أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خضير حسين السعداوي - الاحتفاء بالجناة














المزيد.....

الاحتفاء بالجناة


خضير حسين السعداوي

الحوار المتمدن-العدد: 2692 - 2009 / 6 / 29 - 08:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فرضت الحقبة الدكتاتورية التي حكمت العراق ثقافتها في كافة مجالات الحياة كما فعلت النازية في ألمانيا إبان حكمها الذي امتد من العام 1933 إلى هزيمتها على يد الحلفاء العام 1945 أي في جميع فعاليات المجتمع المختلفة في السياسة والثقافة والأدب واستطاعت أن تجيير كافة هذه النشاطات الإنسانية لصالحها عبر إيجاد رموز في هذه المجالات تشبعوا بثقافة الدكتاتورية وأصبحوا من المنظرين لها سواء بإرادتهم أو بغير إرادتهم فأوجدت المسؤول في المجال السياسي والعسكري في مجال العسكرية والممثل والمؤلف في مجال الفن وكذلك الشاعرهذه الثقافة انعكست بصورة كاملة على كافة الفعاليات المجتمعية والتي أصبحت ملازمه لهذه الفعاليات فعبر أكثر من ثلاثين سنه من هذه الحقبة روضت الدكتاتورية في العراق كثير من المفكرين والأدباء والكتاب والشعراء والفنانين وكبار القادة العسكريين عبر الترغيب والترهيب، لذلك لم نجد عملا فنيا أو أدبيا تغنى بحب الناس والوطن الا للدكتاتورية والقائد الضرورة أو عملا بطوليا لقائد عسكري على شاكلة المرحوم عبد الكريم قاسم ليزيح الضيم والجور عن هذا الشعب فأظهرت هذه الحقبة عبر تسخير وسائل الإعلام لهؤلاء الذين تحولوا إلى مرتزقة كل همهم المال والشهرة وإرضاء الدكتاتور فكان أن اطلق على هذا الجيش الفيلق الثامن باعتبار أن هنالك سبعة فيالق عسكرية واحتلوا كثير من المناصب والقيادات في السلطة وكانوا الوسيلة الفعالة للترويج لأفكار الدكتاتورية والبناء الثقافي وتلميع وجهها القبيح أمام العالم من خلال المهرجانات الباذخة في المربد ومهرجان بابل وغيرها من المهرجانات يكون هؤلاء المرتزقة فرسان هذه المهرجانات وأبواق إعلامية في الوقت الذي يسحق شباب العراق ومناضليه في سجون دوائر الأمن والمخابرات وتموت العائلة العراقية جوعا ونزف الحروب المستمر والتخريب الثقافي والمادي قائم على قدم وساق، مما يلفت النظر حاليا وفي الفضائيات أن كثيرا ممن ساهم في صنع الدكتاتورية ومن خلال مذكرات أو حلقات تلفزيونية بدءوا ينتقدون تلك الفترة والذين كانوا هم جزء منها ولكن حين أصبحوا خارجها لسبب وآخر بدؤا يتنصلون كذلك نجد في الاونه الأخيرة أيضا من يحاول أن يجمل صور هؤلاء والذين غيبتهم الدكتاتورية لسبب أو أخر ومحاولة جعلهم مفكرين واساتذه وكتاب رائعين أن هذا المدح أو غيره لا يغيير حقيقة أنهم مجرمون سواء من غيبته الدكتاتورية أو هو على قيد الحياة فكما أن العسكري الذي ألقى على حلبجة السلاح الكيمياوي وأزهق آلاف الأرواح أو اشترك في قمع إرادة الشعب العراقي كذلك الفنان والسياسي والشاعر والمفكر الذي دار في فلك الدكتاتورية لأنهم اوجدوا البناء الثقافي لهذا النظام وقتلوا الفن المعبر عن إرادة الإنسان في الحرية ،إن ما يؤسف له ألان أن ينسى المبدعون ممن وقفوا في وجه الدكتاتورية ودفعوا ثمن ذلك حياتهم أو غربوا في المنافي هربا بعقيدتهم وأوصلوا صوت الشعب العراقي المحروم إلى العالم عبر الفن الأصيل أو الفكر البناء أو ممن حملوا السلاح في الجبال والاهوار ويكرم من غرق حتى إذنيه في مستنقع الدكتاتورية العفن حيث انبرت الاتحادات والنقابات لتكريم هؤلاء النكرات الذين تنكروا لإرادة الشعب في الحياة الحرة الكريمة والذين إلى ألان تأخذهم العزة بالإثم ويمتنعون حتى عن مجرد الاعتذار إلى هذا الشعب مما جنت أياديهم كان الأولى أن يشاهدهم الشعب في أقفاص الاتهام أسوة بمجرمي النظام السابق من العسكريين والمدنيين لينالوا جزاءهم العادل بما اقترفوه في حق هذا الشعب من ويلات وألام وتخريب الذوق العام بأغانيهم وكتاباتهم وأطروحاتهم الفكرية التي تغنت بحب الدكتاتور
لذلك كلما اطل احد هؤلاء من على شاشات التلفزيون ليتكلم عن انجازاته وأعماله الإبداعية يحضرني قول الشاعر
صه يارقيع فمن شفيعك في غد فلقد صدئت وبان معدنك ألردي
من هنا علينا أن نوفي من وقف إلى جانب شعبه في أيام المحنه وسخر فنه وأدبه وفكره الهادف الخلاق لخدمته وان نؤسس لبناء ثقافي جديد يتناغم مع التوجه الديمقراطي لنظامنا السياسي الجديد وعزل كل من له صلة بالبناء الثقافي للنظام البائد





#خضير_حسين_السعداوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القانون المدني والسنن العشائرية البقاء لمن ؟
- اليسار والحراك السياسي في العراق
- مرشحو الانتخابات والامتيازات الحكومية
- مشكلة المشاكل
- التعليم الحكومي والتعليم الاهلي والتمايز الطبقي
- شعر الابوذية هوية الجنوب العراقي
- عظمة الديمقراطية
- ثورة الزنج في البصرة قراءة معاصرة
- مجد تحت التراب
- الاتفاقية الامريكية والقلق العراقي المشروع
- مكرمة الرئيس
- هيبة القانون
- الراية البيضاء
- كركوك والنفط
- العراق من النفوذ السوفيتي إلى الهيمنة الأمريكية
- اذاعة بغداد والانقلابات العسكرية
- حواء البرلمانية والمهمات الصعبة
- نصفق اولا نصفق للمعاهدة العراقية الامريكية
- سلم الرواتب الجديد وهواجس التضخم
- العشائر والسلاح في جنوب العراق


المزيد.....




- سقطت مئات الأمتار.. فيديو من -درون- يلتقط اللحظات الأخيرة لم ...
- ترامب يدخل على خط محاكمة نتنياهو: رجل عظيم ويجب منحه عفواً
- آلام تقابلها آمال بانتهاء صراع امتد لأربعة عقود بين تركيا وا ...
- البيت الأبيض: إيران لم تنقل مخزونها من اليورانيوم المخصّب قب ...
- البرلمان الإيراني يصوت لصالح تعليق التعاون مع الوكالة الدولي ...
- المجر تحذر السفراء الأوروبيين من عواقب قانونية في حال المشار ...
- ترامب يترقب محادثات مع إيران ولا يستبعد تخفيف العقوبات
- اتفاق أوروبي أوكراني لإنشاء محكمة تقاضي المسؤولين الروس
- هكذا صنعت أميركا حربا هوليودية في أفغانستان وقتلت عائلات الم ...
- فيديو حادثة المطار.. رجل يحاول قتل طفل إيراني هارب من الحرب ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خضير حسين السعداوي - الاحتفاء بالجناة