أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مثنى كاظم صادق - شباب اليوم والانتماء للأحزاب














المزيد.....

شباب اليوم والانتماء للأحزاب


مثنى كاظم صادق

الحوار المتمدن-العدد: 2751 - 2009 / 8 / 27 - 05:38
المحور: المجتمع المدني
    


لا تزال الأحزاب منذ أن ظهرت في العراق إبان العهد الملكي , وانصهارها في حزب واحد حكم العراق في العقود السابقة بالنار والحديد , أقول لا تزال هذه الأحزاب بآيدلوجيتها المتنوعة , تؤدي دورا تقليديا رتيبا في السياسة العراقية ولاسيما في انتعاشها مجددا بعد سقوط الحاكم الذي قمعها طيلة عقود طويلة ونكل بمنتميها وعوائلهم شر تنكيل , وبأثر رجعي , وهذا الدور التقليدي بمستواه العام , تمظهر من خلال فتح المكاتب لهم في كل المحافظات والأقضية وإصدار جريدة ناطقة بلسان حالهم , والسؤال هل الحزب أو الكيان السياسي , عبارة عن مكتب وجريدة ؟ أم أن همه وشغله الشاغل تجديد دمه وأفكاره بانتماء الشباب له واستقطابهم إليه ليس لبغية تعيينه هنا أو هناك , بل لغاية أكبر وأهم هو إيمان عقائدي بهذا الحزب أو ذاك , من يتتبع الحركة الحزبية في العراق في العقود المنصرمة تجد أن الشاب العراقي فيما سبق ( رومانسي مؤدلج ) فهو بالنتيجة عاشق لحبيبة ما ويسمع من أجلها عبد الحليم حافظ , ومتحزب بآيدلوجية قد آمن بها من دون مقابل سواء كانت هذه الآيدلوجيا الحزبية يسارية أم يمينية أم إسلامية , فنجد منهم الشيوعي والبعثي والإسلامي , وفي ضوء ذلك وعندما سيطر حزب البعث على السلطة , بدأ بسياسة القمع لهذه الأحزاب وطردها إلى الخارج بحجج شتى , الغاية منها جعل الشعب العراقي كله منتميا له , حتى أصبحت كلمة الحاكم السابق ( العراقيون بعثيون وإن لم ينتموا ) هي الواقع المعاش , فحتى الفلاح البسيط , وصلته استمارة الكسب الحزبي , وأصبح بعثيا , وربما أصبح بعد سنوات في موقع المسؤولية , يأمر وينهى , وهو لربما لا يعرف شيئا عن حزب البعث سوى أساسيات بسيطة , فقد أصبح الحزب والتحزب والثقافة الحزبية , هي الشغل الشاغل للعراقيين , بل أن حضور الأجتماعات , بمواعيدها المنصوصة هي من المقدسات الواجب عملها , فضلا عن الخفارات وما إلى ذلك من المهام , حتى مل البعثيون أنفسهم من كثرة الضغوطات الحزبية في ظل الحصار ولهاث الكثير منهم لتوفير لقمة العيش والقوت اليومي للعائلة , وبعد السقوط أتت الأحزاب من جديد , وفتحت مقراتها , إلا أن جيل الشباب بدا غير جاد في الإنتماء إليها وهذه ظاهرة , فالملاحظ أن معظم مقرات الأحزاب بمنتسبيها بل حتى القادة السياسيين في هذه الأحزاب من كبار السن و لربما بموت هؤلاء ستنتهي كثير من الأحزاب ؛ لعدم التجديد بطاقات شبابية وأفكار تتماشى مع العصر الجديد , وهذا الأعراض من الغرابة بمكان ؛ لأن الناس ينتخبون ممثلهم في هذا الحزب أو ذاك , أو ينتخبون هذا الحزب , إلا أنهم يعرضون عن التسجيل فيه , ومن أسباب ذلك هو الخوف من المستقبل , ولاسيما أن الذاكرة الجماعية تحتوي على صور كثيرة للتعذيب والتنكيل والمعاقبات الجماعية , لشباب ليس ذنبهم سوى أنهم انظموا إلى هذا الحزب أو ذاك , فضلا عن عدم تقدم ألأحزاب إلى الناس وترغيبهم بالانتماء إليهم عن طريق الكسب الحزبي ولاسيما طبقة الشباب , ولم تعي الأحزاب أهمية الشباب فيها الشباب الذي يجيد الحاسوب والنت ويحمل معه شهادة عالية فضلا عن أنه يمثل الثقافة الجديدة في البلد , والتي تساهم في البناء وديمومة الفكر في هذا الحزب أو ذلك الكيان أو تلك المؤسسة فشباب اليوم ( واقعي عملي ) , وعليه نجد الكثير من أبناء الشهداء , شهداء هذه الأحزاب الذين قضوا نحبهم في سجون ومعتقلات التعذيب وأعواد المشانق , من أجل ( المباديء والقيم ) لم يواصلوا مسيرة آبائهم , كما يجري العرف والعادة , بل هم ليسوا ميالين إلى أحزاب آبائهم وكنت أتوقع أن أبناء ( المعدومين ) من النظام السابق سيشكلون لبنة جديدة في الأحزاب المتعددة الاتجاهات والمشارب , ولاسيما أن جلهم من حملة الشهادات , ويمكن الإعتماد عليهم إذا وجهوا الوجهة الصحيحة , لكن أملهم قد خاب عندما رأوا هذه الأحزاب تعرض عنهم وعن عوائلهم , وتحتظن الذين نكلوا بالشهداء وكتبوا عنهم التقارير من المخبرين , ليمارس هؤلاء المخبرون وكتاب التقارير العمل الحزبي الجديد مع أحزاب كانوا في السابق يكتبون التقارير ضدها وضد من يشتبه بالإنظمام إليها , بل أن أبناء الشهداء الذين لا يعرفون من آبائهم سوى الصور المعلقة على الحائط لم يسلموا من المضايقات الأمنية والحزبية والأستفسارات والتي تصدر عن هؤلاء . إن الشباب مقياس حيوية الأحزاب ؛ لأنهم يعيشون الأفكار بكل معانيها المتجددة , فهم الوحيدون القادرون على التعبير والتغيير وفقا لمتطلبات الواقع المعاش , وهم ألأقدر على العطاء , فضلا عن أن الطبقة الشابة هي الأقل تأثرا بالأفكار السابقة ومعتقدات العهد السابق , لأنهم لم يتأثروا بما تأثر به الغير في عقلهم اللاشعوري , فلديهم شعور عال في الوعي بالذات والوعي بالجماعة , ولا قيمة عند الشباب إلى المباديء الحزبية والشعارات الملونة المنمقة المثالية إلا إذا انتقلت إلى حيز التطبيق , ولا تطبيق بدون احتظان الطبقة الشابة ؛ لأنه من العسير على الطبقة الشابة أن تتقبل ثقافة حزبية ما مرتبطة في عقلها بسياسة التهميش المتعمد لطبقتهم المهمة , وسياسة عدم التجديد والتبديل بالقيادات الحزبية الكلاسيكية بقيادات شابة لها عمق فكري ثقافي رصين يتجدد بتجدد العصر لكي لا يبقى ( أسيادنا في الجاهلية أسيادنا في الإسلام ) .



#مثنى_كاظم_صادق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجاحظ وصورة الآخر في كتاب البخلاء
- شباب اليوم والإنتماء للأحزاب
- نعيش نعيش ليحيا الوطن
- نفط العرب للعرب والغاز للكاكات
- الوجه الاخر للمرأة
- المراة نصف المجتمع وشوية اكثر
- لماذا لايوجد نبي سويدي ؟
- ظاهرة تحريم الكتب والروايات
- ليس للشعر امير
- قصص من العراق
- ماهكذا تورد الابل يانور الشريف
- نصوص مخلة بالشرف او بالملون والعادي
- هوشي ماشي
- النفط مقابل الاستنساخ
- دموع المرأة
- امران احلاهما مر
- النثر ديوان العرب كما الشعر ايضا
- قصص قصيرة جدا
- الامية الثقافية اخطر من الأمية الأبجدية
- العراقي العراقي والعراقي الأوربي


المزيد.....




- اليونيسف تُطالب بوقف الحرب الإسرائيلية على لبنان: طفل واحد ع ...
- حظر الأونروا: بروكسل تلوّح بمراجعة اتفاقية الشراكة مع إسرائي ...
- الأمم المتحدة: إسرائيل قصفت الإمدادات الطبية إلى مستشفى كمال ...
- برلين تغلق القنصليات الإيرانية على أراضيها بعد إعدام طهران م ...
- حظر الأونروا: بروكسل تلوّح بإلغاء اتفاقية الشراكة مع إسرائيل ...
- الأونروا تحذر: حظرنا يعني الحكم بإعدام غزة.. ولم نتلق إخطارا ...
- الجامعة العربية تدين قرار حظر الأونروا: إسرائيل تعمل على إلغ ...
- شاهد بماذا إتهمت منظمة العفو الدولية قوات الدعم السريع؟
- صندوق الامم المتحدة للسكان: توقف آخر وحدة عناية مركزة لحيثي ...
- صندوق الامم المتحدة للسكان: توقف آخر وحدة عناية مركزة لحديثي ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مثنى كاظم صادق - شباب اليوم والانتماء للأحزاب