أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي شكشك - وطن لهذا القدس














المزيد.....

وطن لهذا القدس


علي شكشك

الحوار المتمدن-العدد: 2766 - 2009 / 9 / 11 - 23:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


برٌّ لهذا البحر, والقلب لا يجتاح الرصاص, والتاريخ لا يسير عكس التاريخ, وأنا وإن اختزلني التاريخ إلى حكاية مكبوتة, فإنها ستُختزَن, وبفعل التراكم وتفاعل الطاقة ستجابه من يحاولون إسكات تاريخي, وستفضح بقوة حكمة التاريخ من يحاولون اختلاق تاريخٍ مغايرٍ لي ولأبي وجدّي, أنا الفلسطيني,

فدولة تحتاج إلى كلِّ هذا العنت وكلِّ هذه المؤامرات وكلِّ هذه التحالفات وكلِّ المنعطفات التاريخية وكلِّ هذه الحروب العالمية والاتفاقيات الالتفافية والوعود البلفورية لكي تستجلب بعض المستوطنين بعمليات قيصرية من أرحام دولٍ وحروبٍ وإبادات ومؤتمرات ومؤامرات, ثم لا تفتأ تمارسُ كلَّ هذا القبح من التزييف التاريخي والأركيولوجي ووثائق بيع البيوت والأراضي المفبركة, ولا تفتأ تمارسُ كلَّ مشاريعها النووية وتلتفُّ لمحاصرة النيل في إفريقيا وحرية الصحافة في النرويج والحروف الهجائية العربية, وتمتهن قتل الإنسان لبيع أعضائه البشرية, وبصفاقة اللص الكوني تنهب الفولكلور والمياه والأرضَ والصلاة, هكذا دولة لهي دولة متعَسَّفة, تمتهن فيما تمتهن معاندة التاريخ وبداهته وضميره, وبذا فهي تفترضُ سلفاً عبثيته أو إمكانية تطويع المسار الإنساني والفكري والقوى الجمعية الهادفة, وفق نزقها المرضي الحاقد أساساً على نفيهم منه نتيجة لنفس هذه السمات القديمة المتأصلة فيهم,
فلهذا السبب نفسه قتلوا الأنبياءَ وكذبوهم, لأنهم جاؤوا يلعنونهم, فالذين أرادوا مصادرة الإله لهم وحدهم ويدَّعون بنوَّتهم له "نحن أبناءُ الله وأحباؤه", كيف لا يصادرون الأرض والزمان وحقوق وعرق الشعوب, فكان لزاماً أن يلعنهم الأنبياءُ ويلعنهم اللاعنون, وكان منهم أن يعاندوا الأنبياء والإله ويتشبثوا بأمانيِّهم ضدَّ منطق وفطرة الكون والخلقِ, مما اقتضى كلَّ هذا العسف في التاريخ, وأضاف إلى جِبِلَّتِهم سماتٍ أخرى اقتضاها وضعُهم المستجدُّ بعد إزاحتهم عن حمل أمانة الله إلى الإنسانية, فكانت الذلة والمسكنة ضرورتين للوصولِ إلى أهدافهم, وكان كذلك مراكمة أدوات القوة المالية والعسكرية والتزويرُ والتحريف والتبديل والعسف والعلوُّ والإفساد,

ثمَّ بعد كلِّ ذلك ما زالوا مستنفَرين, دُونَهم وأهدافَهم واطمئنان وجودهم بونٌ مستحيل, فالسياق والآثارُ والنصوص والمناخُ والآثام تلفظهم إلى درجة بناء العوازلِ والجدران أمام النساء والأطفال والذاكرة والأشعار, فكيف يمكن استهجان سياقٍ بأكمله ضد السياق, فبداهة الورد والموج وعمليات التعرية الزمانية تفضح التعسف مهما كانت درجة وقوة الإتقان, ولن يسعفهم ظنُّهم أن العالم يصدّقهم, ولا صلفُهم, ولا تماديهم في تكثيف الاستيطان, ولا اشتقاقات اللغة في أبدية العاصمة وتوسل العجل أو الهيكل, فهي لا تُزرَعُ في هذا المجال الحيوي, وإن زُرعت قسراً فإنّها لا تنبت كما أدرك في برهة وعيٍ عبقريٍ العلامةُ الجزائريُّ عبد الحميد بن باديس قبل أكثر من ستين عاماً,
ولذا ما زالوا مستفَزّين, يشنون الحروب في كل اتجاه, ويحفرون الأنفاقَ ويهاجمون الأشجارَ والثمار, ويحاربون النُّطف في مشاتل الأرحام,
وما زلنا لاجئين, ساخرين من غيّهم وإن طال الزمان, ويعرفُ الوليدُ منا "أنهم عابرون", ألا يُسمُّون أنفسَهم – هم أنفسُهم – عبرانيين؟, وما زلنا نختزن كلَّ تلقائيتنا وكلَّ انسيابنا, وما زالت بداهتنا في أوج بداهتها, لأننا نحن سياق السيرورة والصيرورة, بلا عسفٍ أو تكلّفٍ, ودون أن نكون مسكونين بهاجس تسمية عاصمتنا بالأبدية, لأننا لا نُفتّشُ عن عاصمةٍ لوطننا, لأنها مثل عيوننا, ولكننا نصارعُهم على وطنِ عاصمتِنا البديهيّة, ونحن نعرفُ أنّهم يعرفون,
ولكنَّ الشيء الذي هم ليسوا لهم عارفين هو أنَّ القدسَ عندنا هي كلُّ فلسطين.

{ الشعب المقدسى }



#علي_شكشك (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شهادة جديدة لجريمة قديمة
- أطفال أمام الكاميرا
- محمود درويش-كِتابُ حنين الأب-
- , فتح . النص الأول
- وداعا للسلام
- باقة شوك


المزيد.....




- -يهدف إلى دفن فكرة الدولة الفلسطينية-.. فرنسا تدين مشروع إسر ...
- الولايات المتحدة تعلق التأشيرات الإنسانية للقادمين من غزة بع ...
- -الزرفة-.. كوميديا سعودية تحطم الأرقام القياسية في شباك التذ ...
- هل تبنى ترامب مطالب بوتين في قمة ألاسكا؟
- ما ملامح الاتفاق الذي يبشر ترامب بقرب التوصل إليه مع بوتين؟ ...
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله وتنديد فرنسي بمشروع استيطاني ...
- حماس والجهاد الإسلامي تدينان العملية الإسرائيلية شمالي قطاع ...
- رئيس وزراء السودان يوجه رسالة لشعب كولومبيا بشأن المرتزقة
- أبيدجان.. سوء فهم أعطاها اسمها
- هل يشهد موقف ألمانيا من إسرائيل تحولا تدريجيا بسبب غزة؟


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي شكشك - وطن لهذا القدس