أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عباس عبود سالم - الاربعاء من آب الاسود...مشهد هل نسمح له بان يتكرر















المزيد.....

الاربعاء من آب الاسود...مشهد هل نسمح له بان يتكرر


عباس عبود سالم
كاتب وإعلامي


الحوار المتمدن-العدد: 2745 - 2009 / 8 / 21 - 09:13
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


انفجار جديد يهز بغداد، بعد ان طالت التفجيرات مناطق مختلفة منها، ليخلف اكثر من مئة شهيد ومئات الجرحى، وكشيء معتاد لايثير هذا الامر اي من دواعي التعاطف، او التاثر لدى المنابر السياسية، والاعلامية، العربية، والدولية، وربما على المستوى الشعبي المحيط بنا ايضا، وانا اعتقد ان حادث احتراق خيمة الحريم في الكويت التي حصلت قبل ايام تركت آثار نفسية لديهم اكثر من انفجارات بغداد الدامية.
ويجب ان يكون ذلك درسا للعراقيين، ولكل من يمتلك اقل قدر من الغيرة والحمية، على عنوان اسمه العراق، وانتماء يسمى المواطنة العراقية، وكائن يدعى المواطن العراقي، ولكن للاسف تعودنا ورضينا ان يكون الدم العراقي من ارخص الدماء، منذ ان شاركنا الاخرون بوليمة التصفيق لابطال (المقاومة) من منابر لعراقيين في عمان والقاهرة ودبي والشام.

منذ ان بدأت شرارة النزيف، في آب الاسود من عام 2003 ، فبعد انفجار السفارة الاردنية في بغداد يوم 17 آب.. انفجر مقر الامم المتحدة يوم 19 منه، مخلفا عشرات الشهداء والجرحى، بينهم (سيرجي ديملو) ممثل الامين العام للامم المتحدة، وبعده نفذت الايادي الآثمة في يوم 29 من الشهر نفسه (آب) تفجيرا في النجف الاشرف، بعد صلاة الجمعة راح ضحيته آية الله السيد محمد باقر الحكيم ومئة من المصلين.
لتعم بعد ذلك (الاحتفالات) و(المباركات) لولادة المقاومة في العراق، على احتراق اجسادنا وتناثر دمائنا المتفحمة، وتستمر لسنوات، عانينا من خلالها كثيرا نتيجة عدم قدرتنا على اقناع الاخرين بان مايحصل هو جرائم وليست بطولات.
وان الارواح التي تزهق في العراق هي ليست لشياطين؟؟ بل هي ابناء واخوة لهم، هي ارواح العراقيين الابرياء، الذين لم يبخلوا في تقديم ارواحهم، واموالهم، من اجل القضايا العادلة، ومن اجل ان يحاربوا نيابة عن الاخرين، ومن اجل ان يتحملوا وزر القيادات المستبدة التي دعمها النادي العربي المجاور للعراق بكل مالديه من قوة..
وفي اواخر عام 2003م وما ان حل اول رمضان يتنفس فيه العراقيون هواء الحرية، في عراق بلا مجازر، ولاجلادين، والذي صادف يوم 27 تشرين الاول 2003م قامت العصابات الماجنة بتفجيرات منسقة، استهدفت خمس مراكز للشرطة في آن واحد، كما تم استهداف مقر الصليب الاحمر الدولي في الكرادة...اي اشبه بالاعمال التي حصلت في الاربعاء الدامي.
وبعد ان قطع الشعب بكل فئاته ومكوناته مسيرة الالام، والدموع، والدماء، وهو يحبو بعكس تيار الارادات المشبوهه، لسنوات ست... تمكن من خلالها من تحقيق الشيء الكثير من الامن والامان، الى ان جائت تفجيرات الاربعاء التي تهدف الى اعطاء رسائل للامريكان اولا، ولدول الجوار العربي ثانيا، ثم للحكومة للحكومة العراقية.
فمن مصلحة كل المنخرطين في العنف ان يبقى الاحتلال كي يعتاشوا عليه، ويتمركزوا في العراق، ويحصلوا على الدعم المالي والسياسي، والغطاء الذي يبرر سلوكهم الشاذ.
وفي تقديري ان قيام الارهابيين بهذا العمل المنسق والمخطط له لايمكن ان يكون وليد جهد ايام او اسابيع، فلرما كان مخطط له ان يعقب عملية تسليم السيادة للعراقيين، ومغادرة القوات الامريكية للمدن العراقية، والتي حصلت بصورة فاجأت اوساط عدة.
وحتى لاتتحول المجاميع الارهابية الى تركة ثقيلة على المنطقة، وقواها الفاعلة التي بدات تتعامل مع العراق، مع تغير قواعد اللعبة، فان المجاميع الارهابية تعمل من اجل ان لاتفوتها الفرصة، تخرج من دون مكاسب تذكر، واما مفاوضاتها السرية مع الامريكيين فأنها لن تجلب لها المكاسب دون ان تحقق وجودا كبيرا على الارض لتقوية موقفها التفاوضي.
كما يبدو ان هذه المجاميع اختارت عامل المباغتة لتظهر عجز وفشل الحكومة التي افرطت في التفاؤل واعلنت عن رفع الحواجز الكونكريتية في اشارة تطمينية للمواطنين بان صفحة الارهاب قد طويت.
كما يظهر فشل الجهد الاستخباري للقوات الامنية العراقية فحصول عملية بالحجم الذي حصلت الاربعاء يحتاج الى سيطرة، واتصالات، واستطلاع، وامداد، وتنسيق عال، وربما اختراق للمؤسسات الامنية، ويتطلب شبكة كبيرة من المنفذين، ومواقع للانطلاق، وللاختباء، بعد تنفيذ الاعمال، وكل ذلك يضع القوات الامنية في موقف محرج للغاية، وينسف الصورة التي رسمها لها العالم، بانها تمكنت من بسط سيطرتها الكاملة، وامتلكت معلومات وخبرة لاتضاها.
وكذلك فأن من دوافع المجرمين تحقيق اهداف سياسية، ربما تضع الحكومة في زاوية حرجة، وتعيدها الى نقطة البداية، وتنسف جهود سنوات من الخطط الاعمارية، القائمة على جلب الاستثمارات، واستقطاب دول كان موقفها غامضا او ملتبسا من ما يحصل، مثل مصر وسوريا والاردن ثم السعودية التي اعلن رئيس الوزراء نوري المالكي ان هناك تحركات باتجاه تطوير العلاقات معها.
ان اتهام البعثيين والتكفيرين بالضلوع بهذه الاعمال لا يأتي من فراغ، كون هؤلاء هم المستفيد الوحيد من ذلك، وكون هؤلاء هم الخاسر الاكبر من تغيير المعادلة لصالح استقرار العراق واستعادة دوره الاقليمي والدولي.
وكذلك تأتي هذه التفجيرات في وقت تعالت فيه اصوات بعض النواب لالغاء قيادة عمليات بغداد، وقوات مكافحة الارهاب، وبعض الاجهزة والدوائر الامنية، والاستخبارية، متناسين ان بغداد تجلس على برميل من البارود، وان اي خرق او تباطيء امني يخلف نتائج كارثية حقيقية.
وقبل كل شيء علينا ان ننتبه الى مسألة اعادة النظر في حساباتنا بشان الاجهزة الاستخبارية التي اثبتت فشلها الذريع في اكتشاف عملية بحجم الاربعاء الدامي..وبناء الاجهزة الامنية وتطهيرها من الاختراقات التي تنخر جسدها.
لذلك فأن رجال الامن، اهم من رجال السياسة، في بلد مثل العراق، ولو كنا دولة تحترم نفسها لاصدرنا قانونا للطواريء، وجمدنا ما تم الاتفاق عليه في ادخال بعض العناصر الى القوات الامنية، وايقاف عمليات اطلاق سراح السجناء بشكل عشوائي، ففي تقديري ان الديموقراطية التي لاتحفظ دماء الناس ليست ذي فائدة، والمصالحة التي لاتحقن الدماء ليست ذا نفع ولاخير فيها، وان السياسي الذي لايضحي من اجل ان يتحقق الامن للناس لايستحق ان يجلس تحت قبة البرلمان، ممثلا لشعب ينزف دما ساخنا...
الامر لايحتاج المزيد من التأويلات، والاحاديث النظرية عن ديموقراطية تقزم الدولة، وتحرمنا من التنعم في ظلال دولة قوية آمنة، تستطيع حماية ابنائها، ومن الامن ينطلق ويبدا كل شيء، فالديموقراطية تتحقق بعد الامن، وبعد الرفاه، وليس العكس، فلا يمكن ان تتحقق الديموقراطية (بتعارك) الاحزاب على بلوغ سدة الحكم، وعلى تقاذف الاتهامات والتسقيط والتخوين وحسابات الربح والخسارة لهذا الحزب وذاك..وسط وضع امني هش.
العراق ينزف دما (رخيصا)، ويحتاج الى صبر ابنائه، يحتاج الى ترك التخوين والتسقيط السياسي، واتخاذ الكوارث اسباب لتحقيق حسابات سياسية، العراق بحاجة الى تماسك الجميع وتكاتف الجميع.
فلايمكن ان تنطلق الديموقراطية من الجوع والتشرد، ولاتنطلق من الخوف والارهاب، لانها حينذاك ستفرز كيانات تمثل الطوائف والقوميات، وسيتحول البرلمان الى نادي، للتوافقات وتبادل المنفعة بين الفرقاء، حينها سيموت الشرطي، والجندي، ويقف البرلماني ليبحث في دستورية او عدم دستورية، ذلك على اعتبار انه يعيش في ديموقراطية قائمة على فرقاء يختلفون في تعريف الامن والقانون وحدود قوة الدولة، وعلى دستور كتب واقر في عجالة.
والمطلوب ان تقوم المنابر الاعلامية والسياسية الشريفة بكشف نوايا واهداف الجهات التي تتبرقع بالدين، والوطنية، والجهاد، متخذة من قتل ابناء العراق الابرياء وسيلة لتحقيق اهدافها المجرمة، وان يترك بعض السياسيين والاعلاميين سياسة تضليل الناس والتباكي على مصائبهم.



#عباس_عبود_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشأن العراقي في السينما المصرية ...افلام تسيء للعراقيين عمو ...
- النسخة العراقية من الفساد الاداري ..اسباب متداخلة وحلول صعبة
- احتلال العراق بعد تحريره .. وتحرير العراق بعد احتلاله
- المواطنة والسلطة في العراق من مكونات غيبتها السلطة الى سلطة ...
- المواطنة والسلطة في العراق من مكونات غيبتها الدولة الى دولة ...
- المواطنة والسلطة في العراق من مكونات غيبتها الدولة الى دولة ...
- من صوت العرب الى الجزيرة والعربية الاعلام القومي العربي و مح ...
- الاعلام العراقي..بين تراث التبعية وضغط الفوضى
- الرمز في السياسة العراقية .. بين ماض متخم وحاضر فقير
- الفيدرالية في العراق.....هل هي فهم خاطيء لمفهوم ديموقراطي... ...
- الجيش والسياسة في العراق من انجب من..هل انتهى دور الجيش من ا ...


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عباس عبود سالم - الاربعاء من آب الاسود...مشهد هل نسمح له بان يتكرر