أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - شاكر فريد حسن - ملامح الفكر العربي المعاصر














المزيد.....

ملامح الفكر العربي المعاصر


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 2779 - 2009 / 9 / 24 - 13:15
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ملامح الفكر العربي المعاصر
بقلم: شاكر فريد حسن
بدأت ملامح الفكر الثوري العربي بالظهور والتبلور ابان عصر النهضة الثقافية والعلمية العربية المعاصرة. وكانت الانطلاقة المنهجية لهذا الفكر ، التحرر من الأفكار الجاهزة والأراء المسبقة والمفاهيم السائدة والنظريات الجامدة، عدا عن امتلاك النظرة النقدية العلمية، ومقاومة كل أشكال الأستعباد والقهر والغبن والجهل والتخلف .
فقد قامت في مصر وسوريا ولبنان والعراق وفلسطين حركة ثورية مباركة مناهضة للنير العثماني تجسدت في كتابات وطروحات ونشاط المثقفين والمفكرين النهضويين الذين عالجوا ، بعمق وشمولية، قضايانا المختلفة والتقوا وجهاً لوجه مع الحضارة الغربية المتدفقة في اوروبا، فدعوا الى الحرية الفكرية والثقافية والوطنية والدينية ، ونادوا بحرية المرأة ونزع حجابها ومساواتها مع الرجل. كما دعوا الى الثورة العارمة في مجال التعليم والتربية والتثقيف وفي المؤسسات الاجتماعية والدينية ، والى العصرنة والحداثة والتقدم والسعي لاقامة مجتمع مدني حضاري متنور.
وبعد الحرب العالمية الثانية شهدنا ولادة مرحلة عربية جديدة مقترنة بوعي جديد وبمنهج فكري مختلف ورؤية سياسية جديدة ومغايرة ، وبربط علمي جدلي بين الاستراتيجية والتكتيك . وفي ظل العجز والتمزيق السياسي العربي وانكماش المشروع الحضاري نشأت في وطننا العربي تيارات فكرية وأيديولوجية متعددة عبرت عن قوة ناهضة في مجتمعنا العربي ، بعضها حمل راية الأستنارة والعقلانية والعلمانية والديمقراطية والمعاصرة ، ويمثل هذا التيار الشهيدان حسين مروه ومهدي عامل والراحل محمود امين العالم ومحمد عابد الجابري وعبداللـه العروي وفؤاد زكريا والطيب تيزيني وصادق جلال العظم وغيرهم ، وتيار اخر هو الفكر الليبرالي الوضعي الذي أس نهجه المفكر المصري الراحل زكي نجيب محمود. بالاضافة الى التيار الأصولي التكفيري المتعصب الذي تمثله قوى وحركات التأسلم السياسي.
ولا جدال أن التيار العقلاني العلماني الديمقراطي المتنور كان طوال الوقت أكثر التيارات الأيديولوجية العربية انتشاراً وتجذراً وسيادة بين أوساط المثقفين الثوريين وفي صفوف الجماهير الشعبية الكادحة ، ولعب دوراً تعبوياً وطليعياً هاماً في معركة الدفاع عن الديمقراطية وحرية التعبير وحقوق الانسان وشرف الكلمة المقاتلة والملتزمة ووحدة العمل الثوري العربي الحضاري ومواجهة مشاريع الهيمنة الاستعمارية ومحاربة قوى التخلف والتبعية والظلامية ودفع عجلة المدنية والتقدم . ولكن نتيجة القمع المؤسساتي الوحشي والارهاب الأصولي الفكري وعسف الأنظمة الدكتاتورية والغزو الثقافي الاستهلاكي وأفول المنظومة الاشتراكية عن الخريطة السياسية العالمية وسيادة القطب الواحد وانتصار الثورة الخمينية في ايران ، وأيضاً الصدع في المجتمعات العربية بين أنصار السلفية وأنصار العلمانية ناهيك عن اخفاق القوى والحركات اليسارية التقدمية في ايجاد حلول للمشاكل والقضايا الاجتماعية والاقتصادية ، التي تعاني منها الجماهير والقطاعات الشعبية الفقيرة والجائعة، علاوة على الانكسارات المتتالية والهزيمة الشاملة . كل ذلك أدى بالتالي الى انحسار المد الثوري وتقهقر الاتجاه العلماني في الفكر العربي المعاصر وصعود وتنامي الفكر الديني المتطرف، الذي يواجه هو الاخر في العقد الأخير مأزقاً كبيراً بعد فشل واخفاق التيارات الدينية في تحقيق غايات وأحلام وطموحات الفئات الضعيفة والمهمشة.
وفي ضوء التطورات والمتغيرات وهيمنة الثقافة المتعولمة والاستهلاكية ، فلا مستقبل بدون الفكر العقلاني العلمي الممنهج القائم على البرهان العقلي الاستدلالي الذي يتعاطى مع وقائع الامور والحياة وفق قوانينها الخاصة وبجواهرها . وعليه فأن الضرورة الموضوعية والحاجة التاريخية تقتضي الارتقاء والنهوض بهذا الفكر التحرري والانفتاح على تيارات الحضارة ، لأجل ترسيخ عقلانية اجتماعية ومحاربة التلقين وحماية الثقافة الديمقراطية ، وتمكين المرأة من المشاركة السياسية والشعبية والديمقراطية، وصنع حضارة انسانية جديدة تتفاعل مع معطيات العصر عبر الانفتاح المتبادل والنضال المشترك ، وتعزيز الثقة بالمستقبل المشرق للانسانية المعذبة ، في ظل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية ، وفي عالم راهن تفرض فيه أسنان الظلام مساحات كبيرة من أرض الثقافة التنويرية ، التي نعتز ونفتخر بالانتماء اليها.



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن بعض مظاهر محنة اليسار العربي وافاق المستقبل
- هل انفرط عقد أدب المقاومة؟
- في مسألة - الحجاب- ..!!
- في ذكرى رحيله نواف عبد حسن كاتب الوعي الكنعاني والفلسطيني
- في المشهد السياسي العربي
- وقفة تأملية في الواقع العربي الراهن وحركة التحرر الوطني العر ...
- مشاريع النهضة والعقلنة والتحديث ومعوقاتها
- الجانب الاجتماعي في أدب المرأة العربية
- حركة التنوير العربية بين الواقع والحلم
- لاجل عقلنة وعلمنة التراث
- في اغتراب وانكفاءالمرأة العربية
- صادق جلال العظم .. اشراقة للعقل النقدي والفكر العربي
- مع وجدانيات الشاعرة امال عواد رضوان
- في المشروع الثقافي الفلسطيني
- أزمة الحركة الماركسية العربية والمستقبل
- الفكر العربي المعاصر ومشروع حضاري نهضوي وتنموي حداثي عربي
- لماذا يغتالون طه حسين بعد موته؟!
- الثورة الجزائرية في القصيدة الفلسطينية
- في ذهنية التكفير والتحريم واغتيال العقل..!!
- في ثقافة العقل العربي


المزيد.....




- هل يعيد تاريخ الصين نفسه ولكن في الولايات المتحدة؟.. وما علا ...
- مجلس الشيوخ الأمريكي يناقش مشروع قانون ترامب للإنفاق وسط انق ...
- محكمة إسرائيلية توافق على تأجيل جلسات محاكمة نتانياهو في قضا ...
- يضم معارضين سياسيين ومواطنين أجانب... القصف الإسرائيلي يلحق ...
- فرنسا تعتزم أداء -دور محوري- في مفاوضات النووي وطهران تبدي - ...
- مشاهد للجزيرة توثق قصف مسيّرة للاحتلال فلسطينيا يحمل كيسا من ...
- ماذا تعرف عن إنفلونزا العيون؟
- الفساد يطيح بوزير يوناني و3 نواب
- غزة تنزف منذ 630 يوما.. إبادة ممنهجة ومعاناة لا تنتهي في ظل ...
- للمرة الأولى.. أطباء أسناء يركّبون سنًّا لدب بني


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - شاكر فريد حسن - ملامح الفكر العربي المعاصر