أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عزيز باكوش - كوميديا رمضان من المساءلة الى الاتهام














المزيد.....

كوميديا رمضان من المساءلة الى الاتهام


عزيز باكوش
إعلامي من المغرب

(Bakouch Azziz)


الحوار المتمدن-العدد: 2767 - 2009 / 9 / 12 - 06:21
المحور: الصحافة والاعلام
    


هنا من حقنا ان نغضب ونحزن ونتساءل :
ألا يوجد مجال تستوطن فيه ذاكرة إبداع الفنان المغربي , كي تمارس تأثيرها من أجل المنافسة المتعة والتنوير والإفادة في أوقات الذروة غير فضاء النكتة ؟وحتى إذا سلمنا بواقع الفنان البئيس وبظروفه المزرية، لماذا الهروب إلى الأمام بدل التحكم في آلية اللعبة ؟ أليس لنا من خيار سوى فسح المجال أمام من هب ودب لرسم التفاهات وتناسل الفضاعات وتخصيب السفالات باسم الضحك في رمضان؟ .
نفهم أن الفنان المغربي يعيش ظروفا صعبة ,حتى انه يظل عاطلا طوال السنة ، وفي لحظة تتراكم المشاهد , وتتزاحم المواقف, وتتكدس العروض من غير أن تكون له إرادة التقييم والاختيار، فضمان القوت أولا من خلال الحضور، أما الجودة والإبداع فللحديث أسباب نزول .
في هذا الإطار, تبرز نوع الفكاهة المغربية المعروض الآن " كاميرا النجوم، نسيب الحاج عزوز ، دابا تزيان، كول سانتر .. انطلاقا من تجارب فاشلة سابقة , نموذجا سيئا في تسطيح ذاكرة المشاهدين و تكريس الدجل والشعبوية , و إنتاج خطاب العدم . نتاجات متقافزة تمتلئ بالقفز والنط ، ويربط ما بينها خليط انفعالي مرتبك يفلح في تصوير العبث في أقصى تجلياته , كما ينجح في تعزيز وتفريخ آلة ضخمة للتكرار الذي يفقه الحمار , وإنتاج إعادة الإنتاج , بشكل يوحي باستقالة العقل , وهيمنة التهافت على الأغلفة المالية لهولدينكات عملاقة تمتص دم المغاربة في كل الآفاق وتتعزز وتستقوى حين ترتبط برمضان , الأمر الذي يكرس ثقافة الفقر الفني والإبداعي بيقين شبه تام. وما “السلاسل الكوميدية والسيتكومات الرمضانية البئيسة , إلا تكريس مجاني لتفقير الفن وتهجير السخرية الجادة والإبداع الجاد ببلادنا. نعم بإمكان النكتة أن تكون في مستوى ما يتطلبه موقف ما…لكن التحديات المطروحة..رهان صعب.. والمغاربة مختلفون في هذا الاتجاه. وإذا كان للمرء أن يختار طريق حياته من جديد، فإنه قطعا سيفضل أن يكون كسالا " في الحمام ، أو بائعا بوبوش " حلزون" حتى يتمكن على الأقل من الاستمتاع بقدر من الغباء المجاني وراحة الضمير من وجع السؤال. حول طبيعة هذا المنتوج ومستوى رداءته , أو شرطيات قبوله و مروره .
من ينظر إلى برمجية رمضان على القناتين الأولى ودوزيم من خلال الوصلة الإعلانية ، ولك أن تتصور ما تشاء من التفاهة . شكليا على الأقل ,تبدو التعددية في تناول الموضوعات , واختلاف المقاربات , وتعدد الوجوه والمواهب, وعودة النجوم إلى غير ذلك. نتيجة ملفتة وواقعية.. لكن الحقيقة كما سترى, مجرد لازمة يلوكها الإعلان كل رمضان. .حفظها المسئولون والمبدعون الرسميون المأجورون عن ظهر قلب , وشربها ودب دبيبها في عروق المنتجين والمتهافتين والمشاهدين على حد سواء.
ما سيقدمه الفن المغربي خلال رمضان : مجرد شهر عالمي للنكت الشعبية , النكتة المصورة والمرئية والمسموعة, لقد أضحى الشهر الكريم أضخم تجمع نكتوي في البلد . فما الذي يبدعه أصحاب السخرية المبطنة سوى النكت ولا شيء غيرها. حلقات اجتماعية تعالج بعض الظواهر ممثلة في نماذج بشرية باختلاف مستوياتهم الاجتماعية والثقافية وتنوع آمالهم وطموحهم..سلاسل هزلية” بالمعنى الجدي للكلمة” في مجملها تجسيد لمجموعة من المواقف من الواقع المغربي بطريقة فكاهية..
ما على مستوى الدراما أي المسلسلات فثمة حكاية كان يا ماكان يشيب لها الولدان.
موال شعبي بلازمة بلهاء تمطرقنا بها الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة حفظها الآباء وورثها الأبناء مطلعها " مع ألمع نجوم الكوميديا ، دراما اجتماعية مستوحاة من الواقع المغربي تدور أحداثها في البادية ، شخصياتها مختلفة الطباع تروي حكاية بطش وحب وسعادة يتفانى البطل في خدمة سيده في البداية ، ثم يخلفه في العشق والميراث مع قليل مصادمات مفتعلة وحزازات مصنوعة ترفع ضغط المشاهد عنوة، هناك صراع مع فكرتين سيتم بالتأكيد الانتصار لأقواهما في نظر الكاتب وليس الوقائع والأحداث، وهي المبادئ النبيلة طبعا ..هكذا تبدأ سلسلة المشاكل والأحداث الدرامية “ضمن دراما رمضان” لتتسع فتشمل أناس على علاقة بالبطل فتنقلب حياتهم وتتمادى مع الحقائق ,حتى أن النهاية تجسد التفاهة في أسمى صورها. وانتهى إبداع رمضان. والى رمضان قادم .
عزيز باكوش رمضان 2009



#عزيز_باكوش (هاشتاغ)       Bakouch__Azziz#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحقا ، عصر الأخبار الالكترونية المجانية يوشك على الانتهاء ؟
- القذارة تصل في التلفزيون المغربي ، فمن يجرؤ على كنسها ؟
- محمد بودويك يسبغ على -لارا- السريانية حفيدة المسيح ذهب الأسم ...
- قطيع وقطعان
- احتلال الملك العمومي بمدينة فاس وجهة نظر
- نيابة فاس تحتفي بالمتفوقين برسم الموسم الدراسي 08/2009 : عزي ...
- حوار مع المخرج السينمائي المغربي الواعد محمد رضا كوزي اعد ال ...
- الكل مطالب بتحضير مشروع يلائم بيئته وخصوصيته المحلية
- البطل المغربي في رياضة بناء وكمال الأجسام شكيب بوهلال يتأهل ...
- الصيدلة بفاس على صفيح ساخن : عزيز باكوش
- المصور والإعلامي الباز الوزاني في حوار حول التصوير بين الفني ...
- حوار مع علي براد نائب وزارة التربية الوطنية بفاس
- من مليون محفظة برسم الموسم الدراسي الجاري إلى 4 ملايين و800 ...
- ماضي الحياة الزوجية بين المثال والواقعية 5:
- ماضي الحياة الزوجية بين المثال والواقعية 4 : عزيز باكوش
- ماضي الحياة الزوجية بين المثال والواقعية3
- ماضي الحياة الزوجية بين المثال والواقعية 2
- حوار سياسي ساخن مع أستاذة مادة الفلسفة المناضلة الاتحادية خد ...
- ماضي الحياة الزوجية بين المثال والواقعية
- الإعاقة وشبهة الزواج بالأقرباء بين المأثور والتصديق العلمي


المزيد.....




- نقطة حوار: هل تؤثر تهديدات بايدن في مسار حرب غزة؟
- إسرائيل تتأهل إلى نهائي مسابقة يوروفيجن الأوروبية رغم احتجاج ...
- شاهد: فاجعة في سان بطرسبرغ.. حافلة تسقط من جسر إلى نهر وتخلف ...
- المساعدات الأوروبية للبنان .. -رشوة- لصد الهجرة قد تُحدث الع ...
- بوتين يوقع مرسوما بتعيين ميخائيل ميشوستين رئيسا للحكومة الرو ...
- -صليات من الكاتيوشا وهجومات بأسلحة متنوعة-.. -حزب الله- اللب ...
- بالفيديو.. -القسام- تستهدف جنود وآليات الجيش الإسرائيلي شرقي ...
- سوريا..تصفية إرهابي من -داعش- حاول تفجير نفسه والقبض على آخر ...
- حماس: في ضوء رفض نتنياهو ورقة الوسطاء والهجوم على رفح سيتم إ ...
- كتائب القسام تقصف مجددا مدينة بئر السبع بعدد من الصواريخ


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عزيز باكوش - كوميديا رمضان من المساءلة الى الاتهام