أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - محيي هادي - عدالة أحكام السلف الطالح














المزيد.....

عدالة أحكام السلف الطالح


محيي هادي

الحوار المتمدن-العدد: 741 - 2004 / 2 / 11 - 03:43
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


العراق بلد جميل و جماله لا ينبع من طبيعته فقط بل و من خصوصية سكانه، و خصوصيته هي الفسيفساء التي تشكلها قومياته و أديانها المتنوعة.
في بلد كالعراق، حيث تتعايش فيه قوميات مختلفة كبيرة و أقل كبرا و صغيرة و أكبر صغرا، و يتواجد فيه أناس ذوو ألوان مختلفة و أفكار و اتجاهات متباينة، يجب أن يوجد قاسم مشترك يجتمعون عليه.
-فالقانون واحد للكل.
-و الفرص تسنح لكل واحد.
-و كل فرد يمكنه الوصول الى كل مكان حسب  مؤهلاته و قابلياته.
إن العراق هو لجميع العراقيين الذين يريدون لهذا البلد السلام و الاستقرار و الطمأنينة و التقدم و إلاّ فلن يكون هناك مكان لأحد حتى و لا لأقدس القديسيين و لأعلم العالمين.
يجب أن يذهب الزمن الذي يعامل فيه العراقي حسب منطقة ولادته أو سكنه أو حسب دينه و مذهبه أو حسب لغته و لهجته. و يجب أن لا يعود ما كتبه الدكتور علي الوردي في تاريخه، و هو يتحدث عن الدولة العثمانية و ينقل عن  ميخائيل مشاقة: " كان المسيحي عرضة للإهانة و الذل أينما مرَّ و حلَّ، و كان المسلمُ يسيءُ معاملتَه لدرجة مفرطة حتى ألف الذل كما ألف مُذِّله إذلاله. فكان النصراني حيثما مرَّ و توجَّهَ يُنعَت بالكافر و يُشتم صليبه و يُحتقر و تُقلب عمامته و يُصفع و يُرفس الى غير ذلك من الإهانة……… و كان المسلم  إذا  مرَّ بمسيحي يقول له: اشمل، يريد بذلك أن يسير عن يساره فيفعل صاغرا……. و كان قانون الحكومة أن يحمل المسيحي كيسا يسمونه كيس الحاجة و ليس له أن يخرج من بيته بدونه و المقصود من هذا الكيس أن يضع من الأغراض و حوائج المسلمين ما يسخره هؤلاء بحمله من بقول و خضار و غيرها…..".
و على الرغم من أن الدكتور علي الوردي يقول أن  وصف ميخائيل مشاقة، لما كانوا يلاقونه المسيحيين، لا يخلو من المبالغة و التزويق إلا أنه يذكر أن هذه هي طبيعة البشر عندما يسيطر عليهم الجهل و التعصب، فيكون الإنسان ذئبا لأخيه الإنسان.
و لعلي الوردي الحق خاصة إذا ما رأينا اليوم ما يفعله الجهلة و سالكي طرق الظلم و الظلام،ممن يدعون الدين الاسلامي، و هم يلاحقون  يقتلون  المسيحيين العراقيين و يخربون مصادر أرزاقهم.
لقد ذكر الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد أنه: " قُدِّم الى أبي يوسف، قاضي قضاة الرشيد، مسلم قتل ذمِّيا، فأمر أن يُقاد به و وعدهم ليوم، و أمر بالقاتلِ فحُبـِس. فلمَّا كان في اليوم الذي وعدهم  حضر أولياء الذمي و جِئَ بالمسلم القاتل، فلما هَمَّ أبو يوسف أن يقول أقيدوه، رأى رُقعة قد سقطت، فتناولها صاحب الرقاع و خَنسها، فقال له أبو يوسف ما هذه التي خنستها؟ فدفعها اليه  فاذا فيها أبيات شِعرٍ قالها أبو المضرجي شاعر ببغداد:
يا قاتـل المسـلمَ بالكافـــرِ ……. جِرْت  و ما العادل كالجائرِ
يا مـن ببغــداد و أطرافـها……...مِن فقـهاء الناس أو شاعرِ
جارَ على الدين أبو يوســف ….…. إذ يقتل  المسلم بالكافــرِ
فاسترجعوا و ابكوا على دينكم … ……و اصطبروا فلأجر للصابرِ
فأمَرَ ابو يوسف بالقمطر فشد و ركب الى الرشيد فحدثه بالقصة و أقرأه الرقعة. فقال له الرشيد: اذهب فاحتل، فلما عاد أبو يوسف إلى داره و جاءه أولياء القتيل الذمي يطالبونه بالقود قال لهم : ائتوني بشاهدين عدلين أن صاحبكم كان يؤدي الجزية.
على مثل هذه الأحكام القرقوشية سار النظام الدموي البعثي و مثل نوع الحكم و "العدل" هذا يريد أتباع السلف الطالح تطبيقه على مجتمعنا.

محيي هادي-أسبانيا



#محيي_هادي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حلول قاضي القضاة لشبق الخليفة
- اللــون الأحمــــر
- القرضاوي يتزوج بابنة حفيدته
- قانون أحوالكِ الشخصية
- أتمنى أن يقاطعنا الإرهابيون
- وداعا يا عام الخلاص و أهلا بك يا عام الاستقرار
- المستعصم المقامر الذي خسر بغداد أيضا-القسم التاسع و الأخير
- المستعصم المقامر الذي خسر بغداد أيضا-القسم الثامن
- شيوعيو الغوطة يدا بيد مع إرهابيي العوجة
- عبدو، الصحاف الصغير
- في يوم أفراحي أقدم التعازي
- المستعصم المقامر الذي خسر بغداد أيضا-القسم السابع
- لن يغرق العراقيون مرة أخرى
- المستعصم المقامر الذي خسر بغداد أيضا-القسم السادس
- المستعصم المقامر الذي خسر بغداد أيضا-القسم الخامس
- المستعصم المقامر الذي خسر بغداد أيضا-القسم الرابع
- المستعصم: المقامر الذي خسر بغداد أيضا- القسم الثالث
- المستعصم المقامر الذي خسر بغداد أيضا/ القسم الثاني
- المستعصم المقامر الذي خسر بغداد أيضا/القسم الأول
- با?ـر العيد


المزيد.....




- فيديو للحظة استهداف مبنى وزارة الدفاع السورية على الهواء مبا ...
- مباشر: ضربات إسرائيلية في دمشق وارتفاع حصيلة أعمال العنف في ...
- إسرائيل تُنفذ غارات عنيفة على دمشق.. ووزير دفاعها: بدأت -الض ...
- كلوب يُعلق على صفقة فيرتز: لاعب استثنائي ومركز هو التحدي!
- لا أمطار في العراق.. الجفاف يضرب البلاد ورائحة حقول أرز العن ...
- خامنئي : إسرائيل هدفت خلال الحرب إلى إسقاط النظام وإيران مست ...
- مهندس سابق في -أوبن إيه آي- يكشف عن أسرار العمل بها
- ما قصة الشبح واللون الأصفر اللذين يظهران في شعار سناب شات؟
- روسيا تتهم أوروبا بممارسات عسكرية عدوانية وتلمح مجددا للخيار ...
- خط الدفاع الأول في كشف انتهاكات قوانين الحرب


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - محيي هادي - عدالة أحكام السلف الطالح