أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد الذهبي - قرض سكني لغير المستحقين














المزيد.....

قرض سكني لغير المستحقين


محمد الذهبي

الحوار المتمدن-العدد: 2754 - 2009 / 8 / 30 - 05:32
المحور: سيرة ذاتية
    


اسلم ذاكرته المستعصية على النوم الى ذكرياتها المؤلمة، وراح يتصفح ماجرى منذ زمان طويل فنزت عيناه دمعة سقطت على منفضة السكائر الموضوعة قرب فراشه بموازاة جدار الغرفة المليئة بالصراصر والعناكب الصغيرة والنمل.
مازال يستمع بشغف كبير الى قرض الاسكان الذي نادت به وزارة المالية، وبعد تأكيدات كبيرة من الوزارة ،
وضع احمد ذو الخمسين عاما طراز البيت الذي سيبنيه وعدد الغرف وربما بعد هذا التاريخ الطويل من المعاناة سيحقق انسانيته ويمتلك منزلا محترما، كان جل همه الا يخدم في الجيش وقضى سنينا من عمره من معسكر ضبط الى سجن وكان يحتج على من يقول له لماذا لاتلتحق بوحدتك العسكرية انه لايمتلك ما يدافع عنه ،البعض لديهم اربعة بيوت وهؤلاء من حقهم ان يدافعوا عن ممتلكاتهم ،اما انا فما عساني ادافع عن اي شيء فأنا مفلس في القافلة .عاد الى الوراء ثانية وتذكر حين نقل هو واخيه الاصغر من بيتهم الطيني الى بيت الجيران كي لايغرق في المطر وتركت كتبه المدرسية تحت رحمة السماء وكان مصيره مجموعة العقوبات الصباحية لتمزق الكتب ولوسخ دفاتره المدرسية .
اشعل سيكارة وراح يتأمل... الان ساصل الى نهاية المشوار وسف لن يرى ابنائي كالذي رأيت ،سأتسلم قرضا بخمسين مليونا لقد سمعت من وزير المالية ان القروض تشمل جميع الموظفين ،وسف اصمم بيتي على ذوقي واتخلص من الرحيل من بيت الى بيت الى اخر ،كل يوم لي جار وكل يوم لي دار ،ابني علاقات واتحول لكي ابدأ من جديد ،حتى ابني الاصغر في اخر تحويلة بكى بكاء مرا ،لفراقه اصدقائه وانا ايضا تحسرت ،الارق هذه الليلة من نوع خاص هذه الليلة لايهمني ،غدا ساقدم اوراقي وسأبدأ اعمل في معاملتي واسرع كي اتسلم في الوجبة الاولى .
قضى ساعاته الاخيرة متفكرا متأملا فيما سيحدث وعندما اصبح الصباح ابتدأ بسيكارته اليومية ماقبل الفطور وهذه المرة سحبها بنشوة منقطعة النظير ،ارتدى ملابسه بعد ان تناول افطاره وراح مهرولا حتى وصل دائرته فرحا،استقبله الموظفون ما الذي حدث ولماذا انت بهذه السعادة فقال لهم عما يدور بذهنه .فأجابوه ان وزارة المالية اصدرت قرارا نفت فيه شمول الموظفين الصغار بقروض الاسكان ،عاد الى البيت بعد ان استحصل اجازة وبدأ رحلته الجديدة مع الهم هذه المرة والليل قريب لماذا ،الم نستفت على الدستور وانا قرأت ان العراقيين سواسية ،لماذا صغار الموظفين وهل من المعقول ان المدير العام في الدائرة التي اعمل فيها لايمتلك دارا سكنية ،آه نعم لقد قرأت ان الموظفين الصغاراعدادهم هائلة ولذا لم تستطيع وزارة المالية ان تعطي هذه الاعداد ولكنها اعطت منتسبيها وكذلك اعطت الموظفين في المصارف ، (ام محمد تسلمت ) وهي تعمل موظفة في المصرف وخريجة اعدادية التجارة ،الم يساوي الدستور ما بيننا فلماذا يفعلون هذا ،هذه المرة لن اسكت وسأنادي باعلى صوتي اين الدار التي كنت ارسمها على الورق لن اسكت ابدا ،ولكن وزارة المالية تمتلك جزءا من الحق فالمدير العام يستطيع التسديد لان راتبه كبير وقرضه ايضا كبير ،وانا اابقى اتنقل من جحر الى اخر بلا غطاء ،سأذهب في كل مذهب الم اكن عراقيا ،الم اعمل باخلاص ،ما الذي يميز هؤلاء وكم هم هل سيعطون الذي يمتلك الكثير ويمنعون الخالي الذي لايمتلك شيئا ،وماذا سأقول لابنائي ان بلدكم الذي تعيشون فيه استكثر عليكم دارا صغيرة وعيشة تشبه عيشة الآدميين .



#محمد_الذهبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دخان وحجارة
- الفصل السابع
- احجيات بلا حلول
- ثقوب
- انا وقدحي
- الذباب الازرق
- مفهوم التوافق واثره في اجهاض الديمقراطية
- قرب النافذة
- رائحة الارض
- ابن الحرب
- مايتركه الماضي للحاضر
- صمت العربات
- كوة
- قمة وزيارة
- هذا الذي لا اعرفه
- متسع من الامكنة
- عند حافات موته تنمو الاعشاب
- حساب الريح
- فوضى الاحجار والشعراء
- يا آخر العنقود


المزيد.....




- من الحرب العالمية الثانية.. العثور على بقايا 7 من المحاربين ...
- ظهور الرهينة الإسرائيلي-الأمريكي غولدبرغ بولين في فيديو جديد ...
- بايدن بوقع قانون المساعدة العسكرية لأوكرانيا وإسرائيل ويتعهد ...
- -قبل عملية رفح-.. موقع عبري يتحدث عن سماح إسرائيل لوفدين دول ...
- إسرائيل تعلن تصفية -نصف- قادة حزب الله وتشن عملية هجومية في ...
- ماذا يدخن سوناك؟.. مجلة بريطانية تهاجم رئيس الوزراء وسط فوضى ...
- وزير الخارجية الأوكراني يقارن بين إنجازات روسيا والغرب في مج ...
- الحوثيون يؤكدون فشل تحالف البحر الأحمر
- النيجر تعرب عن رغبتها في شراء أسلحة من روسيا
- كيف يؤثر فقدان الوزن على الشعر والبشرة؟


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد الذهبي - قرض سكني لغير المستحقين