أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ميرآل بروردا - المعارضة السورية: شعبٌيترقب و تاريخٌ لن يرحم .. (2)















المزيد.....

المعارضة السورية: شعبٌيترقب و تاريخٌ لن يرحم .. (2)


ميرآل بروردا

الحوار المتمدن-العدد: 2749 - 2009 / 8 / 25 - 07:32
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


إن مجمل ما أفرزته الحرب على الإرهاب و التغير الواضح في السياسة العالمية باتخاذها منحى الحفاظ على حقوق الإنسان كمنطلق أساس في سن الشرعة العالمية و فرضها كضرورة لخروج الشعوب الرازخة تحت نير الاستبداد و التنكيل و أزمة الغلاء العالمية التي تعصف بأوسع شرائح الشعوب الشرقية و تأثيرات الكينونة و اجتياح العولمة لكل بيت شرقي عبر تطور وسائل الاتصال و الثورة التقنية المحدثة أثرت على شعوب الشرق خاصة في الدول التي تعادي الديمقراطية ذوات النظم الشمولية و دفعت بالقوى الجنينية للمعارضة إلى الولادة بعضها بشكل سليم – نوعاً ما – حقق مكتسباته المنشودة في المستوى الأدنى كما في الحالة العراقية و الأفغانية..!؟


و البعض الآخر استدعى ولادات قيصرية في ظل التدخلات الإقليمية التي كانت تمنعها كما في الحالة اللبنانية و البعض الآخر ولد ضعيفاً مشوهاً كما في الحالة السورية رغم وجود معارضة سابقة متجذرة في مرحلة ثلاثية من النشوء ذكرناها في الجزء الأول من هذا البحث.


إن الفشل الذريع لنظام البعث في عهد الأسد الابن – بشار – في تعاطيه و تعامله مع المعطيات و المستجدات الآنفة الذكر و سلسلة الأخطاء التي ارتكبها جاعلاً من هيبة الدولة السورية مهزلةً أمام المجتمع الدولي عبر قرارات الأمم المتحدة فيما يتعلق باغتيال رفيق الحريري و التدخل السافر في الشأن اللبناني و إصراره على دعم الحركات الإرهابية و منظماته في العراق في محاولة لإبعاد شبح الديمقراطية عن سورية و ضرب استقرار العراق و الحفاظ على تدهور الوضع الفلسطيني بدعم الحركات الإسلامية فيه ، وضع سورية في عزلة دولية و عربية خاصة بمراهنته الخاسرة على الورقة الإيرانية المنبوذة .


كما أن استمراره بالتفرد بالسلطة و استنزاف الخيرات البشرية و الوطنية السورية و السياسات الرعناء بحق مواطنيه عرباً و كورداً و تأليب مكونات الشعب السوري بعضها ضد بعض بإثارة النعرات الطائفية و العنصرية و الإبقاء على حالة الطوارئ و الأحكام العرفية كشرعة و حجة يقتص بها من كل من تدفعه صرخة أبناءه جوعاً و فقراً و مذلة و مهانة لتزجه في ظلمة السجون و أقبية الأجهزة الأمنية السيئة الصيت ..


دفعت بالمعارضة السورية إلى مرحلة جديدة من نضالها فازدادت النقمة و كثرت التوجهات لإيجاد الحل و إنقاذ البلاد في ظروف هيئ لها النظام نفسه دون أن يدري من أين في وقت وضع نفسه في قفص الاتهام أمام المحاكم الدولية و عبر عزلة عربية و دولية و عداء مع القطب الأوحد – أمريكا – لكن و رغم كل ما تهيء للمعارضة السورية لم تستطع النهوض بواجبها المرحلي و فرض نفسها على المجتمع الدولي و الداخل السوري المترقب للتغير فبقيت معارضة اتسمت بأديولوجيات عفى عليها الزمان و اتخذت صفات النزاع الشخصي على دفة الحكم بشكل فردي لا أعتقد أنه سيختلف كثيراُ عما هو قائم الآن فتشابهت الشعارات المعارضة مع الشعارات السلطوية عبر اعتبار الإرهاب في العراق مقاومة مشروعة و حزب الله وصياً على لبنان و التوافق مع النظام حول العديد من القضايا الدولية و الإقليمية خاصة فيما يتعلق بالموقف التركي من إقليم كوردستان العراق و الخشية المتجذرة من قيام دولة كوردية في الشرق الأوسط علماً أن الكورد في سورية بحركتهم – المترهلة نسبياً – جزء أساس من هذه المعارضة ...!!؟


إن ما يجمع المعارضة من قضايا أقل بكثير مما يفرقها فهي تتفق على تغيير النظام لكنها تختلف حول الطريق التي ستؤدي إلى هذا التغيير فالبعض يراه دون تدخل الخارج و الآخر يراه ملزماً بالتعاون مع الخارج – خاصة الولايات المتحدة – البعيدة عن جو الحراك المعارض في سورية نظراً لضعف هذه المعارضة و موقفها المتخلخل حول النهوض و إيجاد برامج عملية ديناميكية تسنتد بالأساس إلى الشرعة الدولية و حقوق الإنسان خاصة فيما يتعلق بطبيعة النظام المقبل للنشوء كون البعض المعارض يراه سلطة شمولية و البعض الآخر يراه حكماً إسلامياً لن يتوافق مطلقاً مع طبيعة المكون السوري المتعدد الأثينيات و المعتقدات و الأديان و البعض الآخر يراه نظاماً ليبرالياً ديمقراطياً مما يدفع بالموقف إلى مزيد من التعقيد ...


إن الحالة العراقية باختلاف مكوناتها و آفاقها أوجبت ولادة النظام الفيدرالي كونه الحل في المستوى الأدنى لاستقرار العراق و البدء في انطلاقة شعوبه و مكوناته إلى الحياة بمختلف حالاتها على الرغم من العراقيل العديدة التي أوجدها طبيعة مجلس النواب و التحالفات و التكتلات إضافة إلى استمرار الميراث الصدامي البائد في محاولة إستعادة أمجاد امبراطورية الظلام بدعم مباشر و غير مباشر من دول الجوار و لعل سياسة الإنسان المقهور تسيطر على مسيرة العقلية العراقية و تعرقل نموها و بالتالي تؤدي إلى لا استقرار هذا البلد ..


كلنا يعلم أن طبيعة المكون السوري تتشابه إن لم تتماثل مع المكون العراقي من حيث الشعوب و الأثينيات و الأديان و الطوائف والأفق المستقبلي لسورية يترتب عليه - برأيي الشخصي- استفادة الشعوب من تجارب الشعوب الأخرى كمخرجٍ من التقهقر و التأخر في تحقيق الغايات و باستمرار المعارضة السورية في اختلافاتها و خلافاتها الجمة و غياب برمجيات سياسية مرحلية و مستقبلية ملائمة للوضع السوري في ظل ترقب الشعب السوري للتغيير مع تزامن بدء النظام السوري القائم في تأسيس علاقات مع أوربا و البدء بالعمل في سبيل تصفية القضايا المتهم بها هذا النظام كعلامة خطر تهدد وجود المعارضة السورية و اغتيال فرصة التغيير التاريخية توجب الاسراع بعملية التكاتف و صياغة برامج تنقذ الوضع و لعل الاتفاق على دستور سوري مستمد من شرعة حقوق الإنسان و المواثيق العالمية المحافظة على كرامته و حقوقه و واجباته و حقها في تقرير مصيرها بنفسها حتى لو اضطر الأمر إلى إعلان قيام كيانات فيدرالية دون وجود المركز الشمولي المستبد و اعتماد صيغ التوافق في التصويت و الانتخاب ستؤمن للجميع حقوقهم مع التركيز على احترام الأقليات و اعتبار الوطن السوري وطناً للجميع يعترف بالجميع و ينقذ الجميع فالفرصة سانحة لكنها بدأت بمرحلة التلاشي و لتعلم المعارضة العزيزة أن التاريخ لن يرحم .....



#ميرآل_بروردا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعارضة السورية : شعبٌ يترقب و تاريخٌ لن يرحم ( 1)
- قراءاتٌ لزمن الضباب .. الحلقة ( 20)
- الحرية بين العقلية المؤامراتية و القولبة الفكرية ( 2-3-4-5)
- الحرية بين العقلية المؤامراتية و القولبة الفكرية ..(1/5)
- قراءاتٌ لزمن الضباب ( الحلقات 1-18)
- قراءاة لواقع العلاقات الكوردية - العربية و مستقبلها
- دراسة موجزة لتاريخ الكورد وكوردستان
- قراءة لزمن الضباب ..
- اليتيم ..!؟
- البلاء ..
- مكاشفاتٌ عمياء ..
- نسرين .. بوحٌ للريح
- هكاري .. فردوس الإله
- برفقةِعطر امرأة ...
- مدنٌ مهجورة ...
- الأبيل ...
- النزف الأخير ...


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ميرآل بروردا - المعارضة السورية: شعبٌيترقب و تاريخٌ لن يرحم .. (2)