أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أميرة الطحاوي - هل أخطأ هيكل بزيارة نصب ضحايا الهولوكوست؟














المزيد.....

هل أخطأ هيكل بزيارة نصب ضحايا الهولوكوست؟


أميرة الطحاوي

الحوار المتمدن-العدد: 2814 - 2009 / 10 / 29 - 02:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


منذ فترة أصابني مس مشاهدة الأفلام الوثائقية، بحثت في قاعدة للأفلام عن الأكثر تفضيلا أو مشاهدة، وحيث أن المحتوى العربي على الانترنت ضئيل، فقد كان معظم الأفلام غربية أو أمريكية، وكلما استعرضت معلومات عن فيلم يحظى بالتقييم الأعلى وجدت أنه إما يتعرض لحياة فريق موسيقي شهير بالغرب،أو حقوق المثليين جنسياً أو الهولوكست ومعاناة اليهود في ألمانيا.

من الفئة الأخيرة اخترت بضعة أفلام: هذا موضوعي للغاية، وهذا زاعق يلطم أو يتوعد، وذاك مضلل باحتراف وآخر مضلل أيضاً ولكن بصورة مكشوفة، وخامس يقدم الحقيقة وإن خلت لغته الفنية من الجاذبية المفترضة، ثم آخر جذاب وأخاذ و....و.... لكن السم كان في العسل.

فكرت في موقفناهنا من المحرقة: هل حدثت، هل بنفس الأرقام المعلن عنها، هل تبالغ إسرائيل في توظيفها كفزاعة وورقة ضغط ضد الجميع؟ ما المشكلة في أن من قاموا بها يعتذرون- لسنا من فعلها على أية حال، ثم ما المانع إدانتها كونها تنطوي على إبادة وتحمل ظلماً لأناس ينتمون لدين (وبالمثل عرق أو مذهب) آخر؟

نهايته: علق مؤخراً اثنان من الكتاب المصريين على زيارة قام بها الكاتب المعروف محمد حسنين هيكل للنصب التذكاري لليهود ضحايا المحرقة النازية. قال الأول وهو مختص بالشئون الفلسطينية أن هيكل مخطيء ومطبع مع إسرائيل(والتي لم تكن موجودة وقت المحرقة)، وأن "العربي ليس ملزمًا أن يتعاطف مع جريمة ارتكبها هتلر ضد يهود في الغرب، وبالتالي هي جريمة تخصهم ولسنا طرفا فيها، وبالتالي ليس مطلوبا منا أن نزور مقابرهم أو معابدهم" في الحقيقة النصب التذكاري شيء له معنى رمزي، والمقابر والمعابد شيء آخر، ونحن نطالب العالم غربا وشرقا بالتضامن مع الفلسطينيين رغم أننا نعرف جيدا أن ليس كل هذا العالم بالضرورة يساند إسرائيل أو يشاركها جرائمها، لكن ما علينا، فقد أضاف المعلق ببساطة أن "الهولوكوست أكذوبة ".

عندما كنا في حركة كفاية المعارضة للتوريث ولتمديد الحكم للرئيس المصري الحالي - وأعني عندما كنا فقط نتظاهر ونشارك في فعالياتها بالشارع أو نقدم بعض أفكار هنا ومساندات هناك الخ - وبعد أن قام الأمن المصري بضرب وسحل المتظاهرين والاعتداء بخسة على الفتيات والتحرش بهن العام 2005، قام كوريون - أي من دولة كوريا التي في قارة آسيا- بالتظاهر ضد هذا الظلم الواقع على مصريين، ونقل الإعلام الغربي صور وفيديو تضامنهم مع الناشطين في مصر التي كما قد نعلم تقع في أفريقيا، خفف هذا التضامن عنا، شعرنا أن هناك من يساندنا حتى لو كان في آخر القارة الآسيوية، كما ساهمت مظاهرتهم تلك بتعريف قطاع من العالم بما يحدث هنا، ورغم أن بعض التعليقات التي ظهرت وقتها من سياسيين مصريين أشارت إلى أن هؤلاء المتظاهرين الكوريين كانوا من التيار الفلاني أو العلاني، لكن المشترك بينهم حقاً أنهم شاهدوا الظلم يحدث في مكان فقالوا كلمتهم وبطريقتهم.
جزاهم الله خيرا ومردودة لهم إن شاء الله !

لكن يبدو أنهم مخطئون أيضاً، فهذا مسئول في حركة كفاية، يعلق أيضا على فعلة هيكل، وبعد أن يكرر بدوره أن الهولوكوست أكذوبة، يقول: لم نكن طرفا في هذه القضية، وبما أن العار يلحق الحضارة الغربية لا العرب، فإن كل هذا يمنع العربي من التعاطف مع هذه القضية.
وبهذا تكون كل فعالية تبدي تعاطفا مع مقهورين خارج حدودنا خطأ كبير، وكل دولة تقف بجوار أخرى معتقدة أنها تناصرها في نيل حقوقها مخطئة، وفعاليات وتظاهرات مساندة الشعوب وحركات التحرر الوطني خاصة في الستينات كلام فارغ لأنه تدخل في أمر لم نتورط فيه وحدث خارج حدود بلدنا. وتصبح مقولة العالم قرية صغيرة كذبة كبيرة.
أعزائي:
الهولوكوست حقيقة، موقفنا من عنصرية إسرائيل ومتاجرتها بها لا يلغي حقيقة وجودها.
نجادل أن هناك مبالغة حول تفاصيلها أو بواعثها: أي حول تعرض اليهود فقط لها أو حول أعداد الضحايا: لكن ولا هذا أيضا يعني أن المذبحة لم تحدث.
نحن لم نقم به: صحيح، فأظن أن الألمان قاموا به ونحن مصريون وعرب ومسلمون نعيش في قارة أخرى غير التي بها ألمانيا، لكن لا يجعلنا هذا ننكر الحدث، أو لسبب آخر اليهود استثمروه ليتحول الضحية لجلاد في مكان آخر، وتخرج أوروبا "زي الشعرة من العجينة وديتها تدفع تعويضات".ونحن أيضاً لا يجب تحمل نتائجه. ليس مطلوب تعاطفنا فهذه ليست من الأولويات لكن لا نجرمه. وأن نرفض التعبير عن التعاطف مع أي مجموعة بشرية تعرضت للظلم لمجرد أننا لسنا من قام به ينطوي على خداع منطقي: تعاطفنا لا يحمل شبهة اشتراك في الظلم ولا تحميلا لنا بدفع نتائجه أو التعويض عنها.
أما المحكمة التي أقامها البعض لهيكل لزيارته للنصب التذكاري وباستخدام تلك الذرائع، فمعناه أننا لا نريد لأوربي أو غربي أو آسيوي أو أفريقي أن يتعاطف مع الفلسطينيين ضد الاحتلال الإسرائيلي، ولا المصريين ضد سادية الشرطة، ولا العراقيين بمواجهة الاحتلال أو العنف باسم الدين والمقاومة، الخ.
فإذا كان قراركم مهاجمة هيكل رغم أنه من نفس التيار الذي تصطفون فيه وطالما رغبتم في هذا، فافعلوا ولكن تخيروا السبل؛ فهو يقول أيضاً الكثير مما قد يقنع أحياناً، لكنه يقول أيضاً ما يجذب ويبهر أكثر مما يقنع، ويبقى مثار جدل، تماما مثل الأفلام التي تتناول الهولوكوست!.

22 أكتوبر 2009







#أميرة_الطحاوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صحيح ..إيه اللي جابهم السودان؟
- يا نار كوني بردًا وسلاماً علي صحافيي العراق
- السيد هوشيار زيباري- ينتظرونك السادسة صباحاً!
- لماذا تصمت دولة تجاه مزاعم تورط مواطنيها في مخططات طائفية بد ...
- قراء في كتاب المستبد-صناعة قائد صناعة شعب
- العنصريون الجدد في السينما المصرية
- كلنا مظاليم يا علي مظاليم
- دارفور الساسة يناورون و الضحايا يصارعون الموت
- أحمد عبد الله رزة وخمسة أعوام مسروقة من عمر هذا الوطن
- ما الذي يحدث في قامشلي؟ أكراد آخرون نسيناهم.
- رجال الدين و أحوال الدنيا
- تأملات في الحالة المصرية الراهنة
- الانتخابات المصرية- عندما يبكى القضاة
- الموت بالعراق : عندما يقتلون حتى طفلك الذي لم يولد بعد.
- نقطة نظام: إنهم يواصلون إساءة فهم قرنق حتى بعد رحيله ..!
- جثة أجمل رجل أزرق- قرنق محارب حتى السلام و مسالم حد الموت
- عودة قرنق: تحدي التنمية يسبق اختبار السلام
- الحالمون بحرب العراق الأهلية
- صناعة الأبراج في مصر.. تزدهر و تزدهر.. ثم تسقط
- تعالوا انظروا الدم في شوارع مصر


المزيد.....




- ماذا قال ترامب عن صورته بزي بابا الفاتيكان؟
- الإدارة الروحية لمسلمي روسيا: الهجوم على أفراد الشرطة في داغ ...
- قائد الثورة الإسلامية يعود آية الله نوري همداني
- من سيكون بابا الفاتيكان المقبل؟ ترقب قبل أيام من بدء أعمال م ...
- البابا فرانسيس أوصى بتحويل -عربته- إلى عيادة لعلاج أطفال غزة ...
- الحاج بدر أبو اسنينة.. 47 عاما في حراسة المسجد الأقصى
- مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية يدعو مجلس النواب للتصويت ب ...
- صحيفة روسية: باريس وواشنطن تخوضان صراعا في الفاتيكان
- تنزيل أحدث تردد قناة طيور الجنة 2025 DOWNLOAD TOYOUR EL-JAN ...
- ’إيهود باراك’ يدعو إلى عصيان مدني لإنقاذ الأسرى والكيان من ’ ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أميرة الطحاوي - هل أخطأ هيكل بزيارة نصب ضحايا الهولوكوست؟