أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاروق صبري - كولاله سوره*















المزيد.....


كولاله سوره*


فاروق صبري

الحوار المتمدن-العدد: 2790 - 2009 / 10 / 5 - 03:12
المحور: الادب والفن
    


نص مسرحي
المشهد الأول

المسرح خال من اية قطع ديكور…. شبه مظلم ، يبدأ تدريجياً الضوء الصادر من سبوت لايت ليظهر على جانبي المسرح اليمين واليسار شخصان لا نعرف ملامحهما وعند تصاعد درجة الضوء ، نسمع صوت امرأة تولول بصوت حزين ولكن غير خانع ومع تصاعد درجات الضوء نشاهد المرأة ويبدو عليها انها حامل وهي جالسة على يسار المسرح حيث يرتفع صوت ولولتها وعلى يمين المسرح يظهر رجل ، يلقي قصائد شعرية ويتوجه إلى جهة المرأة النائحة ، في هذه اللحظة المرأة هي الاخرى تتطلع صوب الرجل بذهول وحيرة وحزن .

المرأة : ده مه گري مه گري ‌‌جاوانت ديشي
دايكت نه ماوه روله كان نازت بي كيشي "1"

الرجل : ئه ي كورد به سيه تي تاکه ی ئه م شيوه ن و فوغانا نه
بي سووده ئوف و ئامان له م عه صره بي ئه مانه
پارانه وهو كه ساسي بي كه لكه پاره ناکا
عه ز و ثه بات و غيره ت بيويسته له م زه مانه "2"
المشهد الثاني

(الرجل يقترب من المرأة بهدوء وبيده كتاب ، يقترب أكثر ويدخل دائرة ضوء المرأة التي تستمر في جلوسها وهي تولول بصوت كتيم حزين )....
الرجل : من أنت .... أنت!!!!!!!!!؟
المرأة : ( تقاطعه بسرعة ) أنا امرأة منكوبة ، مفجوعة تعرضت وأهلنا وعشيرتنا وقومنا وقريتنا وبساتيننا وودياننا وجبالنا واغنياتنا واطفالنا ومياهنا ومنذ سنوات طويلة وطويلة جدا للقتل والدمار والتشويه ..... سمعتك تلقي قصائد ...( صمت قليل ) هل انت شاعر ...!!؟
الرجل : يمكنك أن تقولي ذلك ولكن اريد أن اؤكد لك من أننا جميعا عشنا تلك المآسي ومازلنا نعيشها وأن بصورة مختلفة ومع وجوه واسماء وسلوكيات مختلفة.
المرأة : ( تنتفض بقليل من العصبية ) وتقول عشنا المآسي ، كيف عشتها وتعيشها ، هل قاومتها ، هل تصدّيت لمرتكبيها ، هل فضحتهم ، هل تضررت منها ، هل مسحت الدموع من عيني طفلة مذعورة تحتمي ببقايا جدران بيت طيني متهدم ؟
الرجل:( يحاول التهرب منها ومن نظراتها ولكنه يرجع اليها ):
بيست و حه وت ساله دلم ليت بره
ئه حوالم به ده ست تووه زور شره
صه د به لين بده ى له لاى من تره
به سيه تي ئيتر ئه م وره – وره
نو كه ريت نا كه م وركم هه لدره"3"
هل تتصورين انني كنت في كوكب اخر ، ، تتصورين أن التصدي فقط بالبندقية والصعود الى الجبال !!؟ هل يمكن لليد التي تمسك بالجمرة أن لا تحترق ؟؟ ، كنت وما زلت أحمل جمرة المآسي بيدي اليمنى وفي يدي اليسرى ادوّن العذابات والاحلام شعراً ، نعم به .... بالشعر امسح دموع الطفولة واقاوم الشر ، :
ه بووله ي سبي ناو باخي كولاّن
بنوو به تا به ري به يان
توم داوه ته ده س خوداي نيكه هبان
ئيشك كري تون به ري ي ئاسمان "4"
.
المرأة : (تخرج من دائرتها الضوئية وتحاول الاقتراب من الرجل وتنظر اليه باندهاش وحيرة ) صوتك ليس غريبا علي ، ما قرأته من الشعر ليس بعيدا عن ذاكرتي وروحي ( تصمت قليلا وتقترب منه أكثر) أنت ، من أنت ؟
الرجل : وأنت... ؟ وكأني اعرفك ...؟ هل أنت...؟
المشهد الثالث
( يتغير المشهد السابق لنرى مكانا يوحي وكأنه غرفة تعذيب ، المرأة " ليلى قاسم" جالسة على كرسي وعينيها مغطاة بقماش اسود ورجل أمن_ يشخصه الممثل الذي يقوم بدور بي كه س_ بجانبها وبيده ورقة وقلم يحاول تقديمهما لليلى )............
رجل الأمن : فقط سجلي هنا اسماء من معك وسوف نخلصك من حبل المشنقة ، والريس ، رئيسنا لا يرغب اعدامك اذا اعترفت ووقعت على هذه الورقة ( في لحظة التحدث معها يمسك من شعرها ويزيح قطعة القماش من على عينيها، وبيده آلة حادة ) ..........
ليلى قاسم : ( ترفع رأسها صوب رجل الأمن وتنظر اليه نظرة اشمئزاز ومن ثم تدير وجهها صوب جهة اخرى ) لن أخون نفسي .. لن أخون ..........
رجل الأمن : ( وهو يقاطعها ويشدّ بقوة من شعرها ويوجّه آلته الحادة الى صدر ليلى قاسم ) أيهما أعز ، ثدييك لو جماعتك العصاة ؟
ليلى قاسم:( ترفع رأسها بصعوبة من بين يدي رجل الأمن وهي تترنم بألم ولكن بإصرار) :
كه س نه لي كورد مردوه كرد زندوه "5"
رجل الأمن : ( يوجّه ‌ألته الحادة إلى صدرليلى ويصرخ ) اذا خذي ، خذي
( مع ظلام جزئي للمسرح تتصاعد صرخة ليلى قاسم لتمتزج مع اغنية "كه س نه لي كورد مردوه" حتى مع بداية المشهد القادم )
المشهد الرابع
( نفس موقع المشهد الثاني ونرى ليلى قاسم وهي تكمل حديثها للرجل وتترنم نفس الاغنية)
المرأة ( بهدوء تترنم ) كه س نه لي كورد مردوة .......... طبعا لا نموت ، حبل مشنقتهم خنق جسدي ولكن روحي انطلقت صوب النور ، صوب النور( وكأنها في حلم )... قبل قتلهم وبعده لنا , انا وحبيبي جواد الهماوندي أعلنا أن نحيا ونتواصل مع الحياة ( هنا تشير إلى بطنها المتكوّر بفرح فيه الشئ من الخوف والحزن )...
الرجل : عرفتك منذ اللحظات الاولى ، انت ... أنت ليلى قاسم ، هل تعرفين ،،، بعد غياب جسدك مئات من ألنساء حين ولدن بنات اسميناهن باسمك ليلى ، ليلى ، ليلى ... اذ حضرت روحك ومازالت ترفرف فوق أرضنا ،
وفي قصيدتنا وشاعرنا هيمن مهابادي يقول
كه تو توارى له جاوام وه ك خه وي من
له لبسكت ره شتره مانكه شه وي من
برو مه جنون به له يلاي خوت مه نازه
كه وا بيتر ناوبانكي روى ته وي من "6" :
ليلى قاسم : نعم أنا ليلى قاسم ولا أنسى ما قاله أخي الذي يشاركني في الوطن والتاريخ والحلم ،ابن النجف عبدالاله الصائغ"7":
"اذا دخلت مقبرة وادي السلام في النجف وشممت عطراً منبعثاً من احد القبور فإملأ رئتيك منه فهذا عطر الجنة يزور قبر ليلى قاسم فيضوع على الأخرين ،،،
كانت ليلى قاسم مثلكم تحلم بالسعادة...
وتحب الغناء والرقص ...
مثلكم تذهب الى الجامعة تحمل كتبها في حقيبة الجلد وتجلس لتصغي الى المحاضرة...
كانت ليلى قاسم مثلكم تعرف العشق المجنون ..." .
الرجل : سمعت عنك الكثير ورأيتك في الفواجع والبطولات ، عشت معك سنوات الظلم والكبرياء والحلم ، وما قاله شقيقنا في الوطن دليل حب وعناق ومصير واحد في الماضي والحاضر والمستقبل وأنا دونته
في قصيدتي :
ئه م عيراقه خوشه وليسته خاكي كول كول بوو به خوين
تا حه قي ده سكير نه بي له وخوينه ده س هه ل ناكري
دوستي كوردو عه ره بزور كونه ته ئريخ شاهيده8"
ليلى قاسم:( تتوجه مرّة اخرى نحو الرجل وتتفحصه ) القصائد التي القيتها أعرفها وأعرف شاعرها وقلت انت شاعر !!!؟،،، نعم الأن عرفتك جيدا ، أنت شاعرنا فايق بيكه س
فايق بيكه س : مه لين بيكه س، بيكه س هه س
ئه ي تو كيت هه س ،
بيكه س "9"
نعم انا هو .....
ليلى قاسم :( بشئ من فرح طفولي ) لن اكمل حكايتي الا بعد أن تحكي لي شيئاً عن حياتك واسمع المزيد من قصائدك ...
المشهد الخامس
( شبه ظلام على المسرح ، يبدأ الضوء بالتدريج ليظهر فائق بيكه س وهو واقف في مواجهة الجمهور )
فايق بيكه س : ( سي ته ك "10") شهدت بكائي الأول ، انه بكاء يمهد للحياة ، نعم الحياة بمآسيها وضيقها بدءاً من قريتنا الفقيرة وإلى فقداني لأبي وامي وشيئاً من بصري لكن بصيرتي لم أفقدها .... توسعت بعشقي للقراءة والكتابة والوطن والطبيعة والناس في علاقاتهم وتحركاتهم وهواجسهم التي عايشتها وشاركت فيها ، قاومت الفقر والموت بالقصيدة :
داري ئازادي به خوين ئاو نه دري قه ت به ر ناكري
سه ر به خوي بي فيدا كاري ئه به د سه ر ناكري
بياو ئه بي بو سه ندي حه قي له مردن سل نه كا
هه ر بروخي به س ني يه ، تاكو نه سه ر نرى نادري "11"
( مع القائه مقاطع قصيدنه شبه ظلام الا ضوء سبوت لايت ، يتننقل مع فايق بيكه س بسرعة وخفة وهو يضع أو ينصب الواح بيضاء مكتوب عليها تلك المقاطع الشعرية وهنا تكون المؤثرات الصوتية صخب من اصوات الناس واحاديثهم وثم صرخاتهم الممزوجة باصوات المدافع ومن ثم الختام بصوت اطلاقة رصاصة يأتي بعدها صوت فايق وكأنه اصيب برجله .....)
المشهد السادس
(ظلام شبه كامل لدقائق قليلة ومن ثم نرى على يسار المسرح الرجل فايق بيكه س وهو مجروح وزوجته حليمة- تشخصها الممثلة التي تؤدي دور ليلى- تحاول مساعدته على الجلوس على كرسي طيني ، لكنه لا يهتم ، يذهب ويجلب قنينة عرق ويبدأ بالشرب والكتابة )...
فايق بيكه س: من عاره ق ئه خوم كه بي كه ده ربم
كه مي له دنياي دوون بي خه به ر بم"12"
حليمة : الطين على رأسي ، ألم تقل لي انك ذاهب إلى السراي للمشاركة في المظاهرة ؟ ( بسخرية ) رجعت من سراي السلمانية وأنت مجروح وتنزف دماء وسكران كيف ذلك؟
فايق بيكه س: ( ويظهر عليه شئ من النشوة السكرية ) يا امراة ، يا عاقلة ، بعد ان فرقوا المظاهرة بالقوة والرشوة وبعد ان اصبت بطلقة في رجلي خاف بعض اصدقائي من اعتقالي اذا ذهبت إلى المستشفي للمعالجة ، اخذوني لصديق طبيب يداوي كي جرحي والطبيب قال: من حظك أن الرصاصة خرجت من فخذك ولكن لابد من خياطة الجرح وللاسف ليس لدي مواد للتخدير أو تخفيف ألمك ، فكيف اجري العملية ؟ قلت للدكتور ولأصدقائي ، أن ألم الفخذ والروح لا يهدأه غير العرق وشربت وشربوا لهذه المناسبة .
حليمة: وتستمر بالشرب وانت مجروح الا تترك هذا السم ، عيب وحرام ، متى تخلص منه وتهتدي بالرحمان وتكفّر عن ذنوبك هذه.
فايق بيكه س : (وهو يشرب كاس العرق ويبدو عليه منتشياً ) ذنوبي ، أنا مذنب يا حليمة ، ( يضحك بمرارة ويكرع كأساً أخر من العرق ) يا أمراة اي ذنب اقترفته غير ذنب أن اكون فقير الحال وغني العقل .
حليمة : الطين على رأسي ، يا رجل اكون فدوة لك ، اترك هذا الحرام والله لن تدخل الجنة لو تواصلت في شربه ، حرام يا رجل حرام
فايق بيكه س : ( يكرع كاس عرق آخر ويضحك ساخرا) : الجنة !!!!!!!!!!!؟ يا حليمة أعرفك عاقلة ، تقولين الجنة ، انت التي اخرجتيني منها ، ألم تأكلي التفاحة وغضب الله منك لانك تجاوزت على ارداته و بعد ذلك أخرجنا من جنته ورمانا إلى الأرض ، لكن أنا فرحت لذلك ، لا احب تلك الجنة السماوية ، انت رائعة سجلت السبق في تمردك على ارادة تنفرض عليك وأنقذتيني من جنته ( يشير إلى السماء يضحك بكركرات طويلة وحزينة وهو يكرع كأسا أخر من العرق ) ....
.كه ر به هه شت بيته جيكه ي جاهيل و وشيت و كه ران
دوزه خيش مه خصوصووصي بياوي فاضيل و صاحيب نيشان
خوايه بمخه يته جه ننه م نه جمه رييزي وه حشي يان "13"
حليمة : هل جننت ، لا اعرف عن ماذا تتحدث ، يبدو أن هذا السم قد خرّب عقلك يا رجل .
فايق بيكه س: أنت بنت حوا وأنا ابن آدم ، هل صحيح هذا الكلام أم لا ؟
حليمة ، اي نعم ولكن لن تدخل الجنة .. أنت كافر
فايق بيكه س : ( يضحك بمرارة وسخرية ) أنا كافر ( يضحك ) الجنة!!!!!!!!!! أية جنة ؟ تلك التي طردنا منها ، لا اريدها ، لا احبها ، الجنة التي اريدها واحبها هي هنا ، هنا سوف اعيد بناءها ( يدق برجليه على الارض ، ومن ثم تتحول الضربات إلى شكل من الدبكة الكردية ، حيث يتواصل فايق بي كه س يدبك وهو حالة نشوى متألقة ) هنا على الأرض ، على الأرض ، على الأرض ، في الوديان ، الجبال وفي سهول شهرزور ، في بيره مكرون ، في فضاء نيران با باكركر ، تحت رذاذ شلالات علي كلي بيك ، بين نهري دجلة والفرات ..
حليمة : الطين فوق رأسي والله الرجل جنّ ويبدو ان هذا السم قد قاده الى الجنون ، لا حول ال بالله ، سوف تدخل الجنهم يا فايق ........
فايق بيكه س : انا لا أخاف جهنمه ( يشير إلى السماء ) و متيقن من أنني لا أصل اليه ولا يصل عندي ( يضحك بسخرية ) ، انا اخاف من الجهنم الذي بنوه لنا هنا على الأرض ( يضرب ايضا برجليه على الأرض وكانه طير مذبوح) نعم بناه مرضى الكراسي والحروب وحكام سراي السلمانية الذين يكرهون جنتي .
حليمة : يا رجل الحيطان لها أذان ، ربما يسمعك أحدهم ويخرب بيتنا أكثر مما هو خربان .
فايق بيكه س :هم يقبعون في ابراجهم والناس يحرقون في حروبهم ويباعون في انتخاباتهم ونموت من اجل وطن يعني لهم الشعارات والكراسي واذلالنا ويعني لنا الكرامة والحرية والخبز............
( ظلام أو شبه ظلام ونرجع تقريبا لفضاء المشهد االخامس ويبدو الرجل فائق بي كه س ما يزال في حالة سكر وكأنه في المشهد السابق )
المشهد السابع
فايق بيكه س : ورصاتهم هذه ( يشير إلى مكان الجرح ) التي مازالت موجهة إلى روحي لا تعطّل عشقي للشعر والوطن ودمائي هذه مازالت تجري من جسدي تسقي زهور جبالنا الحمراء ، يا حليمة لا تخافي ..... (يشعر بحالة السكر وينتبه أنه ليس مع زوجته حليمة وأنما مع ليلى قاسم، يضحك ) معقول ، يبدو انني مازلت سكرانا ( يضحك ) عفواً التبس عليّ المكان والذاكرة واللحظة والزمان ، المهم اكملي لي ما جرى لك ليلى خان.
ليلى قاسم : ( تقف بهدوء وتبتسم وتتوجه نحو الرجل فائق بي كه س وتنظر اليه بمحبة ومن ثم تدخل في حالة تأمل حالم وعميق وكأنها تستحضر لحظات ما وهي تنظر إلى الافق) قبل أن ينفذ حكم الاعدام بي تمكن اصدقاء لنا داخل السجن وخارجه ومن خلال حبيبي جواد هماوندي تهريبي من السجن إلى حلبجة ، خلصت من اعدامهم ووقعت في مرمى حقدهم الكيمياوي .
فائق بي كه س : الهماوندي ، الهماوندي ، الهما وندي أين الأن الهماوندي !!؟
ليلى قاسم :( مندهشة وحائرة ومستذكرة وحالمة) تعال يا حبيبي جواد معنا ، أنت معنا ، هو معي ( تشير إلى بطنها ) لكني أخاف ، أخاف أن يخرج الوليد مشوّهاً أو يعيش جحيماً أو لا أدري !!!!!!!!!
الرجل فايق بي كه س : لن يخرج وليدك الا عاشقاً ومبتسماً للحياة ومنشغلاً بها بخلقها وتجديدها ......
ليلى قاسم : كيف ، ألم تبالغ في الحلم في التمني!!!؟ وأنا خائفة فهل يخرج وليدي جميلا وهو في بطن ام قصفت برائحة التفاح ، رائحة الحقد الكمياوي ، كيف!!!!!!!؟ كم كانت مجزرة حلبجة قاسية ومرعبة ولن ننساها لانها توشمت في ارواحنا قبل أن تترك حقدها في اجسادنا ...
فايق بي كه س : لن ننساها ولكن لا يحق لنا التباكي على اطلالها ، وتناسي "حلبجات" صغيرة ، نعم حلبجات صغيرة نحن ضحياها ومرتكبيها ، نعم نحن مسؤولين عنها ، لماذا حدثت أحداث مثل خيلي حمه ومعارك السليمانية ودشت اربيل وهورمان ومجزرة بشتا شان سالت فيها دماؤنا ، دماء كثيرة ، انها جرح كبير من المسؤول عنها ، من !!!؟
ليلى قاسم : احداث مريرة توجع الروح وحلبجتنا الشهيدة تمزق الروح ....آه ما أقسى وأغبى أن يتحول الضحية إلى قاتل ، أو مستبد...وأتمنى ( وهي تضع يدها بمحبة على بطنها ) نعم أتمنى منه وأطلب أن لا يكون ظالماً ولا يجعل من قميصي المدمى الذي مزقته حراب الظالمين ، حرابا للانتقام وضد الأخرين .
فايق بي كه س : ولا بد أن لا نقبل أنفلة من لا يلبس زيّنا أولا يتغنى باسم كاوه الحداد ( صمت قليلا ويبدو حائراً وهو يقلّب بالكتاب الذي بين يديه .............)
ليلى قاسم : انفلونا باسم اية قرانية ولا أعرف كيف قبل وما يزال يقبل من يدعي حامل هذا القرآن وأد نا ووأد هويتنا وجغرافيتنا ، اغنيته وبسمة طفولتنا ، كيف ؟
(عزف شمشال حزين وخفوت اضواء خشبة المسرح ومن ثم يبدأ ضوء يتصاعد من سبوت لايت الموجهة لليلى قاسم حيث يقترب منها فايق بي كه س )
فايق بي كه س : اسمحي لي يا عروسة أن أضع يدي على حملك.
ليلى قاسم : ( ما زالت خائفة وحالمة ) ماذا ؟ كيف ؟ مالذي تريده ، قل لي بجاه نيران نوروز المقدسة ؟ انا ما زلت خائفة ............
فايق بي كه س : لا تخافي ( يضع يده على بطن ليلى وهو يلقي قصيدته بشكل هادئ) للقصيدة قدرة على خلق المعجزات ودعيني أقرا قصيدة ابني شيركو بيكه س:
"با سلاويكرد له داري
دار هه ربه سه رسلاوي بيكه ياندهوه
مه ل سلاويكرد له ئاوي له و به ره وه
ئاو يه ك بزهي بو نارده وه
ئاو سلاويكرد له كولى
كول يه ك نجه ى بو ئه و كردوو
وه لامي خوي وا دايه وه
به لام وه ختي كجيكي جوان
سلاويكرد له هه موويان
دار به رهوبيري رايكردوو
مه ل له سه رشاني نيشه وهو
ئاو باوه شي بيداكردوو
كوله كه يش خويده له قزي"14"
ليلى قاسم :(تشعر براحة ما وقلق يتسم في عينيها) هل ارى وليدي من دون تشويه ولا عاهة .........!!!!!!!!!!؟
فايق بي كه س : نعم ، مؤكد سيكون وليدك مهما كان جنسه معافا ، جميلا ، ومتوهجاً، ألم تحضّري له اسما ؟
ليلى قاسم : طبعا اذا كان صبيا فسميته جواد الهماوندي ، هو منه وسيحمل اسمه واذا كان بنتا فلا أعرف لم افكر بذلك ( مترددة وخائفة ) ....
فايق بي كه س : يلقي بعضاّ من قصيدة عبدالله كوران " الوردة الدامية"15"
بروانه شاییه جوپیه له و ماله گو بگره دهوله زرنا یا شمشاله
هذا مقطع من قصيدة شاعرنا كوران تعرفينه واسمها الوردة الدامية ،أحبها ؟
ليلى قاسم : طبعا ( تغني شيئاً من الاغنية ويكون الخلفية بصوت عمر دزي للاغنية ، يتصاعد صوت دزي ليمتزج بصوت ليلى ، الصوتان يختفيان تدريجياً ) ... هل تريد ان تقول اذا جاء الوليد بنتا اسميها الوردة الدامية !!!!!؟
فايق بي كه س : الوردة الدامية عنوان رائع ولكن دام وأنت لا تحبين وليدك ان كان بنتاً تحمل اسم فيه دم ، الحق معك ، كفانا دم ، كفانا دماء ، دماء ، دماء ، غرقنا فيها ، يكفي ، لنوقف هذه الدماء ... ( ينتبه ويشعر وكأنه يهذي ) ولكن ليسمح لنا شاعرنا الكبير كوران فقط أن نغيّر كلمة الدامية إلى الحمراء ، لتكون الوردة الحمراء التي تفرش جبالنا وودياننا وشعور نسائنا في الربيع( ينطفئ سبوت لايت تدريجيا مع صوت ليلى وهي تصرخ صرخة المخاض) .......
المشهد الثامن
( سبوت لايت يبدأ ضؤه بالتدريج لنرى ليلى قاسم وهي جالسة قبالة كاروك فيه طفلة وتغني بينما يقف أو يتربع فايق بي كه س على مكان مرتفع خلف الكاروك وبيده كتاب يقرأ قصائده )
ليلى قاسم : ده مه كري مه كري جاوانت ديشي
دايكت له زيانه كولاله كان نازت ده كيشي "16"
فايق بي كه س : (ينزل من المكان المرتفع ويتقدم نحو الكاروك ويجلس بالقرب منه ويضع كتابه عليه وكأنه في حالة صلاة ) : يا أيتها الوردة الحمراء ، لا تجعلي من اسم امك الشهيدة قميص ضحية لاستباحة حقوق الاخرين وكرامتهم وبيوتهم وحلمهم ، ليكن اسمها ضوءاً ينير دربك ودروب الذين تختلفين عنهم ومعهم ...... وكوني مؤمنة بمثل ما قالته امك : أيها المظلوم لا تكن ظالماً
ليلى قاسم : بنتي جميلة وسليمة ، انظر اليها ، كم عيونها مضاءة مثل عيون الهماوندي
فايق بي كه س : القصيدة تصنع المعجزات
( ليلى تستمر في غنائها فيما فايق بي كه س يلقي بخفوت قصائده يمتزج مع صوتهما صوت المغني عمر دزي " كوردستان جي كه ي به جكه ي شيرانه " يرتفع صوت الاغنية ليسود ، اعلى فأعلى مع نهاية العرض ، يبقى مستمرا وعاليا حتى خروج الممثلين لتحية الجمهور .....)
البداية
* يعني الوردة الحمراء وهي نوع من الزهور ذات الوريقات الشفافة القليلة الحمراء التي تمتلئ بها الوديان والجبال والسهول في ربيع كردستان العراق ....
*شخصيتا هذا النص ، الشاعر الكردي العراقي فايق بي كه س والحالمة الكردية العراقية ليلى قاسم معروفتان وموشومتان في الذاكرة الجمعية وفي مشهدي الشعر والنضال وعاشتا في زمنيين مختلفين وهما متباينين في المعنى والمبنى لكنهما تمتزجان في الهجس والحلم والوجع.
وبعض حدث النص له مرجعيته الواقعية وقسم منه محض تخييل مستنبط من الوقائع ومستنهض بها صوب اثارة التساؤلات أو تحريك الوعي وانتشاله من الثوابت .
في النص مقاطع شعرية كردية لم أتجرأ ترجمتها شخصياّ ولم افلح للوصول إلى ترجمتها للعربية ، متمنياً أن يتحمل القارئ مهمة الحصول على الحصول على نصها الكردي ............!!!!!!!!!
1- اغنية كردية تغنى للاطفال
2- مقطع من قصيدة ( كفى أيها الكردي)
3-مقطع من قصيدة (27 عاما)
4- مقطع من قصيدة ( نام نام يا شيركو )
5--نشسيد كردي كتبه الشاعر دلدار
6--الشاعر الكردي المعروف وهذه ترجمة المقطع الشعري :

"عندما أفلت أمام بصري
أسود ليلي أكثر من سواد ضفيرتك
لا تفتخر بليلاك يا مجنون
فقد فاقت ليلاي شهرة ليلاك"
7-هو المفكر العراقي عبدالاله الصايغ وهذه كلمة كتبها عن ليلة قاسم بتاريخ الثاني عشر من آيار 2007
8،9- مقطعان من قصائده الشاعر
10- القرية التي ولد فيها الشاعر فايق بي كه س
11- مقطع من قصيدة (شجرة الحرية )
12-مقطع من قصيدة( أشرب العرق )
13-مقطع من قصيدة ( الجنة )
14_ احدى قصائد الشاعر شيركو بي كه س وهذه ترجمتها العربية :
حييّتِ الرِّياحُ شَجَرَةً
فأجابَتها بِهَزّةٍ من رأسِها،
حَيّا الطَيرُ ماءً
فابتَسَمَ لهُ الماءُ في الضِّفَةِ الأُخرى،
حيّا الماءُ زَهْرَةً
فردّته بتغنُّج.
وعندما حيّتهم الفتاةُ الجَميلة
ركضت الشَّجَرَةُ للُقْياها
وحَطّ الطَيرُ على كَتِفِها
واحتضَنَها الماءُ،
أَما الزّهرةُ فَتَسَلَّقَتْ قامَتَها:
لَتسَْتَقرّ في شَعرِها
تُزَيِّن جَدائِلَها. "
15- هو الشاعر الكردي العراقي رائد القصيدة الكردية الحديثة عبدالله كوران وقصيدته الملحمية الوردة الدامية ، غناها المغني عمر دزي
16-نفس اغنية الاطفال السابقة لكن بتغيير طفيف




























#فاروق_صبري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عمائم (القم) تحاصر قلب أحمد عبد الحسين
- ديناصور يتشبّه بالاناقة !!!!!!!! إلى صلاح المختار
- اعتذر أيها البولاني من مقداد عبدالرضا والا!!!!!!!
- من امتلاك المرأة وإلى سرقة السلطة ... البعثيون*شيمتهم الغدر! ...
- انهض يا انكيدو العراق ..انهض ايها القرمطي..انهض يا قاسم محمد
- سبعينيّات حسن العلوي:زيف التنظيرات وسفاهة االتاريخ
- دمعة العراق على غياب منقذ سعيد!!!!!!
- محاولة لإعادة انتاج ( ثقافة) سكين الثورة البيضاء!!!!!!!! محم ...
- حبيبتي كركوك ...الى سيف الخيّاط ... لن يستطيعوا إطفاء قوس قز ...
- رفقاً به ... يا حفار القبور
- حوار مع الفنان المسرحي فاروق صبري أجرته جريدة الاهالي العراق ...
- لا ل(ثقافة) الطاغية والمراقد والتديّن المتحفي
- هلاهل فوق- سطوح- بيوت العراق
- الغوص في ابعاد التعصب في عرض مسرحي
- بعد رحلة عرض -أمراء الجحيم- :عودة الغربة
- المسترزقون الجدد
- فيما يستدعي المتثاقفون طاغيتهم لأنفلة الكورد.....لابد للمثقف ...
- حينما صرخ والدي-الارهابي- : أنا عراقي
- يا سيّد نصرالله أحييّك بسعف النخيل ....ولكن .....؟
- سيادة الرئيس الطالباني! !!!! لاتهملوا ابن- مدينة الضوء- جليل ...


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاروق صبري - كولاله سوره*