جهاد علاونه
الحوار المتمدن-العدد: 2717 - 2009 / 7 / 24 - 09:55
المحور:
كتابات ساخرة
قرأت كل الأديان السماوية والوضعية , فلم أقرأ عن أي دين ليل نهار يركض خلف النظريات العلمية لكي يقول نحن ديننا فيه إعجاز طبي وفيه إعجازات لغوية وعلمية , إلا الدين الإسلامي , فيوم الجمعة الماضي حاولت أن أصطبر على نفسي لكي أستمع إلى جملة واحدة مفيدة من الشعراوي فلم أجد أي جملة مفيدة على الإطلاق, ومرة من ذات المرات قال لي شيخ معاتباً : إنك يا إستاذ جهاد لا تعرف حجم الإعجاز العلمي في القرآن الكريم , فقلت له : نورني إحكيلي أنا بحب أعرف , فقال لي : إختلف الأمريكان في إحدى المستشفيات على نسبة طفل وطفلة , فيظهر أن المستشفى أعطى التي ولدت طفلاً ,أعطاها طفلة , وأعطى التي ولدت طفلة , أعطاها طفلاً وذلك خلال خطأ طبي عادي , ولم تستطع الجامعات والعلماء في كافة الجامعات الأمريكية أن تثبت لمن الطفل ولمن الطفلة , فقاطعته وقلت له: ولا هندسة الجينات؟ فقال : شو جينات ومينات إنت الثاني , شو هذا الكلام الفاضي , فقلت فعلاً على حسب علم بعض الشيوخ , فعلاً مقارنة بعلمهم تصبح هندسة الجينات والحامض النووي كلام فارغ, واستمر بحديثه قائلاً :
حتى جاؤوا إلى الشعراوي وقالوا له : يا شعراوي يا إمام نريد منك أن تجد لنا شيئاً في الإسلام وفي القرآن يدلنا على الحقيقة , فنظر إليهم الشعراوي وقال : هذه مسألة ليست صعبة , الإسلام صالح لكل زمان ومكان , هذه بسيطة جداً , فقالوا له كيف بسيطة وكل الجامعات والمختبرات ما إستطاعوا حلها ؟!
فقال الشعراوي : بسيطة إفحصوا حليب الأم , فإن كانت إحدى السيدات يزيد حليبها عن الثانية فلها الطفل , والتي ينقص حليبها عن الثانية تكون الطفلة لها .
فقالوا له: وكيف ؟أهذا موجود في دينكم الإسلامي؟
فنظر إليهم الشعراوي وقال : يقول الحق سبحانه وتعالى (للذكر مثل حظ الأنثيين), فالله الحق يعطي للمرأة الحليب بكثافة إذا كان المولود ذكراً.
علماً أن الدين الإسلامي ومحمد وصحابته لم يقوموا بشرح هذه المسألة ولم يذكرها الشافعي ولا أي إمام من الأإمة الأربعة , وقد كانت الآية للتميز , أي لتمييز الذكر على حساب الأنثى ليس في الحليب وحسب , وإنما في الحليب والماء ..والشاي والقهوة , ففي كل شيء الذكر مميز عن الأنثى .
المجتمع البدوي مجتمع بطريركي كل شيء فيه يزيد عن الأنثى , ومتميز عن الأنوثة , في الميراث وفي كل شيء , وهذه الآية القرآنية , لم يكن محمد نفسه قد إنتبه لها , واعتقد أن رجالات الدين الإسلامي اليوم يعرفون من أمور الإسلام أكثر من تلك التي كان يعرفها أبو بكر وعمر والخلفاء الراشدين والصحابة وحتى من المقربين بالجملة من محمد.
لم أقرأ في حياتي عن دين فيه إعجاز علمي إلا الدين الإسلامي , يعني زي ما بقول المثل : ( إلقرعا إبتتباها إبشعر بنت خالتها) عشانها قرعا وصلعا , بتلاقيها ليل ونهار إتقول: شعر بنت خالتي طويل , شعر بنت خالتي ناعم , شعر بنت خالتي بطير العقل , وهذا كله يعود إلى عقدة نقص العرب والمسلمين من العالم الغربي فكل شيء يخترعه العالم الغربي يأتي إليه المسلمون ويقولون : هذا نعرفه منذ أكثر من 1400 سنة , وأقول لهم : طالما أنكم تعرفونه منذ أكثر من 1400 سنة لماذا لم تكتشفوه ,؟ إنت ليش ساكتين ؟ أو لماذا لم تخترعوه؟
ومرة أثناء نقاش هادىء مع أحد الشيوخ الأساتذة قال لي: إن الله يريد للغرب أن يكتشف هذا .
فقلت وكيف؟
قال لقوله تعالى (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم), فقلت وهل حين نزلت هذه الآية فسرها إبن كثير وإبن عباس هكذا وقال أنها تتحدثُ مثلاً عن الأمريكان والألمان واليابانيين ؟
فقال :لا أدري.
فتبسمت وقلت : لا أدريه...
لا يوجد دين بوذي أو كونفوشيوسي, أو يهودي , أو مسيحي , يتحدث عن الإعجاز العلمي بكتابه إلا المسلمون, علماً أن المسيحيين بإستطاعتهم أن يقولوا ذلك نظراً لأن المخترعات والمكتشفات تطلع من أدمغتهم وعقولهم مثلما يطلع العشب في بلدانهم من أراضيهم الخصبة , فأراضيهم خصبة وعقولهم خصبة.
ومرة قال لي أحدهم :
-مما خلق الله النمل يا أستاذ جهاد ؟
-لا أدري , ما بعرف.
-ليه يا أستاذ يا بيك ما إبتعرف؟
- يعني لازم أعرف ؟ أنا النمل ! مش إختصاصي النمل , أنا إختصاصي المرأة والنسوان , إبهيك بجاوبك على السريع.
- لا بدي إلنمل .
- ما بعرف ..إحكي إنت.
- النمل الله خلقه من السلكون.
- كيف يعني مش فاهم .
- الله في القرآن قال على لسان النمل(ليحطمنكم سليمانُ وجنوده).
- وين السلكون,في هذي الآية ؟
- السلكون من خلال كلمة ليحطمنكم , فالتحطيم للزجاج, وهذا دليل من القرآن أن النمل مخلوق من السلكون.
- معناته مليح الله ما خلقني من السلكون , أحمدك يا رب.
- ليه يا أستاذ؟
- شو ليه , أي أنا قلبي وحده خليجيه حطمته بدون سلكون , فكيف لو إني مخلوق من السلكون , بعدين ليه المفسرين الأوائل ما قالوا هذا الحكي ؟ يا شيخ إتركني إبحسرتي أي والله وحياة عيون ....إني قرفان حالي .
لا أدري لماذا الإعلام العربي داوشنا ليل إنهار في برامج مثل : العلم والإيمان, ال‘جاز القرآني , لماذا لا يوجد في الديانة البوذية كما هو في الديانة الإسلامية , لماذا لاتوجد برامج من هذا القبيل في الإعلام الغربي؟
من المحتمل جداً أن السبب في ذلك يعودُ إلى نقص عام في الحياة العربية الإجتماعية وإلى فراغ علمي كبير وإحساس ببون شاسع بين الغرب المسيحي والشرق المسلم , لذلك يحاول المسلمين تعويض عقدة النقص تلك , بتوجيه إشعار إلى أوروبا من أننا نعرف كل شيء , وحتى قبلكم بمئات (مآت) السنين, وأقول لهم : طيب ماشي , إحكولي طيب ليش ما إخترعتوه أو تحدثتم عنه سابقاً ؟
والأنكى من ذلك أن أحداث 11سبتمبر أيلول, وبرج التجارة العالمي قال لي أحد الشيوخ أنه مذكور في القرآن, فقلت وأين الآية , فقال :(جرف هار) الآية التي بمعناها تقول : أنه من أسس بنيانه ..ليس كمن أسسه على جرف هار , ومن المعروف أن جرف هار هو إسم الشارع الذي وقع به برجا التجارة العالميان .
#جهاد_علاونه (هاشتاغ)