شجاع الصفدي
(Shojaa Alsafadi)
الحوار المتمدن-العدد: 2576 - 2009 / 3 / 5 - 01:44
المحور:
الادب والفن
كعادته ، يتهيأ للحدث , بعض العطر ,
بزة أنيقة , معطفٌ أسود ,
ربطة عنقٍ فرنسية توحي بمشهدٍ رومانسيٍ حالم .
روحه تسبقه , تتهافت للقياها
و يبتسم بلا معنىً ويمضي ..
***
رقصٌ على حافة الهاوية يصاحب الغناء ,
أمام المرآة تجهز خارطة اللقاء ,
تهيئ ذراعيها لعناق الريح الحائرة .
تبرز صدرها كغجريةٍ تدرك خطاها
لتغري الأرض فتميل وإياها
في رقصة فلامينكو ثائرة .
***
لم يكن يؤمن في لجِّ الحياة بسواها
وحين حجب الغبار عينيه قليلا ,
تحولت لعصفورة ضالة ,
طارت خلسةً لتغوي كل غرابٍ يعبر الجو
وتمنحه ريشةً من خصرها .
***
تتمايل عائدة إليه ,
تملأ جعبتها بغدٍ أسيرٍ وتمضي بثبات وتقول :
تعال لنبني جسرا بقلوب ضحايانا .
فالحب يا صاحبي ذئبٌ يداهم القلب بك ,
يا رجلا يعشقه السحاب .
***
لم يترك له البرد وقتا للترجمة ,
ولم يبقِ شيئا ليفسّر ,
فليس له في هذه الأرض غير حبٍ قديمٍ وأغنية ,
وذكريات مهملة .
لكأنّ كل امرأة عاشقةٍ بداخلها بائعة هوىً !,
وكل رجل ليس سوى موعد ينقضي بدقائق من العناق .
***
تبدو اللوحة عارية و لم ترسمها ريشة واحدة
كما كان يؤمن ,فاللوحة زوارها كثرٌ ,
يرسمون الأحلام التي يشاؤون في ليالٍ من الضباب
ويرحلون حاملين الوهم ولكن ,
تبقى آثارهم على المشهد .
***
عرف متأخرا أن المرأة لوحة متقنة,
تخلص لمن يرسمها ويغادر ,
وليس للإطار الذي تسجن فيه .
***
بحث عن وهم الفضيلة في وكرٍ للبغاء ,
وحين اتضح المشهد
أطلق سراح جسده ليتعمّد من نهر التجرد
من الأشياء والأماكن ,
التجرد ممّن عرف ومن لم يعرف .
وخرج يركض عاريا
من كل شيء إلا الحقيقة .
#شجاع_الصفدي (هاشتاغ)
Shojaa_Alsafadi#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟