أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - امال الحسين - المادية و دحض الفكر الإنتهازي التحريفي الجزء 7















المزيد.....

المادية و دحض الفكر الإنتهازي التحريفي الجزء 7


امال الحسين
كاتب وباحث.

(Lahoucine Amal)


الحوار المتمدن-العدد: 2753 - 2009 / 8 / 29 - 07:29
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


إن نشأة الطبقة العاملة لم تحدث فجأة واحدة بل هي حصيلة الصراع المرير ضد سيطرة الإقطاع على الفلاحين الفقراء الذي دام عدة قرون عبر مراحل تاريخية ، أولا من خلال نضال الطبقة العاملة و الفلاحين الفقراء ضد استبداد الإقطاع ، ثانيا بالصراع بين مفاهيم البرجوازية و مصالح الإقطاع لتحقيق الثورة البورجوازية ، ثالثا عبر الصراع بين العمل و الرأسمال و بين الطبقة العاملة و الطبقة البرجوازية في ظل الدولة البورجوازية ، و تعرف أوضاع الطبقة العاملة اليوم في ظل التحولات السياسية و الإقتصادية بعد انهيار المنتظم الإشتراكي تدهورا خطيرا في اتجاه ضرب جميع المكتسبات التاريخية التي حققتها عبر الصراع الطبقي ، و ساهم في ذلك الهجوم الشرس على الحركة الإجتماعية و المعرفية الإشتراكية من طرف الطبقة البرجوازية و الإنتهازية التحريفية ، و مازال الصراع قائما و سيبقى كذلك ما دامت الفوارق الطبقية و الإجتماعية قائمة وهي آخذة في التعمق في ظل سيطرة الرأسمالية الإمبريالية ، نتيجة سيطرة البرجوازية على السلطة السياسية و الإقتصادية و هيمنة إديولوجيتها على الحركة الإجتماعية و المعرفية السائدة في المجتمعات الرأسمالية و بسط السياسات الإقتصادية الإستعمارية على الشعوب بالقوة العسكرية ، و يتم تمرير سياساتها التبعية عبر الأنظمة الرجعية الحاكمة في البلدان التي تم نهب خيراتها و تفقير شعوبها خلال مرحلة الإستعمار المباشر و التي انتقلت فيها السلطة السياسية إلى تحالف الإقطاع و الكومبرادور ، من أجل حماية مصالح الرأسمالية الإمبريالية لضمان تدفق المال لتنمية الرأسمال المالي بتوجيه اقتصادياتها في اتجاه تصدير الخيرات الطبيعية إلى الدول الإمبريالية و استيراد المنتوجات الصناعية ، و سقطت الطبقة العاملة في الدول التابعة في عبودية الرأسمال المالي الذي يتم توظيفه لتعميق الإستعمار الإقتصادي بهذه الدول باستغلال المشاريع الكبرى في المجال الصناعي و الفلاحي بأقل تكلفة في الإنتاج.
و هكذا مرت الطبقة العاملة بعدة مراحل تاريخية قبل أن تصبح فيما هي عليه اليوم بدءا بنشأتها خلال مرحلة العمل الحرفي اليدوي الذي استمر لعشرات القرون ، لم يكن فيها ممكنا التمييز بين العامل و مالك ورشة العمل إلا في حصاد الربح من طرف هذا الأخير ، لكون النظام السائد نظاما إقطاعية سادت فيه العبودية و استرقاق العمال و العاملات بالمزارع و الضيعات بينما الورشات الحرفية تعرف استقلالية نسبية عن الإقطاع الذي يستثمرها في توفير وسائل الإنتاج الإقطاعية ، و لم يتم بروز الطبقة العاملة إلا عندما تراكمت الأرباح في يد أصحاب ورشات العمل الذين ارتقوا إلى طبقة عليا تستغل قوة عمال الحرفيين إلى جانب استغلال الطبقة الإقطاعية للفلاحين الفقراء و العاملات و العمال الزراعيين و تراكم الإموال في أيدي الإقطاع و الكومبرادور بعد ظهور الوسطاء التجاريين لترويج فائض المنتوجات الفلاحية و ظهور الرأسمال التجاري ، و ظهرت الإرهاسات الأولى للرأسمال الصناعي فيما يسمى بالمانيفكتورات في القرن 14 بتحويل الورشات إلى معامل بعد اكتشاف الآلة و تطور الرأسمال التجار و بروز الرأسمالية التنافسية ، و لم يتم بروز الطبقة العاملة كقوة اجتماعية إلا عندما طرأ تحول كمي في المجتمعات الإقطاعية مع تطور التقنية الصناعية و ظهور الآلات العصرية التي أحدثت تحولا كيفيا في هذه المجتمعات ، عبر تطور وسائل الإنتاج التي أحدثت تحولا ملموسا في علاقات الإنتاج و بروز مفاهيم البرجوازية التي تدعو إلى تحرر الطبقة العاملة من قيود العبودية ، و لم يتحقق ذلك التحول الكيفي إلا بعد إنجاز الثورات الإجتماعية البرجوازية الثلاث في إنجلترا و أمريكا و فرنسا ثم في باقي العالم الغربي فيما بعد و التي لعبت فيها الطبقة العاملة دورا أساسيا في إنجاحها ، و يبقى الخاسر الأول هو الطبقة العاملة التي انتقلت من عبودية الإقطاع إلى عبودية الرأسمال و المستفيد الأول هو البورجوازية التي انقضت على السلطة السياسية و الإقتصادية و العسكرية و سيطرت على الحكم في ظل الدولة البورجوازية التي يتم فيها استغلال قوة عمل الطبقة العاملة.
كان لانتصار مفاهيم البرجوازية على مصالح الإقطاع أثر كبير في بروز الطبقة العاملة التي ساهمت في إنجاح الثورات البورجوازية الثلاث بشكل فعال ، حيث كانت دائما في الصفوف الأولى للحركات الإجتماعية التي أطاحت بالأنظمة الفيودالية و التي حلت محلها الأنظمة الرأسمالية ، و لم تكن تعرف الطبقة العاملة أن الطبقة البورجوازية ستصبح نقيضها التاريخي الذي سيستغل نضالاتها خلال الثورات الثلاث بعد السيطرة على السلطة السياسية و الإقتصادية و العسكرية ، و لم تكن تعرف أن الطبقة البرجوازية ستقودها إلى الحروب الإمبريالية بأوربا و الحروب اللصوصية في المستعمرات بآسيا و أفريقيا لضرب مصالح شعوبها و استغلال ثرواتها ، و لم تكن تعرف أن النظام الرأسمالي سيصبح أكثر عدوانية ضد مصالحها و أكثر استعبادا لها باستغلال قوة عملها و نهب خيرات شعوبها ، فأصبحت الحشود الهائلة من العاملات و العمال داخل المعامل تكدح من أجل الإنتاج الوفير الذي يذر أرباحا طائلة على الطبقة البرجوازية التي تملك وسائل الإنتاج و تسيطر على الرأسمال ، فأصبح بذلك العمل ذو صفة اجتماعية بما توفره الطبقة العاملة من حركة اجتماعية داخل المعامل و المصانع لضمان وفرة الإنتاج و استمراريته بينما وسائل الإنتاج ذات الصفة الخاصة الرأسمالية في يد أقلية قليلة من البرجوازيين ، و تعرضت الطبقة العاملة لاستغلال الطبقة البرجوازية قبل بروز الحركة الإجتماعية و المعرفية الإشتراكية و بروز التناقضات الأساسية بين الرأسمال و العمل و بين الطبقة العاملة و الطبقة البرجوازية ، و كان لحلول النظام الرأسمالي مكان النظام الإقطاعي أثر كبير على تكثيف استغلال للطبقة العاملة و حرمانها من الحريات الفردية التي بدونها لا يمكن للرأسمالية أن تعرف الطريق إلى التطور و الإستمرارية ، إذ إن حاجة الرأسمال إلى طبقة عاملة ذات مستوى ثقافي يؤهلها لاستعمال التقنية الحديثة أوجبت توفير شروط الإستغلال الرأسمالي باسم الحريات الفردية و الجماعية و التي لم تتحقق يوما لدى الطبقة العاملة ، و كان لبروز التحول الكمي الهائل لوسائل الإنتاج أثر كبير في إبراز التحول الكيفي في شروط الحياة المادية للمجتمعات الرأسمالية لضمان تطور الرأسمالية و استمراريتها ، فكان لابد من التحرر من قيود العبودية الإقطاعية لتلطيف الإستغلال البشع للطبقة العاملة و نهب الثروات الطبيعية و تدمير البيئة من طرف الطبقة البرجوازية ، و هكذا عرف الرأسمال و العمل تناقضات أساسية لا يمكن حلها إلا بحل التناقض الأساسي بين الطبقة العاملة و الطبقة البرجوازية و بالتالي حل التناقض الأساسي بين صفة الملكية الخاصة الرأسمالية لوسائل الإنتاج و الصفة الإجتماعية للعمل ، فكان لابد من استمرار الصراع بين الطبقتين المتناقضتين في ظل النظام الرأسمالي باعتباره نظاما تناحريا تنتفي فيه المساواة في توزيع العمل و الثروات الطبيعية و الإنتاجية بين الطبقة العاملة و الطبقة البرجوازية .
إن الحركة العمالية ضد الإستغلال البشع الذي تتعرض له عبر نضالاتنا ضد البورجوازية قد أحرزت مكتسبات تاريخية على مستوى الحقوق الإقتصادية و الإجتماعية ، بدءا بحرية التنظيم في المنظمات النقابية الجماهيرية للعمال للدفاع عن حقوقها المشروعة و انتهاء بالسيطرة على المعامل و المصانع و تسييرها في الأنظمة الإشتراكية ، ففي الأنظمة الرأسمالية تم فرض النضال الإقتصادي من أجل انتزاع ما يمكن انتزاعه من المكتسبات في أفق السيطرة المطلقة على وسائل الإنتاج ، فكان لابد من الصراع بين الطبقة العاملة و الطبقة البرجوازية في ظل الأنظمة الديمقراطية الليبرالية الغربية بعد الإعتراف النسبي بالحقوق المدنية و السياسية التي تعتبر الحقوق الفردية و التي تكرس المفهوم الرأسمالي للحقوق ، فبتركيز الأنظمة الرأسمالية بالدول الغربية تم تضييق الخناق حولها من طرف الطبقة العاملة عبر مطالبها المشروعة بعد بروز الحركة النقابية الديمقراطية ، و لم يكن أمام الطبقة البرجوازية إلا اللجوء إلى استعمار بلدان أفريقيا و آسيا كحل ظرفي لأزمة الرأسمالية من أجل تحقيق رفاهية نسبية لشعوبها على حساب استغلال شعوب و ثروات المستعمرات و برزت الأروستقراطية العمالية بالدول الرأسمالية ، و لمواجهة الحركة الإجتماعية و المعرفية الإشتراكية كان لابد للبورجوازية من التنازل نسبيا عن الحقوق الإقتصادية و الإجتماعية كحل ظرفي لتجاوز الصراع مع الطبقة العاملة بالدول الأوربية التي تتميز عن غيرها بمساهمتها الفعال في الثورات البورجوازية ، و طالب البورجوازية بالحقوق التي ناضلت من أجل خلال مرحلة الصراع ضد الإقطاع و كان لفائض الإنتاج الصناعي أثر كبير في تمكين الطبقة العاملة في هذه الدول من الإستفادة من الخدمات الإجتماعية ، و ذلك على حساب استغلال الطبقة العاملة الدول المستعمرة في آسيا و أفريقيا و اضطهاد شعوبها من طرف الرأسمال و استطاعت الرأسمالية الإستمرارية في ظل الإمبريالية في مرحلة الإحتكارات التي تلت مرحلة المنافسة.
إن التحول الكمي لوسائل الإنتاج يتنامى بشكل مستمر بفضل جهود الطبقة العاملة و على حساب قوة عملها التي توفر القيمة الزائدة على شكل أرباح طائلة في يد الطبقة البرجوازية التي تضمن تطور الرأسمالية و استمراريتها ، إلا أن النظام الرأسمالي يعيش تناقضات أساسية تلازمه و هي تبرز في كل مرحلة من المراحل التاريخية الحرجة على شكل أزمات مزمنة ، يحاول الرأسمال تصديرها إلى الخارج على شكل تناقضات ثانوية مستهدفا من خلاله ذلك ضرب مصالح الطبقة العاملة النقيض الأساسي للبورجوازية ، أولا عبر تحميلها أعباء أزمات الرأسمالية المزمنة بشكل مباشر و ترويج مفاهيم جديدة في مرحلة معينة من الأزمات كإعادة الهيكلة و الشراكة و النقابة المواطنة و المقاولة المواطنة و غيرها من المفاهيم البوجوازية ، و ثانيا بشكل غير مباشر بخلق صراعات ثانوية تزج بالطبقة العاملة في غياهبها للتخلص من نضالاتها كافتعال الحروب و النزاعات بين الشعوب من منطلقات إثنبة أو دينية ، مستهدفا خلق التناحر في صفوف الطبقة العاملة الذي يحول دون إبراز التناقض الأساسي بينها و بين الطبقة البرجوازية بغية تحميلها النتائج الكارثية للأزمات التي تلاحق الرأسمالية ، و قد أطلعنا التاريخ على محطات تاريخية أساسية تعتبر من نتائج الأزمات الخانقة للرأسمالية في صيغتها الإمبريالية و كان ذلك أثناء الحربين الإمبرياليتين الأولى و الثانية في القرن 20 ، اللتان لولاهما لما سنحت الفرصة للرأسمالية كي تعرف الطريق إلى التطور و الإستمرارية ، و برزت الرأسمالية الإمبريالية الأمريكية كمستفيد أول من هذه الأزمات على أنقاض جثث الطبقة العاملة قي هاتين الحربية و الحروب اللصوصية التي قاتتها فيما بعد ، و كان للبناء الإشتراكي في الإتحاد السوفييتي أثر كبير في تعميق تناقضات الرأسمالية الإمبريالية حيث جزء كبير من الشعوب خرجت عن السيطرة الإمبريالية ، مما خلق أزمة خانقة في الرأسمال الذي التجأ إلى تصفية تناقضاته الداخلية عبر بناء أنظمة فاشية أزاحت البورجوازية عن السلطة و أعلنت الحرب فيما بينها و الحرب على النظام الإشتراكي بالإتحاد السوفييتي بالخصوص ، و برهن النظام الإشتراكي في دولة واحد أنه باستطاعته خلق أزمة خانقة للرأسمال خاصة بدعمه لحركات التحرر الوطنية بالدول المستعمرة التي لم يكن أمام الإمبريالية إلا الإحتيال على الشعوب المستعمرة بإيهامها بالحرية شريطة دعمها في حربها ضد النظام الإشتراكي ، و وقعت الطبقة العاملة في فخ الإمبريالية التي قادتها إلى جبهات الحرب العالمية الثانية و الحروب اللصوصية في آسيا فيما بعد و قد ساهم الإقطاع و الكومبرادور في الدول المستعمرة في استغلال العمال و الفلاحين في الحرب ، هاتين الطبقتين اللتان ستستلم السلطة في هذه الدولة بعد الإستقلال الشكلي بتعاون مع البوجوازية الصغيرة في الإحزاب البورجوازية التي استغلت حركات التحرر الوطنية و تصفيتها فيما بعد، و كان لكارثة الحرب الأمبريالية الثانية أثر كبير في بروز المنتظم الإشتراكي كقوة اقتصادية و عسكرية إلا أن هذه القوة أنهكتها الحرب إلا أنها ساهمت في بروز مكتسبات تاريخية للطبقة العاملة في الدول الغربية ، حيث اضطرت الإمبريالية إلى العدول عن استغلالها البشع للطبقة العاملة بعد صدور "الإعلان العالمي لحقوق الإنسان" التي تسعى من ورائه إلى تخفيف حدة الصراع بين الطبقة العاملة و البورجوازية حتى تستغل مزيدا من الوقت لاسترجاع قواها ، و برزت الإمبريالية الأمريكية في الواجهة باعتبارها المستفيد الأول و الأخير في هذه الحرب التي لم تمس أراضيها و لا اقتصادها الذي انتعش خلال الحرب و حقق أرباحا هائلة و طفرة علمية لا يوازيها إلا الطفرة العلمية بالإتحاد السوفياتي كقوة اقتصادية جديدة مناقضة للرأسمالية الإمبريالية ، و كان لإعادة تقسيم العمل في العالم أثر كبير في سقوط الإمبرياليات التقليدية بأوربا في أحضان الإمبريالية الأمريكية التي أصبحت زعيمة الإمبريالية العالمية و خاصة بعد فقدانها لكل المستعمرات التي كانت تستغلها بشكل مباشر و التي تعتبر صمام أمان أزماتها ، و لم يبق أمام الإمبريالية الأمريكية إلا استمرار الحرب اللصوصية في جيوب المنتظم الإشتراكي خاصة بعد انتصارات الثورة الصينية بقيادة الرفيق ماو تسي تونغ ز كان الغاية منها هو إضعاف المنتظم الإشتراكي ، و لم يتم تحقيق ذلك إلا عندما إلا عند اغتيال الرفيق ستالين و تسلل زمرة خروتشوف إلى السلطة و دخولها فيما يسمى ما يسمى بالحرب الباردة بين المنتظم الشرقي الإشتراكي و المنتظم الغربي الرأسمالي ، و ذلك من أجل إشعال الحرب الإيديولوجية ضد الإتحاد السوفييتي بإقحام الدول الرأسمالية الغربية في صراع دائم ضد الحركة الإجتماعية و المعرفية الإشتراكية ، و بالتالي إقحام الأنظمة الرجعية بالدول التابعة لها في هذا الصراع لضرب الحركة الإشتراكية نقيض الإمبريالية من جهة و ثانية لتكبيل الحركة العمالية و استغلال خيرات البلدان الفقيرة للحفاظ على مكانة الإمبريالية الأمريكية كقائدة للمنتظم الغربي الرأسمالي الإمبريالي .
و في كل مرحلة من مراحل الهيمنة الرأسمالية يطرح مستوى من الحقوقالعمالية الذي يجب فتح النضال من أجله منذ استيلاء الطبقة البرجوازية على السلطة السياسية و الإقتصادية و العسكرية ، و كان لابد أولا من النضال من أجل الحقوق الفردية / السياسية و المدنية التي تضمن الديمقراطية و حرية التنظيم النقابي ، من أجل الدفاع عن المكتسبات التاريخية للطبقة العاملة بعد الثورات البرجوازية التي ساهمت في إنجاحها الطبقة العاملة بشكل كبير ، و مع تنامي الرأسمالية الإحتكارية و استغلال الطبقة العاملة من أجل مزيد من الربح لصالح الطبقة البرجوازية التي تنكرت لدور الطبقة العاملة في إسقاط الأنظمة الفيودالية كان لابد من طرح الحقوق الإقتصادية و الإجتماعية كأولويات ، فبرزت الحركة الإجتماعيبة و المعرفية الإشتراكية بنشر مفاهيم الإشتراكية تأسيسا للصراع الطبقي ضد طغيان البورجوازية بعد أن تبين أنها نقيض الطبقة العاملة ، و لم يتحقق ذلك إلا مع نجاح الثورة البولشيفية و بروز التناقض الأساسي بين الطبقة العاملة و الطبقة البرجوازية ، بين الرأسمال و العمل ، بين علاقات الإنتاج البائدة و القوى المنتجة الجديدة ، بين الطبقات الشعبية و الطبقات المسيطرة على السلطة السياسية و الإقتصادية ، و في ظل هذا التناقض الأساسي يستمر تطور وسائل الإنتاج و تكديس الأموال في أيدي البورجوازية و نهب خيرات الشعوب و تفقير الطبقات الشعبية و على رأسها الطبقة العاملة و الفلاحون الفقراء .
و يقول ستالين :" ... هنا لم يعد تمة عمل مشترك حر يقوم به جميع أعضاء المجتمع خلال عملية الإنتاج ، هنا ساد عمل العبيد القسري ، هؤلاء العبيد الذين يستثمرهم السادة العاطلون . و هكذا لم تبق تمة ملكية مشتركة لوسائل الإنتاج و لا للمنتوجات . فقد حلت محلها الملكية الخاصة."
و برزت أمريكا باعتبارها قائدة الإمبريالية و برزت فظاعة الرأسمال المالي المسيطر على الأسواق العالمية و لم يسلم من استغلالها الطبقة العاملة خارج أمريكا و لا داخلها ، و تبين إحصائيات الإستثمار الرأسمالي بأن % 1 من سكان أمريكا يسيطر على خيرات البلاد بينما أكثر من 3/2 سكانها يعيش فقرا مدقعا ، و يسيطر 2,7 مليون من سكانها الذين يمثلون الطبقة البورجوازية على الموارد المالية التي تقاس بمئات التريليونات دولار ، و تبقى 100 مليون نسمة تحت عتبة الفقر و يمثلون الطبقات المسحوقة ، بينما 167 مليون يتأرجحون بين الطبقات الفقيرة و الطبقات الوسطى و في كل يوم يزداد عدد الفقراء بأمريكا ، هكذا تدوس الرأسمالية الإمبريالية كل الحقوق ضاربة عرض الحائط جميع القوانين و المواثيق الدولية التي وضعتها البورجوازية نفسها ، إن استمرار استغلال الطبقة البرجوازية للطبقات الشعبية لأزيد من خمسة قرون و فشل التجارب الإشتراكية بروسيا و شرق أوربا بعد سقوط المنتظم الشرقي في أواخر الثمانينات ، فتح المجال أمام الأنظمة الرأسمالية الإمبريالية لمزيد من السيطرة السياسية و الإقتصادية و الهيمنة الإيديولوجية ، فخلال المراحل التي مرت بها الرأسمالية بعد مرحلة البناء منذ بروز المانيفكتورات مرورا بالرأسمالية التنافسية فالإحتكارية / الإمبريالية تم تكديس الأموال في أيدي أقلية برجوازية التي سيطرت على وسائل الإنتاج ، التي عرفت تطورا هائلا عبر التقدم التيكنولوجي خاصة بعد بروز علوم الإعلاميات التي ساهمت بشكل كبير في إعطاء الرأسمالية الإمبريالية نفسا كبيرا من أجل تخطي أزماتها نسبيا ، و تم نهب خيرات المنتظم الإشتراكي مما ساهم في ذر الأموال الطائلة على البنوك الأمريكية ليظهر في سطح المستنقع الرأسمالي الإمبريالي بأمريكا تطور هائل .

تارودانت في : 25 غشت 2009

امال الحسين




#امال_الحسين (هاشتاغ)       Lahoucine_Amal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المادية و دحض الفكر الإنتهازي التحريفي الجزء5
- المادية و دحض الفكر الإنتهازي التحريفي الجزء4
- المادية و دحض الفكر الإنتهازي التحريفي الجزء 3
- المادية و دحض الفكر الإنتهازي التحريفي الجزء 2
- المادية و دحض الفكر الإنتهازي التحريفي الجزء 1
- التشكيلة الإجتماعية بسوس العليا /تالوين بالمغرب
- النضال الطبقي للفلاحين الفقراء بأولوز ضد الإقطاع و الكومبراد ...
- من كولومنا إلى جبل بوعلام بإفني أيت بعمران 20 ألف متظاهرة و ...
- التلويح بتهمة التجمهر في الشارع العمومي بدون ترخيص لقمع الأص ...
- منظور حزب النهج الديمقراطي من الأمازيغية و الصراع الطبقي 3
- منظور حزب النهج الديمقراطي من الأمازيغية و الصراع الطبقي 2
- منظور حزب النهج الديمقراطي من الأمازيغية و الصراع الطبقي 1
- الرأسمالية الإمبريالية و النضال الطبقي بسوس بالمغرب
- المؤتمر الإستثنائي لحزب النهج الديمقراطي و مفهوم المقدس
- الحركة الطلابية المغربية على ضوء الأحداث الجامعية الأخيرة 4
- مفهوم الفاشية من منظور أدبيات منظمة إلى الأمام
- الحركة الطلابية المغربية على ضوء الأحداث الأخيرة 3
- الحركة الطلابية المغربية على ضوء الأحداث الجامعية الأخيرة 2
- الأمازيغية و الصراع الطبقي
- الحركة الطلابية المغربية على ضوء الأحداث الجامعية الأخيرة


المزيد.....




- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...
- للمرة الخامسة.. تجديد حبس عاملي غزل المحلة لمدة 15 يوما
- اعتقال ناشطات لتنديدهن باغتصاب النساء في غزة والسودان من أما ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - امال الحسين - المادية و دحض الفكر الإنتهازي التحريفي الجزء 7