أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - محيي هادي - منافقو السلام يطالبون بحقوق الارهاب















المزيد.....

منافقو السلام يطالبون بحقوق الارهاب


محيي هادي

الحوار المتمدن-العدد: 846 - 2004 / 5 / 27 - 03:48
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


تخلص العراق من أقسى حكم همجي شهده عبر كل تاريخه، و على الرغم من كل المصاعب التي يمر بها و على الرغم من كل عمليات الغدر و الاغتيال التي يتعرض لها حاليا على أيدي جلاوزة الحكم الدموي البائد و بسبب تفجيرات حلفائهم من مرتزقة وهدّامة الإسلام الوهابيين فإنه سيصل إلى شاطئ الأمان و الاستقرار.
ستنبع الحرية على أرض العراق رغم أنف الذين أعطوا الذريعة الى جيوش الاحتلال للرجوع ثانية الى منطقتنا، هذه الجيوش التي تم طردها في القرن الماضي كجيوش غير مرغوب في بقائها، لكن هذه الجيوش عادت كمحررة فدخلت عبر أوسع الأبواب لتحرر الكويت سابقا من أنياب طغاة البعث، و دخلت أخيرا الى العراق لتحرر شعبه من أولئك الطغاة الذين سلطوا عليه أقسى حكم عرفه تاريخنا على مر القرون.
لن يعود الأمان على أيدي البعثيين المجرمين الذين حاربوا الأمان و زجوا أبناء العراق في سجون الضيم و الظلام و قيدوا حريته بسلاسل القهر و الاستبداد.
و لن يعود السلام بتهريج منافقي السلام الذين حاولوا إبقاء الحكم البعثي الدموي سالما، يقطع برؤوس أبنائنا.
و لن يعود الاستقرار على أيدي أهل النفاق، من أعراب و أعاجم و صانعي المثارم التي ثرَّمت أكباد أهلنا.

لقد انقلب الحال وأصبحت هذه الدنيا عجيبة غريبة، و أصبح سجّاني شعوبنا يطالبون بفتح السجون، و لكن سجون الغير لا سجونهم.
*و أصبح العامل الذي يعمل في مصنع صناعة أسلحة يخرج في مظاهرة تطالب بالسلام.
*و تاجر الأسلحة يتبنى دين السماح و السلام.
*و دولة تطالب بالسلم، و لكن مصانعها تستمر في صناعة أسلحة الدمار، و لم يعد هذا الدمار إلا أن يكون شاملا.
*و دولة تصنع أسلحة الدمار و تدّعي أنها للدفاع عن نفسها و لكنها تبيع و تصدر هذه الأسلحة الى دول أخرى.
*و سياسي يبكي على ضحايا مجازر رواندا، و لكن عندما يُسأل: لماذا تبيعون أسلحة القتل الى طرفي النزاع؟ يجيبك: إنها مصالحنا الاقتصادية التي تقتضي ذلك. ثم يواصل صراخه عن السلام و يُظهر غضبه الكاذب و يزعق: يا لهمجية الروانديين! ثم يعقد مؤتمرا صحفيا يحتج على دولة أخرى تبيع السلاح.
*و اشتراكي سابق، أصبح بعدئذ رئيس حزب شيوعي أوروبي، أيام الشيوعية الأوروبية، يطالب بحرية التنظيم في بلاده، و لكنه عندما تطأ قدماه أرض العراق، عشية الحرب العدوانية على إيران، و أثناء الاعدامات التي كان يتعرض لها الشيوعيون العراقيون، يطالب هذا الأوروبي بحل الحزب الشيوعي العراقي و انصهاره في حزب الدم البعثي.
*و نفس الرئيس الأسبق لم يستطع الحصول على ثقة أعضائه، لكي يستطيع مقعده أن يحافظ على حرارة كرسي رئاسة الحزب، فقرر أن ينشق و يكوِّن حزبا ثانيا، يحمل اسما عماليا، و لم يدم الحزب الجديد طويلا إذ انصهر داخل الحزب الاشتراكي الحاكم. لكن ذلك الرئيس الأسبق، و بعد أن جعل رفاقه ينصهرون في الحزب الاشتراكي لوحدهم، رفض أن يدخل الحزب الاشتراكي بحجة كونه شيوعيا.
*و ألماني يصفق و يدعم الحرب ضد يوغوسلافيا، و يصفق لتمزيقها، لأن مصالحه تتطلب ذلك، و لكنه يرفض في العلانية الحرب على صدام الدموي، و طائرات أمريكية تخرج من بلاده لتقصف العراق.
*و ألماني آخر صنع للبعث مثارم لتثرم قلوبنا، ثم يزعل لوجود البعثيين في السجون.
*و روسي، تلعب برأسه خمرة شراب الفودكا، نراه يعربد عندما يضع الارهابيون قنبلة يفجر بها مترو عاصمته، لكنه يزغرد و يصافح بحرارة أولئك الارهابيين و هم يقتلون أطفالنا.
*و أوروبي آخر ينكر وجود أسلحة دمار استعملها الحكم البعثي في حرق العراق و العراقيين، لكنه هو الذي كان قد باع غاز الخردل و أشباهه لقتل أكراد حلبجتنا و تسميم عرب أهوارنا.
*و سوري بعثي يطالب بتحرير العراق من قوات الاحتلال و لكنه لا ينبس بحرف لتحرير جبال الجولان القابعة تحت الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1967. و لم يكتفي السوري بهذا بل و يرسل مجموعات الإرهاب الى أرضنا لا لقتل أفراد جنود الاحتلال بل لقتل أبناء شعبنا.
*و فلسطيني يتوسل لكي تأتي قوات أمريكية لتحميه من الجزارين الصهاينة، و لكنه يرفض أن يوجد جنديا أمريكيا واحدا يحمي شعبنا من جزّاريه البعثيين.
*و فلسطيني آخر في الوقت الذي يطالب مقاطعة أمريكا و بضائعها لمساندتها لإسرائيل، نجده و هو يشارك إسرائيليا في تجارته، و نجد آخرا يعمل في مصانعها و آخرا يجمع برتقالاتها. و كثير من أقربائه يحملون صور الطاغية صدام تمجيدا لطغيانه، و تعميقا لجراح العراقيين يسمون أبناءهم بأسماء الخنازير العراقية.
*و قومجي طالب باستقلال اريتريا عن أثيوبيا، باعتبار اريتريا بلدا عربيا، لكنه عارض و يعارض أي حق للكردي العراقي بتقرير مصيره بنفسه. و قد أكد حكم اريتريا موقفه لصالح إسرائيل و ضد العرب.
*و يدعو قومجي آخر الى أن تتحد الدول العربية، التي في سجونها ترقد شعوبها. و لا تريد هذه الدول و لا تستطيع على الرغم من طول كل قرون الزمن. و في الوقت الذي يطالب فيه ذلك القومجي باتحاد العرب يرفض اتحاد الكرد أو القوميات الأخرى.
*و أهوازي أحوازي مدعوم ببعث الدم، يريد التعلم بلغته العربية في بلاد الحكم الفارسي العنصري في الوقت الذي يقف مع دافع أرزاقه في رفضه أن يتعلم الكردي العراقي بلغته في بلاد البعث الهمجي.
*اللص السارق يطالب بحقوقه و لا يريد أن يعيد ما سرقه، أما الشخص المسروق فيجب عليه أن يتحمل على ما سُرق منه.
*و القاتل يطالب بحقوقه و لا يؤنبه ضميره، و التي اغتيل أبنائها يجب عليها السكوت و عدم المطالبة بشيء، لا بجثمان ابنها القتيل و لا بمعرفة مكان قبره.
*الإرهابي الإسلاموجي يطالب بحقوقه و لكنه لا يزال يقتل الأطفال و يفجر البيوت و يهدمها على ساكنيها.
*البعثي الدموي يطالب بحقوقه و لم نجد يوما ذرة وجدان لديه، و لا قليلا من ندم.
*البعثي يثرم بأكبادنا و يكهرب أجسادنا و يقطع أطرافنا، و لكنه عندما تُبعد مثرمته و سلك كهربائه و سكين تقطيعه، يصرخ : آه لقد عُذِّبت، لقد كسرت يدي! و يبدأ بالبكاء و العويل. ثم يخرج وراءه متباكيا: ذلك العامل الذي يشتغل في مصنع الأسلحة، و ذلك التاجر الذي يبيع سلاح التقتيل، و ذلك الإسلاموجي الذي يستعمل الأسلحة في قتل و تفجير الآلاف من أبناء شعبنا، و ذلك العربجي الذي باع أرضه و عرضه.

إن أهل النفاق الذين يستخدمون اسم السلام يدعمون اللص و القاتل و الإرهابي و البعثي.
و يقولون: ما على المسروق و لا على أهل القتيل و ضحايا الإرهاب و ثرم البعث إلا السكوت.

هذه الحقوق التي يطالبون بها و هذه هي العدالة التي يريدونها.
فهل أن بطاقات البترول قد جعلتهم يتكلمون و يصرخون هكذا، أم أنهم هكذا دائما؟

ليس علينا إلا أن نستمر نطالب بعدالة شعبنا في حق المجرمين.

محيي هادي- أسبانيا
أيار 2004
[email protected]



#محيي_هادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسرائيلي و فلسطيني في مدريد
- أول أيار لم ينج من رصاص الإرهاب النازي
- أعطوا البعثيين حقوقهم
- أصحاب الكهف
- بصراحة: بمناسبة اغتيال الرنتيسي
- هل الأحاديث النبوية هي نبوية حقا؟
- حرية الإنتخابات و الديمقراطية
- مؤتمر التفرقة العربية
- بأعناقكم يبدأ السفاحون قطع أعناق العراقيين
- احتلال و تحرير و سقوط لأبشع نظام دموي
- هل حال الزوجة غير المسلمة أفضل؟
- كُنت أعيش و أحلم قبل مجيء بعث الذل و الدم
- هُـم، هُـم، لا غيرهم
- نعم للحجاب، لا للحجاب
- إلى المهجَّرين و الغرباء
- عدالة أحكام السلف الطالح
- حلول قاضي القضاة لشبق الخليفة
- اللــون الأحمــــر
- القرضاوي يتزوج بابنة حفيدته
- قانون أحوالكِ الشخصية


المزيد.....




- -صور الحرب تثير هتافاتهم-.. مؤيدون للفلسطينيين يخيمون خارج ح ...
- فرنسا.. شرطة باريس تفض احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في جامعة ا ...
- مصر تسابق الزمن لمنع اجتياح رفح وتستضيف حماس وإسرائيل للتفاو ...
- استقالة رئيس وزراء اسكتلندا حمزة يوسف من منصبه
- قتلى وجرحى في هجوم مسلح على نقطة تفتيش في شمال القوقاز بروسي ...
- مصر.. هل تراجع حلم المركز الإقليمي للطاقة؟
- ما هي ردود الفعل في الداخل الإسرائيلي بشأن مقترح الهدنة المق ...
- بعد عام من تحقيق الجزيرة.. دعوى في النمسا ضد شات جي بي تي -ا ...
- وجبة إفطار طفلك تحدد مستواه الدراسي.. وأنواع الطعام ليست سوا ...
- صحيح أم خطأ: هل الإفراط في غسل شعرك يؤدي إلى تساقطه؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - محيي هادي - منافقو السلام يطالبون بحقوق الارهاب