أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - شاكر فريد حسن - محمد العيتاني.. معرباً وكاتباً ماركسياً














المزيد.....

محمد العيتاني.. معرباً وكاتباً ماركسياً


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 2782 - 2009 / 9 / 27 - 16:54
المحور: سيرة ذاتية
    


محمد العيتاني كاتب لبناني مبدع وأصيل ومعرّب شفاف متميز ومثقف ماركسي معاصر ، عانق الأفكار اليسارية والثورية والماركسية الجديدة الوافدة مع الحداثة السياسية والثقافية في الوطن العربي وتمتع بحضور مدهش ولافت في المشهد الثقافي والأدبي والفكري اللبناني، في مضمار الفكر والأدب والترجمة.

ارتبط العيتاني بالحركة الماركسية والمعاقل الثورية ، وأنتمى للحزب الشيوعي اللبناني ، وعرف بنزاهته ونقاوته وشفافيته ونضاله ضد قوى الظلام والتعصب والشر وأفكار القهر.

كان العيتاني معطاءً على الدوام ، ثابت اليسارية ، قابضاً على جمرة الثقافة والأدب، عميق الايمان والتسلح بالفكر العلمي والمادي الجدلي ، مبدعاً يعاني البحث عن الجديد في حركة المجتمع ، متجاوزاً برؤيته دائماً الذات الضيقة الى النظرة الأكثر شمولاً.

خاض العيتاني معارك الفكر النقدي الثوري ووضع كل طاقاته الابداعية ، وفكره وقلمه، في قلب المعركة من أجل حرية الكلمة والتغيير الاجتماعي الجذري المرتجى والمأمول ، وغرس الثقافة الديمقراطية والتقدمية الانسانية، ولم تغب عنه أحوال ومصالح الكادحين والمسحوقين، وظل يراعه حاضراً أبداً في الترجمة والكتابة الابداعية الملتزمة في مجالات القصة والرواية ، واضعاً بمتناول قراء العربية أهم وأكبر مرجع ماركسي في العصر الحديث ( الرأسمال ) .

امن العيتاني بالواقعية وحمل رايات الحق والجمال والكفاح ضد الظلم والكبت والتعسف والطغيان، منتصراً لحرية الشعوب المسحوقة والكادحة الطامحة لمعانقة الشمس والحياة والعدالة والمستقبل الجميل. كان همه الأول والأخير ، الانسان وقضاياه الكبرى. وتجسدت نظرته بالوحدة البشرية بكل تنوعها في سبيل عالم تسوده العدالة والمساواة والديمقراطية والتعددية والقيم الروحية واليسارية الثورية التي نادت بها الماركسية . ومات وحيداً وفقيراً وحزيناً ومريضاً، تاركاً أوراقه المنثورة في كل مكان، والضباب يحيط كلماته والخيبة تفترسه.

محمد العيتاني الانسان المركسي والمثقف الذي لم ينحن للعاصفة ، شغل مساحة شاسعة في الحياة الابداعية والثقافية اللبنانية ، وذلك يعود الى رؤياه الواضحة والصادقة ، للحياة والواقع والسياسة والفكر والأدب. وقد عمل في دار الكتب الوطنية وأنشأ بالتعاون مع عبداللـه العلايلي وعاطف الحلبي دار " المعجم العربي " ، ومن أبرز الكتب التي عمل على تعريبها الى العربية : الأيديولوجية العربية المعاصرة لعبداللـه العروي ، مئة قصيدة حب لبابلو نيرودا، أزهار الشر لبودلير وسواها الكثير . أما في مجال الابداع القصصي والروائي فله: مواطنون قيد الدرس، حوافز الخيل، حبيبتي تنام على سرير من ذهب. اضافة الى سيرته الذاتية " نهر الزمان " التي نشرها في مجلة " الطريق " الفكرية اللبنانية.

كتابات محمد العيتاني الروائية والقصصية تتدفق حباً وحياة وصدقاً وواقعية، انها تشخص الهموم والأوجاع البشرية العامة وتنقل مشاكل وقضايا هذا العصر وأمراضه الحضارية، ومشكلات الانسان عامة وواقعه المتحول والمتغير وامكانياته في البحث والنضال لتحقيق واقع مستقبلي منشود.

ختاماً، محمد العيتاني حمل لواء القيم الانسانية والثورية النبيلة ، وكرس نتاجه الأدبي والفني بوعي رفيع للأسهام في معارك الحرية والتقدم والتجديد والحداثة والديمقراطية، وشارك المقهورين فوق كل ارض همومهم وعذاباتهم وقلقهم المصيري وأحلامهم في العيش الحر الكريم، وفي التحرر والخلاص من كل أشكال وصنوف القهر والكوابيس ، وطموحهم في بناء مجتمع ديمقراطي حر وعلماني مستقل. وقد ظلمته السياسة ولم ينصفه الأدب .





#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملامح الفكر العربي المعاصر
- عن بعض مظاهر محنة اليسار العربي وافاق المستقبل
- هل انفرط عقد أدب المقاومة؟
- في مسألة - الحجاب- ..!!
- في ذكرى رحيله نواف عبد حسن كاتب الوعي الكنعاني والفلسطيني
- في المشهد السياسي العربي
- وقفة تأملية في الواقع العربي الراهن وحركة التحرر الوطني العر ...
- مشاريع النهضة والعقلنة والتحديث ومعوقاتها
- الجانب الاجتماعي في أدب المرأة العربية
- حركة التنوير العربية بين الواقع والحلم
- لاجل عقلنة وعلمنة التراث
- في اغتراب وانكفاءالمرأة العربية
- صادق جلال العظم .. اشراقة للعقل النقدي والفكر العربي
- مع وجدانيات الشاعرة امال عواد رضوان
- في المشروع الثقافي الفلسطيني
- أزمة الحركة الماركسية العربية والمستقبل
- الفكر العربي المعاصر ومشروع حضاري نهضوي وتنموي حداثي عربي
- لماذا يغتالون طه حسين بعد موته؟!
- الثورة الجزائرية في القصيدة الفلسطينية
- في ذهنية التكفير والتحريم واغتيال العقل..!!


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - شاكر فريد حسن - محمد العيتاني.. معرباً وكاتباً ماركسياً