أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محيي هادي - كُنت أعيش و أحلم قبل مجيء بعث الذل و الدم














المزيد.....

كُنت أعيش و أحلم قبل مجيء بعث الذل و الدم


محيي هادي

الحوار المتمدن-العدد: 758 - 2004 / 2 / 28 - 07:06
المحور: الادب والفن
    


قبل البعث الدموي
كُنتُ أعيشُ
لقمةُ عيشي كافية
كِسرةُ خبزٍ يابسة
قد أصبحت تكفيني
كنت أنام  بهناء
نومةُ حبٍ هادئة
بلا عواء كلب حاقد يُصحيني
عند الصباح ، بعد الصلاة
نغماتُ بلبلِ نخلِ الحبِ تُطرِب سمعي
يغنني، أغنِّيه، أناجيه ، يناجيني
أردتُ أن أعيشَ دوماً ساكنا ، هادئاً
حراً سعيداً فرِحاً
لا أحداً  أؤذي
و لا يؤذيني
لا خوف يهددني
ولا جوعٍ يُوجعُ بطني,
و لا عطشٍ يُجِففُ حلقي
و لا داء حقود يصيب جسمي
و لا نعيق غراب الشؤم يزعجني
و لا نار حقد القهر تحرق كوخي
و كان عطف الجارِ للجارِ
دائما يحميني

أثناء البعث الدموي

و انقلبَ الحالُ
و جاءنا  من تكريت ، من بلدة مليئة الإجرام  و الأنذال
لصُّ، حراميُّ،  يسرق كلَّ شيء
زرع ،دجاج ، و أغنام
لص كريه الأم و الاخوة و الأعمام و الخال
و أصبح الشعب العراقي الأبي
خانعاً بذِلةٍ
في موقع أدنى
من موطئ النعال
--------------
فلا كِسرة خبزٍ  قد بقت
بائتة  أم يابسة
و أصبح الجوع يأكلُ في أعماق أحشائي
أكلاً شديدا، أكّال
و تبخر الماء
من الأهوار و الأنهار
فأرغمت على البحث عنه
في كل القرى
في كل أرض الله
متحملاً ما تحرق الشمس من أقدامي
و بعدتُ  الف مبلٍ ، و أميال و أميال
و أصبحت نومتي كابوسا على صدري
على كبدي
و رجع القهر يقمع الأفكار و الأقوال
و أنجب القهرُ كلبَ البعث
يعوي حاقداً
يطرق بابي في السحر
يُخبرني عن محضر الأنذال
و انقلب الأقرباء
فأصبحوا لجانب الأعداء
واحدهم يلاحقني، و يطلب هجرتي
و انقلب الجار الى بعثي حرامي
ليسرق الدار و الأموال
------------
و بدأت أجوع و أعطش
أخاف أن تمزقني كلاب القتل و الإجرام
فلا أنام
فيزعجني نعيق غربان النفاق
و نهيق حَمير قتل الصحو و الأحلام
و تشتتُّ مثل باقي أبناء شعبي
من الشيوخ و الشباب
و الأطفال
تجرح أرجلنا الصخور
تُغرق أجسادنا البحار
و تحرق أقدامنا الرمال.
----------------
آه يا إلهي!
كم رجوتك في منامي ، في مناجاتي
أ تشبعني وتقضي كُلَّ حاجاتي
أ ترويني و تسكن كلَّ آلامي!
و تـُبـَدِّل حالي
الى غير حال
---------
و أخيراٍ تغيَّر الحال
تّغيَّر
تغيَّر الحال
و رجعت لي أمانٍ عذبة
و أصبح القلب ينشد كل حب
و كل حلو من الآمال

بعد البعث الدموي

فات قطار الموت فات
و تدهورت عجلات حقد البعث
إلى المهاوي و الممات
----------------
ولّت بعيدا فكرة البعث الكريه
ولّت بعيداً للأبد
حمدا  يا ربِّي
إني وجدتُ اليوم ما يُشفيني غيْظي: شوقي لشعبي
قد هدّأ الشوق فِراقي
و ضمّد الوِّد جراحي
و سكّنتْ حِـنِّـيَـتي  للأرض
كلَّ كلومِ قلبي
في المنافي و الشتات.
-------------
علّموا عبدو نعيقا، درّبوه
عند طَوفات الجنائن ، أطلقوه
عبدو ينعقْ
صوته المشئوم نحسا بات أخرقْ
إنه ما زال يبحثْ
عن قتيلٍ أو رفات
------------
أبناء عبدو
قد حسدتُم لٌقمةَ العيش ، التي تجري في حلقي
و قبضتم قبض خِنزير على شريانِ صدري
و حرقتم كوخَ عمري
و أهَـنْـتُم كلَّ عزِّي
و قتلتم كلَّ وِلدي
أبناءَ  عبدو ،
هل نسيتُم ،
قد جلسْتٌم
تحت أعجاز الطٌّغاة .
ترشِفونَ العُهر منهم
في حياة و ممات؟
-----------
يا كوخي، يا مبنى من بؤس و فقر و طين !
اشمخ عاليا اشمخ
بكل عطف و لين
اصرخ طالبا اصرخ
بالحرية الحمراء ، والخضراء ، والزرقاء
و كل ألوان طيفنا الشمسي
كل ألوان قوس قزح
فاليوم يوم الحب ، يوم الحنين
يوم عناق صديقنا، رفيق حزن شتاتنا
يوم تقبيل الأب و الأم
الخال و العم
يوم البنين و البنات
يوم كل الأخوة
و الأخوات.
-----------------
 محيي هادي-أسبانيا
[email protected]



#محيي_هادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هُـم، هُـم، لا غيرهم
- نعم للحجاب، لا للحجاب
- إلى المهجَّرين و الغرباء
- عدالة أحكام السلف الطالح
- حلول قاضي القضاة لشبق الخليفة
- اللــون الأحمــــر
- القرضاوي يتزوج بابنة حفيدته
- قانون أحوالكِ الشخصية
- أتمنى أن يقاطعنا الإرهابيون
- وداعا يا عام الخلاص و أهلا بك يا عام الاستقرار
- المستعصم المقامر الذي خسر بغداد أيضا-القسم التاسع و الأخير
- المستعصم المقامر الذي خسر بغداد أيضا-القسم الثامن
- شيوعيو الغوطة يدا بيد مع إرهابيي العوجة
- عبدو، الصحاف الصغير
- في يوم أفراحي أقدم التعازي
- المستعصم المقامر الذي خسر بغداد أيضا-القسم السابع
- لن يغرق العراقيون مرة أخرى
- المستعصم المقامر الذي خسر بغداد أيضا-القسم السادس
- المستعصم المقامر الذي خسر بغداد أيضا-القسم الخامس
- المستعصم المقامر الذي خسر بغداد أيضا-القسم الرابع


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محيي هادي - كُنت أعيش و أحلم قبل مجيء بعث الذل و الدم