أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - الدولة وخطابها المفكك














المزيد.....

الدولة وخطابها المفكك


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2771 - 2009 / 9 / 16 - 19:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مرة أخرى تنجح الدولة العراقية في إثبات عدم قدرتها على بناء خطاب سياسي متماسك في إدارة الازمات، بل وفي قدرتها على تحويل الازمة العامة الى أزمة بين المكونات السياسية وتحويل القضية الوطنية الى قضية تنافس حزبي ومعارك تأويل للنصوص والمواقف وللتنابز بالالقاب والوقائع، والنتيجة التي تنتهي إليها دائما مفاصل الدولة العراقية هي توليد أزمة جديدة لا علاقة لها بالازمة التي أثارت الخلاف.
الدولة الديمقراطية والتحالفات الواسعة لا تعني بأي حال من الاحوال أن تتنوع منابر الدولة وتتعدد خطاباتها بل إن هذه التعددية والتنوع ستنتج خطابا أكثر تماسكا بسبب المناقشات المعمقة والواسعة لكل قرار قبل إتخاذه وكذلك بسبب الشرعية التي سيمتلكها ذلك القرار، وهو ما يبدو إنه بعيد تماما عن عملية صنع القرار في العراق.
لا يمتلك الساسة العراقيون أي مبرر لتحويل الازمة بين العراق وسوريا الى أزمة بين الكتل السياسية والى أزمة بين مفاصل الدولة، فهذا الوضع سيضعف موقف العراق في علاقاته الخارجية بشكل يتجاوز تصور أي سياسي عراقي، فبعد سنوات من مطالبة دول العالم بالتعامل مع العراق كدولة ومن منظر رسمي بدل التعامل مع الشخصيات والمكونات العراقية بصفتها الشخصية أو الحزبية هاهم المسؤولون العراقيون يعطون لتلك الدول المبرر لتجاوز مفهوم الدولة في تعاملهم مع العراق، حيث ستجد تلك الدول نفسها الطرف الاقوى في أي علاقة ثنائية أو مصلحة مع العراق، لأنها دولة بينما العراق شخصيات وأحزاب ومكونات تتعامل بمصالح ضيقة وهي تهتم بصورتها في اعلام الدول الاخرى أكثر مما تهتم بتحقيق مصالح وطنية عليا.
الازمة مع سوريا هي نتيجة صدمة داخلية قادت الى توتر خارجي لكنه عاد الى الداخل ليضاعف بذلك حجم الخسائر التي أصابت الدولة العراقية منذ تفجيرات الاربعاء التي إستهدفت وزارتي المالية والخارجية وفتحت هذه الازمة الباب لتبادل الاتهامات بالمسؤولية عن الخلل الامني وبالتالي تحمل مسؤولية الضحايا والخسائر، ولأن الاشخاص الذين يتبادلون الاتهامات يجمعون بين صفات حزبية ورسمية مثلما يحدث في كل الدول الديمقراطية فإن الجدل الدائر لا يقرأ كخلاف في الرأي بل كخلاف على المصالح والعلاقات والتابعيات المالية والعقائدية لكل طرف.
وإذا كانت الازمة مع سوريا قد تسببت في تجديد الشروخات بين المكونات السياسية العراقية، فإنها قد تسببت أيضا في تصديع تماسك الوزارات والاجهزة الامنية وتحول قرار إقالة هذا المسؤول أو ذاك وآلية إتخاذ القرار والمواقف الشخصية والحزبية أكثر أهمية من إنفجارات الاربعاء وخسائرها، لسبب واحد هو إن هناك حسابات تتعلق بإمتلاك النجاح والتملص من الفشل تسبق الموقف من أي قرار.
لقد إستنفذت العملية السياسية الكثير من الجهد والمال والوقت لبنائها ولكنها وقد قاربت أن تدخل مرحلة الانجاز النهائي، تبدو وكأنها أنتجت مؤسسات غير متماسكة ونصوص غير واضحة وتداخلا كبيرا في الصلاحيات، كما إنها وبعد كل هذا الوقت لم تمنح الدولة العراقية القدرة على إدارة أزمة.
من السهل توفير مبررات تؤيد الاطراف التي تدعو الى التصعيد مع سوريا ومن السهل أيضا توفير مبررات مناقضة، ومن السهل تبرير قرارات الاقالة والابعاد التي طالت بعض القيادات الامنية وبالعكس أيضا يمكن تبرير المواقف المضادة لهذه الاقالات أما ما لا يمكن تبريره أبدا هو هذا التمزق والشلل والاحتقان الداخلي بعد حادثة كان من المتوقع أن توحد مؤسسات الدولة وقياداتها، لأنها حادثة إرهابية كانت تستهدف ما كان يتوقع إنه نظام سياسي بلغ أشده ووصل الى سن الرشد.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحكام بالفشل
- مرحلة المكاشفة
- إستنفار دبلوماسي
- الموصل..أزمة نموذجية
- ما بعد الاربعاء الدامي
- رغم إنها متوقعة وبائسة
- مشهد سوداوي
- جيش المعتقلين المرعب
- العنف العبثي..رسائل أوباما
- أطراف خارجية..أطراف داخلية
- نداءات بلا صدى
- عداء لافت
- الانتخابات..الضرب تحت الحزام
- الدولة والاحزاب
- مذبحة عادية
- لعبة الرقابة
- قائمة بالحساب
- العراق والكويت..دوران مستمر
- زعماء وكتل
- أزمة مياه..أزمة وطن


المزيد.....




- قطة مفقودة منذ أكثر من شهر خلال نقلها إلى ألمانيا.. لم يعرف ...
- وزير خارجية تركيا يتحدث عن زيارة مرتقبة للسيسي إلى أنقرة.. و ...
- -نيويورك تايمز-: سلاح إسرائيلي ألحق أضرارا بالدفاعات الجوية ...
- أوكرانيا قد تتعرض للهزيمة في عام 2024. كيف قد يبدو ذلك؟
- أخذت 2500 دولار من رجل مقابل ساعة جنس مع طفلتها البالغة 5 سن ...
- جناح إسرائيل مغلق.. تداعيات حرب غزة تصل إلى معرض -بينالي الب ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- عباس: سنعيد النظر في العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة
- الجيش الروسي يسقط ثلاث طائرات بدون طيار أوكرانية فوق مقاطعة ...
- المكتب الإعلامي في غزة: منع إدخال غاز الطهي والوقود إلى القط ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - الدولة وخطابها المفكك