أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جمال المظفر - حيلة الوالي التي انقلبت عليه














المزيد.....

حيلة الوالي التي انقلبت عليه


جمال المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 2813 - 2009 / 10 / 28 - 21:02
المحور: كتابات ساخرة
    


يحكى ان واليا ً مستخلفا ً شعر بأن وزراءه وحاشيته ( يلعبون بذيلهم ) أي يحاولون استغفاله ويتآمرون عليه ، فعمد الى ادعاء العمى ، ما ان يدخل عليه مستشاروه ووزراؤه حتى يغمض عينيه ويدير رأسه ذات اليمين وذات الشمال ، لكنه يرى ردود افعالهم وتغامزهم وتلامزهم وحركات وجوههم المستهزئة ولكنه يردد مع نفسه ( الا ياملاعين الوالدين ) ان النصر آت مهما طال تحايلكم ..
قرر الوالي ذات يوم ان يطلع على احوال الرعية عن قرب وان يرى مدى ولاءهم له ، هل سيكونون معه في ايام الشدة ( العمى ) ام يتلامزون اسوة بحاشيته ووزرائه ويتخلون عنه في اول انقلاب عسكري يقوم به اقرب الناس اليه ، فالكرسي مغرٍ للغاية ودفء حضنه لايضاهيه اي حضن اخر ، ولاملكة جمال الكون ، فهو يحتضن المؤخرات بكل حنية ووداعة ويدغدغ حناياها ..
وبالفعل نزل مولانا الوالي الى الشارع لمتابعة شؤون الرعية ، ورؤية اوضاعهم برؤية روحانية لابصرية لان مولانا اعمى يرى بقلبه مثلما يرى الاعمى بعكازه ، ورغم انه لم تكن هناك شوارع بالمعنى المتعارف عليه وانما طرق مليانة بالطسات والمجاري تغطي واجهاتها وكأنها بحيرات اصطناعية ، الا ان الوالي اصر على ان ينزل ، وان يرى عن قرب ردود افعال الطرفين ( الحاشية والرعية ) وليكن الاصدق انباءً من الكتب الفيصل في حكمه على الخونة .
طلب الوالي من اقرب مستشاريه ان يقوده من يده لانه لايرى ، فتجمع المستشارون من حوله ، سياسيون واقتصاديون وفنيون وسياحيون وقانونيون ونصابون وافاقون ومتزلفون ليرافقوه في جولته التاريخية ، الوالي كان ذكيا للغاية ، طلب ان يدلوه على تاجر اقمشة ليشتري جبة من الحرير المطعم بالفضة ، وبالفعل اوقفه المستشارون عند تاجر الاقمشة فبادر كبير المستشارين ( لفطي ) الى طلب افضل مالدى التاجر من حرير ولكنه لصق فمه باذنه طالبا منه اعطاء الوالي قماشا من الساتان على انه حرير لانه بنفس ملمسه وسوف لن يفرق الوالي بينهما و( النص بالنص ) اي نصف للتاجر ونصف للمستشار الامين ... الوالي عرف بهذا الاتفاق لكنه لايريد ان ينفضح سره ، كانت اذناه هما عيناه ، يسمع حتى دبيب النمل ورقص الذباب على باب الحارة .. وبعدما انتهى من شراء الحرير ( الساتان ) طلب ان يشتروا له عمامة فابتاعوا له قفة على انها عمامة والى اخر القائمة ..
المهم ان الوالي يعرف بكل التفاصيل ولكنه يلتزم الصمت الى ان يحين اليوم الموعود وتنشر الصحف وحينها سيواجههم بالوقائع وسيريهم بأم اعينهم يوم القيامة وسوء العذاب ...
ولاجل ان يثبت لهم انه اعمى ولايدعي العمى طلب منهم ان يأتوا له بحكيم متخصص في العيون عله يجد حلا لعماه من اجل ادارة امور البلاد والعباد ويشيل الحمل عن وزرائه ومستشاريه الذين ابتلوا به لان المسؤولية ثقيلة جدا خصوصا اذا كانت الخزينة او ( الصرماية ) ثقيلة جدا ، فاجمع الكل على انهم يعرفون حكيما ولا في الخيال ، معجزاته لاتقل عن معجزات الانبياء فقد ابصر من كانوا عميانا بالولادة واحيا من كانوا امواتا ، فاستسرعهم الوالي بهذا الحكيم والذي اتفق عليه المستشارون بان يكون احد فقراء الولاية مقابل مبلغ يسير من المال ليبلغ الوالي ان حالته ميؤس منها وما عليه الا الرضا بما قسم له الله وفق الحكمة الالهية ( قل لن يصيبنا الا ماكتب الله لنا ) ....
الحاشية استغلوا عمى الوالي وراحوا يتسابقون للاستحواذ على خزينة الدولة ، كل يسرق من جهته والبعض راح يمارس ( الخاوات ) من الباعة والمارة وبعضهم صار (عنتر زمانه ) يحكم ويرعد ويرهب عباد الله ويبطش بهم والوالي يرى وكأنه لايرى ، ان فتح عينيه وقال كنت ارى الحقائق اتهمه الشعب بالكذب وبالتالي تفسد الطبخة ...
المهم ان الحاشية باتوا يعبثون بالولاية ويسرقون الخزينة وماوراء الخزينة ولم يبقوا فيها شيئا ، وعندما اجهزوا على بيت المال طالت ايديهم بيت الوالي فسرقوا كل مافيه من اثاث وتحفيات وانتيكات ثم انداروا الى ملابسه بما فيها الساتان وما ان انتهت مرحلة ( الحواسم) هذه حتى التفوا الى الملابس الداخلية للوالي عظم الله اجره فصفيت الخزانة بالتمام والكمال ولم يبق للوالي غير ملابسه التي تغلف جسده والتي مرت عليها ايام ولم تغسل ، سلم امره الى الله الواحد الاحد ناصر ( المستضعفين ) وغسل غياره وعلقه على الحبل وتأزر بمئزر يعلو ركبتيه بشبرين ، المهم انه يستر عورته الى ان يحين الصباح خوفا من ان تمتد ايديهم الى ( ..... ) !!
نهض الوالي مع اول زقزقة للعصافير ليأتي بغياره والتي تبين ان يد الحاشية قد وصلت اليها ، وربما يد الرعية لان فيها ( بركات الوالي ) ...
التزم مولانا ( عظم الله اجره واجل قدره ) الصمت ، فهو مثل بلاع الموس ، ان فضح امره فسيقول عنه الرعية بأنه كان يكذب ويخدعهم اوانه كان ( حيِِّالا ) وتلك المفردة قاسية للغاية عليه ، وان سكت فان الصاية والصرماية قد ولت الى غير رجعة ولايمكنه اعادة اعمار مادمره مستشاروه ، كيف يقود دولة منهارة عن اخرها ... ولكن الوالي فضل السكوت ، فالنار التي اكتوى بها افضل من العار الذي قد يبقى يلاحقه بسبب الكذب ..
وحين ادرك مولانا الصباح سكت عن القول المباح ، فالراح راح والباقيات اعظم ، ولكن الفساد امتد في البلاد من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب ومن تلفات الدنيا وحتى خصيان الوالي ....





#جمال_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انجازات استعراضية
- شكرا للاحتلال .. ولكن ليس باسم الشعب..!!
- قطاع الطرق
- فوضى سياسية عارمة
- ست سنوات .. والحبل عالجرار
- الدم العراقي ليس مسرحا للساسة
- فساد سياسي ام اخلاقي
- كل شئ ممكن .. الانتخابات قادمة
- ارحمونا يرحمكم الله
- حرب الفساد ... اعلامية
- انسحاب ام اعادة انتشار
- الشعراء يفعّلون الديمقراطية
- الى متى ينام التفاح على يديَ
- استعراضات مرورية ام بهلوانيات
- يطبخون اطفالنا في علب السردين
- اعيدوا للعراق هيبته
- عندما ينتهك المسؤول القانون
- درس محمد خضير
- الصحافة الحزبية ... إلى أين ؟
- لعنة الديمقراطية


المزيد.....




- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...
- NEW تردد قناة بطوط للأطفال 2024 العارضة لأحدث أفلام ديزنى ال ...
- فيلم -حرب أهلية- يواصل تصدّر شباك التذاكر الأميركي ويحقق 11 ...
- الجامعة العربية تشهد انطلاق مؤتمر الثقافة الإعلامية والمعلوم ...
- مسلسل طائر الرفراف الحلقة 67 مترجمة على موقع قصة عشق.. تردد ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جمال المظفر - حيلة الوالي التي انقلبت عليه