أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - ميرآل بروردا - دراسة موجزة لتاريخ الكورد وكوردستان















المزيد.....



دراسة موجزة لتاريخ الكورد وكوردستان


ميرآل بروردا

الحوار المتمدن-العدد: 2698 - 2009 / 7 / 5 - 00:28
المحور: القضية الكردية
    


الجزء الأول
مقدمة :
التاريخ هو أكثر المجالات أساسية في حياة المثقف ,فكما يقول ابن الأثير الجزيري بدراسة الأحداث التاريخية والقصص القديمة " تتسع مدارك الأشخاص ويصبحون قادرين على التمييز بين الجيد والرديء والاطلاع على العيوب والنواقص والاعتبار منها كما إن الاطلاع على الثقافات القديمة يساعد على تفتح المدرك السياسية وهو مادة مسلية وممتعة .
ويؤكد شرف خان البدليسي على أن دراسة التاريخ سهلة وبسيطة وممتعة تبعد الإنسان المتعلم عن الخوف والوساوس .
وإننا كشعب لا دولة له بعد ويناضل من أجل ذلك فمن الضروري أن نتقن دراسة تاريخنا كوسيلة للدفاع ضد سياسات نفي الآخر وتطبيع الأكراد بطابع تلك القوميات التي تغتصب كوردستان وتحاول وبشتى الوسائل إزالة كل ما يثبت أصالة شعبنا ومحاولة طمس معالمهم التاريخية وصهره في بوتقات التفريس والتتريك والتعريب .
وإلمامنا به ضرورة ملحة في سيادة ثورة تقنية وتكنيكية تجتاح العالم كي نستطيع إيصال مطالبنا العادلة إلى الدول صاحبة النفوذ والقرار في العالم وبالتأكيد التعريف بتاريخ هذا الشعب الذي بقى وحيدا دون أدنى مستويات حقوق الإنسانية .
ومساهمتي هذه نقطة في بحر المساهمات التي قدمها مفكرونا ومثقفونا لذا ... تقبلوا فائق اعتذاري إن سهوت عن أمر ما مع الأخذ بعين الاعتبار المراجع التالية :
1-الأكراد أحفاد للميديين ( للمستشرق مينورسكي )
2-تاريخ الكرد وكردستان ( للأديب جكرخوين)
3- الكرد ( لباسيل نيكتين – ترجمة صلاح برواري )
4- شرفنامه ( لشرف خان البدليسي)
5- غرب كوردستان ( الأستاذ صلاح بدرالدين )
6- وثيقة محمد طلب هلال حول الجزيرة ( إصدار رابطة كاوا للثقافة )
7- القضية الكوردية – لازارييف- مجلة آسيا و أفريقيا اليوم العدد 12 - 1983
8- تاريخ سورية و لينان تحت الانتداب الفرنسي - ستيفن همسلي لونفريغ - دار الحقيقة بيروت 1987
9- دراسة و تخطيط القوى العاملة في الجمهورية العربية السورية للدكتور شفيق صلاح معهد الاتحاد العربي
10- القضية الكوردية و النظام العالمي الجديد ( صلاح بدر الدين )

مع كل التقدير لكم
كردستان وهي كلمة آرية تتألف من قسمين ( كرد ) وتعني البطل أو الشجاع , ( ستان ) وتعني موطن .. أي موطن الأبطال أو موطن الشجعان مثلها مثل : عربستان- هندستان – أفغانستان .
ينتمي الشعب الكردي إلى مجموعة الشعوب الهند-أوربية ( الهند أوربية تعني مجموع الشعوب الممتدة من الهند إلى أوربا)
وبالتحديد إلى فرع الشعوب الإيرانية التي تضم ( الكرد – الفرس – الديلم – الجيل ) . وينتمي الكرد إلى العرق الآري .
يعود ظهور الأكراد إلى ستة آلاف عام قبل الميلاد فهم من أصول ( الغوتيين ) سكان جبال زاغروس .
ووفقا للحقائق التاريخية تعد كردستان المنطقة الأولى التي استقرت فيها شعوب ما بعد الطوفان ( طوفان نوح ) وفي مقدمة تلك الشعوب ( لولو – كوتيون – كاشيون – خالديون - سوباريون – حوريون ) وهذه الشعوب تعتبر الجذر الأصل للأكراد الحاليين .
أما الميديون فقد هاجروا بعد هؤلاء إلى كردستان وبشكل سلمي على شكل قبائل وموجات هجرة آرية حيث استقروا بادئ الأمر في المنطقة الواقعة بين بحيرتي ( وان – أورمية ) وأطلق على تلك المنطقة ( ميديا ) وقد سيطر عليها الآشوريون فيما بعد وانصهر الميديون في المجتمع الكردي وسكنوا في الجزيرة ( بالتحديد عامودا ) , ووفقا للكاتب ( كارلتون كون ) الذي تحدث عن قبيلة ( ماج ) الميدية وهي أعز القبائل وأعلاها مكانة في المجتمع الميدي ومن الممكن أن يكون ( الكورمانج ) هم بقايا هذه القبيلة التي انصهرت بالأكراد .
كما يقول مينورسكي : إن ( الكاردشوي ) هي نفسها بلاد الكارد وتشكل هذه البلاد مع شعوبها الأصل والأساس للأكراد الحاليين كما يؤكد مينورسكي على وجود الأكراد في موطنهم في وقت كان العرب في موطنهم الأصلي شه الجزيرة العربية والذي يؤكدها مؤرخو العرب أنفسهم ويقول مينورسكي ( عندما انطلقت الهجرة العربية من شبه الجزيرة العربية باتجاه الشمال والشمال الشرقي اصطدموا بشعب نصف حضري هؤلاء كانوا الأكراد .(
* ووفقا ( لشرف خان البدليسي ) في كتابه التاريخي ( شرفنامه ) إن الأكراد هم أحفاد الهاربين من بطش الملك ( أزدهاك ) حيث كان على كتف هذا الملك ثعبانان مريضان وقد وصف أحد أطبائه الدواء لهما دماغ بشر والعامل على استخراج هذا الدواء دفعه الشعور الإنساني إلى تهريب هؤلاء المحكومين إلى قمم الجبال حتى كثروا وتزاوجوا وأعلنوا التمرد على ازدهاك لكنها تبقى رواية كما يقول شرف خان البدليسي , .
وفي رأي آخر للبدليسي فإن الأكراد ينتمون إلى أخوين هما ( البجن والبخت ) على غرار العرب الذين ينتمون إلى ( عدنان وقحطان ) علما أن أول تدوين عن وجود الكراد كان في كتاب) كزينفون ) ( أناباس ) وقد سماه حينها ( الكاردوخي ) وكزينفون هو مؤرخ حملة الاسكندر المقدوني فاتح الشرق والغرب .
* جغرافية كردستان :
يرسم شرف خان البدليسي حدود الكرد ويحدد أراضيهم بدءاً من سواحل خليج هرمز ( الخليج العربي أو الفارسي ) وحتى سواحل البحر المتوسط وكانت كردستان تعرف باسم ( كاردونياس – كارادوخان ) و( من همدان شرقا إلى البحر المتوسط غربا) .
ويؤكد مينورسكي العالم الروسي على جغرافية كردستان كما يلي :
• في جنوبي آرارات تمتد سلسة ضخمة من الجبال تتجه جنوبا على مسافة 2000كم , ثم تتشعب وتنحرف نحو الجنوب الشرقي حتى خليج فارس ( الخليج العربي ) وتقع جبال الأكراد بين آرارات وجبل جلاميرغ , وتحدها شمالا قمم جبلي أرمينيا وجنوبا هضبة أذربيجان وهي أقل علوا من جبال الأكراد , ثم هضاب بلاد فارس وهي شاهقة العلو .
إذا جبال الأكراد مع بحيرة أورميا تشكل شبه منخفض محصور بين قمم أكثر منه علوا .
• خليج الاسكندرون فهو نقطة انطلاق لسلسلتين من الجبال , سلسلة طوروس الشمالية والجنوبية .
ولهذه الجبال أهمية كبرى لكونها خزانا للمياه يغذي أنهار دجلة والفرات والزاب وهي شرايين حيوية للمنطقة ككل .
وتقع جبال زاغروس في الجنوب الشرقي من أرمينيا وهي تشكل الحدود الطبيعية بين إيران والعراق ولا يفصلها عن أرمينيا سوى جبال ( صركِعُرامار) .
* الطبائع النفسية للشعب الكردي :
- يقول الرحالة ( لرش ) نستطيع أن نطلق على الأكراد لقب ( فرسان الشرق ) بكل ما في الكلمة من مدلول , فيما لو كانوا يعيشون حياة أكثر تحضراً . ذلك أن الصفات المشتركة لهذا الشعب هي : استعداد دائم للقتال , استقامة وتفان في خدمة أمرائهم وفاء للعهد وكرم , وحسن ضيافة وإثئار للدم المهدور , عداوات قبلية تنشب بين أقرب الأقارب , حب للفروسية , احترام فائق للنساء " .
ويضيف نكتين الكاتب المعروف " الأكراد لا يعاملون أسراهم بذات المعاملة القاسية التي يلقونها لدى التتر والتركمان وغيرهم ويجمع الأكراد بالإضافة لطبائعهم الحربية ,حبا قويا للحرية , وتمسكا بطوليا بكرامتهم " .

المرأة الكردية : يعكس وضع المرأة مميزات وخصائص الشعب الكردي ومن المؤكد أن جميع الأشغال المنزلية الشاقة التي تقوم بها النساء , أما نساء الزعماء – فيطلق عليهن اسم خانم – ونساء الأكراد " كما يقول ينكيتين " على اختلاف طبقاتهم ومهما بلغن من العمر يتقنن الفروسية بل ويتحدين الرجال في امتطاء الخيل كما أنهن لا يترددن في الإقدام على تسلق أخطر الجبال .
وتختلط النساء مع الرجال ويتحدثن بحرية . ويعطين رأيهن بصراحة ويؤكد نيكتين استنادا إلى كلام الدكتور ( كاميران علي بدرخان ) شقيق الإمبراطورة ثريا على أن الكردي لا يفكر قط بالتضييق على المرأة , فهو يعتبرها دائما أهلا لذات الثقة وذات الحقوق والمسؤولية التي يتمتع بها الرجال .
* اللغة الكردية : اللغة الكردية هي فرع من اللغة الهند- اوربية ( الآرية ) وهي قريبة جدا من اللغة الفارسية ومن الممكن إن تكون اقدم منها .
يقول شرف خان البدليسي في ( شرفنامه ) : تتألف اللغة الكردية من أربع لهجات رئيسة : الكرمانجية – اللورية – الكورية – الكلهورية .
ولم يذكر البدليسي اللهجة الزازائية لأنه من الجائز اعتبرها من الكهورية واللهجة الكرمانجية والسورانية تتنافسان بشكل قوي لتصبح إحداهما اللغة الرسمية للأكراد .
أما المؤرخ محمد أمين زكي بيك فيعتبر الكرمانجية اللغة الكردية الأصلية كما أن الملا أحمد خاني أمير الشعراء الأكراد يضع الكرمانجية في مقام اللغة الرسمية .
* ديانة الأكراد الحالية : الغالبية الكردية مسلمون سنيون , وهناك أكراد علويون في مناطق ( لورستان وجبال ديرسم (
أما الأكراد المسيحيون فهم قلة , انحصروا في قبيلتين هما ( اليعاقبة والجوزقان ) ويعتبر هؤلاء أنفسهم سريانا ويتكلمون اللغة السريانية .
وهناك أكراد يهود ( وصل تعدادهم ربع مليون في اسرائيل ) ,أما الأكراد اليزيديون فقد صمدوا في قمم الجبال ودافعوا عن تراثهم ودينهم , يقول شرف خان البدليسي : " كانت العشائر التالية تدين باليزيدية وهي ( الدمبلية – المحمودية – السليفانية – الخاليدة – البختية – الداسنية ) والداسنية التي بقيت إلى يومنا هذا وفق احصائية ( 1972 ) يقارب عدد اليزيديين مليون شخص هذا قبل ( 34عاما ) , واليزيدية امتداد لديانة الأكراد الأصلية ( الزرادشتية)
• لمحة عن الزرادشتية : ( زاردشت ) تتألف من مقطعين ( زار ) اللغة أو الحديث , و ) دشت ) الحقيقة أو الاستقامة بمعنى ( النبي الناطق بالحقيقة ) ويؤكد ذلك الفيلسوف ( نيتشه ) , زاردشت كردي من ميديا والده ( بروشف ) أحد أبناء ( فريدون ) الذي كان ملكا على إيران , أمه( دوخدو) التي تروي عن ولادة زاردشت أن وحوش وأرواح شريرة كانت تحاول قتل جنينها فنزل من السماء نوران أحاطا بها كطوق وحماها ووليدها حتى الصباح ( ومن الجائز أن اليزيديين في ليلة الزواج تلف العروس ربطة حمراء حول خصرها من هذه المقولة وهو دليل على أن اليزيديين امتداد للزاردشتية وما يلحون عليه في الصدق والاستقامة ) .
• في ديانة زاردشت : الله واحد ( أي أن الزاردشتيين موحدون ) أما ( أهورامزدا ) هو هرمز والنور هو الأصل والظلمة زينته وظله , و ( اهريمان ) هو الظلمة تلك .
وهما يرمزان إلى الخير والشر وفي صراع دائم , يقدس الزاردشتيون النار لأنها ترمز للضياء والدفء ويقدسون الصدق والعمل ويساوون المرأة بالرجل .
تؤكد الأبحاث على ولادة زاردشت عام 660 ق.م وقتل على يد الطورانيين الأتراك سنة ( 583) ق.م في بلخ عاصمة الملك الإيراني ( كوشتاسف) .
• الخلاصــــــــــــــــــــــــــة :
1- يؤمن زاردشت بإله واحد .
2- الخير والشر يكمنان في جسد وروح الإنسان .
3- تميل الزاردشتية نجو المادية أكثر .
4- ديانة وطنية وقومية تدعو للخير والتوسع والازدهار .
------------------------------------------------------------------------------------------------------------
* الدول والأمارات الكردية القديمة :
1- الدولة الكوتية : حكم الكوتيون الأكراد بلاد سومر التي تقع في بلاد ما بين النهرين ( ميزابوتاميا ) منذ عام(2225) ق.م وكانت عاصمتهم أرايخا ( قرب كركوك الحالية ) , وقد كان هذا الشعب محبا لسفك الدماء والغزو والسلب ونهب الشعوب .
- ملوكهم : 1- أناتوم , 2- آنوبانيني , 3- شارلاك , 4- تيريكان , 5- لوكال .

2- دولة عيلام : شكل العيلاميون دولا في الأف الثالثة قبل الميلاد وامتدت بلادهم من مناطق اتصال السهول بالجبال وحتى خليج هرمز ( العربي ) وبندربوشهر جنوبا وكانت عاصمتهم مدينة ( سوزا )
- ملوكهم : أنشأ العيلاميون دولة ( لارسا) وحكمها : ( إيس – أبيسارا – جونجونوم .... تامارينو )

3- الدولة الكاشية : مابين عام / 1760 – 1746 / ق.م وبسطت هذه الدولة نفوذها على بلاد سومر وبابل وقد عرفت بالكاردونية هذه الدولة .
- ملوكهم : ( كانداش – آغوم /1-2/ - بورنابورياش - كشتلياش - بورنابورياش الثاني ..... وآخرهم كان " ايكاميل " ) علما إن الكاردونيين ( الكاشيين ) من لورستان .

4- الدولة النايرية: النايريين هم أسلاف الشعب الميدي لكن بعد زوال الدولة الميدية عرفوا با( الكرديان ) وهؤلاء أسلاف أكراد اليوم وأحفاد الميديين .

5- الكاردوخيون: وهم بقيادة ( كي خسرو ) أشد المقاتلين شراسة أمام الفتح المقدوني كما يروي كزينفون .

6- الدولة الميدية : استطاع الميديون تشكيل دولة لهم من عدة شعوب قديمة ويعتبر مؤرخو الغرب استنادا إلى أبو التاريخ ( هيرودوت) اليوناني – أن الميديين هم أساس الشعب الكردي .
- ملوكهم : ( داياكو – خوشترين نرا اورت - كي خسرو – استياغ)

---------------------------------------------------------------------------------------------------------
بداية الهجوم الإسلامي على كردستان :
كان الكثير من الأكراد والفرس والديلم يعيشون في اليمن في ظل إمبراطورية فارس وحاكمها كسرى عندما بدأ رسول الله إلى الإسلام / محمد ( صلى الله عليه وسلم ) / دعوته وبعد إسلام حاكم صنعاء ( بازان ) دخل هؤلاء الإسلام وبشكل سلمي واستمروا حكاما لليمن , حيث خلّف ( شهر ) أباه(باز ) الحكم ولكنه – شهر – قتل على يدي ( الأسود العنسي ) وتبدأ معاناة الأكراد والفرس والديلم حيث طردهم من اليمن وهم مسلمون وفي عهد الخليفة الراشدي ( أبو بكر الصديق ) هاجم جيش المسلمين كردستان بقيادة خالد بن الوليد وتوالت الحملات والمعارك , نذكر منها ( معركة المذار – معركة الوبحة – معركة أليس – معركة بادقلي ) وفي عهد عمر بن الخطاب ذاقت كردستان بشعوبها الويلات والدمار نتيجة الحروب الطاحنة وزحف على بلاد الأكراد جيش اسلامي جرار بقيادة ( سلمة بن قيس الأشجعي ) هزم الكراد فيها .
بعد تولي عثمان بن عفان الخلافة بدأت الخلافات في صفوف رجالات الإسلام وبالرغم من ذلك بسط العرب المسلمون سيطرتهم على كردستان وانتهت آخر دولة لشعوبها وهي( الساسانية ) .
واستمرت شعوب كردستان بالثورات المجهضة حتى نهاية الخلافة الأموية .

• الدول الكردية في العهد الإسلامي :
بدأت الثورات الكردية المتلاحقة منذ عام ( 68 ) هجري حيث انتفض وقتها شخص من أهل الجزيرة يدعى ( كردم القرادي ) واستولى على مدينتي ( ساباط والمدائن ) متمردا على الأمويين , استمر الأكراد بثوراتهم وانكساراتهم ففي عام (129) هجري , أخضع الأكراد بلاد الفارس لحكمهم وجعلوا ( سابور ) عاصمة لهم حتى تمكن الخليفة الأموي ( سليمان بن هشام ) من القضاء عليهم .
في سنة (132) للهجرة ثار القائد الكردي العباسي ( عبد الرحمن أبو مسلم الخراساني ) بثورة أطاحت بالحكم الأموي , وأقام دولة له ضمن الخلافة العباسية حتى اغتاله الخليفة العباسي ( أبو جعفر المنصور ) وأطاح بدولته الحليفة لحكمه .
لم يتوقف الثوران الكردي ( كالراونديين والبرامكة ) وبقيت كردستان ساحة للمعارك الظاحنة فمات الكثير ودمرت المنازل وسبيت النسوة وكانت الرايات الكردية ترفع بالدماء والشهداء حتى عام ( 347) هجري وتأسيس الدولة المروانية .

• الدولة المروانية : في عام ( 347 ) هجري , سيطر المروانيون بقيادة ( حسين أبو الفوارس ) و ( شاه باز أبو شجاع ) وهما ولدا ( دوستك الحميدي ) على عشائر حيزان و أرديش ومعدن ولم يمض وقت طويل حتى تمكنوا من انتزاع مناطق ( آمد – جزيرة بوطان – نصيبين – حران – أخلاط – رها – بدليس ) من أيدي الدولة الحمدانية ملوك ( حلب) واستمرت هذه الدولة حتى سنة ( 479) حيث قضى عليها الأتراك وأسدل الستار على الدولة المروانية الكردية .
• الدولة الأيوبية : تأسست هذه الدولة على أيدي صلاح الدين الأيوبي القائد الكردي المسلم المعروف وقد أسست حكما لها في ( حصن كيف ) القلعة الكردية المشهورة في كردستان كما امتدت الدولة الأيوبية على بلاد الشام ومصر والرافدين , امتدت بين عام ( 1169- 1250 ) م .
• الدولة الزندية : بدأت هذه الدولة بالظهور عام ( 1160 ) م . على يد الملك ( كريم خان ) في جنوب إيران واتسعت فيما بعد لتسيطر على كردستان إيران وأذربيجان والبصرة حتى قضى عليها ( القاجاريون ) عام (1794) م .
• دولة كورت : نشأت هذه الدولة على أيدي عشيرة ( الكردكلى ) في سيستان ( سجستان ) سنة( 643) هجري , واستمرت حتى عام ( 785 ) هجري , وكانت تضم بلاد الغور وغرجستان وسيستان ومؤسسها شمس الدين محمد , وانتهت على أيدي تيمورخان .
* ومن الجدير بالذكر أن دور الكرد لم يبدأ بالضعف إلا بظهور المغول حيث هزموا في معاركهم والتجؤوا إلى جبالهم علما أن التركمان أيضا حاولوا الضرب من جهة أخرى.
لكن بقي الأكراد شعبا صامدا محافظا على تاريخه ولغته بالرغم مما أصابه على مر التاريخ وكما يقول ( كتاب لا أصدقاء سوى الجبال ) . حقا لا أصدقاء للشعب الكردي سوى جبالهم .

لم يتوقف الشرق الأوسط يوماً عن الغليان والحروب و التقسيمات فمنذ القرن التاسع عشر وعلى إثر قيام أكبر دولتين في الشرق الأوسط الإمبراطورية العثمانية و الدولة الصفوية في إيران .
عرفت كوردستان تقسيمها الأول حيث ألحق جزء بالعثمانيين و آخر بالصفويين بعد معركة تشالديران (1514) قد اختلف التعامل مع الأكراد من قبل نظامي الحم في الدولتين المذكورتين حيث قام الشاه اسماعيل الصفوي بزج الزعماء الأكراد الذين والوه في حربه في السجن بينما قام الأتراك بكسب ود الأكراد وتمتعت الإمارات الكردية و القبائل الكردية المنضمة تحت حكم الأتراك بحكم ذاتي و قد عمت هذه الطريقة كافة المناطق الكردية و المقاطعات الكردستانية من المالطية حتى بيازيد و شهر زور كما يقول الكاتب باسيل نيكتين .
لكن بعد الهزيمة التي مني بها الأتراك في حربهم مع النمسا انقلبت طبيعة التعامل مع الأكراد منذ عام (1683) أطلقت تركيا للتدخل في الشؤون الداخلية للأكراد و تطبيق سياسة فرق تسد عليهم و من الجدير ذكره أن الأكراد كانوا يقاومون هذه السياسة و يحاولون الصمود أمام هذا التدخل ففي عام (1847) قام الأمير بدرخان بثورته التي أذاق فيها الأتراك الويلات إلى أن سقط أخيراً لتسقط معه بلاد الأكراد تحت السيطرة النهائية أواسط القرن التاسع عشر الميلادي .
أما الذي جرى في ظل الصفويين فقد جرد الأمراء الأكراد في أردلان من زعاماتهم و حل محلهم أمراء القاجار سنة (1760) على الرغم من قيام الدولة الزندية ممثلة بحكم كريم خان زند سنة (1760-1769) لكنها لم تدم طويلاً .
• مرحلة الثورات الإقطاعية الكردية :
• نبدأها بثورة عبد الرحمن باشا (1806) : و قد تمت في منطقة كوي سندجق و إنشاء السليمانية كانت على يد خال عبد الرحمن باشا إبراهيم باشا سنة (1786) .
• ثورة البلباس (1818) ثار الأكراد في مناطق بيازيد و فان و أريفان و ناخيتشفان و خوى ) إلى أن حاكم أرض روم تمكن من قمعها .
• استمرت الثورات في أعوام (1818-1820-1822) في القسمين المذكورين لكن دون أن يحقق الأكراد مكاسب تذكر .
• الأكراد خلال الحرب الروسية التركية (1828-1829) : كان موقف الأكراد في إمارات راوندوز و بحطان و بحجان و هكاري عدم التدخل في الحرب و قد حاول بهلول باشا التحالف مع الروس لكنه لم ينجح .
• ثورة الأمير محمد في رواندوز (1832-1839) و قد فشلت في تحقيق مراميها
• توالت الثورات بعد هزيمة الأتراك في نصيبين فثار محمود باشا في السليمانية (1843) و لم يحقق ما يذكر .
• ثورة بدرالدين خان بك (1843-1846) : ثار بدرخان وبسط نفوذه حتى وصل (فان و الموصل و سوج بولاك و أورميا و ديار بكر ) و كانت سيطرته واسعة على العشائر النسطورية التي تمردت عليه فيما بعد وكانت السبب في عدم تشكيله لجيشه و انتهت ثورته .
• ثورة يزدان شير (1853-1855) : انطلقت الشرارة الأولى لهذه الثورة من هكاري و بسط سيطرته من ( فان إلى بغداد ) و في سنة (1855) هادن يزدان شير الأتراك خشية منهم وفق ماذكره له العميل القنصلي البريطاني عن قدرة الأتراك فما لبث الأتراك أن اقتادوه إلى القسطنطينية حيث لقي حتفه .
• ثورة الشيخ عبيد الله النهري (1880) : كانت تهدف إلى استقلال كوردستان لكن لتحالف التركي الفارسي أوقف هذه الثورة و اعتقل عبيد الله النهري و سيق إلى القسطنطينية ثم نفي إلى مكة .
إذاً قام في هذه الفترة ما يقارب ال(25) ثورة و انتفاضة و حركة مسلحة و محاولات استقلالية و أورد فيما يلي أسماءها فقط :
• كردستان الشمالية الغربية : - انتفاضة عبد الرحمن باشا بابان (1788- 1812)
- انتفاضة محمد باشا الروندوزي (1812- 1825)
- انتفاضة بدرخان أمير بوتان( 1842)
- انتفاضة نورالله هكاري (1843)
- انتفاضة عثمان و حسين كنعان باشا بدرخان (1877- 1878)
- ثورة الشيخ عبيدالله النهري (1880)
- انتفاضة بدليسي (1889)
- انتفاضة هكاري (1895)
- انتفاضة أمين عالي بدرخان 1899
- انتفاضة إبراهيم باشا المللي في ويران شهر (1908)
• كردستان الشرقية : - قيام المملكة الكردية الزندية بقيادة كريم خان الزندي (1752- 1759)
- قامت في إيران ثورة (1905) نتجت عنها إقامة سوفيتيات في كل من مهاباد و كرمنشاه و سنه .

التقسيم الثاني لكوردستان :

* اتفاقية سايكس بيكو أيار (1916) : تمت هذه الاتفاقية بالأساس بين انكلترا و فرنسا و روسيا
وقد خصص القسم الأكبر من هذه الاتفاقية لتحديد كيفية تقسيم البلاد الداخلة في إطار الإمبراطورية العثمانية و احتلت كوردستان في محادثات الحلفاء السرية مكانها .
وقد جاء فيها تقسيم المنطقة إلى دول ( تركيا و العراق و سورية ) و قسمت كوردستان التابعة للعثمانيين على ذلك الأساس و ألحقت بالأجزاء الثلاثة المذكورة لتصبح كوردستان خمسة أجزاء ( الجزءان الآخران ملحقان بإيران و روسيا )
و من الجدير ذكره أن موضوع المنطقة الكوردية بحث في رسالة سرية بعثها وزير الخارجية الروسي ( سازانوف ) في نيسان من العام (1916) إلى السفير الفرنسي في ( بتروغراد ) دارت حول أطماع روسيا في السيطرة على جزء هام من كوردستان تركيا .

• الاعتراف الأول بحق الشعب الكردي دولياً : و قد كان ضمن منهاج الرئيس ولسون للسلام العالمي في صلح فرساي 1918 حيث جاء في النقطة (12) ما يلي :
( و إن الأقليات الغير تركية ضمن الإمبراطورية العثمانية يجب أن تتاح لها الفرصة الحقيقية الحرة لممارسة استقلالها بعيداً عن كل تدخل و تأثير )

• معاهدة سيفر – آب 1920: جاءت هذه الاتفاقية كنتيجة حقيقة لما جاء في منهاج الرئيس ولسون و قد تمت بحضور وفد كوردي برئاسة الجنرال شريف باشا ووقعت عليه كل من دول :
- بريطانيا و فرنسا وايطاليا و تشيكوسلوفاكيا و بولندا و بلجيكا و اليابان و الحجاز و أرمينيا و تركيا .
و قد جاء في القسم الثالث من المادة (62) للمعاهدة ما يلي :
تتألف اللجنة المقيمة في لقسطنطينية من ثلاثة أعضاء و ترشحهم رسمياً حكومات بريطانيا و فرنسا و ايطاليا و خلال الأشهر الستة المقبلة تقدم اللجنة خطة للحكم الذاتي المحلي للمناطق التي تقطنها أغلبية كوردية شرق نهر الفرات و جنوب الحدود الأرمينية التي يمكن تحديدها فيما بعد و شمال الحدود بين تركيا و بين سورية و العراق .
كما جاء التأكيد و التثبيت في الفقرات (27-11-32) و إذا ما أخفقت اللجنة في الوصول إلى قرار جماعي حول أية مسألة من المسائل يقوم كل عضو بطرح المسألة على حكومته

• معاهدة لوزان – تموز 1923 : جاءت هذه المعاهدة لتلغي كل الذي جاء في معاهدة سيفر و أجهضت الحقوق الكوردية و الأمل الكردي بحكم منطقتهم بنفسهم علماً أن الدول التي وقعت هذه لمعاهدة هي نفسها الدول التي وقعت معاهدة سيفر و هكذا احتفظت تركيا بكل الأراضي و لم يرد أي شيء يتعلق بالوضع الكردي سوى أنه جاء في المعاهدة ( تحترم حقوق الأقليات الثقافية و الدينية في تركيا ) .

* قضية الموصل و ثورة الشيخ سعيد بيران (1925) : يقول مندلستام الأخصائي في مادة الأقليات إن معاهدة لوزان 1923 لم تنص على المساواة في الحقوق السياسية و المدنية إلا لمصلحة الدول الكبرى .
و قد كان لهذه المعاهدة دور واضح في قضية الموصل حيث اضطرت عصبة الأمم المتحدة لإيفاد لجنة تحقيق دولية إلى المنطقة الكوردية ثم و ضعت حدوداً مؤقتةً في تشرين الأول (1925) دعتها ( خط بروكسل ) ووضعت هذه المنطقة تحت وصاية دولية لمدة (25) عاماً و تسليم الشؤون الإدارية و العدلية و التربية إلى العناصر الكردية مع اعتبار اللغة الكوردية لغة رسمية .
بدأت عصبت الأمم بدراسة التقرير و في هذه الفترة اندلعت ثورة الشيخ سعيد بيران في شباط (1925) .
وقد كانت الثورة تعبيراً واضحاً للأكراد في تركيا عن رفضهم للحكم التركي و تكذيباً للتصريح الذي أدلى به الوفد التركي حول أريحية الأقليات المسلمة لمصيرها في ظل حكم الأتراك كما كانت تعبيراً واضحاً عن ضم الموصل للعراق و بموجب قرار عصبة الأمم المتحدة أصبح خط بروكسل الحدود الفاصلة بين تركيا و العراق و في عام (1926) و لأول مرة صرح رئيس الوزراء العراقي ( يجب أن نمنح الأكراد حقوقهم )
و من الجدير ذكره أن ثورة الشيخ سعيد بيران حررت مدينة ( خاربيت ) إلا أن الإمدادات التركية للجيش التركي وصلت و انهارت الثورة كما أن خيانة ( قاسم جبراني ) قائد العشائر دور أساس في انهيار الثورة .و ألقي القبض على الشيخ و رفاقه و شنقوا جمعياً في ديار بكر عاصمة كوردستان الشمالية .

تأسيس خويبون (1927)
بقي حلم تحرير كوردستان مراوداً للأكراد و ما فارقهم لحظة ففي ربيع (1927) عقد مؤتمر كوردي تمخض عنه فكرة تأسيس لجنة وطنية كوردية سميت ( خويبون ) التي انبثقت عنها حركة كفاح مسلح لتحرير كوردستان .

آكري ، آكري ، قد كنت ناراً ...
كنت دوماً شامخ الهامة ....
كنت مشعلاً فوق كوردستان ...
اتقد يا آكري ...أتقد يا آكري ...
كان هذا هو النشيد الوطني لانتفاضة آكري البطلة التي اندلعت (1926)بقيادة ( بروهسكي )
و بعد تأسيس خويبون تولى قيادة الانتفاضة ( الجنرال إحسان نوري باشا ) حيث رفع العلم الكوردي الثلاثي اللون فوق قمة آكري معلناً استقلال كوردستان و كالعادة لم تتفق الدول المقتسمة لكردستان إلا على ضرب الأكراد ففي عام (1932 ) تم التوقيع على تعديل الحدود التركية الإيرانية في آرارات برضاء سوفيايتي .

انتفاضة ديرسم (1937) :
لم تتوقف الثورات الكوردية ففي (1937) هبت ديرسم للانتفاض و تحت شعار ( المدنية تكافح البربرية ) تبنت الدول الغربية العرض التركي فأنهت بذلك الانتفاضة المذكورة و قامت – المدنية التركية – كما وصفت بهدم البيوت الكوردية و إحراق الأحراج التي هرب إليها الثائرون و بينهم مئات النساء و الأطفال و الشيوخ .

• في كوردستان إيران كان الأمر مشابهاً وقمعت الفارسية انتفاضة ( خالد آغا الجلالي ) في آرارات و انتفاضة( اسماعيل آغا سمكو ) من جهة شنو و حركة التحرر التي قام بها جعفر آغا سلطان أورمان (1932) .

كوردستان الحمراء :
يزيد عدد الأكراد في الجزء الملحق بالاتحاد السوفياتي سابقاً و ذلك في منطقة (ترانسقوقازي ) على المائة ألف نسمة و على الرغم من صغر هذا الرقم لكن هؤلاء الأكراد اثبتوا أنهم قادرون على تمييز شخصيتهم الكوردية ففي ( يريفان ) طبعت النشرات الكوردية و الأدبيات الكوردية و كانت هناك إذاعة كوردية و نظام اجتماعي كوردي في القرى و مدارس ابتدائية . لكن قدوم الديكتاتور ستالين إلى دفة قيادة النظام الشيوعي ألغى ذلك ففرق ستالين الأكراد على الجمهوريات السوفياتية الروسية و ألغى الإيمان الكوردي بالفكر الشيوعي .

• ثورة بارزان (1943 ) : انطلقت ثورة بارزان بقيادة الملا مصطفى البارزاني في ظروف انبثقت عن الحرب العالمية الثانية و استمرت هذه الثورة بقوة على الرغم من المحاولات العديدة لقمعها .

* جمهورية مهاباد 13 كانون الثاني (1946) :
في هذا التاريخ أعلن عن قيام الجمهورية الكوردية في مهاباد بدعم من النظام الاشتراكي و انضم وقتها قيادة ثورة بارزان إلى الجيش المشكل إلا أن التفاوض بين القطبين العالميين غدر بالجمهورية الفتية إضافة للعرض الذي تلقاه ستالين من شاه إيران لاستثمار النفط في إيران و ضم أذربيجان إلى الدولة الإيرانية و انصراف قيادة الجيش إلى التجارة و إهمال الأمور العسكرية أدت إلى إلغاء الجمهورية و البطش بالأكراد دون شفقة أو رحمة بعد أحد عشر شهراً من قيامها في كانون الأول (1947)





القضية الكردية في ترتيب الخريطة الجيوبوليتيكية

بعد ثور أكتوبر في روسيا و نشوء السلطة السوفيتية كان لا بد للنظام الامبريالي العالمي من إعادة النظر حول طبيعة توجهاتها و رؤيتها إلى الشرق الأوسط ..
و كذلك كان الأمر بالنسبة للدول و الأنظمة الموجودة على الساحة الشرق أوسطية بما في ذلك حركات التحرر القومية ..
فبالنسبة للسلطة الأتاتوركية في تركيا رأت تركيا أنه من الأنسب التخلي عن التحالف مع السوفيت و الانحياز نهائياً للجانب الغربي على حساب قضية الشعب الكردي و القوميات الأخرى المظلومة و قد حذت القومية الفارسية حذوها فقام رضا خان بهلوي بالتحالف مع النظام الغربي (الامبريالي ) و إقامة السلطة الشاهنشاهية في إيران .
و في ظل الاستعمار الغربي للشرق وجدت حركات التحرر بما فيها الحركة القومية الكردية نفسها حليفاً لا اختيارياً للنظام الاشتراكي السابق و تحولت من المد التحرري ضد السلة العثمانية إلى التحرر من واقع الاستعمار الكولنيالي العسكري الغربي المتمثل بفرنسا و بريطانيا و اللاعب الخفي أمريكا يضاف إلى ذلك أن حركة التحرر القومية في الشرق الأوسط رأت في الفكر الاشتراكي –و لو نظرياً – الملجأ الوحيد لها خاصة بما طرحته حول المسألة القومية .
و هنا تحولت الحركة القومية الكردية و لأسباب جمة تتعلق بالامتداد الواسع للشعب الكردي و حيوية كردستان و مفصليتها بالنسبة للقطبين إلى حركة تحررية ديمقراطية أساسية في المنطقة و من الجدير ذكره أن الكولونيالية العسكرية الغربية رأت من الضروري كسب الأكراد إلى صفوفها فعينت الشيخ محمود الحفيد ملكاً على كردستان العراق لكنه و وفقاً للتوجه المذكور لدى الحركة الكردية ثار ضدهم و بعث برسالة إلى السلطة السوفيتية عام (1922) قال فيها : (( إن الشعب الكردي بأجمعه يعتبر الشعب الروسي محرر الشرق لذا فهو مستعد لأن يربط مصيره بمصيره )) فاضطرت بريطانيا إلى خلعه عن الحكم و قصفت السليمانية بالطائرات و المدافع و ارتكبت مجازر همجية بحق الأكراد ..
بالترافق مع انتصار السوفيت في أرمينيا خسر النظام الغربي الحاجز الواقي المتمثل (بالأكراد و الأرمن ) في مواجهة النظام الاشتراكي الزاحف نحو ما تستعمره الدول الغربية في الشرق العربي .
و لعل ذلك كان سبباً أساساً في النكوص عن معاهدة سيفر و دعم السلطتين المواليتين للنظام الغربي في تركيا و إيران و جعلهما الدرع الفولاذي أمام الزحف الاشتراكي فكان للسلطتين الضوء الأخضر في قمع و إبادة أي تحرك من جانب المغبونين من الشعوب و القوميات و خاصة الشعب الكردي الذي ذاق الويلات و ذاق الأمرين خاصة في ظل رؤية قاصرة من القوى الوطنية العربية فكان الشعب الكردي بين مطرقة الصراع الدولي و سندان القوى الوطنية العربية .
وفقاً لما ذكرته سابقاً فإن القضية الكردية تعتبر أعقد القضايا في الشرق الأوسط فكانت المحور الأساسي لأي تفاوض على طاولة القطبين العالميين وهنا لا بد لي من التنويه إلى أن الدور الأساسي للنظام الامبريالي كما يسمى كان متمثلاً بأوربا أكثر من أمريكا فوفق الاتفاقية الانكلوفرنسية المبرمة تم تقسيم كردستان و إلحاقهما بالدولتين العربيتين سورية و العراق .
و كان لبريطانيا الدور البارز و الرعاية الكاملة على ميثاق سعد أباد (1937) بين كل من تركيا و إيران والعراق و أفغانستان حيث جاء في المادة السابعة (( أن كلاً من الأطراف السامية الموقعة يتعهد باتخاذ التدابير في مجاله الخاص للحيلولة دون قيام أو نشاط عصابات مسلحة أو جمعيات أو منظمات تهدف إلى الإطاحة بالمؤسسات الحالية التي تتحمل مسؤولية المحافظة على النظام و الأمن في أي جزء من حدود الأطراف الأخرى )) وهنا ينجلي بوضوح أن الميثاق كان موجها للحركة القومية الكردية الناهضة ثم كان للتفاوض الاشتراكي متمثلاً بستالين مع الشاهنشاهية الإيرانية الموالية للنظام الامبريالي وتبادل النفوذ في أذربيجان و استثمار النفط لصالح السوفيت الضربة القاضية للجمهورية الفتية مهاباد (1946) ..
و لعل الدور الأمريكي كان أساسياً فقط في اتفاقية الجزائر المشؤومة سنة (1975) التي أبرمت بين الشاه الإيراني وصدام حسين الذي أعدم مؤخراً بتهم جرائمه ضد الإنسانية حيث تنازل صدام وقتها عن شط العرب مقابل ضرب الحركة القومية الكردية في جنوب كردستان بقادة البرزاني الخالد و تمت هذه الاتفاقية بإشراف مباشر من هواري بو مدين الرئيس الجزائري الراحل .
و بقيت القضية الكردية تعاني الأمرين في ظل الحرب الباردة إلا أن انهيار المنظومة الاشتراكية و فقدانها لأي قوة جعلت الامبريالية العالمية وخصوصا أمريكا تعيد النظر في حساباتها تجاه الشرق الأوسط.
كان من الواضح أن السياسة الأمريكية تنطلق في تعاملها مع الشرق الأوسط من الاعتبارات التالية خاصة بعد حرب الخليج الثانية و غزو صدام للكويت و الهزيمة النكراء التي مني بها مما يلي :
1ً) الحفاظ على المصالح الأمريكية و مصالح حلفائها .
2ً) استثمار النفط (عصب العالم )
3ً) الحفاظ على امن وسلامة إسرائيل
4ً) الاعتذار العملي للشعب الكردي عما لحق به من أضرار إبان الحرب الباردة .
ووفقاً للبند الأخير من هذه السياسة جاء القرار (688) الصادر عن مجلس الأمن في نيسان (1991) و المعتمد على مشروع أوزال الرئيس التركي الراحل بعد الهجرة المليونية لأكراد العراق و انتفاضتهم (1991) و الهجوم الصدامي على وكردستان و الذي أعقب هزيمة الكويت .
حيث طرح المشروع لحماية الأكراد ضمن كردستان و في محاولة لبريطانيا لتبني المشروع رأى (جورج بوش الأب ) أن أمريكا ستخرج خالية الوفاض فيما لم تتبنى المشروع مما دفع بالولايات المتحدة الأمريكية لفرض الحظر الجوي على كردستان و إقرار المشروع المذكور تحت اسم (الملاذ الآمن) و قامت بضرب جميع القواعد الصدامية الموجهة ضد كردستان العراق ..
ساد الشرق الأوسط سياسة جديدة سياسة المحاور المتضادة فاعتمدت أمريكا على دعمها المباشر و الكبير لتركيا فأغدقت عليها الأموال الطائلة و أحدث التقنيات العسكرية و الحربية و أبقت على قاعدة (أنجر ليك ) وحدها بعد إغلاق معظم قواعدها العسكرية في العالم و كان للتحالف التركي الإسرائيلي الوقع الأكبر لنشوء المحور الإيراني السوري الموجه بالضد للمحور السابق ذكره .
لكن هجمات أيلول التي ضربت العمق الأمريكي كان بمثابة ناقوس للخطر الجديد المستمد من التطرف الديني و المذهبي حيث أيقظت الإدارة الأمريكية على أدواتها المنسية و المتحركة خفية لضرب المدنية و السلام الذي كان قد بدأ يسود العالم و نتج عن ذلك الحرب العالمية الثالثة باسم الحرب على الإرهاب و أعادت الولايات المتحدة حساباتها من جديد في البحث عن الحليف الأكثر وثوقية و أرضية أقوى من تحالفها مع تركيا خاصة في الخسارة الكبيرة التي تكبدتها الإدارة الأمريكية جراء عدم موافقة تركيا لاستخدام أراضيها معبراً للجيوش الأمريكية لضرب النظام العراقي البائد .
كما أن تركيا بدأت بتوسيع الشرخ الذي حصل في علاقاتها مع أمريكا بإقامة علاقات وطيدة مع الدول التي تعادي الديمقراطية و الولايات المتحدة و حلفائها –إسرائيل على وجه الخصوص –
و بروز التيار الديني فيها كما أن المحور الإيراني السوري أيضاً بدأ بالانهيار التدريجي في ظل الأخطاء الفادحة التي ارتكبتها السلطتان ( احتلال لبنان و التدخل في شؤونه الداخلية و السيطرة بشكل كامل عليه ... مسألة التسلح النووي الإيراني و قضايا دعم الحركات الأصولية و الإرهابية حزب الله كمثال )
بدا بجلاء أن الأكراد هم الحليف المرشح للحلفاء بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية خاصة للدور الأساس الذي قامت به القيادات الكردية في العراق في تحريره و تعزيز أمنه و استقراره.
إن الرؤية الموضوعية للشرق الأوسط وما يتسم به من تعدد قومي و أثيني يطرح مما لاشك فيه الحل الأمثل لهذا التعقيد الموجود كي يعم السلام و الاستقرار لمنطقة و ذلك بتحويل الشرق الأوسط إلى نظام فيدرالي أو كونفدرالي معتمد بشكل أساس على الديمقراطية و المساواة و العدل و مواجهة التحديات البيئية و المعيشية و بناء شرق أوسط جديد يسوده السلام .
و لعله من المغالطة الاعتقاد بأن الوضع الكردي في العراق قابل للتضرر فما يسود كردستان من استقرار و بناء اقتصادي يزدهر يدفع للجزم ببروز نواة الدولة الكردية المرتقبة في ظل قيادة كردية اتسمت بالموضوعية و الحزم و اعتبرت نفسها القوة الأساسية في المعادلة العراقية و الثقة العالمية التي تتمع بها إدارة الإقليم لكن هذا لا ينفي وجود أخطاء متراكمة من المرحلة السابقة خاصة بما يتعلق بمسألة المحاصصة و التوافقية الكردية لكنه يبقى أمر نسبي قيد الانحسار التدريجي .
أما بالنسبة لغرب كردستان فيبدو الأمر معقداً خاصة في غياب رؤية سياسية ناضجة للحركة التحررية الكردية في سوريا و ما أفرزته انتفاضة آذار البطلة 2004 من تغييرات على المستوى السوري العام والكردي الخاص و نشوء معارضة مخلخلة و لا حسمية الأمور من قبلها و التخبط السلطوي يدفعنا للجزم بأن الوضع السوري غير مهيأ للرتوشات و عمليات التجميل التي يقوم بها جميع الأطراف بما فيها السلطة نفسها و لعله من الواضح أن نقول أن قيام جبهة موحدة على أساس ثوابت و أساسيات لامساس بها بالنسبة للحركة الكردية و النظر إلى مفهوم قيادة الشعب للحركة بجدية أكثر سيجعل الرؤية الدولية تتحسن و الموقف الأمريكي سيكون أفضل في دعم الشعب السوري لإنشاء نظام ديمقراطي حر متعدد ...
و الأمر يكون مشابهاً في لكردستان الشرقية إذا استغل الملف النووي الإيراني و قابلية زوال نظام الاستبداد و المعادي بعلنية وعملية لأمريكا و إسرائيل .
و الوضع التركي بات معروف فيما يتعلق بالانضمام للاتحاد الأوربي هو الورقة الرابحة ....
لكن بالضرورة إعادة النظر في السياسة الكردية المتبعة و تحمل أعباء المرحلة و الاستعداد الكامل لما سيأتي و ما التحول الحقيقي في الشارع الكردي باعتماد التظاهر و الاحتجاج السلمي إلا خير دليل على ضرورة تفهم القيادات الكردية للمرحلة و الاعتماد على القوى الشعبية و زيادة الاحتكاك مع ها و تبني المثقفين و بروز قيادات فتية متماشية مع روح العصر و متطلبات المرحلة .




غرب كوردستان


يذكر الفيلسوف اليوناني (كازينفون) أحد قادة حملة الأسكندر المقدوني على الشرق منذ حوالي (430-355 ) ق . م . في كتابه التاريخي الشهير ( أناباس ) أنهم مروا أثناء الأنسحاب ببلاد ( الكردوخين ) أجداد الأكراد عبر سهل ( هسنان ) التابع الآن لمنطقة ديريك والقامشلي في الجزيرة كما يؤكد المستشرق مينورسكي على تأريخية غرب كوردستان في كتابه ( الأكراد أحفاد الميدين ) :(( وفي الجنوب يسيطر الأكراد على مناطق واسعة إلى سهول ما بين النهرين وفي الغرب حدودهم نهر الفرات )) ويذكر الكاتب باسيل نيكتين في كتابه ( الكورد ) عن غرب كوردستان (( ويعيش قسم كبير من الأكراد في سهل الجزيرة خصوصاً على الضفة الشرقية للفرات )) ولو قمنا بسبر جغرافي للجزيرة لرأينا العديد من المعالم التضريسية الجغرافية تثبت مما لا شك فيه في كوردستانيتها ( تل كوجر ) نسبة لعشيرة الكوجر الكوردية ومدينة ديريك نسبة لوجود (دير) فيها وهي تسمية كوردية و ( فيض السينكان ) نسبة (لسينكان ) فخذ من عشيرة الكيكية ( وتل كبز ) نسبة لكبز الملية وتكثر المكتشفات الأثرية التي تثبت تأريخية الجزيرة كوردستانياً مثل( تل موزان) قرب عامودا المعروفة باسم سوبارتو نسبة للسوباريين ( النايريين ) ويقول ثورودانجن : ( أن بلاد نايري هي جوهرة بلاد بوتان وكان النايريون يشكلون دولة مستقلة ) وجزيرة بوتان هي المناطق المحيطة بمنابع دجلة والفرات تمتد شمالاً من بحيرة ( وان ) وحتى بلاد ما بين النهرين كما أن أراضي كوردستان تمتد إلى جبل الأكراد عفرين وكوباني ( عين العرب ) . مر على غرب كوردستان نشوء دولتين كورديتين هما الدولة ( الدوستكية ) ( 982-1086 ) والإمبراطورية الأيوبية التي دامت حوالي
(400 ) عاماً وكان غرب كوردستان جزءاً مهماً فيها ومنذ بداية القرن (17) شكلت عشائر ( المللي ) في الجزيرة في غرب كوردستان إمارة المللي في سهل (ويران شهر) المعروف بقيادة (إبراهيم باشا ) وامتدت تلك الإمارة إلى ضفاف الفرات وسنجار وديار بكر .
ويؤكد مينورسكي ذلك بوجود ألف قرية كوردية فيها منذ ما قبل 1915 .
أذاً غرب كوردستان تتحد جغرافياً بالمناطق الثلاثة الجزيرة وعفرين ( جبل الأكراد ) وكوباني ( عين العرب ) .
بعد التقسيم الثاني لكوردستان بموجب اتفاقية بترسبورغ 1915 بين بريطانيا وفرنسا وروسيا ومن ثم اتفاقية سايس بيكو (1916 ) بين بريطانيا وفرنسا ألحقت غرب كوردستان بسوريا وعلى الرغم مما جاء في مؤتمر سان ريمو 1918 حول منح حكم ذاتي للشعب الكوردي بما فيه أراضيهم الواقعة شرق نهر الفرات والطرح المهم حول أكراد سوريا في معاهدة سيفر 1920 لكن مع الأسف وقعت فرنسا المنتدبة على سوريا وكردستان مع تركيا اتفاقاً لتخطيط الحدود عام 1920 ألحقت بموجبه غرب كوردستان بسوريا ونقضت كل المعاهدات التي تقر بحقوق الشعب الكوردي في هذا الجزء .


جغرافياً :
يمتد غرب كوردستان كسفوح جبال كردستان وموقعه المتوسط ما بين نهري دجلة والفرات ووجود أنهار أصغر كالجغجغ وخابور وكثرة ينابيع المياه الكبريتية وخاصة في منطقة رأس العين والينابيع الصغيرة في منطقة عين ديوار . وتأثرها بالرياح البحرية القادمة من الغرب وأكسبه مناخاً مهيئاً لتساقط الأمطار بغزارة والثلوج في المناطق المتأثرة بالجبال الشمالية وتعد من أخصب الأراضي الزراعية في الشرق الأوسط حتى أن أحد الكتاب سماها بكليفورنيا الشرق ويشتهر بزراعة الحبوب ( القمح والشعير )والقطن بشكل واسع في الجزيرة وتكثر زراعة الزيتون في مناطق عفرين وتشتهر عفرين وكوباني بذلك أضافة إلى للحبوب والقطن في تلك المناطق تتوفر الثروة الباطنية في غرب كوردستان وخاصة عصب الأقتصاد العالمي النفط والعديد من الثروات المعدنية الغير مستثمرة كالحديد والفوسفات ومن حقول النفط المعروفة حقل الرميلان والسويدية ( سويديك ) وحقل الجبسة . ويعتمد الأقتصاد السوري على موارد غرب كوردستان بشكل أساسي على الرغم من تدهور الأحوال المعيشية والأنسانية نتيجة للسياسة الأنتهازية والأستغلالية بحق خيراته .

السكان : ليس لدينا أحصائيات رسمية بشأن تعداد السكان في غرب كوردستان لكن هناك مقاربات في تحديد الأرقام طبعاً يعزى ذلك بسبب سياسة اللا أعتراف الرسمي من قبل الحكومة السورية منذ قيام الدولة السورية .
يتحدث الأستاذ صلاح بدر الدين عن ذلك كما يلي :
ذكر البروفيسور لازارييف بأن الأكراد السوريون يشكلون 11% من سكان سوريا سنقوم بالمقارنة بين الأحصائية الحكومية في سوريا كتعداد سكان سوريا ككل وهذه النسبة لنجد مايلي
حسب الأحصائية الرسمية بلغ عدد سكان سوريا عام (1993) (13,500) مليون نسمة فأن نسبة الأكراد ستصل إلى 2,5 مليون منهم نصف مليون في مدن حلب ودمشق وحماة واللاذقية . وأذا تمت مقارنة هذه الأرقام مع التضخم السكاني المقدر بالمضاعفة كل (22 سنة ) في سوريا تصبح نسبة الأكراد 15 % من السكان السوريين . طبعاً هذه النسبة تؤكد أن الكرد في سوريا شعب وليس أقلية كما يدعى البعض ويؤكد نسبتهم بما هو دون 10 % محاولة منهم أرضاء الأوساط الشوفينية . وقد قدمنا ادق ما يمكن الوصول إليه منطقياً وعقلانياً في هذا الجانب وفقاً للمقارنة المذكورة .
تقدر مساحة غرب كوردستان (160000) كم مربع تسوده الأغلبية الكوردية وهناك عرب وأرمن وأشوريين ويعمل معظم السكان في الزراعة التي باتت في خطر نتيجة سنوات المحل الأخيرة وتجاهل السلطة السورية معاناة الزراعة وأهمالها وعدم أيجاد حلول ناجحة لها أثرت بالسلب على الأقتصاد السوري ككل ودفعت بالأكراد إلى الهجرة نحو المدن الصناعية أملاً بعمل يسد الرمق ويدفع شبح الفقر عن منازلهم والجدير ذكره حرم الكثير من الأكراد من حمل الشهادات الجامعية والمعاهد والثانويات من التوظيف الحكومي ومنح أقرانهم العرب أمتيازات واسعة تطبيقاً للفقرة الرابعة من المادة الثامنة لوثيقة ( محمد طلب هلال ) والتي جاء فيها مايلي :
4- سد باب العمل : لا بد لنا أيضاً مساهمة في الخطة من سد أبواب العمل أمام الأكراد حتى نجعلهم أولاً في وضع غير قادر على التحرك وثانياً في وضع غير مستقر المستعد للرحيل في أية لحظة وهذا يجب أن يأخذ به الأصلاح الزراعي أولاً في الجزيرة بأن لا يؤجر ولا يملك أكراد والعناصر العربية كثيرة وموفورة بحمد الله ..............




















#الحكومة السورية والملف الكوردي#

بعد ثورة أكتوبر في روسيا وما جاءت به من أفكار مقرة لحقوق الشعوب في تحقيق مصيرها بنفسها وكنتيجة موضوعية لعقود من الزمن الذي ألقت فيه الأمبراطورية العثمانية الشعوب الرازخة تحت سيطرتها في المآسي والحروب والتدهور الاجتماعي بدأت أثارها النفسية واضحة حتى زمننا هذا وخاصة فيما يتعلق بمسألة الأرمن والشرخ الذي تسببت فيه الإسلامية المستترة والانتهازية الصرفة دون أن يعلم الأكراد لماذا يحاربون هؤلاء ومن هم سوى أن العثمانيون كانوا يقولون عنهم الكفرة المرتدون عن الإسلام ومن الجدير ذكره أن للبرزاني مذكرات موثقة تؤكد على أن البرزانيين كانوا يساعدون في حماية الأرمن . ( لعلنا تطرقنا إلى مسألة الأرمن كونها ورقة تستغلها السلطة السورية في الكثير من الأحيان لإثارة النعرات الدينية والمذهبية بحق أبناء الجزيرة) .
وبعد صلح فرساي واتفاقية سايكس بيكو وتقسيم تركة الرجل المحتضر للإمبراطورية العثمانية . وجد الأكراد في غرب كوردستان أنفسهم في خندق المواجهة الوطنية مع الاستعمار الكولونيالي الفرنسي ويداً بيد كانت المقاومة على أشدها من رجالات هذا الشعب أمثال إبراهيم هنانو والخراط والعديد من الأسماء البارزة في تاريخ النضال ضد المستعمر .
ففي عام 1925 وبعد وصول جيوش الاحتلال الفرنسي إلى الجزيرة بقيادة القائد (رولكان) تصدت لهم العشائر الكوردية ( عدا عشيرة المرسينية ) التي كانت ترى التحالف مع الفرنسيين أنسب من قتالهم وجرت مواجهات مسلحة أعتقل العديد من الأكراد إثرها لكن قامت مجموعة من الأكراد بالهجوم على الثكنة العسكرية في قرية ( بياندور ) وبعدها جرت معركة حامية الوطيس مع الفرنسيين في موقع ( تل مدفع – كرى توبى ) قتل فيها (رولكان) وهزمت القوات الفرنسية على إثرها وهزمت القوات الفرنسية على أثرها وفي عام 1936 التقى الزعماء الأكراد في الجزيرة مع المناضل السوري فوزي قاوقجي لتنظيم الانتفاضة ضد الفرنسيين كما كانت حركة المريدين في عفرين 1934 وحتى الشخص الذي رفع العلم السوري فوق البرلمان السوري معلناً استقلال سوريا كان كوردياً ........!! )
لكن وعلى الرغم من التضحيات الجسام التي قدمها الشعب الكوردي في سبيل استقلال سوريا وتحررها من الاستعمار .
جاء الموقف الرسمي منهم بعدم الاعتراف بوجودهم وحقوقهم القومية أبان الاستقلال وتتعدى ذلك إلى نشوء مفاهيم واتخاذ مواقف شوفينية صرفة على إثر انقلاب العقيد أديب الشيشكلي عام 1952 ساد جو من الاعتقالات والحظر من العمل السياسي الكوردي سراً وقامت السلطات باعتقالات واسعة بحق القيادات والنشطاء الكورد في عهد حكومة الانفصال 1961 وعلى أثر صدور وثيقة ( محمد طلب هلال ) التي وضحت وقدمت مشروعاً عنصرياً مجحفاً بحق الوطن السوري ككل والشعب الكوردي على وجه الخصوص و ( هلال ) هذا كان مديراً للأمن في محافظة الحسكة

# وثيقة محمد طلب هلال#
تتألف هذه الوثيقة من ستة فصول يسرد فيها كاتبها نظرته الشوفينية للأكراد والتعصب القومي العروبي السافر وقد كانت محط اهتمام الرأي العام في سوريا والبلدان العربية والرأي العام العالمي وقد استفادت منها البلاد التي تقتسم كوردستان حسب هذه الخطة المدروسة والمتقنة في سبيل تعريب الأكراد وتهجيرهم وإذلالهم والتخلص منهم بكافة السبل والوسائل المتوفرة بما فيها العسكرية ولعل المادة الثامنة من الفصل الثاني المعنونة بـ : المقترحات بشأن المشكلة الكوردية:

1- أن تعتمد الدولة إلى عمليات التهجير إلى الداخل مع التوزيع في الداخل ومع ملاحظة عناصر الخطر أولاً فأول . ولا بأس أن تكون الخطة ثنائية أو ثلاثية السنين تبدأ العناصر الخطرة لتنتهي إلى العناصر الأقل خطورة وهكذا ....
2- سياسة التجهيل: أي عدم إنشاء مدارس أو معاهد علمية في المنطقة لأن هذا أثبت عكس المطلوب بشكل صارخ و قوي ......
3- أن الأكثرية الساحقة من الأكراد المقيمين في الجزيرة يتمتعون بالجنسية التركية . فلا بد لتصحيح السجلات المدنية وهذا يجري الآن إنما نطلب أن يترتب على ذلك إجلاء كل من لم تثبت جنسيته تسليمه للدولة التابعة لها أضف إلى ذلك يجب أن يدرس من تثبت جنسيته دراسة أيضاً معقولة وملاحظة كيفية كسب الجنسية لأن الجنسية لا تكتسب إلا بمرسوم جمهوري . فكل جنسية ليست بمرسوم يجب أن تناقش . تبقي من تبقي أي الأقل خطراً وتنزع من تنزع عنه الجنسية لنعيده بالتالي إلى وطنه.
ثم هناك تنازع الجنسيات فأنك تجد أحدهم يحمل جنسيتين في آن واحد أو قل ثلاث جنسيات. فلا بد والحالة هذه أن يعاد إلى جنسيته الأولى وعلى كل حال فالمهم ما يترتب على ذلك الإحصاء والتدقيق من أعمال, حيث يجب أن نقوم فوراً بعمليات الإجلاء.
4- سد باب العمل: لا بد لنا أيضاً مساهمة في الخطة من سد أبواب العمل أمام الأكراد حتى نجعلهم في وضع أولاً غير قادر على التحرك و ثانياً في وضع غير المستقر المستعد للرحيل في أية لحظة وهذا يجب أن يأخذ به الإصلاح الزراعي أولاً في الجزيرة بأن لا يؤجر ولا يملك أكراد
والعناصر العربية كثيرة وموفورة بحمد الله .
5- شن حملة من الدعاية الواسعة بين العناصر العربية ومركزة على الأكراد بتهيئة العناصر العربية أولاً لحساب ما وخلخلة وضع الأكراد. ثانياً بحيث يجعلهم في وضع قلق وغير مستقر .
6- نزع الصفة الدينية عن مشايخ الدين عند الأكراد وإرسال مشايخ بخطة مرسومة عرباً أقحاحاً. أو نقلهم إلى الداخل بدلاً من غيرهم . لأن مجالسهم ليست مجالس دينية أبداً بل وبدقة العبارة مجالس كردية . فهم لدى دعوتهم ألينا لا يرسلون برقيات ضد البرزاني أنما يرسلون ضد سفك دماء المسلمين . وأي قول هذا القول .
7- ضرب الأكراد في بعضهم وهذا سهل وقد يكون ميسوراً بإثارة من يدعون بأنهم من أصول عربية على العناصر الخطرة منهم. كما يكشف هذا العمل أوراق من يدعون بأنهم عرباً.
8- إسكان عناصر عربية وقومية في المناطق الكردية على الحدود فهم حصن المستقبل ورقابة بنفس الوقت على الأكراد ريثما يتم تهجيرهم. ونقترح أن تكون هذه العناصر من قبيلة شمر لأنهم أولاً أفقر القبائل أرضاً وثانياً مضمونين قومياً مئة بالمئة .
9- جعل الشريط الشمالي للجزيرة منطقة عسكرية كمنطقة الجبهة بحيث توضع فيها قطاعات عسكرية مهمتها إسكان العرب وإجلاء الأكراد وفق ما ترسم الدولة من خطة.
10- أنشاء مزارع جماعية للعرب الذي تسكنهم الدولة في الشريط الشمالي على أن تكون هذه المزارع مدربة ومسلحة عسكرياً كالمستعمرات اليهودية على الحدود تماماً .
11- عدم السماح لمن لا يتكلم اللغة العربية بأن يمارس حق الانتخاب والترشيح في المناطق المذكورة.
12- منع أعطاء الجنسية السورية مطلقاً لمن يريد السكن في تلك المنطقة مهما كانت جنسيته الأصلية ( عدا الجنسية العربية ).
13- هذا وأن هذه المقترحات ليست كافية بل أردنا منها إثارة المسؤولين بحسب خبرتنا لتكون تباشير مشروع خطة جذرية شاملة لتؤخذ للذكرى بعين الاعتبار .

ومن الجدير بالذكر أنه تم قد تم مكافأة الملازم أول محمد طلب هلال كعضو في القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي ووزيراً للتموين في حكومة يوسف زعين وبعد بلوغه سن التقاعد أصبح سفيراً لسورية في بولونيا .

















الممارسات القمعية الشوفينية للحكومة السورية بحق الشعب الكوردي في غرب كوردستان

أولاً: مسألة المجردين من الجنسية.
المرسوم التشريعي رقم 93/تاريخ 23/8/1962 والقاضي بإجراء إحصاء سكاني في محافظة واحدة هي محافظة الحسكة وتحت ذريعة معرفة السوريين من غير السوريين نورد هنا نص المادتين الأولى والسادسة من هذا المرسوم :
((المادة 1- يجرى إحصاء عام للسكان في محافظة الحسكة في يوم واحد يحدد تاريخه بقرار من وزير التخطيط بناء على اقتراح وزير الداخلية
المادة -6 عند الانتهاء من عملية إحصاء السكان في محافظة الحسكة تشكل لجنة عليا بمرسوم جمهوري بناءاً على اقتراح وزير الداخلية لدراسة نتائج الإحصاء وتقرير تثبيتها في سجلات الأحوال المدنية الجديدة أو عدمه , وإعداد التعليمات اللازمة بذلك )) .
ونتيجة هذا الإحصاء الجائر تم وقتها تجريد (150000) مواطن كوردي من حق الجنسية ( وصل هذا الرقم إلى ما يزيد (250) ألف مواطن إذا أسقطنا الحالة على التزايد السكاني في سورية ). وذلك بحجة أنهم متسللون من تركيا إثر ثورة الشيخ سعيد ببران 1925 في شمال كوردستان ( الجزء التابع لتركيا ) علماًً أنهم يملكون وثائق تعود للعهد العثماني تثبت وجودهم في مناطقهم منذ ذلك الزمن حتى إجراء الإحصاء لكن ذلك لم يفدهم على الرغم من الوعود التي أطلقها الرئيس السوري بشار الأسد بحل هذه المسألة بأسرع وقت وقد مر على هذه الوعود أكثر من ثلاثة أعوام إبان ما جرى في الثاني عشر من آذار عام 2004 وأعتبر السيد الرئيس القومية الكوردية جزء لا يتجزأ من النسيج الوطني السوري .
تستمر معاناة هؤلاء ومأساتهم اللانسانية فلا يحق لهم العمل والتملك والدراسة والتعليم والسفر . ومن المصادفة الباعثة على السخرية وجود أشخاص مواطنين أشقائهم أجانب وآباء مواطنين وأبناء أجانب وهناك أيضاً ما يسمى بمكتوي القيد.
هؤلاء هم الأكثر حرماناً واضطهادا حيث لا يوجد حتى ما يثبت أنهم موجودون اسماً بالسجلات كون الأجانب لهم سجل قيد الأجانب ومن هؤلاء الأجانب الجنرال توفيق نظام الدين رئيس الأركان العامة في سوريا سابقاً وقد تم تجريده من حقوقه المدنية لأنه من أصول كوردية وعائلة إبراهيم باشا المللي صارت عائلة أجنبية علماً أن عميد العائلة كان من الأعضاء المؤسسين في المجلس التأسيسي للبرلمان السوري عام 1928 وحول إدعاءات السلطة السورية بأن هؤلاء الأكراد متسللون من تركيا نورد ما يلي :
1- كدليل على عدم صحة الحكم على أكراد سوريا بأنهم مهاجرون و متسللون نورد أرقاماً إحصائية اللاجئين إلى سوريا لم يورد أي ذكر للأكراد وذلك في عام 1925 حيث ترد النتيجة على الشكل التالي : كان تعداد اللاجئين الذين استوطنوا البلاد في كانون الثاني 1925 هو:89000 أرمني , 4000 كلداني , 1800 يعقوبي , 900 يوناني أرثوذكسي , 950 كاثوليكي سوري .
2- هناك العيد من الكتاب والمؤرخين المنصفين البعيدين عن المفاهيم العنصرية الشوفينية ومنهم عرب سوريون لم يتهموا الأكراد بالتسلل فالدكتور شفيق صلاح يؤكد في باب الهجرة الخارجية إلى سوريا على عدم وجود هجرة كوردية مخططة إذ يقول : ( وبالنسبة لسوريا فمن المعروف أنه استقبل ثلاث موجات متتالية من السكان منذ بداية القرن الحالي وهي هجرة الأرمن وهجرة الشركس وهجرة العرب .

كما أن السلطة أصدرت تعاميم وقرارات تمنع تسمية المواليد الجدد بأسماء كوردية أو تسمية المحلات التجارية بتلك الأسماء إضافة إلى منع اللغة الكوردية في المدارس والدوائر الرسمية ورفض قبول الطلبة الأكراد في المعاهد السورية وفصل العديد من العمال الأكراد من وظائفهم بتهم محاولة اقتطاع أجزاء من الأراضي السورية وضمها إلى بلد أجنبي أو محاولة إقامة دولة كوردية منفصلة وهناك رقابة واسعة على إحياء العيد القومي ( نوروز ) ومنع الفرق الفلكلورية من مزاولة الفلكلور والغناء الكوردي ومنع الصحافة الكوردية من العمل علناً ومصادرة كل الصحف أو الكتب أو الجرائد التي تتحدث عن الكورد ولا يوجد قانون يسمح بإنشاء أحزاب أو مزاولة العمل السياسي العلني للأكراد حتى الجمعيات الخيرية تستدعي موافقات أمنية فما بالك بجمعيات حقوقية أو إنسانية أو ثقافية كوردية .




التغير الديموغرافي لغرب كوردستان
1- (جاؤوا وجلبوا معهم صحراءهم)

الفلاح الكوردي بين الكيبوتزات الإسرائيلية والمزارع الاشتراكية بطابع الشوفينية
العربية

عندما سألني مدرس التربية القومية الاشتراكية في ثانويتي بعد أن خط على السبورة العنوان التالي ( الكورد ) ومعمع مطولاً تارةً بشتم البرزاني وتارة الطالباني ولا ضير في مدح أطراف كانت محسوبة على حزبه وسلطته ( ما رأيك يا ميرآل في وضعكم أليس ما قلته صحيحاً ) تأملته وأنا يافع وتدفق الدم الكوردي في جبيني الأسمر وقلت له هل تعطيني الأمان لأتحدث – أجابني واثقاً – ( نحن في بلد ديمقراطي ) تيقنت أنني الليلة سأغيب عن منزلي ... !! ؟
يا أستاذ هل لك أن تقول لي ما الهدف من إقامة الكيبوتزات ( طبعاً تعني المستعمرات ) في الجولان المحتل . أجابني ( الأمر واضح أراد الإسرائيليون فصل عرب الجولان عن عرب سوريا كحاجز بشري إسرائيلي كي تتخلخل البنية الاجتماعية الاقتصادية في الجولان ) قلت له : وماذا تسمي منح الفلاحين العرب الذين غمرت أراضيهم بماء سد الفرات أراضي الأكراد على المنطقة الحدودية مع تركيا والعراق ! توقف برهة واللبكة تجتاح تقاسيم ذقنه وشفتيه الغليظتين الدالتين على عروبيته الصرفة أنها مزارع جماعية وفقاً لمنظومتنا الاشتراكية ..........
أوصد الموضوع وأقفله نهائياً .

جاء في الفقرة الثامنة من وثيقة محمد طلب هلال وضمن البند الثامن والتاسع و العاشر ما يلي:
8-إسكان عناصر عربية وقومية في المناطق الكردية على الحدود فهم حصن المستقبل ورقابة بنفس الوقت على الأكراد ريثما يتم تهجيرهم. ونقترح أن تكون هذه العناصر من قبيلة شمر لأنهم أولاُ أفقر القبائل أرضاً وثانياً مضمونين قومياً مئة بالمئة .
9-جعل الشريط الشمالي للجزيرة منطقة عسكرية كمنطقة الجبهة بحيث توضع فيها قطاعات عسكرية مهمتها إسكان العرب وإجلاء الأكراد وفق ما ترسم الدولة من خطة.
10-إنشاء مزارع جماعية للعرب الذين تسكنهم الدولة في الشريط الشمالي على أن تكون هذه المزارع مدربة ومسلحة عسكرياً كالمستعمرات اليهودية على الحدود تماماً.
جاءت هذه الدراسة وتبنتها حكومة الانفصال في سوريا وطبقتها عملياً سلطة البعث عام 1970 في سياق ما كان يسمى بالحركة التصحيحية فقد استولت السلطة على أراضي الفلاحين الأكراد بحجة قانون الإصلاح الزراعي والمزارع الجماعية وأجلت الأكراد على طول الشريط الحدودي مع تركيا والعراق ( تهيئ السلطة نفس الإجراء على الحدود العراقية في العام 2007 ) بطول 375 كم وعرض ما بين 15-30 كم وقد تم توطين أكثر من عشرة ألاف عائلة عربية من فلاحي الغمر من مدينة الطبقة قرب الرقة في تلك الأراضي الكوردية وعملت على تخديم تلك المستوطنات ومدها بكافة وسائل الراحة (ماء كهرباء اتصالات مواصلات وطرق ) وعملت على تدريب تلك العائلات وتسليحها بكثافة وإصرار .
الهدف كان واضحاُ كما قال مدرس التربية القومية وأكدته وثيقة محمد طلب هلال فصل أكراد سوريا عن أكراد تركيا والعراق وتهجير الأكراد من سوريا وذلك بحرمانهم من مصدر رزقهم الزراعة وتقديم التسهيلات الكفيلة بخروجهم من المنطقة جوعاً وفقراً. وقد تم الاستيلاء على أراضي 600 ملاك مشمولين بقانون الإصلاح الزراعي و 200 ملاك نتيجة قرارات لجنة الاعتماد لقد وصلت نسبة الأراضي المستولى عليها في الجزيرة إلى 43 % من مجموع الأراضي السورية التي خضعت للقانون والقرارات السابق ذكرها. وعمدت إلى تغير أسماء القرى والمحلات والقصبات الكوردية بأسماء عربية في ظل سياسة تعريب وتغيير ديموغرافي خارق لاتفاق حقوق الإنسان التي وقعت عليها سوريا وتعمل سلطة البعث في سوريا على إكمال الحزام العربي مع الحدود العراقية وخاصةً بعد ما جرى في الثاني عشر من آذار 2004 حيث عمدت إلى جلب الفرق العسكرية التابعة للجيش بكامل عتادها وأقامت لها قواعد منتظمة وبشكل دقيق لتسهل قبضة الأحكام على غرب كوردستان وتعمل أيضاً على جلب عرب منطقة الشدادي المغمورين بمياه السد في تلك المنطقة الشبه متصحرة إلى مناطق وأراضي ناحية ديريك ( المالكية ) وإسكانهم فيها ومنحهم كافة وسائل الحماية والرقابة والراحة ليس معلوماً بعد نتائج هذا العمل الذي تنوي السلطة القيام به ومن الجدير ذكره أنه كانت هناك محاولات جادة لاستجلاب الفلسطينيين إلى المنطقة لولا الهبة الاستنكارية الكوردية عالمياً وتأييدها من القيادة الفلسطينية السابقة ( ياسر عرفات ) عبر جمعية الأخوة الكوردية العربية في كوردستان العراق وقد أكد كل من ( جورج بيكارت و آلان ماكوفسكي ) ممثلا الكونغرس والخارجية الأمريكية استبعاد هذا المشروع الذي نشرته الصحافة الأردنية في أطار عملية السلام وتسوية مشكلة اللاجئين الفلسطينيين في كل من سوريا ولبنان والأردن وقطاع غزة حيث أكدت تلك النشرة أنه سيتم توطين 400 ألف لاجئ فلسطيني في محافظة الحسكة شمال شرق سوريا وصرح الممثلان الأمريكيان بأن الموقف الأمريكي هو الصداقة مع الشعب الكوردي وليس إيذاءه ويبدو أن إرادة السماء أيضاً تتدخل لغبن الأكراد فشح الأمطار وكثرة سنوات الجفاف والمناخ المتقلب وارتفاع درجات الحرارة نهاراً وانخفاضها بشكل كبير ليلاً أدى إلى قول الأكراد في غرب كوردستان ( هؤلاء العرب الذين جاؤوا إلى ديارنا جلبوا معهم صحرائهم) .

2- (من (تعلكي) إلى جبل الشيخ ومن (كاونده) إلى البتراء )
( تغير أسماء القرى الكوردية )
تعلكي تلك القرية الكوردية التي تحول أسمها في المعاملات الرسمية والزراعية ( جبل الشيخ ) بموجب المرسوم التشريعي رقم (36) تاريخ 11/8/1978 المتضمن أحداث وزارة الإدارة المحلية والقانون رقم (56) تاريخ 15/7/1980 وقرار المكتب التنفيذي لمجلس محافظة الحسكة رقم (541) بتاريخ 82/10/1997وعلى موافقة المديرية العامة للآثار والمتاحف بكتابها رقم (5451) و (5) تاريخ 14/10/1997 يقرر ما يأتي :
مادة 1- تستبدل أسماء (55) قرية ف محافظة الحسكة بالأسماء الجديدة والمناسبة والمبنية إزاء كل منها نذكر منها أمثلة
(بركفري) ---------- بئر الحمر ( الدرباسية )
(تعلكي) ----------- جبل الشيخ (الدرباسية )
(مزرو) ------------مزار ( رأس العين )
وجاء القرار /580/
وزير الإدارة المحلية
المادة 1- تستبدل أسماء القرى والمزارع التالية في محافظة حلب بالأسماء الجديدة المدونة حيال كل منها أورد منها:
( بيوك أوبة ) ------------- الكبيرة ( عفرين )
( جيلاني ) ---------------- الغزلان( عفرين – راجو )

القرى في محافظة الحسكة :
جر عانيشك ---------- تل المرفق
مريشكي ---------- الدجاجة الخضراء













3- من هولوكوست النازية العالمية إلى هولوكوست الشوفينية العربية

مدخل :الهولوكوست يعني المحرقة و هي العملية التي قامت بها النازية العالمية بحق اليهود في أوربا عموماً و ألمانيا خصوصاً وقد تم ذلك لأسباب هي :
أولاً : النظرية العرقية التي اعتمدت عليها و طبقتها النازية العالمية بحق الشعوب التي لا تنتمي إلى العرق الآري و هذه النظرية كبدت العالم بأسره _بما فيها ألمانيا_خسائر فادحة إذا ما اعتمدنا نتائج الحرب العالمية الثانية و الهزيمة التي منيت بها ألمانيا و ما رافق هذه العملية من إبادة جماعية الإنسانية بشكل مباشر أو غير مباشر .

ثانياً: تصفية الحساب مع اليهود الذين قدموا المساعدات في الحرب العالمية الأولى و التي ضمنت خسارة ألمانيا.
ثالثاً: من الواضح أن النازية كانت تستهدف الاستيلاء على أموال و ثروات اليهود والذين كانوا ولا يزالون يتمتعون بزخم حقيقي منه حيث يعتبرون أغنى شعوب العالم وفي هذا الصدد كانت النازية شديدة جدا وما الاعتقالات الواسعة والكبيرة بحق اليهود في أوكرانيا وألمانيا واقتيادهم بالقطارات إلى معتقلات قاسية جدا ًفي ألمانيا أكبر دليل على ذلك حيث كانت هذه المعتقلات عبارة عن ثلاث معسكرات تفتقر لأبسط حقوق الإنسان.
إضافة لعمق فكرة أخذ الطائفة البروتستانتية أفكار اليهود فيما يتعلق بالربا والإقراض اللذين حرمهما الدين المسيحي حيث نشطت هذه العملية في محاولة للخروج من سيطرة اليهود الاقتصادية والاحتكارية هذه المحارق كانت عبارة عن حمامات ذوات (دوش) موصولة بالغاز طلب من المعتقلين الاستحمام الجماعي ثم قاموا بإضرام النار في أبشع عملية إعدام جماعي أو وضعهم على سحابات جرارة (قشاطات) وجرهم إلى أفران درجات الحرارة والنار فيها تتجاوز كل حدود حيث يخرج المعتقل كومة من الرماد من الجهة القابلة.

الشعب الكردي في كفة الموازنة:

صحيح أنه ليس من الجائز وضع الشعب الكردي في موازنة مع اليهود إلا من ناحية واحدة هي الرؤية الشوفينية العربية لهذا الشعب التي لا تقل عن الرؤية النازية لليهود.
فهذه الموازنة لا تكون صحيحة إذا ما نظر إلى التاريخ التضحياتي للشعب الكردي على مر التاريخ وأوسمته في هذا المضمار جلية إبتداءاً بالغزو المقدوني للشرق والهجوم البربري للمغول مروراً بالسور الفولاذي الذي كان في وجه الحملة الصليبية على الشرق
الإسلامي وتحرير القدس على يد الأيوبيين وانتهاءً بالتضحيات الجسام التي قدمها في مقاومة الاستعمار الكولونيالي العسكري الأوربي .هذه الأوسمة التي حاولت وتحاول الشوفينية العربية انتزاعها وذلك بالاستفادة القصوى من الفكر اللانساني والدموي الذي مر به التاريخ البشري ولنأخذ إحدى العينات في هذا التطبيق والتقليد للهولوكست النازي وهو حريق سجن الحسكة المركزي .

سجن الحسكة المركزي :

كإحدى الظواهر المستشرية في الفكر الشوفيني البعثي في سورية و التي تنعدم فيها جميع أشكال حقوق الإنسان هي السجون القمعية .
فالسجن الذي سنتحدث عنه جمع في زنزاناته القمعية المتهم و المذنب بالبريء والسياسي بالمجرم الجنائي في ظل قانون غائب و سلطة قضائية فاسدة.
ففي 24|3|1993 و في تمام الساعة الحادية عشرة ليلاً التهمت النيران الهائلة إحدى المهاجع و استمرت هذه النيران و توسعت إلى مهاجع مجاورة تحرق كل ما تصادفه دون أن تحاول إدارة السجن فتح الأبواب أو إخماد النار (بحسب روايات الناجين و الوقائع و
الحيثيات ) حتى أن سيارات الإطفاء التي لم تحضر إلا في صبيحة اليوم التالي .
لقد سبق هذه العملية تحركات واسعة من النظام القمعي في سورية كجزء من عملية إنكار وجود الشعب الكردي المسالم و المحاولة الجادة لمحو هذا الوجود بشتى الوسائل و من هذه التحركات :
1) قيام السيد وزير الداخلية بإصدار قرار يمنع فيه التسمية بالأسماء الكردية في شهر أيلول من العام الذي سبق عام الحريق (1992 )
2) و قامت السلطات في نفس العام بحملة اعتقالات واسعة في صفوف هذا الشعب بمناسبة و دون مناسبة فكانت الاعتقالات في أوجها في شهر تشرين الأول
3) و لعلها كانت نتيجة طبيعية للقاءات الثلاثية المعتادة بين سورية و تركيا و إيران المتعلقة بالقضية الكردية و ضرب حركته التحررية وإرادته الشعبية .
فالرأي حول عملية حريق السجن كانت آنذاك نتيجة متمخضة عن التحركات السابقة الذكر هذه العملية التي أودت بحياة (57 ) شخصاً و جرح أكثر من (30 ) .
علماً أن هذه العملية ترافقت بتعتيم و كتم إعلامي شديد ذلك كونها عملية سياسية عنصرية إضافة للصراعات بين الأجهزة الأمنية حول الصفقات التجارية غير المشروعة و الرشاوى .
ويروي أحد الناجين : أن إدارة السجن و عناصرها قاموا برش المهجع المذكور بمادة بودرة بيضاء ذات رائحة زكية (أرضية و بطانيات ) بحجة مكافحة الحشرات حيث لب النار بشكل مفاجئ في تلك المادة بسرعة هائلة دون قدرة السجناء على إخماده خاصة بوجود
أبواب فولاذية موصدة بإحكام و وقوف المسئولين متفرجين على الموقف دون محاولة حتى ولو بشكل إنساني على اتخاذ أي إجراء .
علماً أن المهجع المذكور كان يحتوي على كمال حسو و أبناءه و المتهمين بجريمة قتل أحد الأشخاص ذوي النفوذ و المرتبط أمنياً بأجهزة الاستخبارات السيئة الصيت و هؤلاء كانوا موقوفين على ذمة التحقيق الجاري وقتها دون أن يكون قد صدر حكم قضائي بحقهم .
ما بعد الحريق : جاء في تقرير العميد محمد يوسف منصور قائد شرطة محافظة الحسكة وقتها و المؤرخ في 27|3|1993 إلى وزارة الداخلية تحت الرقم 1321|ص أن مسببي الحريق هم مجموعة من مدمني المخدرات (حشاشون كما جاء حرفيا في التقرير ).
علماً أن اللجنة الأمنية في المحافظة اجتمعت بإشراف مباشر من اللواء عدنان بدر حسن لبحث مقتل أحد المواطنين من مدينة الدرباسية على يد أحد أفراد عائلة كمال حسو المذكور سابقاً و قد تقرر تجريد جميع أفراد هذه العائلة من الجنسية و مصادرة كافة أموالهم المنقولة و الغير المنقولة دون انتظار نتائج التحقيق المدرجة تحت قانون الجنايات لكن في سورية الأجهزة الأمنية تتدخل حتى في أحلامك لتحولها كوابيس.
والهدف كان من العملية إثارة النعرات الطائفية بين أبناء المحافظة حيث كان المجني عليه من ملة مختلفة وهذا هو المطلوب من هذه الأجهزة استغلال كل شي في سبيل تفكيك البنية الاجتماعية و الاستفادة القصوى من أموال الطرفين .
وفي محاولة للتضليل قام وزير الداخلية بمؤتمر صحافي محاولاً التملص من المسؤولية و مهاجمة الذين يطالبون بتحقيق حر و نزيه و اتهامهم بمعاداة الوطن و العمالة لإسرائيل و لأول مرة يعلن مسوؤل على هذا المستوى وجود أجانب (المجردين من الجنسية بموجب إحصاء 1962 ) حيث قال :
إن ضحايا – حادث – الحريق 34 مواطن فقط و (23) أجانب أو حاملي جنسية قيد الدرس كما أعلن الوزير المذكور عن إعدام (5) من السجناء بتهمة إحراق السجن دون توضيح الأسباب و الدوافع.
و كان هذا المؤتمر يعلن بوضوح طي هذه الصفحة و سد الباب أمام أية محاولة للتحقيق و كشف الملابسات و فضح المتورطين و بعد شهرين من عملية هولوكوست الحسكة أعدم المتهمون الخمسة وهم :
1) علي محمود قاسم مواليد الحسكة 1966
2) فريد محمود الجبري مواليد الحسكة 1972
3) قهرمان جمهور محمد مواليد القامشلي 1961
4) محمد أمين محمد مواليد المالكية 1968
5) محمد فرحان سكفان مواليد القامشلي 1965
كما أنه قد تم الحكم على خمسة آخرين بالسجن واحدهم هو كاميران محمود الشريف الذي لم يكن متجاوزاً سن السابعة عشرة و قد حكم عليه بالسجن 12 عاماً و شددت عقوبته إلى السجن المؤبد بالأشغال الشاقة عملاً بالمادة 247 من قانون العقوبات العام كما حكم على خمسة أفراد من الشرطة بتجريدهم من الحقوق المدنية و الأشغال المؤقتة مدة ثلاث سنوات (وقد أوقف التنفيذ فيما بعد ) .
لسنا بصدد الدفاع عن مجرمين لكن القضية تفرض السؤال هل يستحق أبناء هذا الشعب ما يجري بحقهم حتى سلك الإجرام سببه الرئيسي هو السلطة القمعية في سورية التي تسد جميع أبواب العمل و المعيشة الشريفة أمام هذا الشعب الأعزل و المضطهد بكافة أشكال القهر و الحرمان و هذا الشكل النازي من التعامل .
أم أن طبيعة هذا النظام تفرض ذلك و تدفعه على الدوام للاستفادة القصوى من الفكر اللانساني و مشاريع التمييز كالحزام العربي مثلاً الذي جاء تقليداً للمشروع الإسرائيلي في الجولان السوري .
أم أن النظام سيستمر في هذه السياسة التي أثبتت فشلها ليقترب من نهايته بشكل أسرع في وقت هو بأمس الحاجة لتغيير سلوكه بشكل جذري و الحفاظ على الرقاب .



الجرح الآذاري وسام بطولة الكورد في غرب كوردستان :

بعد استقلال سورية عن فرنسا و إعلان الدولة السورية و خاصة بعد تولي حزب البعث مقاليد الحكم في سورية لم يهدأ للشوفينية العربية بال و لم تعدم وسيلة إلا و اتبعتها للنيل من شركائهم الكورد في الوطن , الذين دافعوا عن سورية مع أقرانهم العرب و الآشوريين ضد الاستعمار الفرنسي و كانوا السباقين في المواجهة و حماية وحدة البلاد و صون استقلالها .

لا تخلو قرية كوردية و لا تمر بحي كوردي إلا و فيه شهيد في سبيل سورية و في إيقاف الحرب الأهلية في لبنان أو في حرب أكتوبر 1973 م و حتى في سبيل الحقوق الفلسطينية .

فما كان ثمن وطنيتهم ..!؟

تجريدهم حقوقهم الإنسانية و المدنية و الاستيلاء على أراضيهم عنوة و نهب خيرات بلادهم , إحراقهم , ملء السجون بهم , منعهم العيش الكريم , حتى لغتهم الأم جردوهم منها لا بل حتى أسماؤهم , و طبيعة بلادهم و جغرافيتها ما سلمتا من براثن الشوفينية العربية .

عقود من الغبن و التغييب و اللاعتراف بوجودهم على أراضيهم التاريخية ولد حالة من السخط و الاستنكار و الضغط القابل للانفجار في أية لحظة ..

لقد كان من الواضح أن تحرير العراق و إسقاط الطاغية و البدء بتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الديمقراطي سيلقي بظلاله على المنطقة برمتها .

و لما للشعب الكوردي من دور أساسي و حيوي في تحقيق دمقرطة المنطقة عبر حصوله على حقوقه و الاعتراف به و إدارته لمنطقته سيسحب البساط من تحت أقدام الشوفينية و المستبدين فكان لا بد للعقلية الإقصائية من التفكير و العمل الجاد لإيجاد مخرج و مأمن من الخطر القادم فكان لابد من تجارب و جس للنبض الذي يغلي فكانت المؤامرة في دمشق و كانت الجريمة في غرب كوردستان .

المكان : الملعب البلدي في مدينة القامشلي , غرب كوردستان .

الزمان : الجمعة 12 3 2004

المناسبة : مباراة بكرة القدم بين نادي الجهاد مستضيفاً و نادي الفتوة من محافظة دير الزور ضيفاً .

المجريات : عبر مدينة الحسكة مرت عشرات السيارات محملة بمشجعي نادي الفتوة الهاتفين بحياة الطاغية البائد صدام حسين و شاتمين الرموز الكوردية !

استمرت القافلة المذكورة بعبورها في مدينة القامشلي إلى الملعب البلدي مع استمرار الهتاف الاستفزازي لأهالي المدينة المسالمين .

عملياً كان الأمر قد أعد له مسبقاً فالوافدون لم يتم تفتيشهم على بوابة الدخول إذ يُعرف عن مشجعي نادي الفتوة بشغبهم لكن ضمن أراضيهم و صداميتهم تجاه المستضيفين علماً أنهم كانوا يحملون الأسلحة البيضاء و بعض الأسلحة النارية و أكياس مملوءة بالحجارة ..

استمرت هذه الجماهير بإطلاق العبارات الاستفزازية على المدرجات و بدؤوا برشق المستضيفين بالحجارة أدى ذلك إلى إصابة العديد و كانت قوات حفظ النظام تقف متأهبة دون حراك و كأنها تنتظر الكورد ليرد و حينما بدأ جماهير المستضيف بالدفاع عن أنفسهم هاجمتهم قوات الأمن و الشرطة بالرصاص الحي مما أدى إلى استشهاد و إصابة العديد .

في اليوم التالي بتاريخ 1332004 و لدى محاولة الجماهير الساخطة و الغاضبة تشييع شهداءهم و منعتهم من التعبير عن مشاعرهم الحزينة قام المجرم ( سليم كبول ) محافظ الحسكة و أمر قوات الأمن بإطلاق الرصاص الحي على الجماهير المشيعة و سقط العديد من الشهداء و في موجة غضب عارمة طوال أربعة أيام زرعت الرعب في نفوس الأجهزة الأمنية منتقلة هاتيك الحالة من القامشلي إلى كل بقعة يسكنها الكورد في عامودا و الحسكة و ديريك و تربيه سبيه و الدرباسية و رأس العين و عفرين و كوبانيه و حلب وصولاً إلى قلب العاصمة دمشق و كر الأفاعي و عاصمة الاستبداد و دفعت بالسلطة بكل مقدراتها العسكرية و الأمنية و جنجويدها و مرتزقتها لنهب المحال التجارية في الحسكة و رأس العين ...

طوال أربعة أيام اهتز عرش الاستبداد تحت وطأة أقدام شباب و شابات الكورد ليؤكدوا بـ ( لا يا نظام ) : زمن الخوف قد ولى إلى غير رجعة فانتقل الخوف بفعل المؤامرة إلى قلوب أصحاب الترهيب و التآمر .

استشهد ما يقارب الثلاثين شهيداً كوردياً و جرح المئات و اعتقل الآلاف و فصل المئات من الطلبة و العمال و الموظفين في سابقة في تاريخ حزب البعث الذي قام و في التفافة من نوع آخر زعيمه الحالي رئيس البلاد بإطلاق تصريحه الشهير و اعتبار الكورد جزءاً من النسيج السوري ..؟؟

ألقت هذه الحالة التي دفعتها العفوية الشعبية بنورها على مختلف الدهاليز المعتمة و أضاءت حقائق ترسخت إلى الأبد ..


*الجرح الآذاري دروس و عبر :


الأمر الذي طرحته هذه الحالة و بإلحاح كان بزوغ مرحلة جديدة في تاريخ النضال القومي الكوردي في سوريا و الوطن السوري بذاته و الكوردستاني العام .

فعلى الصعيد القومي الكوردي في سوريا : أكدت هذه الحالة لحركتها السياسية عدم جدواها بوضعها الراهن خاصة كونها لم تستفد من التضحيات الجسام التي قدمتها البطولة الكوردية لا بل شكلت عائقاً لها خاصة بعد التلبية السريعة لنداء الاستغاثة مخدوعة بفتوى الجلوس إلى طاولة المفاوضات و أثبتت مما لا شك فيه أن الجماهير هي صاحبة القرار الأول و الأخير و هي وحدها من يحدد ساعة الصفر .

أكدت للنظام و أدواته قوة و قدرة الشعب الكوردي على قلب المعادلات بالاتجاه الذي تريده و تقرره المصلحة الكوردية و الضرورات الكوردية و جعلت النظام يعيد حساباته و يعمل على إيجاد مخرج من المأزق الذي وضع نفسه فيه .


أما في الجانب الوطني السوري شجعت الحالة العفوية الشعبية التي قام بها الكورد قوى المعارضة الغائبة الحاضرة و منحتها فرصة الظهور بفعل الوزن الجيوسياسي الكوردي لكن تلك المعارضة الواهية بقيت ضعيفة و مخلخلة بشكل خاص فيما يتعلق بالركيزة الأساسية و الموقف منها أي القضية الكوردية العادلة

و التي أسهمت الحركة الكوردية السياسية في تقزيم الحجم الفعلي للكورد و دفع الحراك السياسي الكوردي في الاتجاه الوطني منحى الاستجداء في وقت كان الأجدر بها إقامة معارضة يلجأ إليها الطيف السوري بشكل رسمي لا أن تكون الورقة الكوردية ورقة معصوف بها ذات اليمين و ذات الشمال في وقت هي صاحبة القرار و الغائب عن الجلسات ..؟

و في إطار آخر أثبت الكورد في غرب كوردستان ترسيخ البعد القومي فكان التضامن من الأجزاء الكوردستانية الأخرى فقام الأشقاء بالتظاهر في الأجزاء الأخرى و كتأكيد للبعد القومي في وجه العاصفة الإقليمية و أثبتت للأنظمة المغتصبة لكوردستان وحدة الحق و وحدة المصير الكوردي في سائر الأجزاء


قائمة بأسماء الشهداء :


محمد آمين يوسف محمد.
الأم: شكرية علي

مواليد: 1979

الوضع العائلي: متزوج له ابنتان

الإقامة: قامشلو – قناة السويس

تاريخ الاستشهاد: 12/3/2004

دفن في: مقبرة قرية حلوة الشيخ

محمد عبد الرزاق إبراهيم
الأم: عدلة

مواليد: 1984

العمل: تاجر غنم

الإقامة: قامشلو

تاريخ الاستشهاد: 12/3/2004

دفن في: مقبرة هلالية

غيفارا بدران خلف
الأم: نوهات

مواليد: قامشلو 1985

العمل: تاجر غنم

الوضع العائلي: عازب

الإقامة: قامشلو

تاريخ الاستشهاد: 12/3/2004 أصيب برصاصة متشظية دفن في: مقبرة هلالية

جوان خورشيد حسن
الأم: عاليه

مواليد: 1986

العمل: بائع أدوات منزلية

الإقامة: قامشلو

تاريخ الاستشهاد: أصيب بطلق ناري متشظ في 13 آذار واستشهد في 26/3/2004 ودفن في: مقبرة قدوربك

عماد يوسف علي
الأم: يسرى

مواليد: 1985

العمل: طالب بكالوريا

الإقامة: الحسكة العزيزية

تاريخ الاستشهاد: جرح في 13/3 واستشهد في 14/3/2004

دفن في: مقبرة قريته (خربة كرما)

محمد زائد إبراهيم يوسف
الأم: بهية

مواليد: تل معروف 1978

العمل: سائق

الوضع العائلي: عازب

الإقامة: قامشلو - جمعاية

تاريخ الاستشهاد: 13/3/2004

دفن في: مقبرة تل معروف

أحمد مرعي محمد
الأم: جفاله

مواليد: قرية عابرة 1982

العمل: طالب

الوضع العائلي: عازب

الإقامة: قامشلو

تاريخ الاستشهاد: 13/3/2004

دفن في: مقبرة عابرة / جل آغا

غسان عبد القادر يونس قنجار
الأم: شهناز

مواليد: 1981

العمل: طالب صف أول معهد صناعي

الوضع العائلي:عازب

الإقامة: قرية جولى كابارا

تاريخ الاستشهاد: 13/3/2004

دفن في: مقبرة قريته

فرهاد محمد علي
مواليد: 1975

العمل: تجارة دجاج

الإقامة: قامشلو قناة السويس

تاريخ الاستشهاد: استشهد تحت التعذيب في 8/4/2004

دفن في: مقبرة محمقية/ قامشلو

سيوان أنور كوي
الأم: زهرة

مواليد:عامودا 1986

العمل:طالب ثانوي

الإقامة: قامشلو/قدور بك

تاريخ الاستشهاد: 26/3/2004

دفن في: مقبرة قدور بك

إدريس رمضان مراد
الأم: خديجة

مواليد: قامشلو 1977

العمل: تجارة

الوضع العائلي: متزوج له أربعة أولاد.

الإقامة: قامشلو

تاريخ الاستشهاد: 12/3/2004

دفن في: مقبرة قدور بك

أحمد خليل محمد
الأم: عيشانة

مواليد: 1980

العمل: عامل

الوضع العائلي:عازب

الإقامة: قامشلو

تاريخ الاستشهاد: 12/3/2004

حسين نوري حسن
الأم: مريم

مواليد: ديريك 1989

العمل: طالب أول ثانوي

الوضع العائلي: عازب

تاريخ الاستشهاد: 14/3/2004

دفن في: مقبرة مدينته ديريك

وليد شاهين بدري
الأم: خاني

مواليد: 1987

العمل: خياط

الإقامة: قامشلو

تاريخ الاستشهاد: 13/3/2004 على يد الأمن السياسي بديريك

دفن في: مقبرة ديريك

خليل عثمان حسين
الأم: حليمة

مواليد: 1935

العمل: متقاعد

الوضع العائلي: متزوج له تسعة أولاد

الإقامة: قامشلو /عنترية

تاريخ الاستشهاد: 17/3/2004 توفي بسبب مداهمة منزله فجراً من قبل الوحدات العسكرية الخاصة واعتقال ثلاثة من أولاده

نوري محمود إبراهيم باشا
مواليد: رأس العين 1958

العمل: موظف في مزارع الدولة

الوضع العائلي: متزوج

تاريخ الاستشهاد: 14/3/2004

دفن في: مقبرة رأس العين

أري فوزي دلو
الأم: زكية

مواليد: قرية قولاق 1989

العمل: حفر على الخشب

الوضع العائلي: عازب

الإقامة: عفرين

تاريخ الاستشهاد: 16/3/2004

إبراهيم محمد صبري
مواليد: بعدينا 1980

الوضع العائلي: متزوج

الإقامة: حلب /أصله من عفرين

تاريخ الاستشهاد: 16/3/2004

فريدة رشيد أحمد
الأم:زينب

مواليد: جولاقلي 1968

العمل: ربة منزل

الوضع العائلي: متزوجة

الإقامة: حلب /شيخ مقصود

تاريخ الاستشهاد: 16/3/2004

جلال كمال موسى
الأم: فاطمة

مواليد: 1990

الوضع العائلي: عازب

الإقامة: حلب

تاريخ الاستشهاد: 16/3/2004

كيفارا حميد مصطفى
الأم: حبيبة

مواليد: 1986

العمل: طالب

الوضع العائلي: عازب

الإقامة: حلب

تاريخ الاستشهاد: 16/3/2004 أمام الأمن السياسي بعفرين

حسين حميكه معسو
استشهد تحت التعذيب في 6/4/2004

أحمد معمو كنجو
مواليد: رأس العين 1974

استشهد تحت التعذيب في 1/8/2004

أحمد حسين حسين
مواليد: ديريك 1968

العمل: طيان

الإقامة: حسكة، أصله من قرية كر كندال

تاريخ الاستشهاد: استشهد تحت التعذيب في 2/8/2004

خيري برجس جندو
مواليد: عامودا/ قزل جوخ 1984

كان في الخدمة العسكرية واستشهد في 27/3/2004 في قطعته العسكرية تحت التعذيب، ودفن في مقبرة قزل جوخ

بديع جلو دلف
مواليد: قزل جوخ

كان في الخدمة العسكرية واستشهد في 11/8/2004 في قطعته العسكرية تحت التعذيب.

ضياء الدين نوري نصر الدين
من قرية معشوق/ تربه سبي، يحمل شهادة جامعية، وكان في الخدمة العسكري، استشهد تحت التعذيب في 15/5/2004 ودفن في مقبرة معشوق.

قاسم محمد حامد
مواليد: كلهي 1980

العمل: حامل شهادة معهد صناعي وكان في الخدمة العسكرية برتبة رقيب، وقد استشهد تحت التعذيب في 15/6/2004 ودفن في مقبرة قريته كلهي.

حنان بكر ديكو
مواليد عفرين استشهد تحت التعذيب

حسين خليل حسن
مواليد عامودا، عسكري استشهد تحت التعذيب


مراسيم جمهورية أم فرامانات سلطانية ...!؟

ضحكت كثيراً و أنا أتابع خطاب القسم الذي ألقاه - ملك - الجمهورية العربية السورية ( بشار الأسد ) في تشبثه الأخير بدفة النظام السوري و هو يقول ( نعلم أن العديد من المراسيم الجمهورية تصدر و لا تنفذ ... ) موضحاً أنها تحتاج لعملية تنفيذ مرحلية لكن مع المتتبع لهذه المراسيم يعلم يقيناً أنها مجرد حبر على ورق كونها تفتقر إلى الآلية الملائمة للوضع السوري اجتماعياً و اقتصادياً و سياسياً لكن و في مفارقة واضحة نلاحظ أن المراسيم التي من شأنها النيل من كرامة المواطن السوري و زعزعة استقرار البلاد و الموجهة بشكل واضح صوب المناطق الكوردية تأخذ طريقها للتنفيذ بشكل سريع و قد سببت هذه المراسيم شللاً للحركة الاقتصادية و الاجتماعية الكوردية فالمرسوم القاضي برفع سعر المحروقات ( مادة المازوت على وجه الخصوص ) في وقت حرج من الموسم الزراعي الشتوي المنصرم ( 2007 - 2008 ) و المعروف بشح أمطاره و شدة الجفاف التي ضربت المنطقة ( الجزيرة السورية على وجه الخصوص ) رغم اعتماد الفلاحين الكورد على مواردهم الخاصة و الذاتية أملاً في انقاذ ما تبقى من هذه المحاصيل تزامناً مع بداية لموسم الصيفي المعتمد سلفاً على السقاية بالمحركات من مياه الآبار في غياب الري الحديث الذي يدفع الفلاحون رسومه دون جدوى كونه متوقف ...
احتج الفلاحون و قدموا شكواهم للمسؤولين لكن هيهات لا حياة لمن تناديهم لم يأبه النظام الموقر بشكواهم و صرخة مواسمهم المحتضرة علماً أن هذا النظام الفاسد كان قد عقد صفقات متعددة مع عدة دول بقصد تصدير مادة القمح التي لم يبقي منها شيئاً وفقاً لهذه الاتفاقيات فحدثت أزمة خانقة لمادة الطحين التي كانت هي لأخرى تصدر إلى الخارج عبر السوق السوداء فحدثت العديد من حالات الشغب على أبواب الأفران انتهت بالعديد من الإصابات بين صفوف المواطنين الجائعين ..


لم يكتفي النظام السوري بتوجيه هذه الضربة إلى المواطن الكوردي في سوريا الاستبداد و التي لا يزال المواطنون يدفعون ثمنها هجراً لمناطقهم صوب مراكز المدن الرئيسية في دمشق و حلب و حمص و غيرها لدرجة فراغ المنطقة من اليد العاملة و بالتالي ألقت بأعباء إضافية على كاهل المجتمع الكوردي حيث سببت خللاً في البنية الاجتماعية كتشرد الأطفال في غياب رب الأسرة و عزوف الفئة الشابة عن الزواج مما أدى إلى حالات من الفوضى الأخلاقية و انتشار البطالة المستفحلة أصلاً فعملت أجهزة الاستخبارات بالتعاون مع عناصر حزب البعث التجسسية على اختلاق تقارير كاذبة تفيد بأن حكومة إقليم كوردستان و أكراد المهجر تقدم مساعدات مادية إلى أكراد سورية بغية رفع مستوى المعيشة و تطوير المنطقة الكوردية اقتصادياً مستغلين الحركة لعمرانية التي شهدتها المنطقة الكوردية في السنوات الأخيرة كدليل على افتراءهم و دجلهم ...
و لنفرض جدلاً يا سيادة الرئيس بشار الأسد أن تقارير جواسيسك صحيحة ما الضير لو تطورت المنطقة و ارتفع مستوى المعيشة لمواطنيك دون أن تتكلف حكومتهم بهذا الواجب ما الضرر الذي قد تسببه رفاهية المواطن الكوردي لك و لحاشيتك التي لم تبقي شيئاً من الموارد السورية و لم تستولي عليه كي تصدر مرسومك الجائر ذو الرقم ( 49 ) القاضي بمنع التملك في المنطقة الكوردية كونكم اعتبرتم فيه أن محافظة الحسكة منطقة حدودية و ايقاف كافة المعاملات القاضية بالبيع و شراء العقارات مما أدى إلى توقف الحركة العمرانية و أصيبت المنطقة بالشلل التام
طبعاً هذا المرسوم ليس بالمرسوم الجديد لأنه استمرار لنهج الحزام العربي الذي أسس له عراب الشوفينية العربية ( محمد طلب هلال المقبور ) و نفذه الأسد الأب
إن هكذا مراسيم لهي إجحاف بحق الإنسان في العيش الكريم و هي وصمة عار أخرى تضاف إلى السجل البعثي الشوفيني وليد قمع البشر و تهجيرهم و تغيير ديمغرافية المنطقة و التي عجز أسلاف نظام الأسد الابن عن تحقيقه و ما التظاهرة الأخيرة التي قام بها الكورد في العاصمة السورية دمشق معقل الاستبداد إلا خير دليل على إرادة هذا الشعب في الحياة و رفض لمراسيم لقهر و الحرمان و الخارقة لكل الأعراف و القوانين الدولية و ما الاعتقالات الأخيرة التي حدثت و الملاحقات التي عقبتها إلا برهان واضح على عجز النظام السوري و فشله الذريع في اللحاق بركب الحضارة و التغيير الديمقراطي و تشبثه الواضح بالماضي الأسود و الذي لم يعد له مكان بين النظم الإنسانية و الحضارية .



#ميرآل_بروردا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة لزمن الضباب ..
- اليتيم ..!؟
- البلاء ..
- مكاشفاتٌ عمياء ..
- نسرين .. بوحٌ للريح
- هكاري .. فردوس الإله
- برفقةِعطر امرأة ...
- مدنٌ مهجورة ...
- الأبيل ...
- النزف الأخير ...


المزيد.....




- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...
- ممثلية إيران: القمع لن يُسكت المدافعين عن حقوق الإنسان
- الأمم المتحدة: رفع ملايين الأطنان من أنقاض المباني في غزة قد ...
- الأمم المتحدة تغلق ملف الاتهامات الإسرائيلية لأونروا بسبب غي ...
- کنعاني: لا يتمتع المسؤولون الأميركان بكفاءة أخلاقية للتعليق ...
- المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة: روسيا في طليعة الدول الساع ...
- مقر حقوق الإنسان في ايران يدين سلوك أمريكا المنافق
- -غير قابلة للحياة-.. الأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد ت ...
- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - ميرآل بروردا - دراسة موجزة لتاريخ الكورد وكوردستان