أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شجاع الصفدي - تحت مظلةِ هدنةٍ غير واضحة














المزيد.....

تحت مظلةِ هدنةٍ غير واضحة


شجاع الصفدي
(Shojaa Alsafadi)


الحوار المتمدن-العدد: 2645 - 2009 / 5 / 13 - 09:20
المحور: الادب والفن
    


صوتٌ من المذياعِ يعلنُ انتهاء الحرب
انسحابُ الموتِ قليلاً للوراء ، شعاراتٌ هنا ، انتصارٌ هناك ..
وجثثٌ ترثي نفسها بنشيدٍ يحتله أزيزُ الطائرات ...
أبحثُ بين الأشلاء عمّا تبقى مني أو منها
وألومها بأنانية :كيف تبعثرها القنبلة وأنا أسكنها ؟ .
لا جواب .

***
نبضٌ من المرآة : يا أنت ، يا سيد الكرب لا تعبس ، غنِّ لنا ما شئتَ من أغاني الغرام،
إنّك الملاكُ بلا ذنبٍ رغم الخطيئة ،
واكتب على القبر أنّي أحببت الغناء
وخبّئ لي في زوبعة النشيدِ عوداً يصنع السكَناتِ والهمسات.

***
مشهدٌ صباحي :
أشربُ الحليبَ كما الصغارِ كما جاءَ في الوصية :
" كن طفلاً عابثاً ونَلْ حظّك ما شئتَ من الهوى".

***
مشهدٌ في المساء :
أشعرُ بالجوعِ وأوبّخُ نفسي أن سمحتْ للغريزةِ أن تُعلن حاجتها ،
وأفكر :تُرى أتناولتْ طعامها أم أنهم هناك قد انتصروا على رغبة الأمعاء ؟
ويمر الوقتُ في الفكرةِ فأنسى ما أريد وأمضي مرةً أخرى ، وحدي .
***
بعد منتصف الليل ، أتكئ على شيءٍ
وأحدهم يُمسك بذراعي ،
لا أعرف السبب..!
تدور برأسي ألف فكرة :
هل اعتقلت بجريمة الحب أثناء الحرب ؟
لربما أقاد إلى المشفى بتهمة الجنون،
إذ ضبطتُ أخاطب حجرا في مقبرة .
أنظر للغريبِ فيبتسم لي ،
أتنفس الصعداء .
فيقول : ما زلتَ فتياً يا بني على هذا
فاستيقظ .
وكأنّي به يقول : نَمْ
فتركته وأوغلتُ في الغياب .

***
صباحٌ جديد
تحت مظلةِ هدنةٍ غير واضحةٍ والأفقُ أسود ليس هنالك شيئا يغيّره
والأرضُ على حالها تصرخ :
لم أعد لكم، لم أعد لكم
كأمٍ غاضبةٍ خذلها أبناؤها ،
رحلوا فبكت أملا أن يعودوا بمآثرٍ تمحو سوادَ الجباهِ المَحْنية في ساحةِ الموت.
***
تنام مدينتنا لا تملك فرحاً لتلبس ثوب انتصارٍ أهدي إليها قسراً
وتخاف أن نُفضي بسرّها المحجوبِ
فينطفئ قنديلٌ آخر في لجّ الهمومِ
وتصمتُ الأشياءُ
كل الأشياء .
لم تَكُنْ تعرفني ،
ماتت في الحرب،
بلا أبٍ هي
بلا أمٍ
بلا أصدقاء !.
طوت صفحتها قانعةً بأنّها لن تُسبب حزناً لأحد.
أسامحها ، لم تكن تعرفني
لكني منذ رحيلها لا أسكن شيئاً في الكونِ سوى حزني
***

صباحٌ أخير :
لا أعرف طريقي جيداً
فأعود للمذياع
لأدرك وزر خطواتي
لم أعد هادئا حالما
أهرب للغناء ليشدَّ أزري :
"صامدون هنا ، صامدون هنا قرب هذا الدمار العظيم "
يُقاطعني صوت المذياع ليبتر مني ثقتي:
لقد انتصر الدم على السيف.
أبتسم بمرارة،
أتذكرُ دماً لم يجفَّ بَعدْ
ومُصطبة بكيتُ عليها طويلاً
وأقول : انتصر الموتُ على الحب
ويظلّ الأفقُ أسوداً ، ولا سماء .









#شجاع_الصفدي (هاشتاغ)       Shojaa_Alsafadi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كفاك ترحل وأنا فيكَ باقيةٌ كنسيج الذاكرة
- بضع أسئلةٍ عابرة
- نزعة كبرياء
- لوحةٌ عارية
- رسائل من قلب الركام
- سيف لا يشهر إلا للرقص
- بين فكيّ كماشة
- قاطعو الرواتب أصحاب المكاسب
- قصة حب لم يلتقِ بعد فيها العاشقان
- مزج ثنائي
- لا تعتذر , فقد أتاك موتٌ أصغر شأنا من رحيلك
- يكفيك أنكَ أنتْ
- باتت الثورة تأكل أبناءها
- حوار مع الكاتبة المغربية مالكة عسال
- على هامش الوضع الفلسطيني
- بضع أيامٍ تبقت
- من خلف أسوار القصيدة
- حوار مع نائب رئيس اتحاد الكتاب التونسيين الأديب ابراهيم درغو ...
- عرفات .. الفردوس المفقود
- إجهاض لذكرى رجل


المزيد.....




- “صناعي – تجاري – زراعي – فندقي” رابط نتيجة الدبلومات الفنية ...
- إبراهيم البيومي غانم: تجديد الفكر لتشريح أزمة التبعية الثقاف ...
- بوابة التعليم الفني.. موعد إعلان نتيجة الدبلومات الفنية 2025 ...
- البندقية وزفاف الملياردير: جيف بيزوس يتزوج لورين سانشيز في ح ...
- شاهد.. الفنانون الإيرانيون يعزفزن سمفونية النصر في ساحة الحر ...
- طلبة التوجيهي يؤدون امتحان -اللغة الإنجليزية-.. مروحة واسعة ...
- “برقم الجلوس والاسم فقط” Link الاستعلام عن نتيجة الدبلومات ا ...
- العراق يواجه خطر اندثار 500 لهجة محلية تعكس تنوعه الثقافي ال ...
- رحيل الفلسطيني محمد لافي.. غياب شاعر الرفض واكتمال -نقوش الو ...
- موعد نزال توبوريا ضد أوليفيرا في فنون القتال المختلطة -يو إف ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شجاع الصفدي - تحت مظلةِ هدنةٍ غير واضحة