أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خضير حسين السعداوي - بغداد والشعراء والصور















المزيد.....

بغداد والشعراء والصور


خضير حسين السعداوي

الحوار المتمدن-العدد: 2729 - 2009 / 8 / 5 - 10:08
المحور: الادب والفن
    


الزوراء مدينة ليس ككل المدن نبض العراق وشريانه الابهر أسطورة ألف ليلة وليلة تقاطرعلى حكمها الخيرون والجبابرة وطأتها سنابك خيول الغزاة لعشرات المرات صهيلها ملا الدنيا كجواد عربي جامح أين ما تمطر غمامة فخراجها إلى بغداد بكرخها و رصافتها بصباياها الفاتنات التي قال فيهن علي بن الجهم
عيون ألمها بين الرصافة والجسر جلبن الهوى من حيث ادري ولا ادري
اهاجن لي الشوق القديم ولم أكن سلوت ولكن ضفن جمرا على جمر
بعد أن جاء هذا الشاعر من عمق الصحراء وقساوتها ولكنه عندما عاش في بغداد وشرب ماء دجلة هاهو شعره كله رقة و عذوبة .
موطن الزهاد والعباد و المتنسكين في شمالها كاظم الغيض والجواد وفي وسطها النعمان تشمخ فيها مدارس العلم وطلابها تعايش فيها أصحاب المذاهب بمحبة ووئام، سكانها عراق مصغر يسكنها العربي والكردي المسلم وغير المسلم تصدح جوامعها بالتوحيد وترن أجراس كنائسها لتصلي للرب الواحد محبتها شربتها من دجلة الخير هذا النهر الرائع الذي تغفو على جانبيه هذا النهر الذي الهم ألجواهري بقصيدته العصماء
حييت سفحك عن بعد فحييني يا دجلة الخير ياام البساتين
حييت سفحك ضمانا ألوذ به لوذ الحمائم بين الماء والطين

ملهمة أبي نؤاس وأبي تمام والبحتري أي مدينة وكأنما خلقت لإنجاب العمالقة في الفن والأدب والشعر وأسواق الوراقين وهاهو إبراهيم الموصلي بعوده كأني اسمع نغماته على ضفاف دجلة في قصر الخلد أو الشاكرية.
منذ أن وضع أول حجر لبنائك في العام 145للهجرة وأنت تسجلين للتاريخ ملاحم شعب ليس كشعوب الأرض شعب ذو عقل جوال، من طين هذه الأرض خط أول حرف للكلم وشرع أول قانون لحماية الإنسان ومن هذه الأرض انطلقت دعوة التوحيد من بين إطلال أور وحضارتها وزقورتها في الجنائن المعلقة وفي نينوى، أبا اهلك إلا أن تكوني عاصمة لهم رمزا سرمديا لوحدتهم، كم جالت بك خيول الغزاة والمعجبين كم افلت شمسك في سنوات حالكة الظلام تحت هيمنة سلاطين ال عثمان بعد أن استبحتي من قبل التتار والذين احتويتيهم بفكرك الخلاق رغم همجيتهم ليصبحوا مسلمين، كان العام 656 للهجرة 1258 للميلاد يوم انطفأت شعلة المجد لتضيعي في دهاليز التاريخ الموغلة بالظلمة تنازعتك دول الخراف البيض والسود وبعدها تصبحين ولاية من ولايات ال عثمان يتحكم برقاب اهلك انكشارية الأتراك وولاتهم أربعة قرون حالكة الظلام فتارة تصبحين محضية الفرس وأخرى ترجعين عثمانية خنقتي بأسوار المحتلين وترساناتهم العسكرية جعتي وعريتي واصبحتي خرابا بعد عز حتى عندما دخلك الجنرال مود بجيوشه الجرارة في آذار من العام 1917 وقف مذهولا ولسان حاله يقول هذه بغداد التي ذبحت جل جيشي من اجل احتلالها هذه الخرائب ألمدمره أين ألف ليلة وليله أين شهرزاد ولياليها الملاح لقد كنت أتصور أنني سوف ادخل إلى فردوس الدنيا، وبدأتي من جديد بعد أن رحل المحتل تشمخين عاصمة العراق الموحد من زاخو إلى البصرة وكبرتي وعاد شريان الحياة ينبض بالعلم والأدب والسياسة وكنت تقرأين كل ما ينتج فكريا من مصر ويطبع في بيروت فكنت شعلة وقادة للفكر ومقاومة المستبدين، على جسورك سالت دماء الشهداء في وثبة كانون العام 1948 وفيك اعتلى من امن بوطن حر وشعب سعيد المشانق واثبتي يوم الرابع عشر من تموز العام 1958 انك لا تنامين على ضيم عندما أصبح جيشك يحمل بشارة الثورة في ذلك اليوم التموزي الخالد ونميتي على يد زعيم الفقراء عبد الكريم قاسم لتظهر إلى الوجود مدن الفقراء والمعدمين شامخة في الثورة والشاكرية والشعلة وغيرها من مدن الفقراء الذين فروا من ظلم الإقطاع وقسوته وتنتهي مدن الصفيح والصرائف ونهضت من جديد عاصمة موحدة لكل عراقي لكن القدر لم يمهلك حتى عاد التتار ثانية في صبيحة يوم ألجمعه في 8 شباط من العام 1963 لتكوني على موعد مع نزيف الدم عندما اجتاح تتار البعث وزارة الدفاع واستسلم أخر حصن لهذه المدينة ليبدأ عصر الرعب عصر ميلشيات الحرس القومي بسلاح البور سعيد يقتل أبناءك بدم بارد دون أي رادع أو وخز من ضمير حتى وقع الاختلاف بين القتله لتتنفسي الصعداء في فترة ليس بالطويلة وعاد التتار من جديد صبيحة يوم 17 تموز العام 1968 ليستمر نزف الدم القاني لتتشحي بالسواد وتبدأ ماكنة البعث السرية في القتل المبرمج لكل أبناءك الشرفاء ومن كافة القوى الوطنية وتتوج بصعود الدكتاتور المجرم في العام 1979 لتبدأ مرحلة عسكرة البلد رافقها الإقدام على جريمة إعدام المفكر الإسلامي السيد محمد باقر الصدر الذي وقف بوجه النظام وتصرفاته ضد الشعب وتبدأ مرحلة الحروب العبثية ليحترق شبابك على جبهات القتال بين قتيل أو معوق أو مفقود أو أسير وتصبحي مدينة للكدعان ممن جاء بهم النظام من أعماق صعيد مصر وإطرافها ليحلوا محل أبناءك يتنعمون بخيراتك وتسرق أموالك لتحول إلى مصر تبنى شقق وفلل وأرصدة في البنوك ويكون نصيبك النواح والعويل على فلذات كبدك تقطعهم حمم المدافع والألغام أو يضيعوا في دهاليز مديريات الأمن التي انتشرت كالجرب في مدننا أو يقتلون في ميادين الرمي على يد الرفاق لتدفعي ثمن الاطلاقات التي مزقت أجسادهم أي مدينة صابرة كأم ثكلت بجميع أبناءها، فقدت ليالي انسك لتصك مسامعك أناشيد الحرب من مطربي ومطربات السلطان وغاب لحنك الجميل لحن المحبة والتالف والإخاء واستسلمتي صاغرة للدكتاتور يصول ويجول تملا شوارعك أصنامه التي بناها في كل شارع وزقاق ولم يصدق ناسك أن الحرب انتهت ووضعت أوزارها حتى بدأت الصفحة ألثانيه من مخطط الدكتاتورية للانتقام من هذا الشعب وكان نصيبك أحدث القنابل والصواريخ التي أنتجها الغرب لتصب حممها على شعبك الأعزل وكان ماكان من زمن الجوع والخوف والحصار لتعودي خربة موطن للبوم والغربان وللجوع والمرض ، وألان بعد أن فك الأسر وحطمت سلاسله وأدبرت الدكتاتورية عدتي من جديد تضمدين جراحاتك بعد أن يأس أصحاب الشر في الإيقاع بك وعبرتي المحنه وهاهي شواخصك الثقافية في شارع المتنبي وغابات الكتب معينك الثقافي ينهض من جديد ونظامك الديمقراطي يترسخ وصندوق الاقتراع هو الفيصل في اختيار من يتولى المسؤولية وسيرحل آخر جندي أجنبي عن أرضك لتعودي بصوت فيروز
بغداد والشعراء والصور ذهب الزمان وضوءه العطر






#خضير_حسين_السعداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البيروسترويكا الايرانية
- الاحتفاء بالجناة
- القانون المدني والسنن العشائرية البقاء لمن ؟
- اليسار والحراك السياسي في العراق
- مرشحو الانتخابات والامتيازات الحكومية
- مشكلة المشاكل
- التعليم الحكومي والتعليم الاهلي والتمايز الطبقي
- شعر الابوذية هوية الجنوب العراقي
- عظمة الديمقراطية
- ثورة الزنج في البصرة قراءة معاصرة
- مجد تحت التراب
- الاتفاقية الامريكية والقلق العراقي المشروع
- مكرمة الرئيس
- هيبة القانون
- الراية البيضاء
- كركوك والنفط
- العراق من النفوذ السوفيتي إلى الهيمنة الأمريكية
- اذاعة بغداد والانقلابات العسكرية
- حواء البرلمانية والمهمات الصعبة
- نصفق اولا نصفق للمعاهدة العراقية الامريكية


المزيد.....




- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خضير حسين السعداوي - بغداد والشعراء والصور