عمود - كود - للصحفي محمد رامي تباشير العاصفة

عزيز باكوش
إعلامي من المغرب
(Bakouch Azziz)

الحوار المتمدن-العدد: 2802 - 2009 / 10 / 17 - 00:15
المحور: الصحافة والاعلام
    

ينبغي التأكيد في البداية إلى إن عمود "كود" الذي يكتبه محمد رامي الصحفي بجريدة الاتحاد الاشتراكي وعلى نحو خاص في العددين الأخيرين بات مزعجا على الأقل في تناوله لبعض القضايا ذات الطابع الاجتماعي الملح.
في عموده ليوم الاربعاء 13 اكتوبر تحدى محمد رامي عضو تحرير جريدة الاتحاد الاشتراكي المدير العام للأمن الوطني الترجل في " غيران" الجريمة بفاس أو بغيرها من المدن المغربية،بالنظر إلى استفحال الجريمة وتفاقم الوضع الأمني وانفلاته إلى درجة الخطر ، ثم انتقل بعد ذلك إلى السرعة القصوى ورفع التحدي عاليا في إن يتجول الشرقي أضريس من دون حراسة اوسلاح في احد أحياء المدن المغربية من غير أن يواجه اعتداءات محتملة حتما ؟ وقال في عمود "كود " المثير للجدل الذي يوقعه باسمه كل يوم تعقيبا على أخبار تفيد بعزم الأجهزة الأمنية التحرك بجدية هذه المرة " أن الحملة التي تقوم بها المصالح الأمنية وما يواكبها من بهرجة إعلامية تحت الطلب جاءت "بعد سيل من الكتابات الصحفية والانتقادات المتكررة للواقع الأمني ببلادنا الذي بات احتواؤه خارج السيطرة.
وأضاف رامي متحديا "هل يدرك السيد المدير العام للأمن الوطني حقيقة الوضع في مجموعة من المدن المغربية بعيدا عن التقارير الملونة والتبريرات المطولة؟ وتابع بنبره تحد واضحة " هل يعلم الشرقي اضريس بأن الواقع أكبر من أن تخفيه سطور تقرير دائرة أو ولاية أمنية أو مقال صحفي تحت الطلب
واستعرض الكاتب من خلال تقارير وإفادات من مختلف الأقاليم والجهات بان الوضع الأمني بمعظم المدن المغربية ينبئ بعودة زمن الفتوات حيث اعتراض المارة والسرقة بالسلب والنهب والإكراه بات السمة البارزة للوضع الأمني، ورفع التحدي في وجه كل من يدعي أن الأمر لايعدو كونه تهيؤات بالتحرك راجلا في هذه الأحياء ليلا وأحيانا في واضحة النهار• وعزا الكاتب فشل الحملات الأمنية لافتقادها استراتيجية تحارب بالدرجة الأولى الثغرات الأمنية داخل مجموعة من الدوائر الأمنية وتكشف عن حقيقة علاقات مشبوهة نسجت خيوطها بإتقان لايضاهيها إلا إتقان صياغة بيانات حقيقة تفتقد للحقيقة و اختراق المنابر الصحفية لتمرير خطاب ستكشف الأيام فشله••وختم قائلا "الواقع أكبر من أن يختزل في بيان حقيقة" .
في نفس العمود في اليوم الموالي وجه رامي رسالة تحذير وإنذار شديدة اللهجة إلى والي فاس على إثر استدعاء كاتبه العام مراسل الجريدة بفاس الزميل محمد بوهلال وتأنيبه حول عنوان مقال اعتبره الوالي مناوئا لجهوده الملموسة حيال الوضع الثقافي بالمدينة ..وقال رامي ما معناه "إن المراسل الصحفي لجريدة الاتحاد الاشتراكي ليس ملحقا صحفيا بالولاية .
وأوضح عبر العمود ذاته أن " مراسلي الجريدة ليسوا أبواقا للسلطة العمومية ولا للأكاديميات والنيابات التعليمية والوزارات والمندوبيات" . مشددا على إنهم مناضلون ومهنيون ينضبطون للخط التحريري للجريدة مركزيا ولتوجيهات المشرفين عليهم " وفيما يتجاوز الرد إلى المساءلة قال رامي " أن فشل تدبير الشان المحلي يعود بالأساس إلى سياسة تلميع الواجهة وملاحقة واستفسار ومتابعة كل من يصدح بالحق عاليا." مذكرا ا السيد الوالي ،" فمراسلونا ليسوا ملحقين صحفيين بولايتكم " ياسيادة الوالي ..؟"

ووصف التغطيات الصحفية التي يبعث بها مراسلي الجريدة بفاس بأنها " تتوخى المهنية والمصداقية فقط" وهي ملزمة كما هم ملتزمون بخط تحريري واضح لالبس فيه" ونحن إذ ننوه بجرأة العمود وبعودته إلى حرارة أيام زمان ، فان صرامته ووضوحه وموضوعيته قد تعجل بجعله تحت المجهر ، مما يؤشر على قرب كبح جماحه . وقد تنبأ قراء ومتتبعون لهذا العمود أن أيامه باتت معدودة .

ويرى العديد من المهتمين والمتتبعين أن ماجاء في زاوية من يوم لآخر ليوم الخميس 15 أكتوبر خيب كلا الظنون بعد إن راكم الأعلام البيضاء بدل رفع الحمراء . كما يعد تناقضا صارخا ، إذ في وقت رفع عمود "كود" لصاحبه رامي التحدي ، جاء من يوم لآخر الذي يشكل لسان حال الجريدة لينزله، مما يؤشر على تسخينات مهنية قد تكشف عنها الأسابيع أو الشهور القليلة القادمة ، وعلاقة بالسياق، و وفق ماجاء في افتتاحية "من يوم لآخر " فإن الأمن الوطني يعرف حركة غير عادية تثمنها الصحافة و يتابعها الرأي العام بكل اهتمام، وكله ثقة بعد الأرقام التي كشفتها الحركية الجديدة، لا سيما وأنها طالت كل مواقع الجريمة ومستويات الانحراف.

لقد اختارت أجهزة الأمن، بقيادة الشرقي الضريس،" والكلام للزاوية " أن تباغت المجرمين والمنحرفين في مواقعهم عوض أن تنتظر خروجهم إلى الشارع العام لزرع اللاأمن والخوف والقلق في أوساط المواطنين. ولا يمكن إلا أن نبارك هذه الخطوات ، مضيفة "

لعله سيكون من المنصف والعقلاني أن ننتبه إلى لغتنا الصحافية وهي تتابع ما يقع؟؟؟؟؟، وهي إشارة بليغة الى سلاطة عمود" كود" وجرأته " وأضاف من يوم لآخر "
" والحال أن الانفلات الأمني يكون في دول بلااستقرار أو تلجأ إلى فيالق شبه عسكرية لرد الفوضى ، وهو أمر لا يصدق بتاتا على بلادنا. كما أننا في المعالجة نميل أحيانا إلى التشخيص ، وليس من عادتنا أن نشخص ، عندما يتعلق العمل بالمؤسسات الوطنية، والأمن الوطني ، بالذات يحظى باحترام جريدتنا الاتحاد الاشتراكي ومسؤوليها. كما أنه نابع من صميم هذا الشعب بأبنائه وموظفيه ومسؤوليه، ولسنا في حاجة بالفعل لكي نعيد تكرار ذلك. وتابعت الزاوية توضيحها الذي يشبه الرد على نفسها " وعندما ننتقد، كما قد ننتقد أنفسنا، قد نتوفق أحيانا في العبارات وفي زاوية النظر أو لا نتوفق استثناء" لكننا نقول بأننا مع العمل الذي تقوم به مختلف الأجهزة في حماية المواطنين وردع الجريمة وتهذيب الفضاء العمومي"...وهو ما يذهب إليه عمود كود في العمق.
عزيز باكوش

#عزيز_باكوش (هاشتاغ)       Bakouch__Azziz#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل