شجاع الصفدي
(Shojaa Alsafadi)
الحوار المتمدن-العدد: 2744 - 2009 / 8 / 20 - 08:22
المحور:
الادب والفن
كنتُ كمن يطفئ حياةً لم يعِشها ،
أهيم على وجهي في محطات السفر
لأكتب الأحداث على صفحة الطريق .
وكانت تُبْرِق : اكتبني على فقراتٍ
ولا تُمجّد الحكاية بالقدْر الذي يجعلك نبياً ،
ويحيلني لعابرةِ سبيلٍ ألقت بحملها على كتفيك
وارتحلت نحو البداية .
أهاتفها بحثاً عن وهجٍ أرثيه في رحلة العدم .
فيرنّ في صوتها وجعي المقدس قائلا :
أما عدتَ تبكي على سفح الرحيل،
فجئت ترثي في أوج الخراب أطلالي ؟
أُسِرُّ لنفسي : هذا الغريبُ أراه كقط الموائد
يتقافز جذلاً ببعض الفتاتِ
يكتب بطولةً لم يحققها ،
يحكي تاريخا ليس له ،
ويروي حكايةً طويلة عن الحب الذي كان .
أبتسم سخريةً وأُرجئ البكاء
حتى يصير الخيال شيئا من حقيقة ،
وأدرك ما خلف السور من حياة .
وأقول لها : إنّي إذا ما توّهجـتُ روحاً
فاعلمي أنّي لم أزل
أجيد صوغ الكلام وخلق الكناية .
وأدرك أني الآن غريبٌ
يقبع خلف الظلال بلا أصدقاء
يقاوم حظه العاثر ،
هادئاً تارة كأغنيةٍ حالمة ،
صاخباً أخرى كموكب زفافٍ
لم يدرك صاحباه النهاية .
يوجعها الكلام ودمعها يبوح :
لا تلمني ، جعلتَني حمامةً بيضاء
أجبرت أن تكون رمزا للسلام
قبل أن تخلق لها أجنحة
لتدافع عن حقها في الهجرة .
مضيتَ وتركتني كبيتٍ باعه أصحابه
فكان للجدران أن تعتاد وجوهاً أخرى ،
وطلاءً جديدًا كرّس فيها مبادئ الشجن.
أدركتُ أن البناء الذي كان قد صار خراباً ،
و أن البيع الذي لم أنتظره قد ارتُكِبْ ،
وأن الربيع الذي توّسمته أضحى خريفاً طويلاً ،
وأن الأقحوان الذي تركته مغمضاً قد تَفَتّح
وعرف الطريقَ لخاصرتي ،
وهديتها قبل الوداع كانت معزوفةً
من تاريخي الثلجي.
لوحةً رسمتْني بها صياداً
يحفر دائرةً في الثلج عند مجرى النهر
يبحث عن محارةٍ مستحيلةٍ هناك ،
فكان له شقاء الانتظار بلا نهاية ،
ولها السفر في مدن الضباب
بحثاً عن بداية .
#شجاع_الصفدي (هاشتاغ)
Shojaa_Alsafadi#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟