أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مهدي سعد - لا مكان للمشاريع الأصولية الإسلامية في شفاعمرو!














المزيد.....

لا مكان للمشاريع الأصولية الإسلامية في شفاعمرو!


مهدي سعد

الحوار المتمدن-العدد: 2408 - 2008 / 9 / 18 - 09:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نشرت جريدة "صوت البلد" في عددها الصادر بتاريخ 12.9.2008 حوارًا أجراه الصحفي حسين الشاعر مع الحاج ابراهيم صبح رئيس قائمة الفجر التي تخوض غمار المعركة الانتخابية لعضوية بلدية شفاعمرو. يقول الحاج صبح: "نحن قائمة أصحاب مشروع إسلامي"، ويضيف: "نسعى لخدمة أهلنا وتحقيق مبادئ المشروع الإسلامي بكل الطرق المتاحة".

إن أخطر ما تطرحه قائمة "الفجر" التي يسود الاعتقاد أنها مدعومة من الحركة الإسلامية هو "مشروعها الإسلامي" غير واضح المعالم. نحترم حق أتباع الإسلام السياسي بتطبيق مشاريعهم على أنفسهم، لكن لا يجوز لهم فرضها على مدينة بكاملها يعيش فيها مواطنون من مشارب وأهواء مختلفة. لا أقصد بهذا الحديث المسيحيين والدروز فقط بل المسلمين أيضًا، لأن هناك مسلمون عَلمانيون يرفضون فرض مشروع أصولي إسلامي عليهم مثلهم مثل المسيحيين والدروز.

شفاعمرو مدينة ترزح تحت وطأة الطائفية السياسية الأمر الذي يبقيها أسيرة المفاهيم الماضوية في الثقافة والسياسة ويمنعها من الاندماج في ركب العَلمانية والحداثة. لكن بروز تيار إسلامي أصولي يتصاعد ويتنامى وقد يصبح المسيطِر و"الآمر- الناهي" على المدى البعيد سيجعلنا نترحم على الطائفية السياسية المسيطِرة الآن في شفاعمرو، ذلك لأن الطائفية السياسية على كل عوراتها تبقي مكانًا للتعايش السلمي بين مواطنين من طوائف ومذاهب مختلفة، بينما الأصولية الإسلامية تشكل خطرًا على العيش المشترك بين أبناء المدينة الواحدة.

نحن بحاجة ماسة لمشاريع تجمع وتوحد مواطني شفاعمرو على اختلاف انتماءاتهم الطائفية والمذهبية والعائلية، وما من شك في أن "المشروع الإسلامي" الذي تتبناه قائمة "الفجر" لا يصب في خانة الجمع والتوحيد، لا بل من شأنه أن يعمق الشرذمة والانقسام وينمي الغرائز الطائفية ويعزز التشدد الديني ليس لدى المسلمين فحسب بل لدى الطوائف الأخرى لأن التطرف الإسلامي سيقابله حينها تطرف لدى كافة الطوائف القاطنة في شفاعمرو.

يجب علينا كمواطنين في شفاعمرو أن نتنبه للخطورة الكامنة في مشروع قائمة "الفجر" الإسلامي. إذا كانت توجد لدينا غيرة على مصير بلدنا ومستقبل أطفالنا فإننا يجب أن نتوحد من أجل أن نضع حدًا لتنامي المشاريع الأصولية التي تريد إرجاعنا إلى الوراء ونعمل سوية لدرء خطرها على النسيج الاجتماعي في بلدنا الحبيب.

مواجهة طرح قائمة "الفجر" الأصولي تتطلب منا قدرًا كبيرًا من العمل المشترك بين أفراد المجتمع الشفاعمري وقياداته السياسية والاجتماعية لكي نتمكن من صد المخططات الإنعزالية والتقسيمية التي من الممكن أن تشرع بها هذه القائمة في حالة نجاحها.

مدينة شفاعمرو تتطلع لبزوغ فجر جديد عليها يحمل معه بشائر التسامح والانفتاح، هذا الفجر يشكل نقيضًا صارخًا للمشروع الإسلامي الذي تعدنا به قائمة "الفجر". ولا شك بأن مواطني شفاعمرو مدعوون لاختيار الفجر الذي يريدون.. وبالطبع الفجر الأول هو الفجر المؤهل لجعل شفاعمرو واحة جميلة يطيب العيش فيها.



#مهدي_سعد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قائمة -مستقبلية- بمفعول رجعي !!
- ماذا بعد -إسقاط عرسان- ؟!
- الإسلام الأصولي والتدين الغوغائي!!
- عن -الديمقراطية الشعبوية-!
- حول مسيرة إحياء ذكرى شهداء مجزرة شفاعمرو
- نحو إلغاء التجنيد الإجباري!
- نقد أساليب الدفاع عن أراضي الكرمل
- -صرخة العسفاويات- يجب أن تتحول إلى -صرخة الدرزيات-
- تحية للطائفة الدرزية أم جريمة بحقها ؟!
- السنيورة مرة أخرى!
- نحو مفهوم جديد للعروبة
- رؤية في الديمقراطية
- الانتخابات لبلدية شفاعمرو مهزلة طائفية- عائلية
- وثيقة 14 آذار السياسية: نظرة جديدة للبنان والمنطقة
- التلاقي بين المشروعين الإسرائيلي والأصولي
- الرفيق كمال بك: المعلم الخالد
- وليد جنبلاط وثقافة الحياة
- نهاية العهد الأسود!
- أحداث البقيعة وتهافت الزعامة الدرزية التقليدية
- لا قيمة للتواصل إذا لم نكن أحرارًا


المزيد.....




- المتحدث باسم حركة فتح: تصور اليوم التالي للحرب بغزة أصبح خطة ...
- المؤتمر اليهودي المناهض للصهيونية يدعو إلى طرد إسرائيل من ال ...
- التصوف بالحبشة.. جذور روحية نسجت هوية الإسلام في إثيوبيا
- ماليزيون يطالبون حكومتهم بعدم قبول سفير أميركي يهاجم الإسلام ...
- من هو حكمت الهجري الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز؟
- نتنياهو أبلغ بابا الفاتيكان بقرب التوصل لاتفاق لإطلاق الأسرى ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد على كل الأقمار الصناعية بجودة عا ...
- بعد استهداف الكنيسة في غزة.. اتصال بين البابا ونتنياهو ووفد ...
- قادة مسيحيون في زيارة -نادرة- للكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في ...
- الفاتيكان يكشف ما قاله البابا لاوُن لنتنياهو حول الكنيسة في ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مهدي سعد - لا مكان للمشاريع الأصولية الإسلامية في شفاعمرو!