أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - أميرة الطحاوي - قراء في كتاب المستبد-صناعة قائد صناعة شعب















المزيد.....

قراء في كتاب المستبد-صناعة قائد صناعة شعب


أميرة الطحاوي

الحوار المتمدن-العدد: 1733 - 2006 / 11 / 13 - 09:48
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


اسم الكتاب: المستبد: صناعة قائد صناعة شعب
المؤلف : زهير الجزائري
الناشر: معهد الدراسات الاستراتيجية
عدد الصفحات:341 من القطع المتوسط(بملحقين لفهرس الأماكن و الأعلام)
مكان النشر :بغداد -بيروت
سنة النشر:2006
هذا الكتاب يكتسب أهمية خاصة، فمنذ أن تطالعه يسرك أن تجد عليه مكان طباعته "بغداد" ، جميل ألا تقتصر الأخبار القادمة من عاصمة الرافدين فقط على الموت المجاني اليومي، والكتاب واحد من بين مطبوعات عدة لمعهد الدراسات الاستراتيجية، صدر مؤخرا لمؤلفه الكاتب العراقي زهير الجزائري، والذي يشغل حالياً منصب رئيس تحرير وكالة أصوات العراق للأنباء، وهو في مؤلفه هذا يحاول الإجابة على تساؤلات عدة تتعلق بتاريخ النظام السياسي بالعراق منذ بروز حزب البعث، أهمها كيف مكن لحزب العبث أن يبقى طوال أكثر من ثلاث عقود مهيمنا ليس فقط على سدة الحكم بالبلاد ولكن حتى على التفاصيل الأدق لحياة ومصائر مواطنيه، وربما قدم هذا العمل مفتاحا لفهم بعض سلوكيات مواطني وساسة العراق حتى لحظتنا هذه؛ باعتبار أن ما أرسي في 3 عقود لن يمحى ببساطة في 3 أعوام مع إسقاط نظام حكم البعث.

أربعة عشر فصلاً مع مقدمة للباحث العراقي المجتهد فالح عبد الجبار، الذي يرى الكتاب"صورة لجيل الشباب الذي لم يعش أهوال نشوء الدولة البعثية الشمولية أيام صعودها، ليكون جسر تواصل بين جيلنا نحن، جيل الكهول الذي تجرأ على الزعيق بوجه غول الدولة المترعة بعوائد النفط، وعانى من أوضاع صعودها، وجيل الشباب الذي تحمل انحلال الدولة ودفع ثمن ذلك بالدم والدموع، من غير أن ينعم الجيلان بمسرات الآتي"

يتناول الكتاب تاريخ البعث كحزب وتاريخ صعود قائده والطريقة فائقة التعقيد التي سيطر بها كلاهما على المحيطين،أصدقاء وأعداء، وحتى على المواطنين عمليا ونفسياً، ينحو الكاتب باعتباره أيضا روائيا لعناوين ذات صيغة أدبية، لكنه لا يبخل بتبيان القصد حينا ويترك استنتاج ذلك للقاريء أحيانا أخرى، ويذيل النص بملحقين لفهرس الأماكن والأعلام معوضا قلة المراجع بصيغتها الأكاديمية في بعض الفقرات، وخاصة الإحالات لروايات شفهية أو مشاهدات فردية من قبل المؤلف كشرائط التعذيب مثلاً، وإن أثرى النص بتحليل مضمون ذي مغزى لبعض الوثائق الهامة والخطب المفصلية وأعداد من بعض جرائد النظام في الثمانينات والتسعينات عرض لها ضمناً وإن استحقت ملحقاً خاصا لأهميتها ولتسهيل المتابعة.

يبدأ الفصل الأول المعنون بالقومي والقطري بشرح الانقسام الأشهر في تاريخ حزب البعث العربي الاشتراكي وكيف أدار النظام بالعراق وقتها علاقاته الخارجية على عكس القاعدة الشهيرة "وحدة اشتراكية حرية" التي انقسم على مذبحها هذا الحزب، ثم ينتقل الفصل الثاني ترتيب البيت للطريقة التي أدار بها الحزب صراعاته الداخلية و كيف أزيح عمليا بالموت اغتيالا أو إعداما البعض في حين همش أو أقصي آخرون، و سيطر البعث على مجريات عمل الأجهزة الأمنية و الوسائل التي سنها وتبناها في متابعة وحتى محاصرة المتحالفين معه وخصومه المقبلين، وكيف كان عمل الأحزاب السياسية الأخرى محط رقابة لصيقة من البعث مثلما كانت حياة عوائلهم، ويعرض الفصل الثالث بالتحليل لأسباب انفصام عرى تجربة الجبهة والتي يكاد يلخصها عنوان الفصل بـ "الجبهة والنفط" مشيرا للتأثير السريع الذي أحدثه الارتفاع المذهل لأسعار النفط في أعقاب استخدامه عربياً كورقة ضغط في حرب أكتوبر1973 وانتصار الجيش المصري على إسرائيل، ويعرض في فصل متصل بعنوان جيل البعث كيف تحولت حياة المواطنين العراقيين في الريف والمدينة، مثلما زادت أطماع الدائرة الضيقة المقربة من النظام من العشائر و العوائل التي لديها عناصر مشاركة في هذا الحكم، راغبة في مزيد من التمكين بمعناه الاقتصادي و المعنوي، وكيف بدأت عملية إزاحة الحليف الشيوعي من المؤسسات التابعة بصورة أو بأخرى للدولة كالإعلام و الجيش والشباب، ولضمان عدم تأثير أي حزب أو معتقد آخر غير البعث على عقلية المواطن المتلقي لرسالة المؤسسات الإعلامية و التربوية.

"صعود من الخلف" هو الوصف الذي اختاره المؤلف للكيفية التي جرى بها ترقية صدام متخطياً حتى أحمد حسن البكر رئيس البلاد، وهو عنوان الفصل الخامس الذي يتناول أيضا علاقة القائد بالتابعين والرعية داخل الحزب والوطن، مؤرخا لقمة الصعود بليلة 17 يوليو1979 والتي أعدم فيها ربع مجلس قيادة الثورة بينما مات لاحقاً عدد آخر بحوادث سيارات مشبوهة ومنهم نجل وزوج ابنة البكر، وهو سبب أعلن وقتها لاعتلال صحة الأخير فتسليمه القيادة لمن كان القائد عمليا "صدام حسين" !.
بينما يحلل الفصل السادس علاقات العراق عربياً فإن علاقته بإيران ما بعد ثورة الخميني تأخذ حيزا كبيرا من المؤلف(الفصول السابع وحتى التاسع)، محاولا استنتاج الآلية التي استخدمها صدام لإقناع مواطنيه أنه يحارب لأجلهم، محولا جل نشاطات الحياة بالعراق لصالح هذه المعركة، والتي يكشف فيها عن تصريحات في 1986 تتوقع عقدا ثانيا من الحرب أوما سماه وزير الثقافة وقتها لطيف نصيف جاسم "مجتمع الحرب الطويلة" حيث كانت الميزانية المقترحة وقتها تنتهي عام1992، وتخطط لتخصيص ثلث اليد العاملة في الجبهة الحربية والثلثان الآخران في دورات تدريب للاحتياط، وأعداد المرأة العراقية و اليد العاملة المستوردة لإدراة الحياة المدنية، وحث النساء على الزواج المبكر وإنجاب ما لا يقل عن 5 أطفال لتوفير جيل احتياطي للجيل الذي سيموت، تكريس كل أجهزة الإعلام والثقافة لتعويد المواطن الائتلاف مع مجتمع الحرب الطويلة"!

وعلى هامش الحرب أيضا تمكن صدام من بسط مزيد من النفوذ على مواطنيه وضد معارضيه، وباسم الحرب وبستار من دخانها جرى في بدايتها قمع الشيعة وفي نهايتها قمع الأكراد، وبينهما تواصل التغلغل الأمني في حياة الجميع.
يصف الكاتب سنوات ما بين حرب الخليج الأولى والثانية بسنوات الهدؤ الحذر(الفصل العاشر)،وكيف كان من المستحيل العودة فجأة عن النظام العسكري، بل زادت وطأته(الفصل الحادي عشر)، وكيف أثرت المتغيرات الدولية انفراجة الأزمات ثم التقارب الشرقي الغربي ثم تحولات السياسة الخارجية السوفيتية، بالأخص فيما يخص الدعم للحلفاء التقليديين في الشرق الأوسط، وتحول توجهات موسكو في تسليح أصدقائها من مستوى الإغداق عليها إلى مستوى "الكفاية المعقولة" أي تسليح الدول بالحد الأدنى الكافي للدفاع عن نفسها، ورغم التوقع بأن تؤدي كل هذه التغيرات لانكفاء النظام الصدامي على ذاته ومغازلة تطلعات مواطنيه لحياة مدنية آمنة، خاصة مع تدهور أسعار النفط والبداية المترهلة لمجلس التعاون العربي(ضم مع العراق الأردن ومصر واليمن الجنوبي ثم الموحد) والتي لم تضف كثيرا لوضع العراق إقليميا ولا لتطلعات قائده للزعامة، فإن للنظام وقتها رأي آخر حيث جرى التخطيط لمغامرة أخرى تواصل دفع الدماء له،فكان غزو الكويت.

يمر الفصل ثاني عشر سريعا على انتفاضة 1991وما تلاها،وكيف ارتفع الهاجس الأمني للنظام لحد فاق المرض، ويؤرخ لصعود بعض العناصر في هذا الصدد، افرد المؤلف للدين واستغلاله من قبل نظام البعث فصلا كاملا مركزاً على استبداله عوضا عن القومية لتعزيز سطوته، ورغم عدم تناوله لمرحلة هامة جرى فيها أيضاً استغلال الدين لتصفية أيا ممن يشتبه في معارضتهم للنظام بالداخل بحجج أخلاقية(وهي مرحلة الحملة الإيمانية التي بدأت عام 1998 وقادها صدام وولداه) فإن النص يقدم مراحل التحول عن علمانية الدولة التي كانت قد ازدهرت في السبعينات وترسخت مجتمعياً، مشيراً لاستعارة النظام للتقاليد و الطقوس الدينية عند تسويق القائد أمام الجماهير كالاحتفالات الضخمة بالشوارع وتقديم القائد باعتباره هبة إلهية للعراق، ويتناول الفصل أيضا مؤشرا آخر على الانتقال في التعامل مع الدين وتوظيفه حيث يرصد أسلوب صدام في مواجهة الاضرابات الشيعية بأدوات شيعية، ثم تحوله لاحقاً للمواجهة المباشرة ضد الشيعة ومذهبهم متخلياً عما دأب عليه من تقديم نفسه كممثل لكل القوميات و المذاهب، أما الفصل الأخير فيشير بعنوانه "صناعة الرمز" لعملية معقدة بقت مستمرة ومتجددة بأدوات مختلفة حسب التغيرات، ولم تكن مهمة فردية لصدام وحده بل ساعده كثيرون من بين حلقات الحكم مستعذبين تسلطه راضين بدور التابع، صنع الرمز بوسائل القهر والخداع النفسي، حتى أصبح صدام موضوعا مقررا على كل مفردات الحياة لأي عراقي، لكن الرمز سقط فجأة فاضطرب الكثير في عقل وحياة و نفسية المواطن العراقي.
*عن العربة نت



#أميرة_الطحاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العنصريون الجدد في السينما المصرية
- كلنا مظاليم يا علي مظاليم
- دارفور الساسة يناورون و الضحايا يصارعون الموت
- أحمد عبد الله رزة وخمسة أعوام مسروقة من عمر هذا الوطن
- ما الذي يحدث في قامشلي؟ أكراد آخرون نسيناهم.
- رجال الدين و أحوال الدنيا
- تأملات في الحالة المصرية الراهنة
- الانتخابات المصرية- عندما يبكى القضاة
- الموت بالعراق : عندما يقتلون حتى طفلك الذي لم يولد بعد.
- نقطة نظام: إنهم يواصلون إساءة فهم قرنق حتى بعد رحيله ..!
- جثة أجمل رجل أزرق- قرنق محارب حتى السلام و مسالم حد الموت
- عودة قرنق: تحدي التنمية يسبق اختبار السلام
- الحالمون بحرب العراق الأهلية
- صناعة الأبراج في مصر.. تزدهر و تزدهر.. ثم تسقط
- تعالوا انظروا الدم في شوارع مصر
- أكراد تركيا..من كفاح الجبال إلى الاحتكام لأوربا
- هدايا الحكومة المصرية لمعارضيها
- في الغناء لبشار الأسد بالكردية والعربية
- رجل أمريكا المريض
- بين مفتي الدجاج و مفتي التسونامي


المزيد.....




- بآلاف الدولارات.. شاهد لصوصًا يقتحمون متجرًا ويسرقون دراجات ...
- الكشف عن صورة معدلة للملكة البريطانية الراحلة مع أحفادها.. م ...
- -أكسيوس-: أطراف مفاوضات هدنة غزة عرضوا بعض التنازلات
- عاصفة رعدية قوية تضرب محافظة المثنى في العراق (فيديو)
- هل للعلكة الخالية من السكر فوائد؟
- لحظات مرعبة.. تمساح يقبض بفكيه على خبير زواحف في جنوب إفريقي ...
- اشتيه: لا نقبل أي وجود أجنبي على أرض غزة
- ماسك يكشف عن مخدّر يتعاطاه لـ-تعزيز الصحة العقلية والتخلص من ...
- Lenovo تطلق حاسبا مميزا للمصممين ومحبي الألعاب الإلكترونية
- -غلوبال تايمز-: تهنئة شي لبوتين تؤكد ثقة الصين بروسيا ونهجها ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - أميرة الطحاوي - قراء في كتاب المستبد-صناعة قائد صناعة شعب