أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي شكشك - الهيكل














المزيد.....

الهيكل


علي شكشك

الحوار المتمدن-العدد: 2798 - 2009 / 10 / 13 - 00:19
المحور: القضية الفلسطينية
    


ارتباطٌ أراده الله, بين السماء والأرض, بين الروح والعالم, بين العلم, النورِ, كلامِ الله, قرآنِه من جهةٍ والإنسان, بين القدسِ البوابة إلى الأفق الأعلى, سدرة المنتهى, والإنسان,
إنه شوقُ الإنسان النهائي للكمال والقدسية والمعرفة, التكفير عن الخطيئة, والسموّ إلى مكانته التي خلقه الله لها وأودعه أشواقه إليها, وأثقله ببشريته التي أخرجته منها أوّلَ مرة, أوَّلَ مرةٍ كلَّ مرة, إذ كلُّ خطيئةٍ خروجٌ عن العهد الأوّل, "ألست بربكم قالوا بلى", "ولقد عهدنا إلى آدم من قبلُ فنسي ولم نجدْ له عزما",
فكانت ليلة القدر, منّة الله ورحمته, لتكريم الإنسان وإجابته على أسئلة الصدور, ووصله بمن نفخ فيه من روحه, "إنا أنزلناه في ليلة القدر", فما معنى كلِّ الحياة إن لم نفهمها ونفهمنا, إن مررنا عليها صما وبكما وعميانا, فكان التقاؤها بما يعتلج في صدر الإنسان "خير من ألف شهر", حيث النور الذي أكرم اللهُ به الإنسانَ والذي نزل فيها هو ما يجعلُ الحياة حياةً والغامضَ مبينا, والمظلِمَ منيرا, والفانيَ متصلاً بخالق الموت والحياة, والقلِقَ مطمئنّاً, والمقطوعَ متصلاً, والمنقطعَ واصلاً وموصولا, والقطيعةَ صلاةً, والجهلَ عرفاناً وتسبيحا,
وهكذا قدرُ القدس, بوابةُ الصلة, وليس بدون مغزى أنَّ الصلاة فُرِضت في معجزةِ إسرائها والمعراج, كأنها المعنى المكاني للمقصود الرباني, أنْ يتصلَ الإنسان ببارئه, ويصلّي له, ولم يكن بلا مغزى أيضاً أنَّ اسمَها القدسُ, وأنَّ الله بارك حولها,
وقد أخبرَنا اللهُ سبحانه أنّه بارك حولها, "المسجد الأقصى الذي باركنا حوله", فكيف فيه, ربما لتعجز أبصارُنا عن إدراكِ السرّ, فكانت المكانَ والزمانَ وأشياءَ أخرى معا, وكان أنْ توارت المتعارَفاتُ فيها ليكونَ الإسراءُ والمعراجُ, ويكونَ إمامةُ المصطفى الخاتمُ لجميعِ المصطفين الأنبياء الأخيار, برهةٌ ومكانٌ أكبرُ من البرهةِ والمكان, والله أكبر,
"ولما صلى يسوعُ قال: لنشكر الله لأنه وهبنا هذه الليلة رحمةً عظيمة, لأنه أعاد الزمن الذي يلزمُ أن يمرَّ في هذه الليلة إذ قد صلينا بالاتحاد مع رسول الله وقد سمعتُ صوته"{برنابا84}, "وقد نلتُ نعمةً ورحمةً من الله لأراه"{97},
فكان قدرها أنها كذلك, للإنسان هدى وكتبا وبركة وقبلةً وأنبياء, إبراهيم ومن ذريته, "لا ينالُ عهدي الظالمون", وإسحاق ويعقوب, وداوود وسليمان وزكريا ويحيى,
أرسل الله سبحانه رسلَه مبشرين ومنذرين, وكان أنْ أعلمَ الرسل بالرسول الخاتم "لتُؤمِنُنّ به", وجعل النبوّة في بني إسرائيل, فما رعوها حق رعايتها, "مثلُ الذين حُمِّلوا التوراة ثمّ لم يحملوها كمثل الحمار يحملُ أسفارا", "كلما جاءكم رسولٌ بما لا تشتهي أنفسكم استكبرتم ففريقاً كذبتم وفريقاً تقتلون", فما كانوا أهلاً لحمل النور الذي أراد به الله خير البشر وخلاصَهم, كلِّ البشر, وافتروا على الله كذبا, وأرادوه إلهاً لهم وحدهم, يتعالون به على الناس, "نحن أبناءُ الله وأحباؤه", وضلّوا وأضلّوا, ولُعِنوا على لسان أنبيائهم, فجاء ابنُ مريم آيةً مبشرة بملكوت الله الأبدي وبرسوله الخاتم, فما كان منهم إلا أن كذبوه استكباراً أن لا يكونَ هذا الخاتمُ منهم, حتى تآمروا عليه, فحقّت كلمةُ ربك بالاستبدال, "وإن تتولَّوا يستبدلْ قوماً غيرَكم", تحقيقاً لنبوءات الأنبياء السابقين,
فكان نهايةُ دور بني إسرائيل في حمل الرسالة, وكان إنهاءُ العهد, ... وكان دمارُ "الهيكل" علامةً على هذه النهاية وعلى نبذهم من الأرض المقدسة, "لقد فسدت كل نبوة حتى أنه لا يُطلب اليوم شيءٌ لأن الله أمر به بل ينظر الناسُ إذا كان الفقهاءُ يقومون به والفريسيون يحفظونه كأنَّ الله على ضلالٍ والبشرُ لا يضلون فويلٌ لهذا الجيل الكافر لأنهم سيحملون تبعةَ دم كلّ نبي وكلّ صدّيق مع دم زكريا بن برخيا الذي قتلوه بين الهيكل والمذبح, أيّ نبيٍّ لم يضطهدوه؟, أيّ صدّيقٍ تركوه يموتُ حتفَ أنفه؟, لم يكادوا يتركوا واحدا, وهم يطلبون الآن أن يقتلوني, يفاخرون بأنهم أبناءُ إبراهيم, وأنَّ لهم الهيكلَ الجميلَ ملكاً, لعمر الله أنّهم أولادُ الشيطان فلذلك ينفذون إرادته, ولذلك سيتهدمُ الهيكلُ مع المدينة المقدسة تهدُّماً لا يبقى معه حجرٌ على حجر من الهيكل.{المسيح}"
"وبينما كنتُ أصلّي وأعترفُ بخطيئتي وخطيئة شعبي إسرائيل ... إذا بالرجل جبريل الذي رأيته في الرؤيا في البدءِ ... وأتى وتكلّم معي وقال: يا دانيال إني خرجتُ الآن لأعلمك فتفهم, عند بدء تضرعاتك خرجت كلمة, وأتيتُ أنا لأخبرك بها, لأنك رجلٌ عزيزٌ على الله, فتبيَّنْ الكلمةَ وافهمْ الرؤيا: إنّ سبعين أسبوعاً قد حُدِّذَت على شعبك وعلى مدينة قدسِك, لإفناء المعصية وإزالةِ الخطيئة والتكفيرِ عن الإثم والإتيان بالسرِّ ألأبديّ وختمِ الرؤيا والنبوة ومسح قدوس القدوسين ... إلى النهاية يكون ما قضي ... وفي جناحِ الهيكل تكون شناعةُ الخراب",
هكذا بنبوءة المسيح ودانيال يكون نهاية بني إسرائيل والاستبدال, فلا هيكلَ ولا أرض إذ "كتبنا في الزبور من بعد الذكر أنّ الأرض يرثها عبادي الصالحون", ولا ميعاد, ولا حائط, بأمرِ الله, وتوقيع الأنبياء من دانيال إلى المسيح,
"اعلموا أنّ خرابها قد اقترب, فمن كان يومئذٍ في اليهودية فليهرب إلى الجبال ومن كان في وسط المدينة فليخرج منها, ومن كان في الحقول فلا يدخلها, لأنّ هذه أيامُ نقمة يتمُّ فيها جميعُ ما كتب",
هكذا كان قرارُ تدمير الهيكلِ, كان من الله ختماً لنهاية دورِ بني إسرائيل, والتوقيع الأخير لنفيهم من الأرض المقدسة,
لا هيكل ولا أرض ولا ميعاد لهم, ولا حائط ولا قدس ولا جدار.



#علي_شكشك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ناجي العلي ’على هذه الأرض ما يستحق الممات’
- الفلسطيني المسيح
- غضب الحكمة
- أم الفحم
- بؤرة استيطانيّة لاشرعية
- خربشات على ضوء الفوسفور
- سوناتا للبابا - شاهداً على نهاية يهوذا-
- أغنية فرح لإفريقيا
- الخيمةُ … الآن
- السفينة
- بين اتمامين
- وطن لهذا القدس
- شهادة جديدة لجريمة قديمة
- أطفال أمام الكاميرا
- محمود درويش-كِتابُ حنين الأب-
- , فتح . النص الأول
- وداعا للسلام
- باقة شوك


المزيد.....




- بسبب متلازمة -نادرة-.. تبرئة رجل من تهمة -القيادة تحت تأثير ...
- تعويض لاعبات جمباز أمريكيات ضحايا اعتداء جنسي بقيمة 139 مليو ...
- 11 مرة خلال سنة واحدة.. فرنسا تعتذر عن كثرة استخدامها لـ-الف ...
- لازاريني يتوجه إلى روسيا للاجتماع مع ممثلي مجموعة -بريكس-
- -كجنون البقر-.. مخاوف من انتشار -زومبي الغزلان- إلى البشر
- هل تسبب اللقاحات أمراض المناعة الذاتية؟
- عقار رخيص وشائع الاستخدام قد يحمل سر مكافحة الشيخوخة
- أردوغان: نتنياهو هو هتلر العصر الحديث
- أنطونوف: واشنطن لم تعد تخفي هدفها الحقيقي من وراء فرض القيود ...
- عبد اللهيان: العقوبات ضدنا خطوة متسرعة


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي شكشك - الهيكل