أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر فريد حسن - نظرة في الواقع العربي الراهن














المزيد.....

نظرة في الواقع العربي الراهن


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 2741 - 2009 / 8 / 17 - 09:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مما لا شك فيه ان الواقع العربي الراهن يواجه مأزقاً كبيراً وعميقاً ويشهد تخلفاً اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً وانتشاراً للبيروقراطية وعبادة الفرد ،وللفساد الاداري والجنوح الاجتماعي وللفقر والجوع والبطالة الواسعة والضائقة الاقتصادية الخانقة .وكذلك تصعيداً لموجة التطرف الديني واستغلال الدين لأهداف سياسية وحزبية ،واتساع الحركات والتيارات الاصولية والسلفية المعادية للتطور والتقدم الانساني الحضاري،ناهيك عن انحسار الحلم القومي العام بالوحدة العربية الشاملة ،وانعدام الدمقراطية والحريات السياسية والفكرية ،وضعف وتقهقر دور اليسار الثوري التقدمي نتيجة الاستبداد والقمع والارهاب الفكري والملاحقات السياسية والزج بالوطنيين في السجون والزنازين، والاغتيالات الجسدية للشخصيات الفكرية المستنيرة ،والاعتداءات على القوى والاحزاب الوطنية اليسارية بتشجيع من قوى التكفير الاصولية المتعصبة والمتشددة والمنغلقة .اضافة الى المشاكل والازمات الاقتصادية والاجتماعية الحادة التي تعاني منها الجماهير الشعبية العريضة ،والتي تغذي الحركات والاتجاهات الدينية المتطرفة ومدها باكسجين الحياة ،هذه الحركات التي ترى في الدين اداة للخلاص من المحنة الراهنة ومن واقع البؤس والفقر الذي تئن تحت وطأته الشرائح والفئات المسحوقة ،طبقياً واجتماعياً .
الواقع العربي الراهن هو واقع متماسك ومترابط من جميع النواحي الثقافية والسياسية والفكرية والاجتماعية والاقتصادية ،والظلامية الدينية تنتعش وتزدهر في المجتمعات العربية وستحرق الاخضر واليابس في الارض العربية بممارساتها الدموية ونهجها التدميري .وهي تدوس الثقافة والفكر العربي الحر وتقضي على انجازاتنا ومكتسباتنا الحضارية وتعيدنا الى الوراء، الى العصور الغابرة .
هناك الكثير من المفكرين والمثقفين النهضويين المتنورين والصداميين العرب الذين قاموا بتحليل ظاهرة التطرف الديني ونقد الفكر الاصولي الظلامي المنغلق ودراسة تاريخنا العربي الاسلامي وتراثنا القومي العربي الحضاري بمنظور مادي عصري ورؤية فلسفية معاصرة ،ومنهم من سقط شهيداً على مذبح الفكر العلماني والدمقراطي النيّر امثال:"فرج فودة في مصر وحسين مروة ومهدي عامل "حسن حمدان"وسهيل طويلة في لبنان ".
ومن الذين قرأنا لهم كتابات جادة وابحاث فكرية وفلسفية عميقة وجادة عن الاسلام السياسي والظاهرة الدينية وادهشتنا مواقفهم وطروحاتهم وافكارهم الساطعة والمشرقة التي لم تخضع لمبدأ"القداسة"نذكر:"هادي العلوي ومحمود امين العالم والطيب تيزيني وخليل عبد الكريم وحسن حنفي وصادق جلال العظم ومحمد جمال باروت ورفعت السعيد ونصر حامد ابو زيد وسيد القمني وحسين مروة ومهدي عامل ومحمد دكروب وفريدة النقاش "وغيرهم .وقد دعا هؤلاء الى استيعاب المخزون الثقافي والفكري العربي والتراث الديني والاسلامي والاغتراف من ينابيعه الصافية والبحث عن الومضات والاشراقات والاشعاعات الانسانية ،الداعية الى المساواة والعدالة والتاّخي بين الامم والشعوب والحضارات ورفض العبودية ،والتسلح بتراث ابي ذر الغفاري وعلي بن ابي طالب (كرم الله وجهه)وعمر بن الخطاب (رضي الله عنه)،وترديد صيحاتهم وصرخاتهم من اجل الثورة والتمرد على الفقر والظلم وفي سبيل العدل والحرية ،وايضا الاستفادة من افكار وكتابات اعلام النهضة الثقافية العربية "رفاعة الطهطاوي ومحمد عبده وقاسم امين وفرح انطون وعبد الرحمن الكواكبي واديب اسحق وطه حسين وبطرس البستاني والشدياق "وغيرهم ممن ارسوا الجذور الاساسية لثقافة عربية واسلامية معاصرة ومغايرة.
ان مجتمعنا العربي يحتاج الى الدمقراطية لحل مشاكله وقضاياه وازماته الاجتماعية والسياسية والاقتصادية .كما ويحتاج الى الحرية السياسية والابداع الحقيقي المقاتل وتجديد الفكر الثوري العربي وبناء الذات الحضارية والشخصية العربية المتحررة والمنفتحة ،وحماية التراث العربي من المسخ والتشويه والتزييف ،عدا عن تجذير الهوية القومية والثقافة الانسانية الدمقراطية النيّرة والمعاصرة المرتبطة بالطبقات الشعبية الفقيرة وهمومها الحياتية وقضاياها الطبقية ،الثقافة التقدمية التي تتصدى للجهل والزيف والتخلف والقمع المؤسساتي والفكر الظلامي والمفاهيم السلفية والرجعية والممارسات القمعية الاستبدادية .
اننا نريد لشعوبنا العربية ان تهب وتنهض وتنتفض على الاذلال والقهر واليأس والظلم والبطش السياسي ودفاعاً عن الكرامة القومية والانسانية المفقودة ،وان تتحرر وتحظى بالدمقراطية والحرية وتشارك في عملية بناء صرح المجتمع المدني الحضاري الذي يتسع لكل المذاهب والافكار والمعتقدات والاطياف السياسية والمشارب الفكرية والمذهبية ،مجتمع الرخاء والعدل والتقدم .
واخيرا ،فان القوى الطليعية الحقيقية والفعاليات الوطنية والدمقراطية في مجتمعاتنا العربية مدعوة ومطالبة بالانطلاق والانبعاث من جديد وامبادرة الى تبني مشروع شامل للتغيير الدمقراطي ومجابهة الاخطار والتحديات الراهنة ،والتصدي الفاعل لكل ما يعيق مسيرة التحرر والتقدم وبناء الانسان والمستقبل الانساني .
(مصمص) (كاتب وناقد فلسطيني)





#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في نقد الخطاب الديني السلفي
- من اجل فن يخدم التقدم والسلام والحضارة الانسانية
- في ظاهرة الاسلام السياسي
- النعيم النفطي وشراء الذمم الثقافية
- عن مكانة المرأة في مجتمعنا ومسألة تحررها
- الاقتصاد الاسرائيلي وانتفاظة الجياع القادمة
- محمود امين العالم، اشراقة الفكر العربي
- نظرة الى تاريخ وكفاح حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي المصر ...
- بشير البرغوثي في الذكرى السابعة لرحيله
- من يوميات الفقر
- عن الهجمة الظلامية ضد الدكتورة نوال السعداوي
- الشاعر نمر سعدي بين التفرد والتواصل
- أفكار حول المجتمع المدني العربي
- محاولة للولوج الى عالم فاروق مواسي الشعري
- مع ابداع الروائي والمسرحي والشاعر الجزائري كاتب ياسين
- عن الصحافة الثورية- ألاتحاد نموذجًا
- في ذكرى استشهاد شاعر العمال والثورة: عــبــد الــرحــيــم مـ ...
- من صناع الفكر الثوري الحاد ماذا يتبقى من مهدي عامل؟!
- لذكرى المناضل الوطني والقائد الشيوعي محمد علي محاميد
- نوال السعداوي ومواجهة أُخرى مع الفكر الظلامي المتطرف


المزيد.....




- خبير: الكرملين لا يسعى لإسقاط النظام الإيراني بل يراهن على ج ...
- في ملجأ محصن.. خامنئي يعزل نفسه ويحدّد خليفته تحسبًا لاغتيال ...
- القبض على أول شخص من عائلة بشار الأسد في سابقة أمنية لافتة ب ...
- تل أبيب تصعّد حملتها ضدّ المنشآت النووية ال?إيران?ية وتلوّح ...
- مساعدات التنمية: ألمانيا تقلص الإنفاق على الناس الأكثر فقراً ...
- فرنسا: المنطاد الأولمبي سيعود للتحليق في سماء باريس بعد تحول ...
- بالأرقام.. هكذا يضيّق الاحتلال الخناق على خان يونس
- عبر الخارطة التفاعلية.. آخر التطورات في المواجهة الإيرانية ا ...
- ردّا على ترامب.. الكنديون يلغون رحلاتهم إلى أمريكا.. من يدفع ...
- الجيش الإسرائيلي: قتلنا قائدا آخر بفيلق القدس.. ونخوض -واحدة ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر فريد حسن - نظرة في الواقع العربي الراهن