أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز الحافظ - الكاميرا البؤبؤية














المزيد.....

الكاميرا البؤبؤية


عزيز الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 2747 - 2009 / 8 / 23 - 08:05
المحور: الادب والفن
    


وهبتها الطبيعة مشهدا كتلويا متميزا آخاذّا ، قامة هيفاء يغزوها الوقار ،إكتنازا عضليا يثير ريبة الغرائز!أغصان شعر أسود قاتم منسدل يتدلى تتطايرمنه النهايات كالنوارس حول قمة جبل أفرست اردافها ذات أنغام الموجات الزقزقية الاغرائية بلا ناي ولاعصا قائد الاوركسترا.. العينان مخفيتان ب بنظارة شمسية إلتهمت نصف الوجه فلايدري الناظر منْ إلتهم منْ؟ تزندت بنصف ثوب لم توزعه وكالة الاغاثة فلم يستر زنودها التي كانت من حلويات جواد الشكرجي العراقية الشهيرة ،تكفل الثوب الميكروجوبي ب تغطية لابستر ما بقي من جسد احتوى سيقان لم تمر بها قوافل الجزّ حتى خلت من وبر الإبل! سيقان عذريتها نعومة الملمسية.. لم يكن للمكياج وجود في حديقة بهجة وجهها لم يكن فمها الاخاتما بنصر يا ورضاب شفاها هو احمر الشفاه السكنجبيلي.. كان رصيف جسر الشهداء المبعثر في بغداد نفسه يلاحقها بتراثه وهي تغيب ذوبانا في التواصل المسيري لتلج شارع النهر. مرت كريشة رسام على لوحة النواظر فقفزت من مقلتيها العينان! افتتنت المحاجر بلقياها وملاحقتها ،أين ستذهب زبدة الزمن؟ وقعُ خطاها على ارضية الرصف الطابوقية له شأن محسوس آخر في الآذى!تسارعت رنّة خلخال الخطى ،ثوبها اللامنسوج القصير الذي يكسوبضعا من نعومة بضاضة ممشوقيتها يفضح صامتا لاأبالية عُريها تغادر محلا لتدلف لآخر دون ان تتغير في يديها مرجحة الحقيبة الصغيرة المتدلية على عري الزندين والمحتلة بالارتفاع الكتف الايسر. نسي المتسوقون قوائم الشراء وصارت ملهمتهم يلاحقونها بالابصار ومنهم بالتحسر والانين الصامت والهسيس اللامفتعل صار خلفها جيش من المتسكعين قسم يتمعن بخط سيرها الملولب الذي الهب الابصار وجمع يسير عسى تتعثر خطاها فيرى بإهتزازها كل قتمة الاحراش في غابة مابين الساقين وجمع ينظر لجحافل غزاة الشارع!لم تكن ابدا تعلم بريبة مايحصل لم تتيقن ان ساقيها حراب للناظرين وزنديها سكاكين تقطيع مطبخ لم تهتم لاإقتراب حافتي الاندروير كثمرة ناضجة بدات بالتساقط لقربه من ضفاف الهجرة من بين ساقيها!لم تكن تعي ان كتلة جسدها صاروخ هاون سينطلق اي لحظة! كانت شغوفة بشيء ما خفي تبحث عنه في الدكاكين ولاىتنتظر تغادر بعد دلوفها بسرعة ولم تحس إفراغ المحلات من البائعين والزبائن عند البي باي! شنت حربا في شارع النهر كان سلاحها اللاابالية وكنزة لحوم جسدها والمكروجوب وبضعة التقمش الذي يغطيه! إقتربت من وسط الشارع لم يجرؤ احد على همس بتفكير التحرش بها فقد خُلقت للاستمتاع والتحسرّ..
وإذا في سطوة سيطرتها على مشهد الشارع كله يقترب منها شاب يحمل كاميرا لم يلتف حولها للتصوير الامامي ركع تحت قامة عجيزتها وأقترب من بين ساقيها حتى ظننا تلاصقه وعناقه ضفاف الردفين الباسمين! ثم اطلق العنان لكاميرته لتصوير كل التضاريس اللامخفية في المنطقة المحرمة! وسط ذهول الذهول وكبت زقزقة عصافير صمت الملاحقين ثم أمال الكاميرا عن عينه وترك لبؤبؤا عينيه وقزحية محاجره التمعن عيانا بتلك المنطقة الممنوعة من الصرف! ثوان ولحظات خيّم الصمت الرهيف، لم تنتبه! فلاخُطى ولاهسهسة ولاهمس خفوتي ولاجُلبة اقدام ولاصرخات إستهجان توارى المصور الجريء جذلا محبورا منتشيا منتصرا فترك للاعناق آلية الالتواء وللعيون الدهشة التي سرقها وللذهول الانذهال وتقمص زي الزحام بعيدا!

عزيز الحافظ



#عزيز_الحافظ (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل للزوجة حقا في السكن المُستقل؟
- حقوق الطالبات العراقيات المتفوقات في البعثات
- إرث المرأة في التشريعات الإسلامية
- ماهي صفات الأحقّ بإمامة الجماعة عند مذاهبنا؟
- ماهو حكم المراة المفقود زوجها في التشريعات الاسلامية؟
- من نوارس الغربة ،عباءة ام صباح
- عباءة ام صباح من نوارس الغربة
- وميض في قتمة أحراش محرّمة
- ذبيحا رقصة تانغو
- جردل الخطيئة
- وزارة الفقراء والمساكين في العراق
- التعويضات لزكة كويتن بدل جونسن!
- إبتهاج لمانعة البهجة
- فحيح زقاق الخطيئة
- يُتمْ بمنجنيق الغضب
- عودوا للمقارعة ايها اليساريون!
- ماذا بعد عبور كأس القارات ياعراق؟
- طابوقة أوسكار القيظ!
- الوصايا العشرة للكويت الشقيق
- المراة ذات الوجه القططي


المزيد.....




- الأدب، أداة سياسية وعنصرية في -اسرائيل-
- إصدار كتاب جديد – إيطاليا، أغسطس 2025
- قصة احتكارات وتسويق.. كيف ابتُكر خاتم الخطوبة الماسي وبِيع ح ...
- باريس تودّع كلوديا كاردينال... تكريم مهيب لنجمة السينما الإي ...
- آخر -ضارب للكتّان- يحافظ في أيرلندا على تقليد نسيجي يعود إلى ...
- آلة السانتور الموسيقية الكشميرية تتحدى خطر الاندثار
- ترامب يعلن تفاصيل خطة -حكم غزة- ونتنياهو يوافق..ما مصير المق ...
- دُمُوعٌ لَمْ يُجَفِّفْهَا اَلزَّمَنْ
- جون طلب من جاره خفض صوت الموسيقى – فتعرّض لتهديد بالقتل بسكي ...
- أخطاء ترجمة غيّرت العالم: من النووي إلى -أعضاء بولندا الحساس ...


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز الحافظ - الكاميرا البؤبؤية