أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حمادي بلخشين - الإخوان صنيعة بريطانية ( مآذن خرساء 31/48)














المزيد.....

الإخوان صنيعة بريطانية ( مآذن خرساء 31/48)


حمادي بلخشين

الحوار المتمدن-العدد: 2757 - 2009 / 9 / 2 - 11:57
المحور: الادب والفن
    


كنت أتهيأ لإنهاء درسي الأسبوعي في المركز الثقافي ، حينما قدّم لي رشيد قصاصة صغيرة كتب عليها:" أرجوك يا سامي اختم الجلسة بقراءة الدعاء التالي:
اللهم خلصنا من سلفيين اثنين : جورج بوش وأسامة بن لادن .
اللهم ارزق جورج بوش جلطة دماغية أو شللا نصفيا و ارزق أسامة بن لادن الشهادة هو و جميع أولاده التسعة عشرو افراد قاعدته، واعطهم كل الجنة ... و لا تترك لنا فيها شيئا ... فنحن لا نطمع بغير النجاة من النار ... المهم خلصنا و الى الأبد من شيئين كريهين: بن لادن والقاعدة. لأننا لم نعد نحتمل هذا العذاب اليومي!"

كنت اعلم ان بين الحضور من لا يحتمل تلك الصدمة، فمنهم من يكن بعض الحب لبن لادن .لأجل ذلك اكتفيت بالقول :
ــ أخونا رشيد اقترح علينا هذا الدعاء ، ثم قرأته .
كان بلال الفرنسي قد دخل الى قاعة الصلاة ، حين سمع اسم بن لادن تتلوه ضحكات بعض الحضور ثم تعليقات غاضبة من بعضهم الآخر . بعد ان سلم، رجاني ترجمته الدعاء الذي فرغت من تلاوته ففعلت.. حين علم بلال ان الدعاء من صياغة رشيد توجه إليه غاضبا :
ــ اليس لبن لادن الشرف في تفرّغه لجهاد الغرب عوضا عن آخرين اكتفوا بالجلوس في المساجد؟
أجابه رشيد :
ــ اجبني أولا،هل ان الغاية من الجهاد هي تغيير الواقع الى الأحسن أم زيادة أوضاع المسلمين سوءا؟
ــ بل تغيير الأوضاع الى الأحسن.
ـــ حسنا ... أجبني الآن بصراحة يا مسيو بلال . لو تحولت كل ايام امريكا الى 11سبتمبر فهل تعتقد انها ستتنازل عن مصالحها في بلاد المسلمين؟!
اجاب بلال وهو يكمل نزع جوربه :
ـــ بصراحة هذا سؤال لم يوجه لي من قبل، لأجل ذلك فهو يحتاج الى تفكير، أمهلني خمس دقائق، سأتوضأ خلالها ثم أجيبك .
كان بلال الفرنسي على درجة من الوعي تسمح له بإدراك أن أمن الشعب الأمريكي، هو آخر ما تفكر به الإدارة الأمريكية المتحالفة مع أصحاب الشركات المتعددة الجنسيات، للهيمنة علي العالم الإسلامي و تعريض شعوبه لخطر تلوث البيئة و سعار الجنرالات.

بعد وقت قصير، عاد بلال الفرنسي من الطابق الأرضي .كانت قطرات الماء تتناثر من لحيته الشقراء، جلس بجانب رشيد وهو يقول:
ــ كم كنت مغفلا ــ قالها بالفرنسية ــ، حين كنت اعتقد ان أمريكا يمكنها تغيير استراتيجيتها و التضحية بمصالح كبار الراسمالين فيها، لمجرد قتل بضعة آلاف من مواطنيها .

بعد انصراف الجميع، قلت لبلال الفرنسي و أنا اقصد تعميق الشرخ الذي حدث لديه في صورة بن لادن .
ــ كان عليك ان تدرك قبل ذلك أن وجود بن لادن كان ضروريا جدا للغرب لرفع رصيد الإخوان المسلمين.
ـــ معذرة ، لم افهم شيئا .
ـــ حين كانت الإدارة الأمريكية تبرز قبح خيار بن لادن، كانت في حقيقة الأمر تجمّل خيار الإخوان المسلمين.
ـــ هذا يعني؟ ( قالها بالفرنسية)
ـــ الغرب يريد بلادا إسلامية تابعة و هادئة و متخلفة، ليس فيها حروب و لا تفجيرات. حتى يضمن تدفق البترول و المواد الخام و حسن سير شركاته المتعددة الجنسيات، كي يضمن في النهاية بقاء بلادنا مجرد سوق دائم لبضائعه .
ـــ لكن ما صلة كل ذلك بين لادن و الإخوان .
ـــ حين ادرك الغرب بقيادة أمريكا، ان حكامنا قد بالغوا في استخدام القبضة الحديدية تجاه الشعوب الإسلامية، و تجاوزوا الحدود في استفزاز مشاعر المسلمين، بنزع حجاب المرأة في الطرقات و سب الرسول في الصحف و اغتصاب المناضلين في السجون .. خشي من تنامي صعود حركة جهادية تؤمن بالتغيير المسلح... على غرار حركة الجهاد في مصر.. لأجل ذلك تم صنع بن لادن ثم دفعه، و ربما مساعدته، للقيام بأعمال بشعة تزيد أوضاع المسلمين رداءة ، و تضمن لقاعدة بن لادن هزيمة عسكرية تلجئه الي لزوم غار في جبل، الي حد يصل المسلمون الى قناعة مفادها ان الغرب لا يقاوم، و ان وجود حركة اخوانية "معتدلة "، هو السبيل الأوحد الى تحسين الأوضاع، و قد وقع تماما ما خطط له الغرب . فرصيد الإخوان قد ارتفع و أصبحوا يحكمون الآن في تركيا و افغانستان وباكستان و العراق. كما اجتاحوا برلمانات مصر و دول الخليج وبعض دول شمال افريقيا .
ـــ و لكن الا يمكن للإخوان تغيير الوضع ؟
ـــ بدون شكّ، لكن الى الأسوأ، فوجود الإخوان في السلطة مجرد اجراء شكلي اقتضته حاجة الغرب لتغيير الديكور السياسي لا أكثر و لا أقل، فالوضع سيبقى سيئا.
ـــ و لكن ما هي ظروف تأسيس الإخوان؟
ـــ الإخوان المسلمون صناعة انكليزية صرفة . لنقل ببساطة شديدة : الإخوان عجلة احتياط صنعها الغرب ووضعها على الرف في انتظار الوقت المناسب لإستخدامها .
ـــ وهل حان الوقت حسب اعتقادك؟
ــ نعم . يمكن الآن إرضاء الشعوب الإسلامية بتطعيم الحكم العسكري بدمى وزارية اخوانية توهم الناس بحل اسلامي قريب في حين انها فاقدة الصلاحية.
ـــ هذا صحيح، ففي تركيا كانت حكومة الإخوان كما قرأت في صحيفة "لومند " اعجز من ان تصدر مجرد قانون يسمح للطالبة التركية بارتداء الحجاب.
ـــ فاسلمة دساتير بلاد المسلمين ليس على أجندة الإخوان ، لأن الدساتير العلمانية الحاكمة توافق الشريعة و لا تحتاج الى تنقيح، كما قرر صنمهم حسن البنا منذ عقود.
ــــ اذا كان هذا هو فكر الإخوان فأي تغيير سيحدثونه ؟
ـــ التغيير الوحيد هو استبدال وزير داخلية علماني كان يذبح المعارضين وهو يلعن الله ، بوزير إخواني ملتح يقوم بذبحهم هذه المرة، و لكن باسم الله !


يتبع




#حمادي_بلخشين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإخوان المسلمون.( مآذن خرساء 30/48)
- ظروف معرفتي برشيد (مآذن خرساء 29/48).
- اكتشاف موت رشيد ( مآذن خرساء 28/48)
- في طريق المطار ( مآذن خرساء 27/48)
- حديث عن السنة و الشيعة ( مآذن خرساء 26/48)
- ايها الغرب الدامي لا حاجة لنا بالمقرحي
- مع جواد، جاري الشيعيّ ( مآذن خرساء 25/48)
- تزويج نونجة (مآذن خرساء 24/48)
- عمل المرأة ( مآذن خرساء 23/48)
- عماد مبلّغا (مآذن خرساء 22/48)
- صديقي المضحك جدّا توفيق الجبالي. (مآذن خرساء 21/48)
- شيبوب قصّة حياة شابّ مهاجر (مآذن خرساء.20/48)
- السلفية ( مآذن خرساء 19/48)
- نونجة المغربية - جرح في الذاكرة- (مآذن خرساء 18/48)
- ذات مرّة، بورقيبة و ملك النرويج ( مآذن خرساء 17/48)
- الشرق شرق و الغرب غرب (مآذن خرساء 16/48)
- شقاء زوجي (مآذن خرساء 15/48)
- شقاء زوجي (مآذن خرساء 15/48)
- البهتان (مآذن خرساء 14/48)
- شريف، قصّة فتى ملوّث ( مآذن خرساء 13/48)


المزيد.....




- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حمادي بلخشين - الإخوان صنيعة بريطانية ( مآذن خرساء 31/48)