أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي شكشك - بؤرة استيطانيّة لاشرعية














المزيد.....

بؤرة استيطانيّة لاشرعية


علي شكشك

الحوار المتمدن-العدد: 2788 - 2009 / 10 / 3 - 00:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انتظره الجميع, مشلولين كانوا, عانّين عن مخرج من تلك المعضلة التي يتجافى فيها العدل عن مضجع الاستطاعة, ويستعصي على واقع القوة, في مكابدة تحفرُ أخاديدَها منذ أكثرَ من مائة عام, وهذه إحدى تجليات السؤال الفلسطيني, فهي اختبارُ جدوى ووجدٍ ووجود, وهى تتعدّى شعبَها وتمخرُ الحدود, وتقذفُ بالسؤال إلى الجار والذي يليه وإرثِ الجدود,
وفي الوقت الذي انهمك فيه العامّةُ بشئون الأيام, ولم يُعطِلْ أحدُهم مناسبةَ تكاثرٍ أو طهور, كانت نخبٌ كثيرةٌ تستشرفُ عصراً جديداً يلدُها من الضباب والحرج والمعضلة, فها أخيراً مهدي منتظر يتبلورُ من دخانِ البخور والعنبر الإفريقي, مجللاً بصولجان القرن الأمريكي, ومُعَمَّداً بِحُسَيْنَةٍ من بقايا مِسحةٍ من آثار أسماءِ القديسين, لتكتملَ هالاتُ الأسطورة, وتتعلَّقُ الأنفاسُ, وتستسلمُ روحُ الطفل لخدرٍ جميل, وهو يقاومُ صولجانَ سلطانِ النوم قبل أنْ يغفوَ على الوسادة, منتظراً نهايةَ الحكاية, بزواجِ الأمير النبيل من بِنْتِ الشعب الفقيرِ الجميل, رغم عيونِ الحاسدات المتآمرات الحاقدات, معليةً شأنَ البساطة والنقاء, ومُمجِّدَةً نبلَ الصولجان الذي وإنْ طالَ الزمان, سيأتي أميرُ بنُ أمير, ينفضُ عنه ما حاقَ به من ظلمٍ وبغيٍ وعدوان, ويُجْلِي مِنْه ومِنَ المستوطنات صدأَ الأيّام, ويُعيدُ له اللمعان,
وفي لهجةٍ لا تخلو من تلك الإيحاءات, كانت خِطبةُ أوباما, وقد استُهِلَّتْ بتحيةِ دين السلام ولهجة الصفاء, واستَحضَرَتْ روحَ التاريخ والأنبياء, وشاهَدْنا من وراء دخان العنبر والهواء, جحافلَ التتار ترتدُّ للوراء, وكِدْنا نتأهَّبُ لِسَبْيِ الإماء,
رغم أنه ليس من نسل يهوذا, فقد أخبرَنا يعقوبُ أنَّ شيلون من سبط يهوذا لن يكون,
ورغم أنَّ المسيحَ قد أُرسِلَ لتقريعِ خرافِ بني إسرائيل الضالة, يُبشرُهم بانتهاء عُهدتهم, ويَنسبُهم للشيطان, نافياً ادعاءَهم إبراهيم, ورافضاً أنْ يُكرِّزَ في غيرهم, ومتنبِّئاً بالدمار النهائيِّ الكامل للهيكل, ومبشراً باقتراب ملكوت الله الذي سيَنزعُ منهم ميراثَ النبوة والصولجان, ويُصحِّحُ مفاهيمَ العهد والوعد, ويَبتُرُ دابرَ المستوطنين الأقدمين, إنّما عهدُ الله لإبراهيمَ في إسماعيل, "سأباركه وأجعله أمماً كثيرة", فليس لهم ولا لنسلِهم هذه الأرض, وقد استحقوا بكفرهم على لسانِ داوودَ ولسانِه لعناتِ غضبِ الرّب, فَهَمُّوا به يقتلوه, وقد استحقوا لعناتِه, حتى وهو تصعدُ به الملائكةُ إلى السماء,
ومدرِكاً للمعنى الاستثنائيّ للمكان, ومسكوناً كالبشر برغبةٍ في مكانٍ في الزّمان, تَكلَّمَ بحكمةِ التاريخ, ونحن الضعفاءُ أمامَ المدحِ والثناء, فأضفى علينا ما أضفى مِنْ صفات, ليستدرجَنا في غمرة الخدرِ الجميلِ إلى قبيلةٍ ملحقةٍ بِركبِ السّيّدِ الجليل, فكان المعلمَ والزعيمَ والناصحَ الأمينَ والحكيم, حتى وهو يضعُ ختمَه النهائيَّ على معاناةِ و"حقِّ" قبيلةِ الخَزَر, أو القبيلةِ الثالثةَ عشَر, في الأرض التي وعَدَها اللهُ لأبناء المصريّة هاجر, أُمّ قبائلِ العرب, والتي " قال لها ملاكُ الرّب: تَكْثيراً أُكْثِرُ نسلَك فلا يُعَدُّ من الكَثرة, وقال لها ملاكُ الرّب: ها أنتِ حُبلى فتَلِدين ابناُ وتَدْعِينَه إسماعيل",

وعلى بُعدِ أقدامٍ مِن عَبْقرِ المكان, كان وما يزالُ النيل, ينامُ من عصر التكوين, ضارباً جذورَه بلا انتهاء, في غموض الأرض, ورافعاً يديه للسماء, وناثراً بلا حساب مواسمَ الزرع والحصاد,
حاملاً "ثِقْلَ هذه الأمانة ... الطبَّ ... والشِّعرَ ... والكهانة ..",
ولقد تَحَمَّلَ وحدَه على مدار التاريخ كلَّ الحجارة, ولكنْ حتّى حين جاءه الغزاةُ, جاؤوا راكعين, وأَعلنوا تبجيلَهم, وآخرون أَشهروا إسلامَهم, قبل أنْ تلفظَهم نعومةُ الصبر وحكمةُ الطمي, المترعةُ حدَّ الزهدِ في الادّعاء, وهي التي علَّمَت اليونان, ومَنَحَتْ مراكبَها للشمسِ ومسلّاتِها للقمر, وبصبرِ وحزنِ إيزيس جَمعتْ أشلاءَ أوزوريس, إلى أنْ عادتْ إلى عروقِه المياه, ومِن "كتابِ الموتى" استولَدَت الحياة, "إنّي أنا العنقاءُ التي في أُوْنْ, حافظُ سِرِّ الكائنات التي تُوجَدُ والتي ستكونْ",
وهنا السّكنُ والأمان, وقد جاء يوسفُ بعد أنْ هُمُو غدروه, وضاقت به الأرض, ليصبحَ وزيرَ الجمع والضرب,
وهي منتهى شوقِ الأنبياء, وقد جاء أبونا إبراهيم, ومع "هاجَرَ" هاجَر, وما زلنا مهاجرين, ونرفضُ التوطين,
وجاءت البتولُ مع طفولة المسيح, طلباً للأمان, هاربةً من الرومان, إلى أنْ رحلَ هيرودس, فعادتْ مع ابنها على الأتان,
ومن هنا ماريةُ القبطيّة, وخيرُ أجناد الأرض, وهنا "اخلعْ نعليك إنّك بالوادِ المقدَّسِ طُوَى", حيث "جاء الرّب",
فَمَنْ يُعلِّمُ مَنْ؟
وما يكونُ مِن شأنِ هذه القضيّة؟,
وفيها انطوت حكمةُ التاريخ, سِرُّ البدء, فتنةُ البَرِيَّة,
وحارت فيها العقولُ الألمعيَّة,
وأضاءت في حكمة طفلٍ سعيدٍ من الصعيد, والذي مِثْلَ عروسِ النيل نام, في تلك الحكاية,
عندما فتَّحَ عينيه على نفسِ الوسادة,
حائراً في الذي قالَ وفي الذي قد قِيل,
هامساً: "لا كثيرَ ولا قليلْ, ...
لُبُّ الحِكاية ... وجوهرُ التأويلْ ...
بؤرةٌ واحدةٌ لاشرعيةٌ ...
اسمُها إسرائيلْ ... ".



#علي_شكشك (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خربشات على ضوء الفوسفور
- سوناتا للبابا - شاهداً على نهاية يهوذا-
- أغنية فرح لإفريقيا
- الخيمةُ … الآن
- السفينة
- بين اتمامين
- وطن لهذا القدس
- شهادة جديدة لجريمة قديمة
- أطفال أمام الكاميرا
- محمود درويش-كِتابُ حنين الأب-
- , فتح . النص الأول
- وداعا للسلام
- باقة شوك


المزيد.....




- زلزال بقوة 5.4 درجة يضرب تكساس الأمريكية
- ترامب يجب أن يتراجع عن الرسوم الجمركية
- تلاسن واتهامات بين إسرائيل وقطر، والجيش يستدعي جنود الاحتياط ...
- جيش الاحتلال يستدعي آلافا من جنود الاحتياط
- سوريا.. الشرع يؤكد أهمية تعزيز الخطاب الديني الوسطي
- الخارجية القطرية تردّ على تصريحات مكتب نتنياهو -التحريضية-
- نيران وأضرار جراء هجوم روسي بطائرات مسيرة على كييف
- وسط تعبئة عسكرية ضخمة.. هل اقترب قرار توسيع الحرب على غزة؟
- بالصور.. زعيم كوريا الشمالية يزور مصنعا -مهما- للدبابات
- -لا، أيها الرئيس-.. رئيسة المكسيك ترفض عرض ترامب


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي شكشك - بؤرة استيطانيّة لاشرعية