أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر فريد حسن - في مسألة - الحجاب- ..!!














المزيد.....

في مسألة - الحجاب- ..!!


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 2770 - 2009 / 9 / 15 - 10:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما زالت قضية فرض الجماعات الحمساوية في قطاع غزة الحجاب والجلباب على المحاميات الفلسطينيات وطالبات المدارس،تتفاعل وتثير جدلاً عاصفاً ونقاشاً صاخباً في الأجندات والمنتديات والمؤتمرات واللقاءات الفكرية والحوارية وعلى صفحات الصحف والمجلات العربية والفلسطينية ومواقع الشبكة العنكبوتية.
والسؤال المطروح ازاء هذه القضية : هل يشكل الحجاب أو الجلباب اليوم بالنسبة للمرأة المسلمة لباساً يجسد انتماءها الى الاسلام ديناً، فتختاره طوعاً واقتناعاً وتتخذ منه رمزاً لحرية المعتقد ، أم أنه يمثل ارادة الرجل الذي يفرض على المرأة تصوراً خاصاً للدين ، ونظرة دونية للمرأة فتلبسه خوفاً من جهة والجنس الاجتماعي من جهة اخرى!!، وهل الأقبال على " الحجاب " في العقد الأخير هو تعبير عن ارتفاع درجة الأيمان الديني أم تعبير عن تنامي وصعود الأصولية الدينية وتيارات الأسلام السياسي!!؟

في الواقع، أن الحجاب أمسى شعاراً سياسياً وليس شأناً شخصياً تستغله قوى وحركات التأسلم السياسي والجماعات الأصولية والسلفية التكفيرية لتحقيق أهدافها وماربها السياسية لأحداث حالة من الشرخ والفوضى والأثارة والفتنة ، وما الهوس المكبوت والحرب الضروس ضد المثقفين المتنورين والعلمانيين والمعارضين السياسيين المؤمنين بخطاب العقل سوى محاولة مستميتة لسيادة وفرض الفكر الرجعي الظلامي المتعصب والمنغلق، وهنا تكمن الكارثة التي تهدد مجتمعاتنا العربية ومستقبلها المأمول.

أن الحجاب بنظري ، ونظر الكثيرين ، يعود الى الاختيار الشخصي وحرية الأنسان وحق المرأة في ارتداء الزي الذي تراه مناسباً، ما دام هذا اللباس ليس عارياً أو خليعاً وغير مكشوف ولا يخدش الحياء العام أو يتعارض مع الأخلاق والاداب العامة والمعايير الاجتماعية والسلوكيات السائدة في المجتمع.

في الماضي كانت العبرة من الحجاب التمييز بين المرأة الحرة التي هي في عصمة الرجل والمرأة العمومية التي لا تنتمي الى رجل معين . وغني عن القول ، أن قضية الحجاب التي تثار بين فينة وأخرى لا تستحق كل هذا السجال والجدل ، فهذه القضية حسمت منذ زمن بعيد على يد المفكر والأصلاحي الكبير المنور قاسم امين في كتابه" تحرير المرأة " الذي يعتبر جوهرة التنوير في الفكر العربي المعاصر وناقش فيه وضعية ومكانة المرأة في المجتمع . وقد تطرق لمسألة التحجب، واضعاً البراهين والأدلة الدينية العلمية الساطعة والمضيئة التي تؤكد بأنه لا ينبغي أن تبقى المرأة في البيت أو يغطي وجهها" برقع " يثير الشهوة ويخفي المساوىء ، كما نادى بضرورة مشاركة المرأة في الأنشطة والفعاليات والتفاعلات الاجتماعية والمعارك السياسية والفكرية الحضارية بدلاً من اخفائها خلف الحجاب أو النقاب، ولنا في هدى شعراوي وسهير القلماوي وثريا الحافظ خير أمثلة وعبر.

لاجدال بأن تخلفنا الحضاري وتراجع قدراتنا العلمية هو الحرام بعينه ويجب أن يشغلنا جميعاً ، من مفكرين ومثقفين ومبدعين وأكاديميين ونخبويين ، وأن الفكر العربي توقف عن الابداع منذ أن احرقت كتب العلامة والمفكر والفيلسوف العربي العظيم ابن رشد، الذي اخترق النصوص الدينية السلفية المتوارثة وحاول تغيير مسار هذا الفكر بايجاد وتوليد فكر عقلاني تجديدي مضيء، يعتمد التجربة والبرهان العلمي وعدم الاكتفاء بالارشاد والوعظ الديني.

وأذا نظرنا الى الوضع العربي في الحاضر الرديء، نراه عاجزاً عن النهوض وكما كان قبل مئات السنين يتناقل النصوص القديمة المتوارثة بحذافيرها، ولذلك فأنه يواجه اتكاسة فكرية وردة ظلامية تبقيه عاجزاً وفي دياجير الماضي والسلف. وفي ظل ذلك ، فأن انتاج خطاب تنويري معرفي وديمقراطي عربي معاصر يتميز بحساسية نقدية عالية وقدرة على تشخيص ونقد ملامح الواقع وأمراض الثقافة العربية الراهنة هو القادر على اختراق الخطاب والفكر الأصولي السلفي الظلامي ، وتحقيق نهضة علمية جديدة وبعث الحياة في الروح العربية. علاوة على تصفية كل أشكال الفرض السياسي والقمع والارهاب والاغتيال والتكفير من حياتنا الفكرية العربية ومواجهة الخطر الفكري قبل أن يحرقنا الطوفان..!!




#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى رحيله نواف عبد حسن كاتب الوعي الكنعاني والفلسطيني
- في المشهد السياسي العربي
- وقفة تأملية في الواقع العربي الراهن وحركة التحرر الوطني العر ...
- مشاريع النهضة والعقلنة والتحديث ومعوقاتها
- الجانب الاجتماعي في أدب المرأة العربية
- حركة التنوير العربية بين الواقع والحلم
- لاجل عقلنة وعلمنة التراث
- في اغتراب وانكفاءالمرأة العربية
- صادق جلال العظم .. اشراقة للعقل النقدي والفكر العربي
- مع وجدانيات الشاعرة امال عواد رضوان
- في المشروع الثقافي الفلسطيني
- أزمة الحركة الماركسية العربية والمستقبل
- الفكر العربي المعاصر ومشروع حضاري نهضوي وتنموي حداثي عربي
- لماذا يغتالون طه حسين بعد موته؟!
- الثورة الجزائرية في القصيدة الفلسطينية
- في ذهنية التكفير والتحريم واغتيال العقل..!!
- في ثقافة العقل العربي
- الاسلام والديمقراطية
- نحو تأصيل العقلانية والتنوير في الخطاب العربي المعاصر
- أزمة الخطاب العلماني العربي


المزيد.....




- السعودية.. فيديو مواطن -يصفع- عاملا وتأثر الأخير مما حصل يشع ...
- تحديث مباشر.. فيديو آثار ضربة إيران في حيفا وتحذير رئيس CIA ...
- شاهد ما قاله ترامب للصحفيين عن سبب صعوبة مطالبته إسرائيل بوق ...
- هل يحل الذكاء الاصطناعي محل الأطباء النفسيين؟
- المعارضة الإيرانية في ظل الحرب مع إسرائيل.. هل ستنجح في إسقا ...
- هجوم إسرائيل على إيران .. دفاع عن النفس وفق القانون الدولي؟ ...
- إسرائيل تعلن تعطيل البرنامج النووي الإيراني لمدة سنتين أو ثل ...
- إيران تعتقل 22 -عميلا- لإسرائيل في قم
- مقصلة الجوع المنصوبة في غزة.. الطريق إلى اللقمة أو القتل
- دوي انفجارات في طهران وهجوم إسرائيلي على منشأة أصفهان النووي ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر فريد حسن - في مسألة - الحجاب- ..!!