حينما يتحول العنف إلى سلوك مبرر!!

مهدي سعد

الحوار المتمدن-العدد: 2791 - 2009 / 10 / 6 - 17:19
المحور: المجتمع المدني
    

تشهد الأحياء الدرزية في مدينة شفاعمرو موجة غير مسبوقة من عمليات الحرق المتعمد لسيارات المواطنين في ساعات متأخرة من الليل، ومما لا شك فيه أن هذه الظاهرة المقلقة تعتبر واحدة من السلوكيات السلبية التي تجتاح مجتمعنا في السنوات الأخيرة. ومع إدراكي للخطر العميق الذي تشكله هذه الوضعية إلا أنني أعتقد أن الأخطر منها هو التبرير الاجتماعي الذي تلاقيه من قبل شريحة واسعة من الناس، إذ ينزع هؤلاء إلى إضفاء الشرعية على تلك الأعمال البربرية ويجدون المسوغات لتبرير ما يقوم به ذاك النفر من الزعران وخفافيش الليل.

أعتقد أن هذا التبرير الذي نلحظه من قبل فئة لا يستهان بها من المجتمع بالإضافة إلى غياب موقف حازم للقيادات السياسية والاجتماعية ورجال الدين في مواجهة هذه الظاهرة، يعطيان الضوء الأخضر لتلك المجموعة الإجرامية بالاستمرار في أفعالها الهمجية التي لن توفر أحدًا من أنيابها.

إنني أستغرب الصمت المعيب لمن يدعون أنهم "قيادة" على هذه القضية التي باتت آفة اجتماعية خطيرة تتطلب اتخاذ موقف حازم وجريء لمحاربتها ووضع حد لها، وإلا فإننا ذاهبون إلى الدمار والخراب. لا يمكن السماح للرعاع بأن يفرضوا إرادتهم علينا ويحددوا لنا نمط حياتنا ويتحكموا بمصيرنا ومستقبلنا. يجب أن نقف صفًا واحدًا في مواجهتهم وأن لا نتركهم يعبثون بنا وبممتلكاتنا ويخربون بلدنا ونحن واضعين أنفسنا في مصاف المتفرجين.

إذا لم تتحرك القيادة في الاتجاه الصحيح ولم تبادر إلى عقد اجتماع طارئ بهذا الخصوص يصدر عنه بيان يرفض تلك الأعمال الإجرامية ويدعو إلى محاربتها بكافة الطرق المتاحة، فإنه يجب على الأهالي أن يتحملوا زمام المسؤولية ويقيموا لجنة شعبية لمحاربة الجريمة المنظمة ويتباحثوا في السبل الكفيلة للحد من تفاقم وانتشار هذه الظاهرة.

إن هذه المسألة تستدعي خلق وعي جماعي لمدى خطورة الحالة التي وصلنا إليها، وهذا الوعي لا يمكن أن يتبلور إلا إذا أخذ كل واحد منا على عاتقه مهمة إقناع من حوله بفداحة الأضرار التي يسببها العنف على السلم الأهلي والعيش المشترك في مجتمعنا. من شأن خلق مثل هذا الوعي أن يساهم بشكل كبير في الخروج من هذه الدوامة نحو مستقبل أفضل.

#مهدي_سعد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات