أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - أحكام بالفشل














المزيد.....

أحكام بالفشل


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2761 - 2009 / 9 / 6 - 22:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ينزعج أي مسؤول رسمي توجه إليه أو الى مؤسسته تهمة الفشل، وترتفع درجة حرارته في أيام العراق اللاهبة وتتوتر أعصابه ويبدأ هو نفسه بتوجيه تهم الفشل الى زملاء له في المسؤولية سواء داخل وزارته أو مؤسسته أم من خارجها، ويتهم من وجهوا له تهمة الفشل بالتواطؤ مع أعداء وزارته أو مؤسسته وإنهم ينفذون أجندات خارجية وربما قال عنهم إنهم من بقايا النظام السابق، أو إنهم يستهدفونه لأسباب سياسية أو إنتخابية، والمسؤول على إستعداد لإتهام المواطنين بالمبالغة في الشكوى وإنه لم يحصل على فرصته وهناك من يعرقل عمله ويغطي على إنجازاته، وينسى المسؤول أيا كان حجمه أو مستواه إن الفشل في الاداء سيبقى موجودا، بعد كل هذه الاعذار والتبريرات، ماثلا للعيان.
حتى عندما تكون الاعذار والتبريرات حقيقية فإن الاقتران بين وجود شخص ما في موقع المسؤولية مع فشل في المؤسسة التي يترأسها سيكون كافيا لتحميله مسؤولية الفشل في نظر الرأي العام وستكون محاولة تبرئة الذات غير مجدية بل مجرد عمل مجهد يوحي بالرغبة في التنصل من المسؤولية والمراوغة ومهما كان المسؤول مقنعا في حججه وبليغا في أعذاره وقادرا على الظهور في العديد من المحطات التلفزيونية خلال فترة قصيرة فلن ينفعه ذلك والاجدى له أن يوفر على نفسه هذا الجهد فإما أن يكشف بالاسماء والادلة عدم مسؤوليته عن الفشل ويهدد بالاستقالة أو يستقيل فعلا عندما لا تتخذ الاجراءات اللازمة ضد من يعيقون عمله، أو يحتفظ بصمته وهدوءه ريثما تنتهي فترة مسؤوليته على أمل أن يحظى بتقاعد محترم أو يقنع احد الزعماء بإدراج إسمه في قائمة انتخابية وعليه لإنجاح قائمته أن يختفي من حملتها الانتخابية فالناقمون عليه أكثر من الراضين عنه وهو يشكل عبئا على القائمة في كل الاحوال.
على الوزراء والمسؤولين الآخرين مراجعة برنامج الحكومة الذي تعهدت بتنفيذه أمام مجلس النواب وعليهم مراجعة حواراتهم التفزيونية والصحفية التي أدلوا بها خلال الايام الاولى من تسنمهم للمسؤولية وما قدموه خلالها من خطط ومشاريع وكذلك عليهم مراجعة الحملات الانتخابية لقوائمهم وما قدمته من تعهدات ووعود للناخبين، وبعد مراجعة كل ذلك عليهم مقارنته بما حققوه، وليضعوا أنفسهم محل المواطن الذي تلقى تلك الوعود وليقدروا حجم الغضب الذي سيتملكهم آنذاك.
يريد بعض المسؤولين أن يمنحوا فرصة دائمة لا حدود زمنية لها وبحسابات مالية مفتوحة وصمت كامل عن الاخطاء التي ترتكب والاهدار والفساد، وأن تجند وسائل الاعلام نفسها لمديحه وتضخيم أي عمل روتيني ينجز، غير آخذين بنظر الاعتبار إنهم يعملون داخل نظام ديمقراطي فيه حدود زمنية لتولي المسؤولية ورقابة برلمانية وشعبية واعلامية على الاداء، وإن هناك حملات إنتخابية ومن حق المنافسين تسليط الاضواء على أخطائه.
عند المقارنة بين الوعود وما تحقق منها ستكون المسافة الناتجة واسعة وعلى شخص ما أو مجموعة تحمل مسؤولية الفشل ومن لا يريد ذلك عليه أن يقدم أسم الجهة أو الاشخاص الذين يريد تحميلهم مسؤولية الفشل، قبل إندلاع الحملات الانتخابية، لأن الجميع سيكونون سواسية في الحملات، فهم مجرد "مرشحين" والمسؤولية عبء عليهم لا أكثر.





#ساطع_راجي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرحلة المكاشفة
- إستنفار دبلوماسي
- الموصل..أزمة نموذجية
- ما بعد الاربعاء الدامي
- رغم إنها متوقعة وبائسة
- مشهد سوداوي
- جيش المعتقلين المرعب
- العنف العبثي..رسائل أوباما
- أطراف خارجية..أطراف داخلية
- نداءات بلا صدى
- عداء لافت
- الانتخابات..الضرب تحت الحزام
- الدولة والاحزاب
- مذبحة عادية
- لعبة الرقابة
- قائمة بالحساب
- العراق والكويت..دوران مستمر
- زعماء وكتل
- أزمة مياه..أزمة وطن
- رد الحكومة على التدخلات الخارجية


المزيد.....




- 50 عاماً على المسيرة الخضراء في المغرب: بين الذاكرة الوطنية ...
- المسيّرات تعطل الطيران مجددا في بروكسل وتحلق فوق قاعدة عسكري ...
- عاجل | ترامب: موعد وصول قوة الاستقرار الدولية إلى غزة قريب ل ...
- عاجل | مراسل الجزيرة: انفجارات عنيفة شمال مدينة أم درمان وأص ...
- ترامب: كازاخستان قررت الانضمام إلى -الاتفاقيات الإبراهيمية- ...
- ترامب يعلن عن أول دولة تنضم إلى اتفاقيات إبراهيم في ولايته ا ...
- قطر تستثمر 29.7 مليار دولار في مشروع سياحي عملاق بالساحل الش ...
- ترامب يعلن انضمام كازاخستان إلى -الاتفاقيات الإبراهيمية-
- قيمتها 878 مليار دولار.. الموافقة على حزمة أجور ضخمة لماسك
- مسيّرات تعطّل الرحلات الجوية في مطارين أوربيين


المزيد.....

- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - أحكام بالفشل