كيف تتم توحيد نينوى ؟

مراد كافان علي

الحوار المتمدن-العدد: 2791 - 2009 / 10 / 6 - 20:27
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    

عراقة نينوى لوحدها لا تمنحها المسالك الصائبة للعبور إلى ذرى المجد السامي ولكن يجب توفر المساند الراقية والنزيهة لكي تعزز هذه الأصالة النافعة لأجل التغريد في الأجواء الصافية التي تكتسح الرمال المتحركة المكونة للعواصف الوهمية . نشاهد ونسمع ونقرأ أيضاً وبشكلٍ متكرر على مختلف القنوات الفضائية أشخاص محسوبين على تياراتٍ متباينة يناشدون بوحدة نينوى أو الموصل حتى تاهت على الكثيرين , هل المحافظة هي نينوى أم الموصل هي المحافظة ؟ هؤلاء الناس يطرحون مثل هذه الدعوات من غير أسلوب رصين أو أجندة لتحقيق الطريق إلى توحيد محافظة نينوى العريقة , وليس الموصل المسكينة التي أصبحت فريسة لمصالح المتعثرين في إجادة السياسة التي تنفع وتساهم في بناء وتوحيد نينوى . بلى نسمع هذه الدعوات العشوائية لأجل الإعلام حصراً كأنها من ضمن خانة المتاجرة أو شراء حاجةٍ من السوق وليس مصير وطموحات شعبٍ مهيب وسامي . ليتنا نسمع هذه الدعوات من مفكرين ومثقفين حريصين على نينوى وأهلها ولهم باع طويل في عملهم وجهدهم الدؤوب لحماية هذه المحافظة من ويلات الدهور . هؤلاء المناديين بتوحيد نينوى لم يسألوا أنفسهم لماذا هذه التداعيات البغيضة في نينوى ومحيطها حتى يستطيعوا أيجاد الحلول الرشيدة لهذه الكوارث الدامية بحق نينوى ؟ لم نسمع أو نقرأ منهم الأبحاث أو خلق الوشائج المدروسة لوضع نهاية للتهميش العرقي والقومي والمذهبي أو مكافحة الفساد والاختلاس ونهب المال العام والخاص أو فقدان وانعدام الخدمات الأساسية والضرورية لتعزيز الحياة . ربما سائل يسأل لماذا قتل المسيحيين والأيزيديين والشبك والتركمان وآخرهم الكاكائيين المساكين وفي وضح النهار لا لذنبٍ اقترفوه وإنما لأنهم ناس مسالمين ويسعون للخير ولكونهم أقليات ؟ وبطريقةٍ أخرى نسأل هؤلاء السادة ما هو مصير آلاف الطلبة الأيزيديين المحرومين من الدراسة على مقاعد كليات جامعة الموصل ومعاهدها وعلى مدى أربعة سنين متتالية , إضافة إلى الأساتذة والموظفين ومعاملات الشهداء الذين ضحوا بحياتهم من أجل نينوى والعراق ... الخ ؟ ربما قائل يحاول الإجابة ويستطرد قائلاً أن هذه الكوارث جماعية وتشمل كافة أهل نينوى , بلى ولكن قتل المذكورين أعلاه , وحرمان الطلبة أي استهداف الأقليات تتم بشكل بشع وعلى الهويات وبلا رادع كأنه الطريق إلى تحرير فلسطين كما فعلوا المراهقين من الساسة سابقاً للتغطية على مشاكلهم ويتوجهون إلى خلق الحلول الوهمية لمشاكل فلسطين ...
نأمل من الذين يبذلون الجهد لتوحيد نينوى وضع هذه المعايير أمامهم لكي تكون اللبنات الأولى لوحدة نينوى والعراق , وبذلك يكونوا صادقين في توجهاتهم ويكسبوا دعم ومعاضدة جميع شرائح النسيج العراقي . أن الذين يبحثون عن الحلول للمشاكل عليهم التعمق لخلق الحلول لكافة المشاكل حتى تكون متكاملة نسبياً وليس الحلول المجتزئة والمبتورة لتفادي المزيد من التشتت والتفكك , أي حياكة البرامج والأجندات المحكمة لتمهيد الطريق نحو البناء الشامخ لنينوى والعراق . عسى أن ينجحوا الساعيين لفعل الخير حتى يستطيعوا الوقوف بوجه التاريخ بثقةٍ تامةٍ ولا يترددوا أو يتعثروا أمام المارق الذي أسمه التاريخ الذي يمهل ولا يهمل .

مراد كافان علي
20/9/2009م

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل