أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فاطمة ناعوت - بلال فضل، وزلعةُ المِشّ














المزيد.....

بلال فضل، وزلعةُ المِشّ


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 2783 - 2009 / 9 / 28 - 13:41
المحور: كتابات ساخرة
    


في عالم الأخشاب، ثمة أنماطٌ من المتعاملين مع هذه المادة الطبيعية الجميلة. هناك نجارٌ يصنعُ سقالات البناء، وآخرُ يصنعُ الطبالي والكراسي وألواح السرير، وتتدرجُ بنا الحالُ حتى نصلَ إلى الأركيت الذي يُفرِّغُ الخشبَ باتزان إيقاعيّ دقيق بين الكتلة والفراغ. كذلك في عالم الطمي؛ ثمة رجلٌ يجلس أمام طبلية تدورُ على محورها، يصنعُ زيرًا أو زلعةَ مِشٍّ، وثمة نحّاتٌ فنانٌ يصنعُ، بأصابعه التي مثلما لجرّاح مخٍّ وأعصاب، قطعةً من الفنِّ الراقي.
وفي اصطباحته(!) بتاريخ 14/9، رماني كاتبٌ (يخطئ في الإملاء!) بمحدودية مهاراتي ككاتبة! كتب: "الغير مريح"، (وصحيحُها: غير المريح)، و"مما كتبتيه"، (وصحيحها: كَتَبْتِه") وغير هذا الكثير! هذا على مستوى النحو والصرف والإملاء، الذي هو في عالم النجارة أوليّاتُ الإمساكِ بالشاكوش والمسمار، وفي عالم الطمي، مجردُ ضبط نِسَب خلط الماء بالتراب للحصول على عجينة صالحة للتشكيل.
والحقُّ أن سقوط السيد "بلال فضل" المخجل في أخطاء اللغة لم يدهشني. فنحن لا نبتئس إن وجدنا مسمارًا ناتئًا في كرسي مطبخ، أو شظيةَ خشبٍ نافرة من طبلية طعام، هذه طبائع الأمور، لكننا نبتسم بإشفاق حين نجدُ صانعَ الطبلية يرمي النحّاتَ بمحدودية المهارة! لن نغضب، لكن سنتمتمُ باسمين: Look who is talking!. جاء علينا زمنٌ يسخرُ فيه ضِحالُ اللغة من المحافظين عليها!
يتكلمُ عن محدوديتي ككاتبة، ثم يصفُ تسريحةَ شَعري ونظرةَ عينيّ! بينما لم أتطرق أنا إلى شاربه أو ابتسامته الواسعة(!)، بل انتقدتُ كلماتِه السوقية ثقيلةَ الظل التي لا تليق بالقارئ؛ كأن يقول في حواره البائس: "الصباع اللي بتنضف بيه مناخيرك وودانك"! أفلم يتعلّمِ السيدُ "في كلية الإعلام" أن أول "مهارات الكتابة" مِهَنيًّا هي عدم التطرق إلى الشخص، بل إلى ما كتب الشخص، وأن ثمة ما لا يليقُ أن يُكتَبَ بالصحف؟! ألا يشعرُ بمسؤولية كتابة عمود بجريدة رصينة مثل "المصري اليوم"، وبالهيبة إذْ يتذكّر أن تلك المكانةَ كانت يومًا لعمالقة مثل طه حسين والعقاد وهيكل، حينما كان الزمنُ راقيًا؟
ثم يرميني بالكذب على القارئ! والحقُّ أنني أعدتُ قراءةَ "اصطباحته" المرتبكة المنفعلة أكثرَ من مرة لأقف على مكمن "كذبي"؛ فلم أقف على شيء. الكاذبُ هو مَن يضع كلامًا زورًا على لسان أخيه، وهذا ما فعله السيدُ حرفيًّا. فأنا لم أقل إن رجالَ الأعمال من ثوابتِ الوطن، بل قلتُ في مقالي "مينا ساويرس موحّد القطرين" بتاريخ 7/9، إن ثوابتَ الوطن هي السدُّ العالي، والعدوانُ الثلاثي على مصر والنكسة، وهي ما حاول برنامجُ "الكابوس" تشويهها. أما السيد بلال فقد شوّه ثوابتَ تاريخيةً مثل: برج بيزا وسور الصين وموحد القطرين وشجرة الدر وغيرها، مثلما شوّه معجمَ شبابِ مصرَ بأفلامه: حاحا وتفاحة وصايع بحر وخالتي فرنسا! ثم يحاولُ أن يوقعَ بيني وبين قرّاء "اليوم السابع"، راميًا إياهم بالبلاهة، على لساني! بينما كان كلامي عن القراء من النشء الصغير من عُمْر ابني "مازن"، وابنته "عشق"، اللذين كان حريًّا به أن يخاف عليهما فينأى عن تخريب معلوماتهما، تلك التي لم تزل في طور التكوين.
يزعم السيدُ أنه غاضبٌ من مقالي: "وأكره اللي يقول آمين" بتاريخ 25/5 لأنني، على حدِّ زعمه، تزلّفتُ للرئيس. والمقال موجودٌ يشهدُ بعكس ذلك. مقالي إعلاءٌ من شأن المواطن المصري الراقي الذي يفرّق بين معارضة الحاكم وبين الشماتةِ في النوازل. ثم إن مقالاتي جميعَها تشهدُ على معارضتي النظامَ الحاكم. ثم أعلنَ أن حبيّ لمصرَ أغاظه، فهل أنا مسؤولة عن عدم حبِّه مصرَ؟
الحقُّ أنه حانقٌ عليّ بسبب سلسلة مقالاتي حول انحدار لغة الحوار على ألسن شبابنا الراهن، وبمنطق "اللي على راسه بطحه"، ظنَّ السيد أنني أهاجمه كونه أحد مخرّبي اللغة الراقية بأفلامه. لكنني للحق كنتُ أتكلمُ بوجه عام ولم أقصده. لأنني ببساطة لم أسمع به قبل هجومه عليّ، ببساطة أيضًا لأنني بخيلةٌ في إهدار وقتي، ونخبويةٌ جدًّا فيما يخصُّ السينما، ومن ثم لم أشاهد أيًّا من أفلامه!
أعلمُ أنني لن أباري السيد في شتائمه وافتراءاته؛ لأنه للحقِّ بارعٌ في السباب والتريقة والتلفيق، هي مهارتُه الوحيدة وشغله الشاغل، فإن لم يجد مَن يسبّه خلقه خلقًا، وهي ملكاتٌ لا أجيدُها! لذلك أطمئنه أن مقالي هذا هو الأخيرُ بيني وبينه، مهما تطاول. ليس وحسب لأنني لن أجاريه في النطح والتناطح، بل لأن ثمة العديدَ من القضايا أكثرُ أهميةً من مساجلته. وفي الأخير، أرجو ألا "يفبرك" السيد، عبر مقالي هذا، أنني أهاجمُ الخزّافين ونجّاري الكراسي, فليس أكثر مني احترامًا للكادحين. أنا فقط أضعُ الأشياءَ في حجمها. صانعُ "زلعة المش" ضروريٌّ جدًّا ومحترَمٌ مثلما "النحّات"، لكن ثمة فارقًا ضخمًا بينهما. - جريدة "المصري اليوم" 28/9/09



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثالثُ -غير- المرفوع
- كريستينا التي نسيتُ أنْ أقبّلَها
- أعِرْني عينيكَ لأرى العالمَ أجملَ
- أنا عيناك أيها الكهلُ
- التردّد يا عزيزي أيْبَك!
- قطارُ الوجعِ الجميل
- بوابةُ العَدَم
- الشَّحّاذ
- الإناءُ المصدوع
- الملاكُ يهبطُ في برلين
- ناعوت: الإبداع العربي الراهن فرسٌ جموح والحركة النقديّة عربة ...
- تحيةٌ للشيخ طنطاوي
- بالأمس فقدتُ مَلاكيَ الحارسَ
- مينا ساويرس، موحِّد القطرين!
- شوارعُ تُغنِّي بالفرح
- ذاك الذي غبارٌ عليه
- القتل صعب يا هنادي!
- يا صغيرتي، ليس كلُّ فأرٍ -جيري-
- أنا في طبلة المسحراتي!
- كيف يقرأ هؤلاء؟


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فاطمة ناعوت - بلال فضل، وزلعةُ المِشّ