أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - الموصل..أزمة نموذجية














المزيد.....

الموصل..أزمة نموذجية


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2757 - 2009 / 9 / 2 - 00:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما يحدث في الموصل منذ أشهر ليس مجرد خلاف سياسي بين كتلتين أو حزمة من المشاكل الامنية والادارية فقط بل هو أساسا وقبل كل شيء أزمة في تماسك الدولة ووحدتها الوطنية وأزمة في العلاقة بين مكوناتها في مرحلة فتحت فيها أزمات البلاد أمام التدخلات الخارجية لترفع من درجة حرارتها، كما إن أزمة الموصل وغيرها من الازمات تمثل فرصة إشتغال للجماعات الارهابية مستفيدة من حالة التناحر ومشاعر التعصب.
أقسى وأخطر ما في أزمة الموصل هو فشل مختلف مفاصل الدولة والعملية السياسية في معالجة الازمة رغم مرور عدة أشهر بل إن القيادات السياسية تحاول تناسي وجود هذه الازمة بما يبعث على عدم الثقة في حقيقة موقفها منها ويدفع الى الظن إن أطرافا في الدولة تحاول إستخدام الازمة في مرحلة التنافس الانتخابي، أو إنها لا تقف موقف المحايد الذي يتعامل مع ما يحدث في الموصل بموضوعية، ويبدو إن تكاسل القيادات العراقية في معالجة الازمة أحبط أيضا الجهود الامريكية رغم كثرة التقارير والتصريحات التي عبرت عن مخاوف الادارة الامريكية من أزمة الموصل والوضع في جميع المناطق المتنازع عليها، وقد حاول بعض الساسة العراقيين التقليل من أهمية التقارير والتصريحات والانشغالات الامريكية بهذا الموضوع معتمدين لغة عاطفية تتعامل مع الامور ببساطة.
إقتراب موعد الانتخابات النيابية سيرفع من درجة الاحتقان في الموصل مع إستمرار تبادل الاتهامات على خلفية التفجيرات الارهابية الدموية التي وقعت خلال الاسابيع الماضية والتدهور الامني اليومي وحالات الاغتيال والقتل المباشر في شوارع المدينة في حالة من العزلة والصمت من قبل القيادات السياسية والامنية في الحكومة الاتحادية، وهو صمت مثير للريبة وكأنه يريد للإحتقان والاتهامات المتبادلة أن تأخذ حيزا أكبر.
الازمة في الموصل تجاوزت الخلاف على مواقع إدارية كما إنها تجاوزت تطبيق المواد الدستورية وهي تقترب من التحول الى أزمة تعايش، وهي أزمة ليست جديدة بل شكلت حالة فشل دائم منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة في القرن العشرين وتعاقبت النظم الحاكمة دون أن تفلح في تجاوزها بل إنها كانت تستغلها لتعزيز سطوتها حتى تحولت الازمة الى جزء من عملية حكم البلاد.
هناك قوى سياسية تعتمد على الازمة في الموصل للوصول الى مجلس النواب في الانتخابات القادمة وهي تعتقد إنها كلما رفعت من مستوى الاحتقان فأن حصتها في بغداد سترتفع، كما إن هذا الاحتقان وما يرافقه من هياج عاطفي سيدفع الناس الى تناسي ملفات الخدمات والاقتصاد ويسهل إلقاء اللوم على الآخرين في التدهور الامني وضعف الاداء في كل القطاعات، فالأزمة "أي أزمة" هي فرصة مناسبة للحصول على مكاسب دون التعرض الى مساءلة عن الاخفاقات.
المشروع الامريكي الاخير الذي يقترح تشكيل قوة مشتركة ثلاثية من القوات العراقية وحرس اقليم كردستان والقوات الامريكية، على أهميته في حفظ الامن والاستقرار في المناطق المتنازع عليها، إلا إنه في النهاية حل أمني ومرحلي وليس سياسيا نهائيا أو حتى طويل الامد، وهو يؤشر إستمرار حاجة العراقيين الى طرف ثالث يكون وسيطا وضامنا في الازمات الداخلية، بينما يفترض بالمؤسسات العراقية التشريعية والتنفيذية والقضائية أن تكون هي الضامن والوسيط في الازمات الداخلية.
مهما قيل عن عمق العلاقات بين مكونات الموصل فإن ذلك لا يلغي حقيقة وجود الازمة كما لا يعفي القيادات العراقية في مختلف مفاصل الدولة من القيام بواجبها لتجاوز هذه الازمة، وفكرة إستحالة تحول الازمة الى إقتتال لا تلغي حقيقة وقوع عمليات إرهابية كبيرة من وقت لآخر وهي عمليات مدروسة بعناية سياسية تستهدف إشعال الاوضاع بين مكونات الموصل، فضلا عن حالات التصفية اليومية.
الموصل أزمة عراقية نموذجية لأنها ولدت وترعرعت وبلغت سن اليأس وقاربت على الانفجار في أية لحظة وكل ذلك تحت أنظار الساسة في مختلف مواقعهم وبين خطوات مترددة وأخرى خجولة تبزغ دائما خطوات الانضاج والتأجيج لأغراض إنتخابية وسلطوية، إنها سياسة التناسي وهي نموذج عراقي صرف.




#ساطع_راجي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بعد الاربعاء الدامي
- رغم إنها متوقعة وبائسة
- مشهد سوداوي
- جيش المعتقلين المرعب
- العنف العبثي..رسائل أوباما
- أطراف خارجية..أطراف داخلية
- نداءات بلا صدى
- عداء لافت
- الانتخابات..الضرب تحت الحزام
- الدولة والاحزاب
- مذبحة عادية
- لعبة الرقابة
- قائمة بالحساب
- العراق والكويت..دوران مستمر
- زعماء وكتل
- أزمة مياه..أزمة وطن
- رد الحكومة على التدخلات الخارجية
- حلول بسيطة ونوايا معقدة
- تجاهل الخطر
- الانسحاب.. تأويلات متطرفة


المزيد.....




- عشرات من مقاتلي حماس عالقون بالأنفاق تحت غزة.. ماذا نعلم؟
- صراع أوروبي محتدم حول ميثاق الهجرة الجديد.. من سيدفع الثمن؟ ...
- لماذا تتعامل وسائل الإعلام بحذر مع قضية ترامب وإبستين؟
- 11 قتيلا جراء فيضانات وانزلاقات أرضية في إندونيسيا
- تاكر كارلسون.. صحفي أميركي انتقد إسرائيل وحاور بوتين وأغضب ا ...
- أستراليا.. القبض على عرّافة استولت على 70 مليون دولار بالاحت ...
- الهلال الأحمر التركي يقدم مساعدات غذائية لنازحي الفاشر بالسو ...
- في خرق جديد للهدنة.. اشتباكات تشعل أجواء السويداء
- عراقجي: حق إيران في تخصيب اليورانيوم -غير قابل للتفاوض-
- كاتس: لن تكون هناك دولة فلسطينية


المزيد.....

- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - الموصل..أزمة نموذجية