أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حمادي بلخشين - إشكال














المزيد.....

إشكال


حمادي بلخشين

الحوار المتمدن-العدد: 2763 - 2009 / 9 / 8 - 09:27
المحور: كتابات ساخرة
    


وقف وزير الداخلية أمام رئيس الجمهورية كتلميذ مذنب. تردّد طويلا قبل أن يقول بلهجة مرتبكة:
ـ سيدي الرئيس، لقد وقع اختيارنا أخيرا على مفتي جمهورية و وزير أوقاف و شؤون دينية، و رئيس مجلس اسلامي أعلى جدد.
تفرس فيه رئيس الجمهورية ثم سأله:
ــ ما سرّ اضطرابك إذن .. هل حدث شيء؟
أجاب وزير الداخلية و هو يبتلع ريقه بصعوبة:
ــ كل الأمور على أحسن ما يرام غير أن هناك مجرد إشكال بسيط سيدي الرئيس .
ــ ....؟!
ــ تبين لنا بعد الإختيار، أن المعيّنين الثلاثة هم من ذوي الإحتياجات الخاصّة!
أخرج رئيس الجمهورية سيجارا كوبيا، دسه في فمه ثم قال:
ــ آش الحكاية... ثم ماذا تعني بالإحتياجات الخاصة؟
مسح وزير الداخلية زخة عرق سالت من جبينه ثم قال:
ــ سيدي الرئيس، لقد تبين لنا بعد التعيين و نشر الأسماء في الرائد الرسمي، و وسائل الأعلام أن الثلاثة بصراء !
ــ إشرح
ــ أي انهم عافاك الله ــ، عميان!
صاح رئيس الجمهورية جذلا:
ــ الثلاثة؟!
ــ نعم يا سيدي... على بكرة أبيهم!
ضحك رئس الجمهورية حتى سال مخاطه، حين هدأـ سأل وزير داخليته:
ــ و ماذا تريد مني الآن؟
ــ اردت أن اسـتأذن فخامتكم في إستبدالهم كلهم أو بعضهم!
أشعل الرئيس سيجاره الكوبي، نفث دخانه عاليا ثم قال:
ــ و لماذا نستبدلهم يا مغفل؟ أليس في صالحنا، حتى على المستوى
الدّعائي، أن يقال إننا نحترم و نشجّع ما سميتهم منذ قليل بــ..
سارع وزير الداخلية قائلا:
ــ ذوي الإحتياجات الخاصةّ.
ــ... نعم ذوي الإحتياجات الخاصة!
ــ نعم الرأي يا سيادة الرئيس... ولكن المعارضة.
ــ ما دخل المعارضة في الأمر؟
ــ هناك بعض التلميحات الخفية من بعض الجهات الراديكالية ( خصوصا و قد عينتم في العشرية الفارطة و على التوالي مفتيين ضريرين) تفيد بأن اختياركم للعمي من أهل الإفتاء، يعكس ـ لا سمح الله ـ رؤيتكم للدين وأهله، خصوصا، وقد كانت لفخامتكم الريادة في إبتكار مصطلحات إكتسبت فيما بعد صفة العالمية، بعد أن سارت بها الركبان و أصبحت تترد على كل لسان، كمصطلح " الظلاميين" و مصطلح " خفافيش الظلام" و غيرها كثير! فكيف تكون ردود فعل المعارضة و قد اختير ثلاثة عميان دفعة واحدة!
ضحك رئيس الجمهورية، هرش خصيتيه ثم قال:
ــ ومتى كان للمعارضة الكرتونية أي أثر في تحديد إختياراتنا؟
ثم وهو يستدرك:
ــ ثم لو قصدت بالجهات الراديكالية نواب الإخوان المسلمين،فأنت تعلم قبل غيرك، أن مصلحة الدين هي آخر إهتمامتهم، فمتى رمي لهم عظم فتركوه، ومتي كلفوا بمهمة قذرة فلم يؤدّوها على أقبح وجه مطلوب!
ثم وهو يسحب منديلا ورقيا ليميط به نخامة اكتشفها على ذراعه:
ــ انظر مثلا كيف تتنافس حماس( وهي التي كانت الي وقت قريب أشرف و أقدس فصيل إخواني، مع ساسة فتح( خونة أمس، و إخوة اليوم) على إرضاء إسرائيل بكل السبل، ثم انظر كيف أقدمت حماس قبل أسبوعين و بجرأة و شراسة ودموية، أحسدها عليها شخصيا، على اقتحام مسجد جماعة جند أنصار الإسلام و قتل المسلحين المناوئين " لأحفاد القردة و الخنازير" سابقا، و " شركاء عملية السلام حديثا.
ثم وهو يرمي بالمنديل الورقي في صندوق اينوكس بجانب مكتبه:
ـــ... السلام المحرم قديما، و المحلل أخيرا. بعد ما اكتشفوا له تسمية" هدنة شرعية!" سماها أحد الظرفاء سكرة شرعيّة بخمرة الكراسي الوزارية.
ـــ ...
على العموم، لو أخترتم" فضيلة" العميان الثلاثة لكي يترأسوا المسيرات، و يتقدموا المظاهرات، و يشعلوا الثورات الشعبية و يتسلقوا الجبال لمعاينة التحصينات و المواقع الدفاعية، و فحص مناظير الهاون و تحديد مكان النجمة القطبية، فأرمهم جانبا، و عين بدلهم ذوي البصر الثاقب و الضمير الديني اللاهب!

إبتسم وزير الداخلية، ثم أطال الثناء على بعد نظر الرئيس و ذكائه الوقاد و بصيرته الحادّة. وقبل أن يغادره المكتب الرئاسي، إستسمح فخامته في إلقاء طرفة تراثية شديدة الشبه بقضيّة الحال، و حين رأى من سيادته إقبالا و إنشراحا طفق يقول:" جاء رجل الي الإمام الشعبيّ رضي الله عنه وقال: اني تزوجت امرأة فوجدتها عرجاء، فهل لي أن أردّها؟! فأجابه: إن كنت تريد أن تسابق بها فردّها"! دمتم ذخرا للوطن، و عوننا لنا في المحن!


اوسلو 30/8/2009
(قصة قصيرة من المجموعة القصصية "ادانة")






#حمادي_بلخشين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وضع اسلامي قابل للإنفجار.(مآذن خرساء 35/48)
- إعتقال رشيد (مآذن خرساء 34/48)
- كلاب و رجال ( مآذن خرساء 33/48)
- ديمقراطية الغرب إسم بلا مسمّى .( مآذن خرساء 32/48)
- الإخوان صنيعة بريطانية ( مآذن خرساء 31/48)
- الإخوان المسلمون.( مآذن خرساء 30/48)
- ظروف معرفتي برشيد (مآذن خرساء 29/48).
- اكتشاف موت رشيد ( مآذن خرساء 28/48)
- في طريق المطار ( مآذن خرساء 27/48)
- حديث عن السنة و الشيعة ( مآذن خرساء 26/48)
- ايها الغرب الدامي لا حاجة لنا بالمقرحي
- مع جواد، جاري الشيعيّ ( مآذن خرساء 25/48)
- تزويج نونجة (مآذن خرساء 24/48)
- عمل المرأة ( مآذن خرساء 23/48)
- عماد مبلّغا (مآذن خرساء 22/48)
- صديقي المضحك جدّا توفيق الجبالي. (مآذن خرساء 21/48)
- شيبوب قصّة حياة شابّ مهاجر (مآذن خرساء.20/48)
- السلفية ( مآذن خرساء 19/48)
- نونجة المغربية - جرح في الذاكرة- (مآذن خرساء 18/48)
- ذات مرّة، بورقيبة و ملك النرويج ( مآذن خرساء 17/48)


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حمادي بلخشين - إشكال