لا موضوعية انتقادات مشروع دستور اقليم كوردستان

بدرخان السندي

الحوار المتمدن-العدد: 2706 - 2009 / 7 / 13 - 03:25
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    

ان من يدقق في ملاحظات السادة المعترضين على دستور اقليم كوردستان من بعض النواب او السياسيين يجد ان معظم هذه الملاحظات غير مهنية بل يغلب عليها الطابع السياسي واللاموضوعي واسقاط الكثير مما في الدواخل من رفض مترسب عميق ازاء القضية الكوردية وحلولها الانسانية المشرفة هذا من جهة ومن جهة اخرى نلاحظ للاسف الشديد ان بعض الاعتراضات تفصح عن جهل اصحابها اما بالجانب القانوني واما بما يخص القضية الكوردية في جانبها السياسي وتاريخها وملابساتها ونضالاتها وتضحياتها الجسام لا بل مشروعيتها وهذا هو الاهم.
ان من الملاحظات التي تساق حول دستور اقليم كوردستان تعكس مدى التحسس من الكورد وقضيتهم، اذ نجد البعض يتحسس من بعض المفردات الواردة في الدستور ويعدها مفردات استفزازية!!
عجيب امر هؤلاء حقا، هل الدستور مقالة او رسالة او بيان سياسي لكي يحمل عبارات استفزازية تستفز البعض من القراء؟
في الحقيقة لا توجد عبارة او مفردة استفزازية كما يدعي هؤلاء المعترضون ولكنهم غير قادرين على تحمل (الواقع)!
اننا نرى ان من اسباب الامتعاض من مشروع دستور اقليم كوردستان ان هذا الدستور ينهي امال المعترضين على امكانية تمييع وتقليص وربما الغاء النظام الفدرالي وما يتمتع به اقليم كوردستان اليوم من حياة ديمقراطية ذلك ان مشروع الدستور يوضح العلاقات بين الاقليم والحكومة الفدرالية وعندما تتضح العلاقات المدونة وتكتسب مشروعيتها من خلال التصويت عليها تصبح حقيقة واقعة على الارض وهذا ما يخشاه معارضو دستور الاقليم ففي ذلك محق لامالهم.
يقف الى جانب هؤلاء المعارضين- تيار بدت اعراضه تتضح منذ بضعة شهور وهو تيار (المركزية القوية) هذا التيار الذي اشرنا اليه اكثر من مرة في افتتاحياتنا، التيار الذي لا ينسجم منطقيا مع مفهوم الدولة الاتحادية، وهو بشكل او اخر تآمر على النظام الفدرالي الذي اقره الدستور العراقي فاساس وروح النظام الفدرالي هو (اللامركزية)، فكيف ينادي هذا التيار بالدولة المركزية القوية؟
هذه بدعة سياسية ادارية لم يسمع بها السياسيون والاداريون ولم تشر اليها الكتب والمصادر المعنية بالنظم السياسية والادارية، نعم فان هذا التيار بدوره لا يرتاح قطعا الى دستور يعكس واقع القضية الكوردية وتنظيم الية العلاقات بين الاقليم والحكومة الفدرالية من جهة والعلاقات داخل الاقليم من جهة اخرى، والمشكلة ان بعض المتلقين من المعارضين الذين يشعرون بالاستفزاز من بعض المفردات اللغوية لدستور اقليم كوردستان انهم لم يألفوا هذه المفردات، فمفردة (الحكم الذاتي) كان يعاقب الكوردي بالاعدام اذا مالفظها في الستينيات من القرن الماضي.
والمطالبة بالحكم الذاتي بحد ذاتها (خيانة عظمى) وكان البعض من الاخوة العرب تستفزهم عبارة (الحكم الذاتي) اما اليوم فان لفظة (الفدرالية) حلت محل الحكم الذاتي وبدأت تستفز البعض واخيرا فأن عبارة (دستور اقليم كوردستان) وما ينطوي عليه من مفردات اصبح موضع استفزاز لهم.
ان سبب الشعور بالاستفزاز على ما يبدو فضلا عما ذكرناه اعلاه فانه يعود الى ارتفاع درجة التحسس ازاء ما له علاقة بالكورد وحقوقهم من جهة وضعف المعرفة الحقيقية بالقضية الكوردية ومشروعيتها من جهة اخرى ناهيك عن وجود تيار شوفيني عريق يتمنى لو ان الكورد ما خلقوا اصلا.
لو راجعنا مجمل المناقشات التي حصلت حول مسألة دستور اقليم كوردستان لوجدناها مناقشات سياسية واراء شخصية انفعالية ولم يلاحظ المتلقون نقاشا قانونيا جادا واحدا (للاسف الشديد).
ان دستورا متماسكاً واضحاً صريحاً رصيناً غير متقاطع مع الدستور الاتحادي كهذا يتقاطع والنزعة المركزية التي يريد ان يرسخها في العراق حملة شعار (الدولة المركزية القوية).

#بدرخان_السندي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات