أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاروق صبري - دمعة العراق على غياب منقذ سعيد!!!!!!














المزيد.....

دمعة العراق على غياب منقذ سعيد!!!!!!


فاروق صبري

الحوار المتمدن-العدد: 2488 - 2008 / 12 / 7 - 09:41
المحور: الادب والفن
    


وقفة الابداع
منذ بدايات القرن التاسع عشر وإلى يومنا هذا سجل الفن التشكيلي في العراق حضوراً ابداعيا ومعرفياً واتسم بعطاءات متفردة ليس لجهة ولادة وبروز التيارات والمدارس والاجتهادات – بغداد للفن الحديث ، البعد الواحد ، واقعية الكم- وانما في سياق تواصل وولع الفنان في بحثه وتجريبه وفي اصراره على خلق بصمات خاصة تميّز تجربة فنية عن الأخرى وفنانا عن الثاني الذي سبقه أو جاء من بعده وهذا التميّز كان على المستويين الجمالي والفكري.
ورغم ظروف الاستبداد والتدجين والحروب ارتقى الفن التشكيلي داخل العراق ، انه كذلك اعتلى بوابات الابداع في الشتات مطوّراً أدواته الفنية ومجددا هواجسه ومقدماً منجزات فنية لم تفقد هوية أرضها الأولى وان بعدت عنها جغرافيا وتأثرت بمحيط أرضها الثانية وبيئتها الاجتماعية ومنظومتها المعرفية.
ومن المعروف أن تلك المنجزات التشكيلية قد أثارت سجالات وتساؤلات في الاوساط الثقافية العراقية والاقليمية والعالمية وحصل الكثير من مبدعيها على فرص متميزة لعرض نتاجاتهم في المعارض والمتاحف والصالات المعروفة في العالم ودرست ومع تنظيراتهم وأفكارهم واجتهاداتهم لها في الجامعات الفنية الكبرى بالاضافة إلى أن بعضهم منح جوائز مهمة في عالم الفن التشكيلي وفازت أعمال البعض الأخر كنماذج لجوائز تمنح في المهرجات الثقافية والفنية ويمكن هنا أن نشير إلى النحات العراقي منقذ سعيد وعمله النحتي الذي فاز في مسابقة دولية اقيمت في هولندا في التسعينيات القرن الماضي وساهم فيها العديد من الفنانين الهولنديين والعالميين .
منقذ سعيد واحد من أبرز المجتهدين العراقيين الشباب في المجال النحت وبعد حصوله على شهادة التخرج من كلية الفنون الجميلة في دمشق عام 1983 ومن ثم حصل على شهادة الدكتوراه من جامعة امستردام عام 1995 تواصل مع اقامة معارضه في العديد من البلدان وفي كل معرض يقدم مقترحاً نحتياً بصريا جديدا ومثيرا للجدل وهذا ما هو ملاحظ في الكثير من منجزاته النحتية خاصة في في منحوتاته الزجاجية التي تناولت موضوعة الماء حيث ساهم بها مع تسعة من أشهر فنانات الغرافيك في فرنسا المنتميات لمدرسة "انفيرا أندو" واللواتي طرحت أيضا في نحوتاتهن موضوعة الماء وحضوره في الفلسفة والحياة.

وقفة مع منجزه
تتأسس أعمال منقذ سعيد النحتية عبر دراسة فنية دقيقة للكتل وما هيتها ، لعلاقاتها مع بعضها ، مع أرضيتها ومحيطها من جهاته الست ، الأمام ، الخلف، اليمين، ألشمال ، التحت ، الفوق ، والتي تتشكل كمنظرات فراغية مدروسة بعمق وتنوّع يتيحان للمشاهد حرية اختيار المنظور الذي يتطلع من خلاله الى العمل النحتي وأيضاً يحرّض سعيد المتلقي على ابتكار فرص للتأويل والتساؤل وكل ذلك في محاولة منه لخلق حالات من التحاور بين المنجز والمتلقي .
في منحوتات منقذ سعيد يتكأ الفراغ على الكتل وتجذب الكتل وفراغها العين كما الموسيقى في صمتها تحاور الأذن وفي ايقاعاتها تناغي الصمت ، هي تجاذبات وتداخلات تتجلى خلالها عبر تواصل هاموني شفاف تنطلق عبره كتل سعيد النحتية وفي انطلاقتها تُشعر الرائي وكأنها تريد الانفلات أو الطيران أو الابتعاد من قاعدتها ، محيطها ، فراغها وحتى من عيون مشاهديها والذهاب إلى مكان أخر ، إلى فضاء مختلف .
في معظم أعمال منقذ سعيد النحتية ثمة اشخاص يحاولون ارتقاء ن او يرتقون السلالم ، الفراغ ، الكراسي ، الأعمدة وبعضهم يتعلق أو يريد التعلق بجانبي أنصاف الأقواس واذا كانت ملامح هؤلاء الاشخاص غي مشخصة أو معتمة وبنائية أجسادهم هادئة أو مقبلة على فعل غامض الا أن حضورهم المعتم والهادئ والغامض يوحي بإضطراب أعماقهم وبعلاقتهم المربكة مع محيطهم وكأن منقذ سعيد أراد بهذه الصياغات ، البصريات النحتية أن يصوغ ويصوّر توتره الداخلي أو يخفف من ذلك التوتر ويقيم علاقة فيها شئ من التوازن مع محيطه الانساني.

وقفة الضياع
حين سمعت خبر موته غنيت فجيعة العمر المضاع
لم أتردد بتسفيه تساؤلات معادة وتعاد
متى وأين وكيف ولماذا مات منقذ سعيد
لأن سؤال الموت العراقي كان وما يزال مختنقاً بحشرجة وونين الدم
ولأن " كيف" أضيق وأحمق حضوراً في مشاهد توابيت العراق المعلنة والملعونة ّّّ!!!!!!
ولأن زمان موتنا بات كل الأزمنة
لأن مكان موتنا صار كل الأمكنة



دمعة لغيابه
في عمر قصير وقصير جدا
في زمن ضيّق وضاقت به وفيه الطرقات
في سفر مبعثر ومعتق بالخيّبات والأحلام
تزاحم منجز الفنان منقذ سعيد عبر معارض اقيمت في العديد من البلدان الا في وطنه الذي غاب عنه في لحظة وداعه الابدي
فهل يبخل العراق أن يسكب دمعة لرحيل ابن مبدع له وهو الذي تسفك دموعه ودماؤخ كل لحظة ّّّ!!!!!!!!!!!؟



#فاروق_صبري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاولة لإعادة انتاج ( ثقافة) سكين الثورة البيضاء!!!!!!!! محم ...
- حبيبتي كركوك ...الى سيف الخيّاط ... لن يستطيعوا إطفاء قوس قز ...
- رفقاً به ... يا حفار القبور
- حوار مع الفنان المسرحي فاروق صبري أجرته جريدة الاهالي العراق ...
- لا ل(ثقافة) الطاغية والمراقد والتديّن المتحفي
- هلاهل فوق- سطوح- بيوت العراق
- الغوص في ابعاد التعصب في عرض مسرحي
- بعد رحلة عرض -أمراء الجحيم- :عودة الغربة
- المسترزقون الجدد
- فيما يستدعي المتثاقفون طاغيتهم لأنفلة الكورد.....لابد للمثقف ...
- حينما صرخ والدي-الارهابي- : أنا عراقي
- يا سيّد نصرالله أحييّك بسعف النخيل ....ولكن .....؟
- سيادة الرئيس الطالباني! !!!! لاتهملوا ابن- مدينة الضوء- جليل ...
- فيما الكلبة الديمقراطية تفتك بالعراق ..... برلمانيو الحسيّني ...
- وهل ( ثقافة) الّلطم على الأطلال والقتل في الشوارع على الهوية ...
- سيادة الطالباني..كي نميّز بين عصر (تحريركم) للعراق وبين ما ق ...
- يواصل بروفات مسرحيته(أمراء الجحيم) ...الفنان فاروق صبري: حلم ...
- بعد الجريمة الوحشية في اغتيال الصحفي شمس الدين:: ..ليقدم الق ...
- ثقافة أحدهم ... وثقافة البلطجة وجهان لرصاصة تغتال الحلم العر ...
- جودي الكناني في فلمه الوثائقي-رحلة إلى الينابيع :صياغة بصرية ...


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاروق صبري - دمعة العراق على غياب منقذ سعيد!!!!!!