أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - السلطة من أجل السلطة














المزيد.....

السلطة من أجل السلطة


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2794 - 2009 / 10 / 9 - 15:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يمكن القول في هذه المرحلة من الحملات الانتخابية المبكرة والاعلانات المتلاحقة عن تشكيل الائتلافات، إن القوى السياسية العراقية عبرت الى حد ما التخندقات السابقة ولكنها في نفس الوقت لم تصل الى شاطئ جديد أو قاعدة سياسية بديلة يمكن بناء مشروع سياسي عليها، فرغم كل السلبيات التي حملتها التخندقات السابقة إلا إنها كانت مكشوفة التوجهات وحتى بالابتعاد عن الشعارات الفضفاضة التي تسمى برامج كان بالامكان الكشف عن البرامج الحقيقية أو القضايا المركزية للكتل السياسية بالاستناد الى ماضي القوى السياسية ومكوناتها ورموزها.
في الائتلافات الجديدة تهيمن فكرة التنوع والتوسع في التحالفات، ويحاول كل إئتلاف ضم شخصيات وتنظيمات تمثل مختلف مكونات الطيف العراقي للتخلص من تهمة التخندق الطائفي وكانت هذه بمثابة فرصة للكثير من الشخصيات والتنظيمات التي تريد الحصول على مواقع في السلطة لطرح نفسها كممثلة لهذا المكون الاجتماعي أو ذاك، وكل ذلك في عرف السياسة وأخلاقياتها متوقع ومسموح به، إلا إن منطق السياسة يفترض أيضا أن يكون لهذه الائتلافات الكبيرة برامج واضحة تتجاوز توزيع الوعود لتقاسم السلطة في داخلها الى الاتفاق على القضايا الاساسية التي ستواجه أي حكومة أو برلمان جديدين في العراق، بدلا من إنتظار اللحظة الاخيرة لتبدأ عند ذاك الانسحابات والانقسامات.
منذ إنطلاق عملية البناء السياسي الجديد في العراق بعد 2003 تسير التنظيمات السياسية يوما بعد آخر نحو التخلي عن عقائدها التي وجدت إنها تشكل عقبة في علاقاتها مع الامريكان بالدرجة الاولى ومع المحيط الاقليمي للعراق كما إنها تقلص من حضوتها بين بعض المكونات العراقية بسبب الاختلافات الدينية أو الطائفية أو القومية، بل وجدت التنظيمات السياسية نفسها أمام سلسلة طويلة من التنازلات العقائدية لتمهيد طريقها الى موقع السلطة.
صحيح إن زمن الاديولوجيات والعقائد السياسية الكبرى قد إنتهى، وإن السياسة أصبحت تسير في زقاق ضيق إسمه "الممكن في الظروف الراهن" لكن هذا لا ينفي وجود حاجة عند الدولة والمجتمع على السواء لخارطة طريق في مختلف المجالات التي ستتولى الحكومة إدارتها كما لا ينفي الحاجة لوضوح أخلاقي تجاه الازمات والمشاكل الاجتماعية، ولا ينفي ضرورة وجود خطوط عريضة تبدأ عندها الممكنات السياسية وتنتهي.
التنظيمات السياسية العراقية الراهنة بمختلف تسمياتها وصعودا الى الائتلافات الانتخابية تقترب من كونها مجرد جماعات من الافراد الذين إلتقوا من خلفيات شتى على طريق واحد يقود الى السلطة وصارت العلاقات الشخصية والاذواق والاستلطاف المتبادل هي ما تجمع بينهم رغم وجود علاقات نضالية سابقة أصبحت يوما بعد آخر تتجه الى كونها علاقات غابرة.
لقد تخفف الساسة من اعباء البرامج الكبيرة والعقائد والاحلام وأهملوا حتى الرؤى الاقتصادية والخدمية التي يتبنونها في حال وصولهم للسلطة وصار السعي للسلطة من أجل السلطة وبصورة مكشوفة لا تغطيها إلا الدعايات الانتخابية والمهاترات التلفزيونية.
المناخ السياسي العراقي يميل دائما الى التطرف في مختلف مراحل الوعي أو الموضات السياسية التي شهدتها البلاد عبر تاريخها من ليبرالية الى يسارية الى قومية الى دينية واليوم يسيطر مناخ ذرائعي متطرف تريد فيه التنظيمات السياسية تجنب الخوض في جدالات عميقة أو طرح رؤى سياسية تثير التساؤلات وتفضل بدل ذلك الاعتماد على الوجوه الشخصية والتعميمات الدعائية.
قد يبدو توجه السلطة من أجل السلطة هو الاسهل لكنه ليس بالضرورة هو الانفع لا للمواطن فحسب بل للقوى السياسية أيضا لأنه سيدخلها في متاهة.




#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ويسألون عن المهجرين!!
- موازنة 2010
- الدولة وخطابها المفكك
- أحكام بالفشل
- مرحلة المكاشفة
- إستنفار دبلوماسي
- الموصل..أزمة نموذجية
- ما بعد الاربعاء الدامي
- رغم إنها متوقعة وبائسة
- مشهد سوداوي
- جيش المعتقلين المرعب
- العنف العبثي..رسائل أوباما
- أطراف خارجية..أطراف داخلية
- نداءات بلا صدى
- عداء لافت
- الانتخابات..الضرب تحت الحزام
- الدولة والاحزاب
- مذبحة عادية
- لعبة الرقابة
- قائمة بالحساب


المزيد.....




- الصحة السعودية تصدر توصية للحجاج بعدم الذهاب لمنشأة الجمرات ...
- وسائل إعلام: فرنسا ستقوم بتدريب 26 طيارا لـ -إف-16- خلال عام ...
- -تضم سوريا والعراق-.. خريطة -إسرائيل الكبرى- تثير غضبا في مص ...
- الاتحاد الأوروبي يمدد العقوبات المتعلقة بإعادة توحيد شبه جزي ...
- ليبيا.. 1650 إصابة أثناء ذبح الأضاحي
- ليبيا تعيد 7100 مهاجر قسرا وتسجل 282 حالة وفاة في البحر المت ...
- الكرملين يوضح طبيعة العلاقة مع تركيا وهنغاريا بعد توقيعهما ع ...
- -لأنه يعرف الكثير-.. ضابط أمريكي سابق يؤكد وجود خطط أمريكية ...
- تقارير: بنيامين نتنياهو يحلّ مجلس الحرب الإسرائلي
- بكين تدعو واشنطن إلى التوقف عن نشر المعلومات المضللة


المزيد.....

- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - السلطة من أجل السلطة