أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - عزيز باكوش - احتلال الملك العمومي بمدينة فاس وجهة نظر















المزيد.....

احتلال الملك العمومي بمدينة فاس وجهة نظر


عزيز باكوش
إعلامي من المغرب

(Bakouch Azziz)


الحوار المتمدن-العدد: 2748 - 2009 / 8 / 24 - 07:09
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


التدرج في السطو على الملك العمومي بمدينة فاس في أفق احتلاله والإجهاز عليه في تزامن مع استحقاقات انتخابية أو غيرها من المناسبات دراما هزلية من الصنف الرديء أبطالها رجال سلطة من فئة عديمي الضمير، ومنتخبون انتهازيون يجمعهم بالطرف الآخر مركب مصالحي انتهازي صورة وصوتا .سيناريو هذه التفاهة ومكونات عرضها على خشبة مسرح الحي يخضع وفق ترتيبات مشبوهة ذات لبوس انتخابي يسندها مبدأ بيداغوجي براغماتي تصاعدي يتشكل من ست مراحل مرتبة كرونولوجيا .
فاستنادا إلى بحث ميداني تم إجراؤه أخيرا اتخذ التدرج بداية شكل سلم ارتقاء ينطلق أولا من درجة 1- التحسيس ، في هذه المرحلة لابد ان يراعي المستفيد باقتراح من السلطة "مقدم الحي" أوما يرمز إليها ، ان يكون يوم الاحتلال يوم عطلة نهاية الأسبوع أو مناسبة وطنية أو دينية ، حيث يغادر جميع موظفي السلطة مقرات عملهم خارج المدن ،2- لا للإحتكاك ، هو شعار المرحلة الثانية ، وهنا يتعين على المحتل تفادي فكرة أي اصطدام مع أي كان سواء أكان جارا أو عابر سبيل أو مقدم الحي عينه ، هذه الفرضية تحظى بدورها بموافقة شبه مبدئية مع السلطة خاصة المقدم عينها التي لاتنام ،3-التصرف كمالك ، من شأنه أن يضفي على الجريمة طابع المشروعية ، فعندما يتم ضم بقعة من 20 مترا مربعا مثلا إلى مقهى أو منزل أو لأي غرض آخر ، فلا بد ان تتم العملية ليلا ، بعد ان يكون المستفيد قد تلقى إشارات تؤكد ان الأمر يقبل مساومة ما مع القبول المبدئي بدفتر تحملات معمول به في كل الأحياء ، أن التعليمات هنا تقضي بضرورة الهرولة إلى المقاطعة فيما يشبه الاستدعاء العاجل بعد تبيض المساحة المستحوذ عليها وطلائها أو تسييجها أو غرس شتيلات ذابلة حتى تعطي الانطباع ان الأمر قد تم في مرحلة سابقة ، وفي هذه الحالة قد لا تتعدى المسالة احتجاجا مسرحيا يكون بطله القائد رفقة أعوانه المسلحين بفؤوس قد تحدث خدوشا يتم ترميمها بعد انصرافه بساعة ، تتبعها في الغالب غرامة مالية فيما بعد فيما يشبه تبرئة الذمة ، تؤدى بهذه الطريقة أو تلك ، لكن ما علينا ، فالكثير من المرات تنصح السلطة المستفيدين باقتفاء الطريق نفسه أي الليل وتفادي أي احتكاك 4- مرحلة اللاعودة : في هذه المرحلة وهي ما قبل الحاسمة تشرع حين يستولي أحدهم على مساحة أرضية بالقرب من باب منزله ، أو بجوار دكانه فيسيجها بسياج شفاف أول الأمر، ثم تعلو قليلا لتصبح سورا بألواح بلاستيكية فأعمدة وسواري ثم اسمنت مسلح فيما بعد ،بعد ذلك يشرع صاحبنا المحتل " المجرم" في التصرف فيها كمالك أصلي ، وبذلك يكون قد دشن مرحلة اللاعودة ، اللافت للانتباه ، انه يستوي في ذلك المسجد والمقهى والبنك وكل مؤسسات الدولة ، وبريد المغرب بمنطقة بن سليمان بفاس نموذج صارخ " على أن المواطن في هذه الحالة لا يفعل أكثر ما يفعله مواطنون أمثاله ، إنهم متساوون في "الجرم" حسب القانون ، مع تكييف النازلة ، حيث مؤسسات الدولة تدفع ، والمواطنون يدفعون، ورجال السلطة مناشير نشيطة تأكل صعودا ونزولا ، لكن ، حين يسيج المستفيد المساحة المنزوعة المستولى عليها بأسلاك شائكة أو أغراس قد يبدو للبعض ان الخدمة من باب الاهتمام بالبيئة ، أو إبداء حسن نية تجاهها، إلا ان الأمر مخادع تماما ، فان عملية المداومة على سقيها وتشذيبها تحت أنظار الجيران و مقدم الحومة هو بمثابة ذر الرماد في عيون الآخرين ، لان مقدم الحومة يعرف نوايا الرجل ، بل ويتجاهلها بالتغاضي عنها مقابل إتاوة ، وهذه المرحلة على قدر كبير من الأهمية ، لان بواسطتها تعبد الطريق نحو المرحلة الحاسمة 5- التملك الشرعي : وهنا يصبح الأمر مألوفا لدى السكان المجاورين كما يصبح للمستفيد مالكا شرعيا ، طبعا هذا السلوك سيثير شهية بعض السكان القيام بالعمل نفسه ، وحين يبادر أحدهم بالقيام بنفس الشيء معللا ذلك بأنه ليس الوحيد ، لا شك أنه سيصطدم في مسرحية سخيفة وتافهة مع مقدم الحومة الذي سيهدد بأخبار القائد أول الأمر ، لكن سرعان ما سيؤخر المسالة مقابل 100 درهم ، إلا أن تغاضيه لن يدوم أكثر من أسبوعين ، ليجد المواطن نفسه تحت الضرس مرة أخرى ، سيتغاضى مقابل إتاوة ثانية قد تتكرر كل أسبوع ، حيث يتم إشعاره بخطورة الأمر و تهديده بتبليغ القائد الذي يكون قد توصل بالخبر بالضرورة ، لتأتي المرحلة الأخيرة وهي 6- ترسيخ الاستحواذ في أفق امتلاك نهائي يوصف بالحق الشرعي. وبذلك تتم جريمة اغتصاب الملك العام وفي اغلب الأحيان تحت أنظار السلطات وبإيعاز منها . لتظل التهمة واضحة في حق السلطة وأذنابها ، هذه المسلكيات الغريبة باتت الآن أهم ما يميز ما قبل 12 يونيو ومابعده ، وتسمى باحتلال الملك العام .الخطورة هنا تكمن في عدم تفعيل القوانين المنصوص عليها سواء من طرف القائد الذي يعتبر مسؤولا أولا عن كل الفداحات التي تقع . ثم ما يتبعه من رؤساء مباشرين تحت ضغوط ولبوس انتخابية في الغالب .

ورغم ما قد يبدو من تباعد ظاهري بين ما يحدث على ارض الواقع وما تجزر في حقه النصوص والتشريعات القانونية ، فإنهما يلتقيان معا في أمر واحد على الأقل، هو تعبيرهما عن حالة غريبة ، هي إخضاع ماهو عمومي لمبدإ المساومة والرشوة حيث يتحول الملك العمومي بمقتضاها إلى عشب يتآكل تحت أقدام المنتخبين وجشع السلطة الرسمية الذي لا ضفاف له . والسؤال ، لمصلحة من الدوس على منظومة القوانين الجاري بها العمل فيما يتعلق بحماية الملك العام ؟ ولمن وضعت تلك التشريعات؟ وما مصير عدد من المحاكمات الصورية ومن يحميها ؟ لكن المحاكمة الحقيقية يجب ان تكون في حق السياسة العامة للبلاد والتي ساهمت وبشكل مباشر في تنامي ظاهرتا احتلال الملك العام والبناء العشوائي خاصة خلال فترات الانتخابات الجماعية حيث يتم ذلك بمباركة رجال السلطة والمنتخبين دون تراخيص ولا اعتبار للقانون ، لذلك لا يجب ان تستوي الأمور من غير محاكمة علنية لهؤلاء المتورطين بمنتهى العدل والإنصاف
عزيز باكوش






#عزيز_باكوش (هاشتاغ)       Bakouch__Azziz#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نيابة فاس تحتفي بالمتفوقين برسم الموسم الدراسي 08/2009 : عزي ...
- حوار مع المخرج السينمائي المغربي الواعد محمد رضا كوزي اعد ال ...
- الكل مطالب بتحضير مشروع يلائم بيئته وخصوصيته المحلية
- البطل المغربي في رياضة بناء وكمال الأجسام شكيب بوهلال يتأهل ...
- الصيدلة بفاس على صفيح ساخن : عزيز باكوش
- المصور والإعلامي الباز الوزاني في حوار حول التصوير بين الفني ...
- حوار مع علي براد نائب وزارة التربية الوطنية بفاس
- من مليون محفظة برسم الموسم الدراسي الجاري إلى 4 ملايين و800 ...
- ماضي الحياة الزوجية بين المثال والواقعية 5:
- ماضي الحياة الزوجية بين المثال والواقعية 4 : عزيز باكوش
- ماضي الحياة الزوجية بين المثال والواقعية3
- ماضي الحياة الزوجية بين المثال والواقعية 2
- حوار سياسي ساخن مع أستاذة مادة الفلسفة المناضلة الاتحادية خد ...
- ماضي الحياة الزوجية بين المثال والواقعية
- الإعاقة وشبهة الزواج بالأقرباء بين المأثور والتصديق العلمي
- دارت - قرض استهلاكي بدون فوائد بين الايدولوجيا الدينية وإكرا ...
- الزجال المغربي حميد تهنية يطلق زفرات أحزانه - نوار الظلمة-
- حميرنا
- من انشغالات المنتدى الجهوي للمبادرات البيئية بفاس وانتظاراته
- أصغر بائع متجول في فاس عمره 4أعوام ونصف


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - عزيز باكوش - احتلال الملك العمومي بمدينة فاس وجهة نظر