أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر فريد حسن - في المشهد السياسي العربي














المزيد.....

في المشهد السياسي العربي


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 2769 - 2009 / 9 / 14 - 00:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا بد من الاعتراف بأننا نعيش في حطام الزمن العربي المنهزم والمتاكل الذي يزداد غموضاً وأرباكاً ،قتامة ، انهزامأ وسقوطاً. وأمام مشهد سياسي عربي تحكمه سلطة الوعي الزائف والمتخلف ، ويسوده الانحطاط السياسي والثقافي والانفلات المادي والانتفاخ الطاووسي .. مشهد تتعمق فيه الشعوذات السياسية وتبسق الأصوليات الدينية المتطرفة ، وتنهار القيم والأخلاق ويتعاظم الضياع والتفتت والتشتت العربي، والشعور بالعجز والاحباط واليأس والاغتراب ، الى جانب هيمنة اللاعقلانية والميراث اللاهوتي وثقافة الاستهلاك والتعولم. هذا ناهيك عن غياب الحريات والديمقراطيات وتفاقم فتاوى التحريم والتكفير التي طالت وتطال العديد من المبدعين والمفكرين والمثقفين العرب وكذلك نكوص ثقافة الوعي والرفض والمقاومة وفكر التنوير والعقلانية وانحسار القيادات النهضوية والنخبوية المثقفة المتنورة ، وغياب الوحدة والتضامن العربي ، وحكام لا يفصلهم عن عروشهم المهترئة سوى الموت . فضلاً عنى اتساع جوقة الاستسلام والتدجين وتراجع الخطاب القومي العربي والثورات العربية التحررية ، بدءاً بالثورة المصرية مروراً بالثورة الجزائرية وصولاً الى الثورة الفلسطينية التي تأكل نفسها.

لا ريب أن أقرب توصيف للحالة السياسية الراهنة التي يعيشها العالم العربي هي الهرولة الاختيارية للسقوط والارتماء في أحضان الامبريالية الأمريكية وخدمة مشاريعها التصفوية التوسعية والاستعمارية ، الرامية الى الاستيلاء على الثروات النفطية والطبيعية في المنطقة العربية واخضاع الشعوب العربية واذلالها واستعبادها.

ليس غريباً أن ترافق هذه الحالة أعراض تبدو للعيان ، لتصبح مظلمة ومعتمة، وتسمح ايضأ للفكر السلفي والظلامي المتأخر والمفرط وللثقافة الانهزامية الاستسلامية والاستهلاكية المتعولمة بالتكاثر ، وتهيء البيئة المثلى للقمع والاغتيال ، قمع واغتيال الابداع المعرفي والفكر الحر الديمقراطي والعقل المستنير. وبلا شك أن العالم العربي، بقواه الوطنية والديمقراطية الحية هو الخاسر الأكبر من تفرد وحيد القرن الأمريكي بعد سنوات من أفول وزوال القطب الأخر ، الاتحاد السوفييتي والمعسكر الاشتراكي، وأن هذه الهرولة لن تقود يوماً ولا بأي حال من الأحوال الى أستعادة الحقوق العربية والفلسطينية المسلوبة ولن تحقق الحرية والعدالة والرخاء في الوطن العربي.

ولا يخفى على أحد أن الكثيرين من أفذاذ النخب المفكرة سلموا أمرهم للواقع العربي المرير ، فنفضوا أيديهم منه بعدما وصفوه بأنه حالة ميؤوس منها فهجروا أوطانهم ومن غربتهم القسرية نعوا بحزن وأسى أمتهم الافلة ، ويشاطر هذه النخب المهاجرة والمغتربة الكثير من مثقفي الأمة على امتداد الساحة العربية الذين بدورهم استقالوا من الحياة العامة ووقفوا على قارعة الطريق .

في ظني ، أن المطلوب أمام الحالة الراهنة هو أرساء مشروع فكري وتسييس شعبي جديد يطلق السيرورات الاجتماعية وتكون الثقافة نقداً ، ومنظوراً نقدياً ثنائي البعد ، يميّز الموضوعي عن البراغماتي ، عدا عن ولادة مثقف نقدي نهضوي يعيد للثقافة استقلاليتها الذاتية كممارسة نقدية في جدول العلاقة بين السياسة والمعرفة بعيداً عن المؤسسة والسلطة السياسية الحاكمة ، المثقف القادر على طرح البديل المنهجي الذي يمكن بواسطته تجاوز المرحلة والانطلاق الى أفاق رحبة وواسعة ، تتوفر فيها أمكانات تحقيق الوطن العربي لوحدته القومية التقدمية وتطوره الاجتماعي التاريخي الحضاري ، وتخليصه من حالة الجهل والتخلف والفقر والأمية والجوع الثقافي التي تتلبسه ،يضاف الى ذلك تكثيف الكفاح والنضال الدائب لأجل التصدي للهيمنة الأمبريالية الأمريكية ومشاريعها ، وفي سبيل انتصار فكر العدالة والحرية والتقدم.





#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وقفة تأملية في الواقع العربي الراهن وحركة التحرر الوطني العر ...
- مشاريع النهضة والعقلنة والتحديث ومعوقاتها
- الجانب الاجتماعي في أدب المرأة العربية
- حركة التنوير العربية بين الواقع والحلم
- لاجل عقلنة وعلمنة التراث
- في اغتراب وانكفاءالمرأة العربية
- صادق جلال العظم .. اشراقة للعقل النقدي والفكر العربي
- مع وجدانيات الشاعرة امال عواد رضوان
- في المشروع الثقافي الفلسطيني
- أزمة الحركة الماركسية العربية والمستقبل
- الفكر العربي المعاصر ومشروع حضاري نهضوي وتنموي حداثي عربي
- لماذا يغتالون طه حسين بعد موته؟!
- الثورة الجزائرية في القصيدة الفلسطينية
- في ذهنية التكفير والتحريم واغتيال العقل..!!
- في ثقافة العقل العربي
- الاسلام والديمقراطية
- نحو تأصيل العقلانية والتنوير في الخطاب العربي المعاصر
- أزمة الخطاب العلماني العربي
- نظرة في الواقع العربي الراهن
- في نقد الخطاب الديني السلفي


المزيد.....




- ترامب: لن أحصل على جائزة نوبل للسلام مهما فعلت
- حرب إسرائيل وإيران في يومها التاسع.. هجمات متبادلة وتل أبيب ...
- إسرائيل تحذّر من مخاطر كاميرات المراقبة المنزلية وسط تصاعد ا ...
- نعي كاتب وشاعر كبير..
- إسرائيل تقصف موقعا لحزب الله وتحذره من القتال مع إيران
- إسرائيليون عالقون تحت الأنقاض إثر هجوم إيراني واسع بالمسيّرا ...
- هل حسم ترامب قراره بشأن ضرب إيران؟
- قرار بإخلاء منزلين مطلين على الأقصى لصالح مستوطنين
- قاضية أميركية تعلق حظر ترامب التحاق الطلاب الأجانب بهارفارد ...
- محللون إسرائيليون: الحرب على إيران لم تحقق أهدافها


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر فريد حسن - في المشهد السياسي العربي