أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - ملعون -ابو الباميا-














المزيد.....

ملعون -ابو الباميا-


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 2705 - 2009 / 7 / 12 - 09:06
المحور: كتابات ساخرة
    


يوم أمس دعاني صديق عزيز الى تناول العشاء في منزله وقال متحمسا عبر الهاتف :انها البامية ياصديقي فلا تفوتك. لم اجرؤ على الرفض وكيف يرفض العراقي مثل هذه الاكلة.
اعرف تماما اني سأركب القطار الى جزيرة جنوبية حيث صديقي هناك وأعرف ان ساعتين من "خربشة" القطار على سكته ستقودني الى بيت ابو محمد ذلك الصديق الرائع والاروع منه زوجته التي تتباهى بانها العراقية الاولى في طبخ الباميا ،اعترف انها الاولى فيها وفي أكلات آخرى.
في القطار السريع سرحت قليلا، انا اعرف هذا الصديق العزيز منذ سنوات طويلة ، انه حلو المعشر رقيق الحاشية باسم الوجه يغض الطرف عن هنات الآخرين البسيطة، يريد ان يخدمك باي وسيلة ممكنة, وزوجته كذلك.
قد لايهمكم وصفي لزوجته فهي طويلة بعض الشىء تبتسم بمقدار وتستقبلك في بيتها كما لو كنت واحدا من اهلها ولكن مشكلتها تبدأ حين تعرف انك من جماعة الكتاب اياهم فتطلب منك نموذجا مما كتبته وبعد ان تنهي قراءته – وانا اعترف انها قارئة جيدة- تحصي لك الاخطاء المطبعية التي وردت في الموضوع ، ولانها مهووسة بذلك فقد تنسى فكرة الموضوع وربما لاتناقشك فيه اذ تتحجج بالذهاب الى المطبخ للتأكد من ان الطبخة على مايرام ومع هذا فانا احترم فيها شغفها بالتاريخ وعدم ميلها لقراءة القصص القصيرة.
حين وصلت الى محطتي وجدت ان صديقي العزيز في استقبالي كعادته وعرفت بعد ذلك انه لم يألوا جهدا في اعداد المائدة بما لذ فيها وطاب ولم انتظر ضيفي ان يدعوني الى المائدة كالعادة بل ركضت نحو المائدة لارى تشريب الباميا يغازلني كما لم يغازلين احد من قبل.. أكلت وأكلت حتى طاف بي الكيل – وبالمناسبة اللغة العربية مرنة الى حد انها تعترف بان كلمة " طاف" ليست من الطواف فقط بل انها تأتي مجازا للطوفان في بعض الاحيان-.
شكرت ام محمد تلك المرأة التي اكن لها كل التقدير واستأذنت في العودة الى داري قبل ان يفوتني قطار منتصف الليل ولكنهما اصرا على المبيت عندهما وهكذا كان.
ولأن "الباميا" تنفخ كما يقول العراقيون فقد نمت تلك الليلة مع كوابيس طويلة وقصيرة في آن. وحين صحوت لم اتذكر الا كابوسا واحدا ظل يقلقني حتى بعد استيقاضي من النوم. قادني ذلك الكابوس وانا في عز النوم الى بهو انيق مفروش بالسجاد الاحمر القاني وتنتشر على ارضه مخدات لم اتذكر لونها ولكنها وثيرة في الجلوس، تحققت من ذلك حين جلست على احداها، وحين استقر بي الجلوس حتى رأيت ثلاث مجاميع تتقدم نحوي ، المجموعة الاولى كانت تضم مجموعة من اصحاب اللحى تغطي اجسادهم "دشداشة" بيضاء يصل ذيلها حد الركبة وبايديهم مسابح سوداء طويلة فيما شفاههم تتلوا همسات لا اسمعها.
تقدم مني كبيرهم وسأل عن اسمي وهويتي بهمس مؤدب ولكني سمعته فجأة يصيح : من اين انت ياأخا العرب. اجبته بعفوية: انا من بلاد الرافدين.
صرخ مرة اخرى: لم نسمع بهذا الاسم هل تقصد انك من بلد الرافضين.
فتحت فمي مندهشا وسألته : وما هم الرافضين ياأخا العرب.
اجاب: هؤلاء الكفار الذين يسبون الصحابة وآل الرسول ممن لاتعجبهم سيرتهم.
اجبت: لا أفهم ما تقوله ياأخا العرب وانا لست رافضا ولامن الرافضين ولا حتى من القابلين.. انا فرد سكن بلاد الرافدين منذ سنواتٍ وعاش بين احضانها وتعلم لغتها واراد ان ان يقول ما قلبه بصدق وأخلاص.
ضحك كبيرهم ضحكة مجلجلة وعاط: انك أمي لاتعرف طفح الكيل من طاف الكيل والافضل ان ترتكن الى هذه الزاوية وتصمت الى الابد.
حاولت ان اقول شيئا ولكن الكلام عصى علي خصوصا بعد رأيت الكبير يغادر مع مجموعته لتليه مجموع الشباب الذين يلبسون الحلي والاساور وبعضهم يدق الدفوف. جاءوا الي وتكلم كبيرهم مخاطبا اياي:
- ........
- لم اسمع ماذا قال فقد كانت الباميا عسيرة الهضم وبالكاد طلبت منه ان اكتب ما قاله في الحلقة المقبلة.
-





#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا برىء منكم ... وهذا صك البراءة بين ايديكم
- لقاء تأريخي بين حضيري ابو عزيز ومايكل جاكسون
- انسحبت القوات الامريكية من المدن العراقية وبقيت في الارياف.. ...
- تخريج اول دورة في صناعة- الغباء- في العراق
- ألانسحاب الامريكي المقيت من المدن العراقية
- 100 مليون فأر في مصر.. ياسلام
- مطلوب محاسب اقدم في يوم القيامة
- رجل عادي... قصة قصيرة
- مبروك لاصحاب اللحى بعد ان عينوا الله رئيسا لمجلس التعذيب الع ...
- ماذا فعلت يا اسلام سرحان حتى اهنت الاسلام؟
- الى - الشهيد- عزت الدوري
- يابياع الخواتم...
- بكم اشتريت -الدكتوراه- ايها ألاخ
- ميكي ماوس ..قاتل
- 3 ألف مخرب غير عراقي في العراق
- صدام حسين و-الفرات- ومادونا
- عينات خائبة من رجال الدين
- يا غايتي في هذه الدنيا
- آه يامطر الداغر
- بلد مسالم استغنى عن حكومته


المزيد.....




- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...
- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - ملعون -ابو الباميا-