أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - انسحبت القوات الامريكية من المدن العراقية وبقيت في الارياف..مبروك














المزيد.....

انسحبت القوات الامريكية من المدن العراقية وبقيت في الارياف..مبروك


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 2701 - 2009 / 7 / 8 - 05:51
المحور: كتابات ساخرة
    


كشف الانسحاب الامريكي في يوم الثلاثين من حزيران الماضي من المدن العراقية البون الشاسع والاختلاف الكبير بين الشعب وحكومته. ففي ذلك اليوم خرج علينا مصور قناة العراقية الفضائية وهويصور "بهجة" الشعب وفرحته لانسحاب القوات الامريكية من المدن وكانت فعلا فرحة كبيرة لشعبنا الذي تحمل من الضيم الكثير. فقد رأى آلالاف من المشاهدين في بقاع العالم كيف احتفل شعبنا وعلى طريقته الخاصة حين كانت شوارع بغداد مزدحمة بالراقصين والمهللين والمبتسمين . نعم كان هناك فرح حقيقي لكل شعبنا العظيم ولكن ليس كما فهمته قناة العراقية الحكومية التي استلمت الامر كعادة وسائل الاعلام في الداخل منذ عشرات السنين لتزمر وتطبل لهذا الحدث من باب ان القيادة العراقية هي التي حققت هذا الهدف"المغوار".
والادهى من ذلك ظهور احد المذيعين في مقابلة طويلة مع احد روؤساء عشيرة في الفرات الاوسط – لا اريد ان اتذكر حتى اسم عشيرته- ليقارن بين ثورة العشرين في النجف الاشرف وبين حدث الانسحاب الامريكي ، بمعنى ان الشعب العراقي حقق انصاره العطيم بانسحاب القوات العراقية في نفس اليوم التي انطلقت فيه ثورة العشرين في 30 حزيران من العام 1920، وكدت اكفر بكل هذا الاعلام "الغبي" الذي يكرر نفس تأريخ الاعلام الدموي للرئيس السابق صدام حسين القائد الضرورة.
وقبل ان اقفز الى نقطة نقاشي الرئيسة في الاختلاف الشاسع بين الشعب والحكومة اود ان اسأل هذا المذيع لعله يوصل صوتي الى من يهمه الامر :ماهو اوجه التشابه بين ثورة العشرين تلك الثورة التي قام بها ثوار مدينتي النجف والكوفة وبين الانسحاب الامريكي من المدن العراقية.
اود فقط ان اخبر هذا المذيع عن خان "الشيلان" وهو يعني المضيف بالفارسية الذي كان احد معالم هذه الثورة التي صدت حوالي 900 جندي بريطاني من الزحف على هاتين المدينتين. ان هذا الخان يقع في وسط مدينة النجف ويحتل مساحة 700 متر مربع ضمن ساحة كبيرة تواجه سوق النجف الرئيسة آنذاك يمتلك بابا عريضة تدلف الى رواق قصير في منتصف ارضه تماما، واكتسب اهميته من حيث كونه اوسع واعلى بناية في النجف آنذاك ويشرف على جميع مداخل ومرافق النجف الاشرف. والحق ان حصة مدينتي النجف والكوفة من هذه الثورة كانت معركة قاسية هي معركة "الرستمية" التي قلبت ميزان المعركة لصالح الثوار، اذ بعد ان استطاع الجيش البريطاني المحتل من ضرب معسكر الثوار في "حصين" على قناة " الرستمية" على بعد 9 كيلومترات من منطقة الكفل اراد الزحف الى مدينة الكوفة ولكنه لم يستطع اذ شن عليه الثوار في الخامس والعشرين من تموز من خلال ذلك الخان هجوما عنيفا مجتازين خطوطه الدفاعية مما اضطر القائد البريطاني"هيرد كيستل" الى اصدار اوامره بالانسحاب بعد ان تكبدت 180 قتيلا و60 جريحا و89 اسيرا بريطانيا و81 جنديا هنديا.
هذه نتفة موجزة جدا من ثورة العشرين ..ترى بعد ذلك ماهي علاقتها بالانسحاب الامريكي من المدن العراقية ولماذا هللت وكبرت وصفقت حكومتنا العراقية؟ الايكفيها ان تعرف_ وهي تعرف تماما _ ان الهوسات الاعلامية طراز غبي في الاعلام اكل عليه الدهر وشرب. ألايكفي مثلا ان تدار ندوة يحضرها لفيف من الاعلاميين والمؤرخين والسياسيين ليناقشوا بكل هدوء _ واصر على كلمة بهدوء _ وضع الانسحاب الانريكي من المدن وما سيلي ذلك من نتائج بكل وضوح وصراحة، ألا يستأهل هذا الشعب ان نقول له الحقيقة ولو على سبيل الصدفة..؟.
دعونا من الاجابة على هذا السؤال لاقول لكم ان شعبنا يدرك تماما ماذا يفعل وماذا يريد ، فهو حين نزل الى الشوارع ليرقص ويغني ويطلق "الهوسات" العراقية يدرك ان فرحته هذه هي عدم رؤيته للدبابات الامريكية داخل شوارع المدن بعد اليوم والتني كانت تسحق السيارات المدنية بسائقيها حين تمر لتفسح للسائق الامريكي المجال _ اليس هو امريكي_.
كان شعبنا فرحا وسعيدا لانه لم يعد يرى مظاهر الاحتلال امام البيوت ويدرك تماما ان الانسحاب جاء بقرار امريكي مائة بالمائة بمعنى ان الامريكان وعدوا ونفذوا وعدهم وانسحبوا من المدن العراقية. وادركوا ايضا ان هذه القوات ستعسكر في الثكنات القريبة من المدن ولكنهم استغلوا الفرصة ليفرحوا ويرقصوا بعد ان حرموا من هذه النعمة طيلة اكثر من اربعين عاما اي منذ مجىء السلطة البعثية في العام 1968 ولحد الان.
اذن لماذا وهذا هو سؤالي الذي اصرخ به الان :لماذا يريد اعلام السلطة الذي يدعي انه اعلام حر ديمقراطي ان يسقط فيما سقط به صدام حسين وزبانيته.. كفاكم تطبيلا فشعبنا يعرف تماما من هو المدمن على التطبيل والتزمير ولا يمكن ان تمر عليه دعاياتكم التلفزيونية بسلام.
ايها السادة الافاضل ان القوات الامريكية جاءت لتبقى وستبني قواعدها العسكرية خارج مدن العراق والافضل ان تتعلموا الان كيف تخاطبوا عقول البشر بصراحة ودون تطبيل .



#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تخريج اول دورة في صناعة- الغباء- في العراق
- ألانسحاب الامريكي المقيت من المدن العراقية
- 100 مليون فأر في مصر.. ياسلام
- مطلوب محاسب اقدم في يوم القيامة
- رجل عادي... قصة قصيرة
- مبروك لاصحاب اللحى بعد ان عينوا الله رئيسا لمجلس التعذيب الع ...
- ماذا فعلت يا اسلام سرحان حتى اهنت الاسلام؟
- الى - الشهيد- عزت الدوري
- يابياع الخواتم...
- بكم اشتريت -الدكتوراه- ايها ألاخ
- ميكي ماوس ..قاتل
- 3 ألف مخرب غير عراقي في العراق
- صدام حسين و-الفرات- ومادونا
- عينات خائبة من رجال الدين
- يا غايتي في هذه الدنيا
- آه يامطر الداغر
- بلد مسالم استغنى عن حكومته
- أين الربان ايها السادة
- رسالة الى السيدة الاولى
- عن المخصيين والعنينين


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - انسحبت القوات الامريكية من المدن العراقية وبقيت في الارياف..مبروك