سعد هجرس
الحوار المتمدن-العدد: 2788 - 2009 / 10 / 3 - 17:27
المحور:
حقوق الانسان
شيء مقزز ومستفز ولا يصدقه عقل. فكيف يمكن لشخص لديه درة من عقل أن يتقبل خبرا مشئوماً يقول أنه "تم العثور على جثة لطفلة متوفاة في حالة من التعفن وقد اختفي نصفها السفلي بدءا من السرة إلى أسفل".
والأسوأ من هذا الخبر المروع أن نعلم أن ذلك لم يحدث في بلاد الواق واق، أو حتى فى خرابة من الخرابات الكثيرة المنتشرة فى "متخللات" العشوائيات التى تضم ما يقرب من عشرين مليون مصري.
بل حدثت فى مستشفى مصرى فى القرن الحادي والعشرين، وبالتحديد فى مستشفى إسنا المركزى، حيث تم اكتشاف جثة الطفلة المسكينة "موضوعة على الأرض أسفل الثلاجة. ووجدت الجثة فى حالة من التعفن وقد اختفي نصفها السفلي بدءا من السرة إلى أسفل"، وفى رواية أخرى أن الجثة وجدت "داخل كرتونة بمقلب قمامة بجوار أحد المنازل باسنا خارج ثلاجة المشرحة لتنهشها القطط" كما قالت جريدة "الوفد" فى عددها الصادر أمس.
والادهى والأمر أن "العقاب" عن هذه "الجريمة" البشعة التى يمكن أن تسقط حكومات بأسرها فى بلدان أخرى، لم يتجاوز – حتى الآن- قراراً من الدكتور ايمن محمد عبد المنعم وكيل وزارة الصحة بمحافظة قنا بإعفاء الدكتور رأفت محمد البدوي مدير مستشفى أسنا المركزي من منصبه، وإيقاف الطبيب السيد السيد العربى طبيب الاستقبال، وإنهاء عقد العامل عبد الله محمد محمود، "بعد أن تبين وجود إهمال جسيم بمشرحة المستشفى".
هل هذا معقول؟
هل يصدق احد أن يحدث هذا فى مصر أصلاً؟
وهل يصدق أحد أن يكون عقاب هذه الجريمة هذا الجزاء البيروقراطي التافه؟
وهل يصدق احد أن يكون هذا هو ثمن الإنسان فى مصر؟!
أفيدونا أفادكم الله.
#سعد_هجرس (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟