أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر فريد حسن - النعيم النفطي وشراء الذمم الثقافية














المزيد.....

النعيم النفطي وشراء الذمم الثقافية


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 2737 - 2009 / 8 / 13 - 09:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المرحلة الراهنة التي تعيشها مجتمعاتنا وشعوبنا العربية هي مرحلة انعطافية حادة، وكما هو الحال في كل المراحل الأنعطافية في التاريخ الانساني هنالك خلخلة عامة، وأزمة قيم ، واّفاق اجتماعية وظواهر سلبية وتقليد زائف ، وثمة جوّ مضطرب وضبابي كثيف يغشى هذه المجتمعات. وفي حقيقة الأمر أن الحال المأزومة للفكر العربي الثوري التقدمي الداعي الى التغيير ، سببها الخيبات والهزائم المتلاحقة التي شهدتها الساحة العربية خلال العقود الأخيرة . وكذلك أخفاق مشاريع العقلنة والتحديث وانتكاب الوعي الوجداني وانتكاس التنوير وأنطفاء حركة الاصلاح الديني، بالاضافة الى النزاعات الهدامة في البيئة العربية واغتيال الديمقراطية ورواج الطائفية والاقليمية والتبعية.
وما من شك أن النعيم النفطي أدى الى انتشار البؤس الاجتماعي وساهم في شراء الكثير من الذمم الثقافية وامتصاص الطاقات الفاعلة والمتفاعلة مع قضايا وهموم شعبها ومجتمعها ، وترويض اقلام العديد من الكتاب والمثقفين ، الذين كانت الثورة هاجسهم والتغيير حلمهم.
ولمواجهة خيوط الماساة التي امتدت واتسعت على طول الوطن العربي، ومن أجل أجراء التحول الاجتماعي الجذري والازدهار والتطور الثقافي والفكري والعلمي فلا بد من العودة الصحيحة الى تحقيق الذات والاعتماد عليها ، وذلك لن يتم الا بأذكاء الوعي الفكري الصحيح والسليم ، وبالتغيير العميق لسلوكنا العام ولشخصية انساننا العربي الهلامية ولمجتمعنا، بكل انظمته وقوانينه والعمل الجاد على بناء وتنشئة جيل حضاري يتمتع بوعي وارادة مستقبلية وروح تعاونية وعقلية أدارية منتجة، وأحداث ثورة سلوكية وفكرية تشمل جميع جوانب المجتمع. ولكي نتصور المستقبل ونخططه ونكون قادرين على تاسيس مجتمع ديمقراطي تعددي متنوع ينبغي أن نتحرر من الأنانية والخضوع والجمود والأتكالية والسلبية والتخلص من ظلام الجهل والتخلف وجحيم الظلم والقهر وثقل التقاليد السلبية البالية والمتوارثة، والعقلية المتحجرة المتعصبة ..عقلية السلف ، أضافة الى تجديد الفكر الاسلامي وأحياء اصلاحية دينية جديدة ومواجهة ظواهر العولمة ، التي تتجه لفرض منطق معين على العالم.
وباختصار شديد ، مجتمعاتنا العربية أحوج ما نكون الى التعاضد والتجديد ، والى قيادات طليعية ونخب مثقفة واعية ورجال فكر وعلم وفلسفة ، وأن التشرذم في أوساط المثقفين العرب وانقسامهم الى مجموعات مفككة ومتصارعة لا ولن يخدم الابداع الثقافي والفكري الدافع لمسيرة المجتمع الحضارية وبناء الانسان الحضاري العربي ، وعليه يتوجب على كل مثقف عربي ، في هذه المرحلة الصعبة والقاسية، أن يأخذ موقعه أنساناً مناضلاً ومفكراً ثائراً في معركة الخلاص القومي والتحديث السياسي، لأجل استكمال المشاريع الاصلاحية والنهضوية وأنجاز النهضة العلمية الثالثة والثورة الاجتماعية والثقافية الديمقراطية.
(مصمص)







#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن مكانة المرأة في مجتمعنا ومسألة تحررها
- الاقتصاد الاسرائيلي وانتفاظة الجياع القادمة
- محمود امين العالم، اشراقة الفكر العربي
- نظرة الى تاريخ وكفاح حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي المصر ...
- بشير البرغوثي في الذكرى السابعة لرحيله
- من يوميات الفقر
- عن الهجمة الظلامية ضد الدكتورة نوال السعداوي
- الشاعر نمر سعدي بين التفرد والتواصل
- أفكار حول المجتمع المدني العربي
- محاولة للولوج الى عالم فاروق مواسي الشعري
- مع ابداع الروائي والمسرحي والشاعر الجزائري كاتب ياسين
- عن الصحافة الثورية- ألاتحاد نموذجًا
- في ذكرى استشهاد شاعر العمال والثورة: عــبــد الــرحــيــم مـ ...
- من صناع الفكر الثوري الحاد ماذا يتبقى من مهدي عامل؟!
- لذكرى المناضل الوطني والقائد الشيوعي محمد علي محاميد
- نوال السعداوي ومواجهة أُخرى مع الفكر الظلامي المتطرف


المزيد.....




- إدانات دولية وتحذيرات بعد الهجوم الإيراني على قاعدة العديد ا ...
- إيران: ضرباتنا ضد إسرائيل -استمرت حتى اللحظة الأخيرة-
- هجوم صاروخي إيراني جديد على إسرائيل
- البيت الأبيض: ترامب منفتح على الحوار لكن الإيرانيين قد يسقطو ...
- ترامب يعلن نهاية الحرب بين إسرائيل وإيران
- كشف كواليس التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران ...
- مسؤول إيراني يؤكد موافقة طهران على وقف الحرب مع إسرائيل
- ترامب يتوقع استمرار وقف القتال بين إسرائيل وإيران -للأبد-
- فيديو: انفجارات قوية تهز العاصمة الإيرانية طهران
- وزير خارجية إيران: لا اتفاق على وقف إطلاق النار -حتى الآن- ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر فريد حسن - النعيم النفطي وشراء الذمم الثقافية