 2816 - 2009 / 10 / 31 - 19:40
المحور: القضية الفلسطينية
    


كيف لي أن أبدأُ الكلام عن موجز الكلام, وهو الذي كان بصمته يلخصُ الكلام, ويحتضن شيئاً ما, ما كان واضحاً, ما كان غامضاً, ما كان بين بين, كان يحاول أن يحلّ لُغز الكون, وكان كأنّه يعرف أنه يستطيع, مذ كابد أوّل سؤالٍ ربما عن المعنى أو الجدوى, حين ذهبتْ ولم تعد تلك التي كانت تظلل البيت وتحفظ الأسرار في المخيم ذات نهار,
غيرَ مزهوٍّ بشيءٍ إلّا بقدرة الصمت على اختراق الكلام, وممتلئاً كأبناء جيله بامتلاك المستقبل, كأنّ مركز الكون هنا والغد لنا, والعالم الكبير كلُّه أضيقُ من حارةٍ في المخيم, هنا اللاجئون وهناك على بعد نظرة من وراء الغمام برج الحمام, وما يتصور العقل ما رسمته الحكايات عن وطنٍ يتدلل عذريةً بانتظار اكتمال الحكاية, ككل الحكايات التي تنتهي بسلام قبل أن تتداعى العيون لسلطان ربّ الأنام ثمّ تنام,
وحين تتسع الفكرة تضيق العبارة, وحين يضيق المخيم يتسع المجال, في مدى الرفاق وفي مدى السؤال حتّى ولو كان بلا جواب, وفي الحوارات وشبه المناظرات ومكابدة البحث عن ذات السؤال وجرأة الولوج في السبب, كأنّه اكتشف القانون الأول في الحياة أنني إنسان, وأملك القدرة على السؤال وأملك القدرة على البحث عن جواب,
متخفّفاً في أثقال الحياة بالسفر بين المخيم وعلوم الرياضيات في بيرزيت كان أيضاً يتجول بين السكرية وقصر الشوق وخان الخليلي مع نجيب محفوظ, ويحاور أحمد عبد الجواد والجبلاوي, وفي غمرة السؤال الكبير كان يرى الأمر كبيراً, فهذه المدينة هي مركز السؤال الكبير, وقد كان يتشكل على مزاجها وقد ترك لها أن تفعل به ما تشاء ولم تدعه إلّا وقد سلبته الإبهام ثم صاح ما بقي له من أيام: "وجدتها", وجدتها هناك, حيث لا الآن ولا هناك, وإنما هي هي, كما تشتهي هي, لب الصراع ومعنى الكلام, موجز الكلام,

لست أرثيك فليس بعد, وقد ذهبْت, فقط ذهبْتَ, في دائرة الكلام, وكنتَ قد مررت من هنا بما استطعت من أحلام, وقرأت السلام على شكسبير وهاملت وهمنجواي والأرض اليباب, وأحمد العربي وعبد الرحمن الأبنودي وصافيناز كاظم وكولن ولسون, مثقلاً بسحر الرواية في الحياة, وإيقاع الروح عند ناظم حكمت, ونشوة المعنى وبكارة الفكرة, متخففاً بأثقالك كأنّها سحر صخرة سيزيف وقدرية أسخيلوس, ومبتهجاً بلذّة الكشف وهذا الشبه بين الروح والمسار,
ومدركاً لحكمة الرواية كانت يداك تمنحان الورد لمن لم يفهموك وكنت ببحة صوتك تنحت أركيولوجيا العصور القادمة وتصلي من أجلِ مضطهديك من أبناءِ جلدتك, زاهداً إلا في المعنى وإيقاع خفيٍّ في القصيدة, حيث؛ الأسى والجوع في عينيكِ يا حبيبتي .. كحبتي ندى .. كقطرتي دموع .. الأسى والجوع والقمر .. لا خبز يابني لا حشيش لا قمر,
حاولتَ أن تكون السياسةُ فكرةً, والصراعُ مع رأسِ الحربة, فالهجمة أشمل من حدود أناملي, وتاريخ الأدب هو تاريخ "الحرب والسلام", و"الاستشراق" كما شرّحه إدوارد سعيد يُمهّدُ ويكملُ الهجمة, فكيف لا تكون فلسطين البوصلة والقضية المركزية, وكيف لا تكون القدسُ مركزَ الصراعِ الكونيِّ, وقد افتتنت بالبعد الخامس فيها, ووزعت قلبك بينها والأصدقاء, "لم يحبونا كما كنّا نشاء .. لم يحبونا ولكن عرفونا", والذين هالهم جِدَّةُ جديدِك بالأمس واستنكروه, عادوا وتبنَّوه, رغم أنّك لم تحلم يوماً بسريالية المشهد القادم, ولم تقصد أبداً ما استهدفوه,
وبما جئت من لُبِّ الحروف, لم تكن تحلم بالمستطاع وقد كنت تعرفُ حدود المستحيل, وتقنع من الزاد بدقّ جدران العصر, فالوقت قبل الوقت, والواجب قبل الإمكان, والذاهبون إليك منذ الفجر لم يصلوا, صمتك الذي طال سيدوّي بعد قليل, برصاصات باهتة, وسيختلفون فيك كما حدث مع عبدة وقاسم أمين والأفغاني, وسيكون هذا ذاته هو الدليل على أنهم عرفوك, وبذا يكمل موجز الكلام, .. وتبدأ الحكاية .......



#علي_شكشك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في منطقة اليقين
- الجريمة
- فيما هو آت من مستقبل الزمن الذي فات
- قدس الزمان
- القدس ستملأ الأفق
- فرادة النكبة -وطن حيّ لا تقطنه روحان-
- نحن المضاف إليه في {أرض الميعاد}
- مسرح في المسرح
- الكريم يُكرّمُ الكريم -وسام في الجزائر-
- غزة تتجلي
- الشهيد القائد كمال ناصر
- صوت الضمير
- الهيكل
- ناجي العلي ’على هذه الأرض ما يستحق الممات’
- الفلسطيني المسيح
- غضب الحكمة
- أم الفحم
- بؤرة استيطانيّة لاشرعية
- خربشات على ضوء الفوسفور
- سوناتا للبابا - شاهداً على نهاية يهوذا-


المزيد.....




- سيارة تقتحم حشدًا من محتجين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة أمري ...
- ما هي -البيوفيليا- التي يجب أن تحظى باهتمامك عندما تقضي عطلت ...
- بينهم بيلوسي وكيري.. بايدن يكرم شخصيات ديمقراطية في حفل خيم ...
- لندن تفرض عقوبات على مستوطنين بسبب أعمال عنف في الضفة الغربي ...
- السلطات الكندية تلقي القبض على 3 هنود بتهمة قتل -زعيم سيخي- ...
- هبوط اضطراري لطائرة ألمانية بعد إصابة العشرات على متنها بحال ...
- وسائل إعلام تقدم تفسيرا لـ-اختفاء- وزير الدفاع الأوكراني
- اكتشاف رهيب في مقر هتلر الرئيسي في بولندا
- بلينكن: -العقبة الوحيدة- بين سكان غزة ووقف إطلاق النار هي -ح ...
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 4 صواريخ أوكرانية فوق شبه جزيرة ال ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي شكشك - موجز الكلام- فتحي الشقاقي-